الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

برائة مبارك!... مش هندب ولازم افكر...وهكمل




حكمت المحكمة حضوريا على مبارك ونجلية ووزير داخليتة ومعاونية وحسين سالم الغائب عن الجلسة ب (البــــراءه) في قضايا متعددة منها قتل المتظاهرين ابان ثورة يناير المجيدة وتصدير الغاز لاسرائيل واي قضية اخرى كان يمكن اتهامهم بها امام المستشار الرشيدي الذي كان يتمنى رؤية مبارك حينما كان رئيس وراه بمنتهى الشغف والسعاده ولو متهم في قفص من الذهب وهو يبشره بالرائة من اي وكل التهم المنسوبة او الغير منسوبة الية.... كان هذا يوم السبت الموافق 29/11/2014م .... انتهى التوثيق.

مرت ايام قليلة لم يكن يملؤها سوى الحزن والندب والحسرة على دماء الشهداء الذكية التي راحت هباء واهدرت بلا حق او سبب سوى انهم ارادوا لمصر ان تأخذ مكانها الطبيعي وينال شعبها حقة المسلوب... وما تبقى من الاحياء والمؤمنين بهذه الاهداف لم يستطيعوا استرداد هذه الحقوق المسلوبة او النيل من قاتلي هؤلاء الشهداء الابرار...

لا اريد ان استمر في الندب والحسره لانها باقية لن تزول ولكني اردت اليوم في تدوينتي هذه ان اضع حل او حتى اكون واقعي مجرد فكره لعل وعسى من يقرأ لي ولو قليلون ان تنال هذه الفكرة اعجابهم ويسعوا الى تنفيذها لعلنا نوفق يوما في نجاح فكرة ايا كانت لمن وايا كانت الفكره... لا ابحث عن مجد وراء هذه الفكرة ولا اريد شيء سوى ان ارى ما قد تمنى الشهداء الابرار ان يروا مصر علية...

الفكرة:-
اثبت التاريخ الحافل بالعديد من الثورات منها التي كللت بالنجاح ومنها ما قد فشل ان الثورات التي كللت بالنجاح قد قامت على فكرة محدده واهداف واضحة لمجموعه من الثوار الذين آمنوا بالفكرة وتوحدوا عليها وبذلوا دمائهم في سبيل تحقيقها... وهناك فارق كبير بين الفكرة (الايديولوجية) والاهداف يجب توضيحة حتى تصل الفكرة لكل من يقرأ هذه التدوينة...

سريعا تعريف الايديولجية:
منظومة متسقة من الأفكار والتصورات والقيم تحدد رؤية الفرد إلى الطبيعة والمجتمع والإنسان، وتوجه سلوكه، بقدر ما تحدد رؤية الجماعة وموقفها وأساليب نشاطها، ويعتقد معتنقوها أنها الحق.

وباختصار قد يتفق اثنان على هدف ولكنهم مختلفين في الفكر وهذا ما حدث في ثورة يناير عندما اتفق الشعب بكافة طوائفة يساريين مع اخوان مع سلفيين مع الوسط مع كافة التيارات المختلفة في الافكار والمعتقدات على هدف واحد وهو الاطاحة بنظام مبارك ولكنهم لم يتفقوا على الفكرة التي تشير الى ماذا بعد تحقيق هذا الهدف المشترك وتسبب هذا الاختلاف في الافكار بين الطوائف الى نجاح النظام الفاسد في التفرقة بين كافة الطوائف ومحاربة الثورة او بمعنى ادق محاربة التجربة الثورية المتعددة الاحزاب والافكار الى ما آلت الية وانتهت ببرائة رأس النظام الفاسد ومعاونية من كل التهم المنسوبة اليهم في اشارة الى ضياع وفشل التجربة الثورية المتعددة الافكار...

وفي دراسة سريعة ومختصرة للتاريخ نجد ان الثورات التي كللت بالنجاح هي الثورات القائمة على ايديولوجية محدده لمجموعة متسقة ومتحده مع بعضها البعض على افكار واحده ومنهج سياسي اجتماعي واحد حتى وان كانت افكارهم تنال اعتراض باقي التيارات الاخرى ولكنهم استطاعوا فرض افكارهم الموحده على باقي التيارات ليحكموا بافكارهم ومعتقداتهم حقبة من الزمن وتنتهي وقد يحكم التاريخ والمؤرخون بمختلف افكارهم على هذه الفترة من الحكم منهم من يرى ان هذه الثورة كانت ناجحة واستطاع اصحابوها تحقيق العدالة الاجتماعية وغيرها من اهداف نبيلة لاوطانهم ومنهم من يرى ان هذه الثورة كانت فاشلة واستطاع اصحابوها المضي قدما في الفساد الذي كان سببا رئيسيا في ثورة هذا الفريق على ما سبقة او سببا في قيام ثورة اخرى لنهاية ثورة سابقة وعهد آخر من الفساد...

ملخص الفكرة:-
الاستفادة من تجربة ثورة يناير مع تعديل بسيط في قيام الكيان الثوري الذي يملك فكرة (ايديولوجية) واحده محدده واهداف متفق عليها ورؤية كاملة لما بعد اسقاط النظام في ادارة شؤون البلاد وتطبيق افكارهم المتفق عليها والمراد تحقيقها من اجل عدالة وكرامة وغيرها من حقوق الشعب المسلوبة دون مشاركة اي كيانات اخرى لها من الافكار والمعتقدات ما يتعارض مع الكيان الثوري وعلى اي ايديولوجيات اخرى وكيانات اخرى ان تخوض ما تراه صالح لها سواء بقيامهم بثورة مستقلة بهم فقط او ببقائهم في مشهد النظام الحالي راضيين بما قسم لهم النظام من حصة سياسية ومن يريد من تلك الكيانات القيام بثورة فليقوم بها اما ان ينجح وسيفرض افكارة على الجميع او يفشل فليترك لكيان آخر المجال الثوري الذي يراه... 



باختصار: لن تنجح ثورة قائمة على افكار متعدده واهداف قليلة متحده حيث اذا نجحت الاهداف تضاربت الافكار وتصارع اصحابها ومن ثم فشلوا جميعا في النهاية وخسروا حتى اهدافهم القليلة المتفق عليها... 

من يريد ان يثور للتغيير فعلية ان يفرض افكارة الثورية على الجميع والا يثور مع مختلف ومعارض له في الفكر والاعتقاد والاهداف والا ينتظر من يائس ان يسانده او يتفق معه فاليائس مستسلم للامر الواقع ايا كان سواء فرضت انت الواقع او فرضه غيرك عليه...

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

مصير مصرنا



تبادر سؤال الى اذهان الجميع بعد قيام ثورة يناير المجيدة وبعدما انتقلت الثورة من المياديين الى دهاليز السياسة الحقيرة التي آلت باهداف الثورة وبحق الابطال الذين ضحوا من اجل مصر الى مصير غير معلوم او في ظن كثيرين الى ضياع حقهم للابد وهو الى اين مصر ذاهبة وكأنه السؤال الذي لا اجابة له...
  
اقتربنا من اربعة اعوام على قيام ثورة يناير المجيدة والتي حولت اليأس الذي كان قابعا بين اذهان المصريين الى حلم جميل عاد الى الحياة في نيل كل مواطن حقة البسيط في حياة كريمة آدمية يستحقها بعدما كانت كل حقوقة مسلوبة ومقصورة على حاشية الرئيس السابق مبارك وذوية ليعود الامل الذي كان يرقد يحتضر في غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت... ومع مرور الوقت والتجارب الديمقراطية شكلا فقط وليست مضمونا ليعود الامل الى غرفة العناية المركزة مره اخرى ويتسرب الى قلوب الجميع مزيدا من اليأس السابق بأنه لا فائده مما حدث وان السنوات الاربع السابقة لم تقدم شيء بل قد تكون أخرت وتسببت في زيادة الضغوط والصعاب في حياة المواطن المصري البسيط...

خاض الشعب المصري كما سلفت بعض المظاهر الديمقراطية المتلاحقة والتي كانت ديمقراطية في مظهرها فقط وهزلية في جوهرها من انتخابات مجلس شعب وشورى وانتخابات رئاسة تكررت مرتين في اقل من عامين مع تجربة فصائل منظمة وقوية سواء ماديا او تنظيميا مثل جماعة الاخوان او المؤسسة العسكرية والتي انحصر الاختيار فينا بينهما سواء في الانتخابات الاولى بين مرشح الاخوان محمد مرسي ومرشح المؤسسة العسكرية انذاك الفريق احمد شفيق او في الانتخابات الثانية والتي جائت بعد خلع المرشح الاول محمد مرسي وبعد مرور عام واحد فقط على تولي جماعة الاخوان السلطة من خلالة لتتحول الانتخابات الرئاسية الثانية الى استفتاء شعبي مزيف لاختيار مرشح المؤسسة العسكرية الجديد المشير عبد الفتاح السيسي الذي كان يتقلد منصب وزير الدفاع في حكم رئيس الاخوان السابق محمد مرسي...

اعتقد الشعب المصري ان مصر بما فيها من فساد ومشاكل في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والامنية وغيرها بانها تحتاج الى رئيس قوي يقف ورائة من يستطيع ان ينتشل مصر من حالة الضياع التي عاشتها طوال الستون عاما الماضية وقد بدى هذا واضحا في اختيار الرئيس السابق محمد مرسي وظن الشعب بان الجماعة الاسلامية التي ينتمي لها الرئيس المذكور قد تتدخل بما تملك من موارد مالية وتنظيمية في تغيير الاوضاع في شتى المجالات وتتحول مصر في غضون سنوات قليلة الى مكانتها التي تستحقها وينال شعبها حقة المسلوب ونظرا الى غباء هذه الجماعة الذي اثبت عبر تاريخ طويل يفوق الثمانين عقدا فقد تحالفت كل مؤسسات الدولة الفاسدة الى عدو للجماعة التي لم تستطع احتواء هذه المؤسسات التي استطاعت ان تحشد الرأي العام ضد الجماعة سواء باسلحتها المتعدده او بغباء الجماعة الاسلامية نفسها وما اقدمت علية من قرارات فاشلة حتى كان للمؤسسات المصرية ما ارادت وبعد عام واحد من تولي الرئيس السابق محمد مرسي السلطة لتعود السلطة مرة اخرى للمؤسسة العسكرية التي ارادت تقنين هذا الانقلاب بانتخابات ديمقراطية زائفة ايضا وتولي وزير الدفاع حينها السلطة الرئاسية بانتخابات بين خصين احدهما كومبارس لم ينل اصوات قد ينالها عمده قرية او عضو مجلس شعب عن دائرتة...

وفي هذا ايضا دعم شعبي لاكبر مؤسسة مصرية قائمة وهي المؤسسة العسكرية حتى وان كانت الانتخابات الرئاسية التي وصل بها رئيس هذه المؤسسة الى سدة الحكم ويتمثل هذا الدعم في اعطاء الفرصة للمؤسسة العسكرية بادارة شؤون البلاد بشكل رسمي وليس مؤقت مثلما حدث ابان ثورة يناير المجيدة واملا في اعطاء الفرصة للفصيل الثاني المنظم والذي يملك كثيرا من موارد الدولة للفرصة في انتشال البلاد من حالة الضياع والفقر التي قد تحيق بالجميع وقد تعيد الامل الضائع لعموم المصريين في استراداد حقوقهم...

ولكن وماذا بعد؟... وما هو الموقف اذا فشلت هذه المؤسسة المتمثل وزيرها الاسبق في رئاسة مصر وادارة شؤون الدولة وعادت كل المشاكل الاقتصادية والامنية وغيرها الى سابق العهد وتبدد الحلم المصري تماما بعد فشل اكبر جماعتين منظمتين في الدولة وماذا بعد فشل المؤسسة العسكرية التي لها من المهما مهو حساس ودقيق في مصير هذا الوطن من حماية اراضية ضد اي معتدي وهل سيكون الفشل بالتجزئة اما سيكون فشل كامل وعام لهذه المؤسسة كما يتبادر الى اذهان المصريين سؤال هام وهو ماذا بعد فشل هذه المؤسسة وما هو البديل الذي يمكن ان يحدث لانتشال الوطن من حالة الضياع التي يمضي قدما للوصول اليها؟...

ليعود السؤال الشهير مرة اخرى: الى اين مصر ذاهبة؟ وللحق اقول انها ذاهبة للمجهول فلا الشعارات عادت تاتي بجديد ولا الادعائات الكاذبة بالوطنية والشرف والدين حقيقية بل تحلى معظم من يتظاهر بهذه الشعارات بعكس هذه الشعارات تماما سواء من تجار الدين في جماعة الاخوان وباقي الجماعات المتأسلمة او من المؤسسة العسكرية التي ادعت الشرف والوطنية وكلاهما برئاء منها ومن قياداتها الفاسده...

ومع اطلالة الارهاب الذي ذكره الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي قبل ان يحدث ومن ثم حدث وتجلى في احداث كثيرة ومتعددة وظهور جماعات اخرى تدعي نشر الاسلام بالقوة مثل جماعة داعش وغيرها وبصرف النظر عن حقيقة تكوين هذه الجماعات ولاكتشاف حقيقة هذه الجماعات  سؤال يوجه للمخابرات المصرية والدولية التي لا تعرف الا الالعيب الحقيرة فقط ومع تفاقم الاوضاع وازدياد الضغوط والمشاكل على المواطن المصري البسيط قد  ينفلت الزمام بعدما اختلت قواعد اللعبة وتغيرت كثيرا من الحسابات بين الدول العظمى والدول التابعة وشكل المنطقة الذي يجب ان يتغير وفقا لمصالح تلك الدول سنجد اننا ذاهبون جميعا الى المجهول ولن يدفع ثمن هذا المجهول سوى الشعوب التي ضاع البعض وفي الطريق البعض الاخر فلا تعجب اذا ما وصلت مصر لما وصلت الية سوريا او العراق او ليبيا او من قبلهم فلسطين وهذا ليس نتاج فقط مخططات خارجية تستهدف الوطن قدر ما هي فساد داخلي طال كل مؤسسات هذا كافة الوطن وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية التي تحول كافة قياداتها الى خونة فاسدين لا يعرفون عن الوطن سوى قيمة حساباتهم في البنوك الخارجية ومصيرهم اذا ما سقطوا او سقطت الدولة يوما ما...

وفي خضم الاحداث والذكريات تنهال علينا ذكرى احداث محمد محمود وابطالها الشهداء الذين ضحوا من اجل وطن لا يستحق كثيرون فيه شرف التضحية او عظمة اي انتصار بل لتثبت حقيقة الجماعة المتأسلمة التي تسببت فيما وصلنا اليه بطمعها وكرهها للغير او في حقيقة المؤسسة العسكرية الفاسدة التي امتصت حماس الشباب وتضحيتهم بكل ما يملكون حتى تعود الى السلطة ويعود النظام السابق العسكري الى سدة الحكم وليتستر كل فاسد على فسادة ولتحمي هذه المؤسسة كل خائن وفاسد سواء كان احد ابنائها او كان يملك من المصالح معها ما يستحق ان يحمية....

سينفلت الزمام وستضيع مصر بقدر ابنائها الذين لم ولن يستحقوا يوما شرف الانتماء لهذا الوطن بل وبلغوا من الخيانة ما يفوق خيال اعداء هذا الوطن للفت به والمكر باحلام شعبة... قريبا مصر ستصبح عراق وسوريا وفلسطين وليبيا بل وستكون اسوء بكثير...

ليس تشاؤم بقدر ما هو واقع مرير... اتمنى اكون مخطأ ولكني اعلم ان التاريخ لن يرحم كل متفائل ولو بالكذب حتى لا ياتي جيل يلعننا ويلعن ما قمنا يوما به من اجلهم...

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

كان عندنا يوم قضية




لا اعلم ماذا اقول؟ وهل ما سأقولة من حديث متكرر ومستهلك وفي الوقت الضائع ام انه حديث هام وملح و في التوقيت اللازم؟ وهل كان حديثي هذا مثار اهتمام وعناية ممن سيقرأه ام سيكون مثار للملل؟ وهل كان هناك ما هو اهم ام كان هذا الحديث هو الاهم؟...

انها قضية حياة... قضية وطن... قضية مؤجلة الى امد غير مسمى وكل ما يثار فيها من احداث متكرر وممل ولا فائدة منه سوى مزيد من اليأس في تطبيق العدالة وغياب الحق الذي ضاع بيننا حينما ضاعت كل القيم وانهارت كل المباديء واصبح القاضي خائن للحق متآمر علية واصبح المظلوم بين براثن الظالم المعتدي والقاضي المتواطيء...

انشغل البعض بالقضايا الداخلية مع كامل الحق في كونها قضايا هامة تخص اوطاننا العربية اللاتي ننتمي اليها وخاصة بعدما قررت بعض الشعوب العربية ان تنتفض للمطالبة بحقوقها المسلوبة على ايدي حفنة من الحكام الفاسدين الخونة وبغض النظر عن وصول الشعوب الى ما تبتغي او فشلها في ان تقتلع هذه الانظمة الفاسدة فقد نسينا جميعا قضية وطن محتل مسلوب الحقوق منتهك الاعراض مستباحة دمائة منذ زمن بعيد دون اي مدافع او سند يقف الى جانبه في حربة ضد العدو الحاقد المحتل الذي لم يجد في اشقائة سوى كل ضعف وتخاذل وجبن وفي كثير من الاحيان خيانة....

هل تتذكرون زهرة المدائن؟... القدس... هل تاهت قضية فلسطين في زحمة قضايانا حتى اننا اصبحنا لا نعلم ما يحدث فيها وما يستجد من احداث قد تكون متكررة ولكن الاكيد ان الموقف العربي تجاه جزء من اراضية المغتصبة بل اطهر اراضية ومهد انبياء الله في الارض لا يزال حافل بكل الخزي والعار... ولم لا ووطننا العربي لا يزال محكوم من حفنة من الحكام الفاسدين الخونة..

يندد هذا ويشجب ذاك ويحذر هؤلاء ويمضي العدو المغتصب في طريقة وهو يعلم ان الطريق ممهد لاغتصاب حق ليس بحقة وان اصحاب الحق قد باعوه وقبضوا الثمن...

قتل الالاف في غزة في غضون ايام ولم يتحرك ساكن لاحد هدمت المنازل والمساجد وتم منع المسلمين من الصلاه في المسجد الاقصى وبقى الساكن كما هو ويتم الان انتهاك المسجد الاقصى بكل تجبر من الكيان الصهيوني وبالطبع لا يوجد موقف عربي ولن يوجد طالما كان حكامنا من نفس افراد العصابة التي لا اشك مطلقا في انهم صهاينة العقيدة والفكر وان الخيانة تجري في عروقهم...
اعلم ان كل هذا حديث مكرر وقد يكون ممل ولكني اردت ان اذكر من نسى او تناسى بقضية حياة ووطن ودين ودماء تسقط كل يوم... ضاعت قبلة المسلمين الاولى ودنست المقدسات وستضيع باقي الاوطان العربية طالما بقينا كما نحن وبقى من يحكمنا بنفس السياسة وبقيت ثورات الربيع العربي مجرد ذكرى مؤلمة وستصبح اوطاننا العربية قريبا شأنها شأن فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن والبقية تأتي...

السبت، 11 أكتوبر 2014

قواعد اللعبة




توقفت كثيرا عن الكتابة وعن تدوين ما يحدث وما يدور بالمنطقة العربية او حتى على الصعيد المصري وهو شغلي الشاغل بكل تأكيد... لم يكن توقفي نتيجة رضاء بما يحدث او يجري من سياسات نظام حالي او حتى نتيجة ضعف رؤية وعدم قدرة على تحليل الموقف السياسي الراهن بل هو توقف للصبر والتأمل فيما يجري وكيف يجري وكيفية الوصول الى حلول تخرج تماما من اطار الاحاديث الكثيرة التي لا تأتي بجديد او بقاء الجميع كرد فعل لما يحدث والجميع بلا استثناء لا يفهم ما يحدث وكيف يحدث ومن هي الاطراف التي ترسم وتحيك وتخطط لكل ما يحدث...

السيسي وحكم مصر... تحويل جماعة الاخوان الى جماعة ارهابية والى متى ستظل  هكذا وهل ستعود للحياة السياسية في مصر مرة اخرى؟...  داعش من هي ومن ورائها؟... موقف الولايات المتحدة من المنطقة العربية ورؤيتها لشكل المنطقة في المرحلة القادمة؟... وكثير من الاسالة التي قد تكون بلا اجابات واضحة وقد تكون اجاباتها لدى الاجهزة الامنية من مخابرات الدول وسياسات الدول العظمى ورؤيتها للغنيمة التي تعد بئر من الكنوز لاينضب او يجف...

قد طالعنا منذ اكثر من عامين تصريح شهير للرئيس الامريكي باراك اوباما وهو يتحدث عن ما اشيع عن الرئيس السوري بشار الاسد بانه يستخدم الاسلحة الكيماوية للفتك بكل جبهات المعارضة سواء المسلحة او السلمية التي لا ترغب في استمرار حكمة لسوريا وانه باستخدام تلك الاسلحة قد خالف قواعد اللعبة وكأنما كانت الحرب سواء نظامية او حروب عصابات وشوارع تتسق مع قواعد اللعبة ومتفق عليها وعندما يدخل سلاح جديد تختل تلك القواعد!!!.. ولم يقف كثيرين امام هذا التصريح او يرعى له انتباه...

جائت رياح الربيع العربي لتطالب بتغيير شكل المنطقة العربية سواء من سياسات حكامها الذين اثبتوا على مر عقود طويلة بانهم فاشلين وخونة وتابعين وخاضعين وكما تريد ان تصفهم... قامت ثورات الربيع العربي في مختلف البلدان العربية نتاج سياسات متشابهة وقد تكون متطابقة في كثير من الاحيان بعدما ارتضت اجيال سابقة بالحال العربي المتردي وجائت اجيال جديدة ترى في التغيير امرا لا بد منه وحتمي حتى تجد لها مكان بعدما ضاقت الاحوال بالجميع وضج الصغير قبل الكبير بمستقبل قد يكون ضبابي او معتم...

وفي التذكرة بالربيع العربي وبغض النظر عن ما آل الية او ما قد يحدث في المستقبل نتاج هذه الثورات التي حدثت في بعض البلدان العربية وعلى رأسها مصر ضرورة حتمية لكي يتم التفريق او التوضيح المهم لما تراه الشعوب العربية من حتمية وضرورة التغيير وما تراه الدول العظمى من مصالح واهداف في هذه المنطقة العامرة بالكنوز من بترول ومواقع استراتيجية حيوية مثل قناة السويس وغيرها من اهداف ومصالح الدول العظمى وعلى راسها الولايات المتحده التي تعتبر المنطقة العربية قطعة ارض مملوكة لها ولرعاية مصالحها...

بعد قيام ثورات الربيع العربي والتي ستظل من وجهة نظري نتاج فساد سياسات الحكومات العربية وبارادة شعبية خالصة كانت للولايات المتحده رؤية في هذه الثورات وضرورة لتوجيه هذه الثورات حيث الطريق الذي يخدم في النهاية مصالحة لعقود قادمة وكأنها احالة حكومات عربية للمعاش والاتيان بحكومات جديدة ترعى مصالحها في المستقبل وتعطي الشعوب انطباع مزيف عن التغيير التي كانت تنشده الشعوب لتبقى المصالح والاطماع الامريكية واحده لا يؤثر عليها شيء حتى وان كلف هذا ارواح الملايين او انهيار لبعض الدول مثلما حدث في العراق في السابق او حدث في سوريا وليبيا مؤخرا...

تحدث كثيرين في ماهية تنظيم داعش وكيف بدأ وتعاظمت قوتة وتم الترويج له اعلاميا سواء من الاعلام الدولي او العربي بشكل غير مسبوق حتى وصل الى ما وصل الية الان وعمره الفعلي لا يتجاوز الشهور وهي قضية قتلت بحثا الفترة الماضية والحديث فيها لن يقدم جديد وما يهم ان نعرفة هو وضع هذا التنظيم الحديث في المنطقة من سيطرتة على العراق وعلى اجزاء كبيرة من سوريا والتي ظلت اسيرة الحروب المدمرة طيلة ما يقرب من اربع سنوات ماضية ومن عديد من التنظيمات المسلحة التي لم تستطع مجتمعة في اسقاط النظام السوري الحاكم او في احداث ما استطاع تنظيم داعش فعلة في غضون شهور قليلة...

وفي خضم الاحداث الكثيرة المتعاقبة التي اصبحت كل ساعة عن تطور داعش واستيلائها على المزيد من المدن العراقية والسورية وتطلعها لغزو العرب باكملة وانشاء دولة اسلامية تضم معظم او كافة الدول العربية تحت لوائها نجد تحالف دولي تزعمتة الولايات المتحدة للحرب ضد هذا التنظيم الذي ولد حديثا واصبح ذو شأن عظيم في وقت قصير وبغض النظر عن توجية الاتهامات للولايات المتحدة وحلفائها بانهم اصحاب هذا التنظيم وكيف لهم محاربتة وهم رعاته الحقيقين نجد ان ما يجري سواء من شكل الدولة المصرية قبل تولي وزير الدفاع الاسبق والرئيس الحالي لمصر السيسي او شكل الدولة في تونس ووضع الاخوان فيها انها كانت رغبة من الولايات المتحده وحلفائها بحكم الاخوان للفترة القادمة وان الصبغة التي كانت مفترض ان يكون عليها حكم العرب الفترة القادمة هي الحكم الاسلامي لمختلف الدول سواء تحت تنظيم موحد من جماعة الاخوان او اي تنظيم اسلامي يستطيع ان يفرض سيطرتة سواء السياسية او العسكرية ليحكم المنطقة العربية تحت لواء الدول العظمى ايضا ويتم تلخيص ثورات الربيع العربي في حكم اسلامي يأتي بديل للحكم السابق للدول العربية ويرعى ايضا مصالح تلك الدول العظمى...

وهل في اختلال هذا المخطط وتوقفة بسقوط الاخوان الظاهري في مصر او ضعفهم في تونس او قيام تنظيم اسلامي جديد يحل محل جماعة الاخوان ويستطيع ان يفعل ما فشلت هذه الجماعة في فعلة امرا يستحق التفكير... هل توقف النظام العالمي الجديد عن تبني الانظمة العسكرية التي كانت تحكم الدول العربية في السابق او كل ما يحدث هو سياسة تفاوضية مع الانظمة العسكرية الحالية لكي تمضي على درب الانظمة السابقة في رعاية مصالح النظام العالمي دون قيد او شرط او كسب اي مصالح مشتركة...

باختصار هل كان تنظيم داعش مجرد محاولة للي ذراع الدول العربية لكي لا تتغير سياساتها او يحكمها حكام لم يقدموا فروض الولاء والطاعة للدولة العظمى صاحبة المصالح الكبرى في المنطقة؟... ام هذا التنظيم سيكون النظام الحاكم للمنطقة الفتره القادمة ليتبنى كل السياسات الامريكية ويصبح شكل من اشكال التغيير الذي نادت به رياح الربيع العربي؟!...

وبغض النظر كان هذا مخططا محكما ام مجرد سياسة تفاوضية فهو لا ولن يعتبر تغيير لشكل المنطقة العربية نحو اي ازدهار او نمو حقيقي لشعوب ذاقت الكثير من الفساد والفقر ما ضج بها ان تنادي بالتغيير حتى وان ضعفت رؤيتها في شكل التغيير وكيفية حدوثة او امتلك من الادوات ما يجعلها تسقط نظام سابق وتأتي بنظام حالي يلبي لها شكل جديد من المعيشة والنمو الاقتصادي...

هل اتفقت الاجهزة الامنية وعلى راسها المخابرات العامة سواء في مصر او دول الخليج او اي من باقي الدول العربية على اي اتفاق يخدم مصالح الجميع ام اتفقت مع الدولة العظمة على الرضوخ مجددا والتبعية السابقة الحالية المستقبلية لكل مصالح واهداف الدول العظمى؟... وهل قواعد اللعبة تسمح ببعض التغيير ام مجرد التغيير المزيف والذي ستفيق علية الشعوب العربية قريبا بعد ان يتملكها اليأس الكامل في اي تغيير مستقبلي لينتهي حلم اجيال جديدة في انتظار اجيال قادمة قد تقوم مثلما قامت الاجيال الحالية السابقة في المستقبل...

هل كان حكم السيسي لمصر هو اجهاض لارساء دولة الاخوان في مختلف ارجاء الوطن العربي ام كان تجديد عقد الدولة العسكرية التي ظلت تحكم مصر اكثر من ستون عاما مضت؟... وهل كانت الدولة العسكرية المصرية التي تعد اقوى الدول العربية سواء من القدرة العسكرية او الوضع الاستراتيجي في المنطقة قادرة على اعادة الاتفاقيات والمصالح الدولية الى نقطة الصفر واعادة شكل الاتفاقيات ام انها جائت لتحكم وسترضخ لكل المصالح الدولية حتى تبقى في حكمها لمصر بانها لا بديل لها او سبيل لحكم مصر الا من خلالها وعلى الشعب المصري ان يرضى بهذا وان لا يناشد اي تغيير وان تعتبر ما ستقدمة الدولة العسكرية الحاكمة لمصر الان هو ما يفوق احلامها من تغيير وان تنسى ثورة يناير المجيدة كما يحدث في شباب الثورة المخلص الان والذي اصبح يعتبر ثورة يناير مجرد حلم جميل افاق منه على كابوس حقيقي وواقعي...

قواعد اللعبة يجب ان تبقى مبهمة على الشعوب معلومة لدى اطراف قليلة تتحكم بمصير تلك الشعوب وتوجه مستقبلها حسب ما يترائى لها وما تريد من مصالح فليمت من يمت ولتضيع شعوب ومستقبلها ولتبقى مصالح هذه الدول وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية وليبقى كل من خان شرف الوطن قائدا حاكما خاضعا خانعا للولايات المتحده...

تبقى ان اقول ان رياح التغيير الحقيقية التي نادت بها ثورات الربيع العربي تخالف تماما اهداف واهواء اي تنظيم يدعي انتمائه للاسلام او اي مؤسسة عسكرية ترى في  نفسها القائد المستديم والذي لا تقوم للوطن قائمة بدون حكمة وسلطتة حتى وان خنع وخضع وبقيت مصر مجرد موقع استراتيجي لمصالح الاخرين...

سنفضح قريبا خيوط كثيره من قواعد اللعبة حسبما تعمقنا في فهمها ومحاولة الوصول الى اطرافها الحقيقين بغض النظر من هم ولماذا ظلت مصر عقود ويرغبون في بقائها مطية مجموعة من المصالح الداخلية للعسكر والخارجية للولايات المتحدة الامريكية...

الأحد، 27 أبريل 2014

لست متشاؤم... ولكني واقعي



عندما تريد ان تكتب واصفا ومدونا لمرحلة من مراحل التاريخ المصري المعاصري فعليك ان تجاهد من اجل ان تتسم بالامانة والحياد والدقة والصدق وان تجعل نفسك عينا على الاحداث ولست بداخلها حتى لا تتبنى وجهة نظر مبنية على طرف دون الاخر فيتحول الوصف والتوثيق الى مجرد رأي قد يصيب وقد يخطأ.. هكذا اردت ان ابدأ.

تعيش مصر ويعيش شعبها منذ الحادي عشر من فبراير 2011 وهو اعلان نائب رئيس الجمهورية انذاك عمر سليمان عن تنحي الرئيس السابق مبارك عن الحكم وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة ادارة شؤون البلاد وحتى يومنا هذا حالة من التخبط وعدم الاستقرار في شتى المجالات سواء الاقتصادية او الامنية وغيرها وبايجاز عن اسباب هذا التخبط الذي يتحملة الجميع بلا شك يكمن في عدم وضوح رؤية جميع الاطراف مضافا الى طمع اطراف محددة في مكاسب مصالح قد تتحقق بزوال حكم مبارك وطمع اطراف اخرى في تثبيت وزيادة مصالحها السابقة واطراف اخرى في نيل بعض المصالح ولو البسيطة في وطن اصبحت رؤية الكثيرين له انه الكعكة التي يجب ان ينال كل طرف منها جانب ويتبقى الطرف الاكبر والسواد الاعظم عددا الذي لم ولن يتمنى سوى تيسير وتحسين للحياة البسيطة التي كان يعيشها حيث لم يكن له احلام او طموح يفوق حدود حياة انسان يرغب فقط في الحفاظ على آدميتة...

رحل مبارك وجاء المجلس الاعلى للقوات المسلحة ثم رحل ليجيء مرسي والاخوان ثم رحل ليجيء رئيس مؤقت للبلاد وقريبا سيرحل ليجيء رئيس منتخب آخر في اقل من سنة وفي تعداد كم هؤلاء الحكام في المدة الزمنية القصيرة نتائج اقل ما توصف بالكارثية حيث لا استقرار او تقدم يمكن ان يحدث لوطن يحكمة انظمة لمدة لا تزيد عن العام وخاصة اذا كان كل نظام جاء ليقصي ما يقبلة كما تم تخطيطة من كل نظام حكم مصر في غضون ثلاث سنوات منصرمة وتزداد الفرقة ويزداد الانقسام وتسيل الدماء هنا وهناك ويضيع الحق بين الجميع فلا تعلم كمواطن بسيط من كان الصواب ومن كان الخطأ ومن يريد المصلحة للجميع ومن يبحث عن مصلحتة الخاصة...

واذا كان هذا هو الحال بالنسبة للانظمة المتعاقبة التي جائت ورحلت ومنها ما قد عاد بعد رحيل فالحال بالنسبة لدعاة التغيير والباحثين عن وطن يطبق فيه العدل على الجميع ويحظى كل مواطن بكافة حقوقة ويؤدي كافة واجباتة ليس بحال مختلف او بعيد... دبت الفرقة والشتات اوصال المؤمنين بالثورة وقاموا بتخوين بعضهم البعض بعدما ظهر بينهم الكثيرين من اصحاب المصالح الشخصية والهوى واصبح تقييم البعض للبعض وتحول الكل الى طوائف ترى في اختها الخيانة والتآمر وتحولت الثورة الى صك يمنح الى من في طائفتي وينزع من الطوائف الاخرى فليس الشتات فقط هو من دمر اوصال هؤلاء الحالمين الباحثين عن وطن حقيقي يعيش فيه المرء بكرامة وعدل وانسانية بل عدم وضوح الرؤية والتخطيط لما قاموا به حتى تتبدل الاحوال وينتهي عصر الفساد الى عصر التقدم والازدهار... لم يكن في الرؤية سوى اسقاط نظام اجتمع الجميع وهو نادرا ان يحدث على فساده بل كان يجب ان تمتد الرؤية الى ما بعد اسقاط النظام وهو ما لم يحدث... اضف الى هذا انهم لا يعيشون في هذا الوطن بمفردهم بل وكافة الطوائف اصحاب المصالح والتي قد تبيع الوطن من اجل مصالحها تعيش ايضا معهم بالاضافة ايضا على من يملك ويريد ان يستبقي ملكة الذي اسسة وجمعة ويأبى ان يقتسم ايا من الاطراف معه ما حققة طيلة عقود ست مضت....

ويتبقى السواد الاعظم الذي لم تكن تعنية الثورة الا ان تتبدل احوالة وتتحسن اوضاعة ويشعر فقط بآدميتة التي سلبت منه وحقوقة الضائعة التي داعبت الثورة احلامة بانه قد يستطيع ان يستردها ليقع هذا السواد الاعظم في مأزق كبير وهو من يصدق وفيمن يثق بعد ان رأى الجميع بلا استثناء يشوبهم الفساد والكذب والطمع وحتى الطرف المؤمن باهداف الثورة مشتت وضائع بلا رؤية او اهداف او تنظيم حقيقي يجعلهم على قلب رجل واحد وهدف اسمى واحد وهو مصلحة مصر بل ضاعوا في غيابات التخوين بعضهم البعض ودخول الكثيرين بينهم ممن هم اصحاب مصالح خاصة وكأن الثورة قامت حتى يتحول البعض من مجرد نكرة الى شخصية عامة!!!

هكذا هو حال المصريين وبالتالي هو حال مصر والنتيجة الطبيعية لهذا التخبط والشتات وعدم الرؤية ان يكون العك والمستقبل المجهول هو مصير هذه البلاد فلن نجد من يملك عصا سحرية مثل عصا موسى حتى يضرب بها فتتحول الاوضاع من سيء لافضل او ان يتغير هذا الشتات الى وحدة وقوة او ان يستوعب الجميع اهداف حقيقة تضمن لهذا الوطن التقدم المنشود...

نعم لا يوجد زعيم ولم يكن هناك زعيم ما هي الا خرافات صنعها الانسان وتوارثتها الاجيال وانعمت عليها بالتصديق والتأكيد وهي اكذوبة كبرى... قد يكون هناك حكام نجحوا وقدموا بعض الانجازات لهذا الوطن ولكنهم يملكون من رصيد الاخفاقات ما يكفي لنفي صفة الزعامة عنهم...

اطراف واطراف وتنازع وصراعات ودماااااااء تفرقت وتتفرق من الجميع بلا استثناء وتحدثني عن وطن؟ تريدني ان اقتنع بان هناك وطن يمكن ان ينهض على دماء ابنائه؟ سقط مبارك بسقوط دماء الشهداء كما سقط طنطاوي واجبر على اجراء انتخابات بسقوط دماء شهداء اخرين كما سقط مرسي بسقوط دماء شهداء اخرين كما سيسقط الرئيس القادم والمتوقع بسقوط دماء شهداء اخرين ولن يبقى رئيس لمصر او ينجح طالما شلالات الدم لا تتوقف والصراع مستمر وحتى فكرة التحايل على الصراع والمصالحة على حساب هذه الدم لن يكلف الا سقوط الطرفين وحيل جديدة اخرى لصناعة طرف جديد لتبقى مصر ضحية اطراف عديدة لا تعرف معنى الوطن ولا قيمة دماء ابنائه المهدرة... يضيع الوطن عندما يضيع الحق بين ابنائه وتتحول اسمى الابيات والاشعار والكلمات الوطنية الى مجرد شعارات تخفي ورائها حفنة من المنافقين...

لن تستقر مصر وتتقدم الا اذا تحققت اهداف ثورة يناير المجيدة واستطاع السواد الاعظم من المصريين التخلص من الخونة المتواجدين في كافة الاطراف المتنازعة سواء الجيش او الاخوان او الثوار او اي حزب او فصيل سياسي...

السبت، 8 مارس 2014

من تمكين الاخوان... الى العودة لايام زمان



لا يخفى على احد ما آلت الية ثورة يناير الميدة من انحراف للمسار منذ تولي المجلس العسكري السلطة من مبارك ثم ازدياد هذا الانحراف في فترة مجيء الاخوان حتى حدث انقلاب يوليو 2013 والذي كان يعد استكمالا لثورة يناير ومحاولة لتصحيح مسارها حتى انحرف ايضا هذا التصحيح وجاء العسكر ليطمعوا مجددا في السلطة لتتحول الثورة الى انقلاب وهذا امرا لا شك فيه ولا اختلاف فلم اتحدث يوما عن خطاب المشير السيسي بعزل مرسي او اوصمة يوما بانه انقلاب مثلما كان الاخوان يرون ولا يزالوا ولكن بعد كل تصريحات المشير السيسي لم يسعني وصف ما حدث الا بانقلاب يزيد من انحراف اهداف ثورة يناير وينبأ عن عودة النظام القديم مرة اخرى وهو النظام الذي كان من المفترض سقوطة ابان ثورة يناير وحتى وإن انكر المشير السيسي هذا التخوف فهو اصبح حقيقة ولم يبقى من مؤيدين للمشير الا من كانوا يسبحوا بحمد مبارك في السابق...

لم يبقى محمد مرسي سوى عام في السلطة وكانت كل الاقلام بما فيهم قلم العبد الفقير الى الله متأهبا لاي خطأ يقع فيه او اي موقف سلبي ازاء المشكلات العامة والضرورية او في السياسة الخارجية وهو الامر الذي كان يحدث كثيرا حتى تعالت الاصوات بازاحة هذا الرئيس المنقاد والتابع لجماعة الاخوان التي لم ترى سوى مصالحها وتنفيذ خطة تمكينها من كل مفاصل الدولة وهو الامر الذي لم يتحقق في النهاية بسقوط وعزل رئيسهم وتحويلهم الى جماعة ارهابية وقد تم اعتقال الالاف منها حتى الان...

صرح المشير السيسي والذي كان فريق انذاك حينما تم اسقاط مرسي وعزلة بان الجيش ضامن للعملية الديمقراطية لا حاكم وانه لن يقترب من السلطة باي شكل من الاشكال وهناك تصريح لا ينسى للفريق السيسي حينها: لن يتحرك الجيش الى مصالح شخصية وهو الامر الذي اصبح هراء بعد ذلك وبعدما تكشفت نوايا المجلس الاعلى للقوات المسلحة التي سمحت للمشير السيسي بامكانية الترشح للرئاسة ضاربة عرض الحائط تصريحات كافة قيادات القوات المسلحة ابان ثورة "انقلاب" 30 يونيو الماضي بان الفريق السيسي لن يترقى الى منصب مشير وهو ما حدث بعد ذلك وانه لن يترشح للرئاسة وهو ما حدث عكسة بعد ذلك وان الجيش ضامن وليس طامع وهو ما اثبت بانه هراء وكذب وكان هذا ضمن تصريحات كثيرة قالها الفريق احمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني قبل ذلك للاعلامي عمرو اديب...

تم عزل مرسي بدعوى الفساد والفشل الذريع في ادارة شؤون البلاد وانقطاع الكهرباء وازمة الوقود وغيرها من الازمات الاقتصادية الملحة في الشارع المصري وجاء المشير السيسي لتبقى كل هذه الازمات واكثر بل امتدت الى فضائح مخزية عن الجيش المصري الذي خرج عن اطارة العسكري ليتحول لمؤسسة بحث علمي وينتج جهازا لعلاج كافة الامراض وهو الامر الهراء والذي تم اثباتة وسيتم تأكيده على مر الايام وانسياقهم وراء احد المشعوذين الفاشلين الذي تم تصويرة في احد التظاهرات وهو يرتي عمامة مرسوم عليها صورة السيسي وقد ظهر قبل ذلك في عهد مبارك على قناة الناس وهو يتحدث عن العلاج الهلامي منذ اكثر من خمس سنوات مضت لتصبح فضيحة قد يتم توثيقها من المجتمع الدولي اجمع لهذا الجيش الذي قد يخذل كثيرين عندما يكتشفوا حقيقتة ووهنة وضعفة امام الصورة الخيالية الجميلة التي لطالما كانت مرسومة في عقول الكثير من المصريين... حتى يخرج السيسي علينا باحد التصريحات التي تتشابة مع تصريحات مرسي في السابق بان الوطن يحتاج لتضحية البعض حتى يعيش البعض الاخر والتي حينها كانت احد اهم التصريحات الكارثية والان اصبحت تصريح وطني ولكنها لن تخفى علينا وسنؤكد فيها انه لن يقدم الجديد فمن فشل مرسي الى فشل السيسي ولن نرحم فشلة مثلما لم نرحم فشل مرسي في السابق...

تم غلق القضية الفلسطينية الاسرائيلية في تلخيص شعب فلسطين الى مجموعة من الحمساوية الاخوان الارهابيين وان اسرائيل لا يشوبها شائبة ولم تطالها اصابع انتقاد النظام الحالي او نظام العسكر بالتوصيف الصحيح للنظام الذي يحكم مصر منذ اكثر من ستون عاما فيتحول الشعب الفلسطيني من متعاون مع الاسرائيلي ولا يرغب في استعادة ارضة ثم يتحول الى شعب مزور يزور الدولارات ويدخلها مصر لخراب اقتصادها ثم الى منتمي الى جماعة الاخوان التي تم توصيفها جماعة ارهابية في مصر ثم السعودية والامارات وغيرها من باقي الدول العربية التي لم ترى سوى ارهاب الاخوان ورحبت كثيرا ببقاء الكيان الصهيوني مغتصبا لارض فلسطين وقاتل لشعبها طيلة ما يقارب من سبعون عاما مضت كما يريد ان تبقى مصر تحت حكم النظام السابق الذي تبنى الفساد وترعرع في كنفة واصبح بدا للشعب باكملة ان يثور عليه وهو ما يتم احتوائة هذه الفتره...

وها هو السيسي يصرح بانه لن يدير ظهره لكل من يطالبة بالترشح للرئاسة وانه لن يستطيع ان يخذل كل من نصبة زعيما قبل ان يفعل اي شيء بل فشل في كل ما اسند الية... فلا ارهاب تمت محاربتة او نجح في كبح جماحة ولا اوضاع اقتصادية وسياسية وامنية تغيرت بل ازدادت حطة وفشل منذ تولي المجلس العسكري السلطة مرة اخرى ولا يتذكر احد الرئيس المؤقت عدلي منصور بشيء فهو لا يملك من امره شيء الا امورة الشخصية التي لا يعلمها الا عائلتة واتهامة باي شيء سيكون من الظلم له فهو مغلوب على امره...

تم تحصين اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة كما تم تحصينها في السابق ابان انتخابات مرسي امام شفيق... واصبح العوار القانوني في السابق سند قانوني حاليا في احد اوجة العبث الكثيرة التي تعاني منها مصر نتيجة لفشل كل من عمل بالحقل السياسي وعلى راسهم المؤسسة العسكرية المسيطرة على الحكم والتي لا تزال طامعه فيه حتى تبقى ثرواتهم واستيلائهم على مقدرات الوطن ورجال اعمالهم المخلصين في امان ورغد من العيش...

وختام كل هذا احب ان اذكر وساظل اذكر ان في ترشح المشير السيسي تقييم كامل ونهائي للمؤسسة العسكرية باكملها فحتى اذا استقال او ارتدا البدلة المدنية فهو لا يزال وزيرا للدفاع ومشيرا للقوات المسلحة وقائد اعلى لها واذا اصبح رئيسا منتخبا سيكون من خلال هذه المؤسسة التي ستتحمل معه كل الفشل والتخبط الذي سيحدث لا شك فيه ولن نرحمة كما لم نرحم مرسي في السابق ولكن الفارق الوحيد هو صدمة الشعب في مؤسستة العسكرية التي كانت دائما في دور المنقذ وقد جاء الوقت لكي تنكشف على حقيقتها ويظهر وجهها القبيح للجميع مدافع عنها او حتى مهاجم ولم يتخيل حجم فساد هذه المؤسسة...

الجمعة، 31 يناير 2014

اركب السيسي قبل ما السيسي يركبك

تخيل لو كنت في غيبوبة لمدة ثلاث سنوات ثم كرمك الله باستفاقة لتشاهد الوضع الحالي في مصر... فهل كنت ستصدق ما يحدث وما حدث وما سيحدث ام انك كنت ستصبح واثقا انك لا زلت في الغيبوبة وما تعاني منه مجرد تخارف يراها كل غائب عن الوعي او حلم يراه كل نائم... اما وهي الحقيقة فلابد ان يحدث لك مكروه اصعب واقسى من الغيبوبة فقد تفقد عقلك او تشعر بان الغيبوبة افضل كثيرا من الاستفاقة والوعي على هذه الحقائق المخيفة...

سترى فريقا قبل ان يشرك بالله ويضع البيادة فوق رأسة وهو مفتخرا بعبوديتة كما سترى فريقا آخر ما زال يبكي على ميت وهو يشعر في بكائة ان الميت سيفيق ويعود الى الحياة وتعود الشرعية من ترب العفير الى قصر الرئيس وسترى فريقا اخر لا زال متمسك باهداف نبيلة باحثا عن الحق والخير والامل في دنيا لا تعرف في اهدافه معنى او وجود بل  وتراه شخص طبيعي فقد تراه انت ايضا فاقد عقلة مختل الادراك مغيب الوعي كما كنت انت...

ميدان التحرير... نعم ميدان التحرير الذي كنت تمر من خلالة لتصل الى محلات وسط البلد او لتجلس على احد المقاهي هناك او لقضاء مصلحة في مجمع التحرير او مررت منه صدفة... قد اصبح عنوان الثورة وايقونة سقوط الحكام والانظمة في مصر التي سقط منها في ثلاث سنوات ما قد سقط في اكثر من مائة عام من قبل... ومن ميدان الثورة الى ميدان كارهي الثورة واذا اردت ان تفهم او تتخيل معنى التخاريف التي اكتبها فتابع ما سأكتب وقد تفهم ان التخاريف في زمننا هذا حقيقة...

هختصر عليك عشان لسه فيه هم ثقيل ساتحدث عنه ولا اريد ان يطول حديثي فتشعر بالملل مني ومن حديثي... الخامس والعشرون من يناير منذ ثلاث سنوات كانت هناك ثورة اسقطت رأس النظام ولكن النظام كان يشبه التنين الخارفي الذي اذا طارت رأسه تنبت له رأس اخرى في الحال فلا يموت بقطع رأسه فقط.... وكان ميدان التحرير حينها هو عنوان الثورة وموطن الثوار وايقونة الحق في زمن الباطل... وبعد ثلاث سنوات من الفانتازيا والخيال اللا حدودي في الادراك الخرافي من الوعي اللا وجودي تحول ميدان التحرير الى عنوان الثورة المضادة وكارهي الثورة والثوار حيث تم منع الثوار من دخول الميدان في الوقت الذي تم السماح لمناهضي الثورة وكارهيها من الاحتفال بفشل الثورة في نفس مكان حدوثها... وتم رفع صور رأس التنين المقطوعة "مبارك" في نفس مكان قطعها...

وحتى نختصر اكثر سنتحدث عن المستجدات الحالية وليست الاخيرة بالتأكيد فما زال في المسلسل الهندي والخرافة الاسطورية كثير من الحلقات...

السيسي وهو ليس ذاك الحيون الذي ينتمي لفصيلة الحصان ولكنة قزم حيث اذا ركبتة تطأطأ قدمك على الارض وكأنك تمطي دراجة اخيك الصغير... ولكنه شخص من بني البشر يعمل اولا ضابط مخابرات حربية في الجيش المصرية قبل ان يتم ترقيتة الى مدير الجهاز المخابراتي ثم في اقل من عام الى منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الغبي محمد مرسي ولا تسألني عن كنية الغبي فهذه تحتاج قصص ومقالات طويلة قبل ان ينقلب علية بغطاء شعبي كبير نتيجة غباء هذا المرسي مبديا مدى تضحية الجيش من اجل شعب مصر وانهم يأتمرون بامر هذا الشعب وانهم غير طامعين في السلطة او الحكم فهم لحماية مصر وامن شعبها فقط... واعلم انك قد سمعت هذه الاهازيج الكاذبة في السابق قبل ان يغيب وعيك وتفيق لترى كل هذه الخرافات الحقيقية!...

ومن وزير دفاع برتبة فريق الى وزير دفاع برتبة مشير وفي نفس ذات اليوم يصبح مرشح المؤسسة العسكرية التي اعلت بكل صراحة انها قد فوضتة في الترشح للرئاسة ليصبح سيادة الوزير نائب رئيس الوزراء الفريق المشير الرئيس عبد الفتاح السيسي... لتتحول الشعارات الوطنية الى وسيلة لامتطاء الشعب مرة اخرى ولكي يولد رأس تنين اخرى بدلا من الثلاث رؤوس التي قد تم قطعها في الثلاث سنوات السابقة... وبنفس الغباء والنهم واللهث وراء السلطة والاستيلاء على مصر يذهب مبارك ليجيء طنطاوي ليذهب طنطاوي ليجيء مرسي ليذهب مرسي ليجيء السيسي ومن شعار مرسي الشهير "النهضة ارادة شعب" الى شعار السيسي "ارادة شعب" والفرق بينهم النهضة وهذا طبعا ليس الحي الشهير في محافظة القاهره...

حتى يصبح الناس يوما فيجدون صور السيسي تملأ الشوارع والكباري والطرق حتى ستشعر انك اذا عدت الى منزلت فقد تجد صور السيسي على فراش نومك او في خلوه مع زوجتك...

ولا تسأل عن مشروع او اهداف يريد ان يحققها السيسي او يرى انها برنامجة الانتخابي فلا يوجد برنامج او هدف سوى الاستيلاء على مصر كما كان هدف كل من سبقوه... واذا كانت السلطة قد تؤول الية بانتخابات او بدون فالحقيقة وسط كل هذه الخرافات والثلاث سنوات من العبث ان كرسي السلطة زائل بسرعة لا يتخيلها او يستوعبها احد بل وحتى وان كان يستخدم جيش مصر للحرب على ابنائها وقتلهم في الشوارع حيثما وجدهم يعترضوه ويعترضوا سطوتة وفسادة وطمعة وغباؤه...

واذا اردت ان تعرف اي نوايا او حقيقة لمشروع يملكة هذا الحصان السيسي فهو كيفية قمع معارضية ليقتل من يقتل ويعتقل من يعتقل ويرضى بقليلة من يرضى ويعبده من يعبد والاهم هو تمديد عقد الاستيلاء على السلطة في مصر من ستين عاما الى مدد اخرى واعوام وعقود جديدة بلا اي اضطرابات او فوضى او خروج اي مسمى للمعارضة الحقيقة الى الشارع ولتبقى المعارضة الكاذبة في السابق كاذبة في الحاضر والمستقبل ايضاً...

ومن احد اشكال الفانتازيا التي ستجدها في هذه الحكاية الاسطورية ان كل حاكم اسقط من سبقة ولكنه حماه وآمنة من العقاب فقد حمى طنطاوي مبارك من الاعدام بامر الشعب او السجن المؤبد وهو يرقد الان ملك متوج في مستشفى فندقي... كما حمى مرسي طنطاوي وكرمة واعطاه قلادة النيل وهو يجلس الان في منزلة بخدم وحشم وحماية... وعن مرسي الذي تتم محاكمتة الان بعد خلع السيسي له فهي احد المحاكمات الهزلية التي حدثت طيلة الثلاث سنوات وانت في الغيبوبة ودائما ما تنتهي المحاكمة على التبرئة وخلو الطرف من اي تهمة ودائما الجاني مجهول واذا اردت ان تجد دليل على هزلية هذه المحاكمة فراجع اسماء المتهمين مع الرئيس المعزول محمد مرسي ستجد منهم من توفى ومنهم من خرج من السجن قبل اعوام طويلة وكما هو الحال في كل شيء كله كدب في كدب...  

الخميس، 23 يناير 2014

اعتذار الاخوان... حقيقة ام خديعة



قامت جماعة الاخوان المسلمين امس الاول بتقديم اعتذار للمصريين عن كافة المواقف التي اقترفتها الجماعة في حق مصر والمصريين في اشارة منها الى العودة الى صوابها وادارك ان الثورة كانت يجب الا تتمزق او تنقض عليها الجماعة كما حدث او في مسلك الجماعة من ادارة فاشلة للسلطة ابان حكم الرئيس الاخواني السابق محمد مرسي... في اشارة منها الى نية التصالح والاتحاد مع القوى الثورية مرة اخرى لاستكمال وتحقيق اهداف ثورة يناير بلا اي غدر او خيانة او اطماع انتهازية كما حدث طيلة ثلاثة اعوام مضت...

كان هذا ملخص محتوى البيان الذي تقدمت به جماعة الاخوان الى جموع الشعب المصري في محاولة للعودة الى الصف الوطني مرة اخرى بعد ان فقدوا السلطة بعزل رئيسهم في منتصف العام الماضي وما حدث من تبعات لهذا العزل من اشتباكات وتعميق للكراهية بين الجماعة واطياف الشعب المصري حتى تم وضع الجماعة على قائمة الجماعات الارهابية من قبل النظام الحالي والعزل الشعبي الذي حدث للجماعة بعد ان رأت جموع الشعب ان الجماعة لم تكتفي بانتهاز وسرقة الثورة بل وازدادت الكراهية للجماعة بعد وصولها للسلطة والادارة الفاشلة للدولة بغض النظر عن اسباب هذا الفشل ولكنه القى بظلالة على الشعب الذي لم يطيق ان يبقى تحت حكم الجماعة اكثر من عام واحد حتى ثارت على الرئيس الاخواني محمد مرسي وتم عزلة بالفعل بعد عام واحد من تولية السلطة ثم ما حدث طيلة الشهور الماضية وعلى مدار اكثر من ستة اشهر من اعتصامي النهضة ورابعة قبل ان يتم فضهم ثم سلسلة التظاهرات الشبة يومية التي تحدث منذ شهر اغسطس الماضي بعد فض الاعتصام وحتى يومنا هذا والتي خرجت في كثير من الاحيان عن التظاهرات السلمية مما ادى الى غضب شعبي كبير ورضاء كبير من الشعب على ادراج الجماعة على قائمة الارهاب...

كان هذا هو موقف الشعب من الجماعة نتيجة الى ما فعلته الجماعة طيلة الثلاث سنوات السابقة وبعد ان كانت تملك من التعاطف والحب من الشعب المصري الذي كان دائما يراها ضحية معتدى عليها من قبل انظمة فاسدة قمعية متعاقبة حتى بدى للشعب انه كان على خطأ عندما اعتقد ان الجماعة مجني عليها وبعدما آلت اليها السلطة اصبحت جاني فهي لا تختلف عن اي نظام قمعي فاسد سبقها بل وتزيد عندما تأتي خيانتها لكل من شارك في ثورة يناير وتحويلهم الى المصطلح الشهير الذي اعتقد انه من صناعة جماعة الاخوان نفسها والشهير ب "الفلول"... فتحول الشعب من ثوار الى فلول لمجرد الاختلاف مع الجماعة في رؤيتها واهدافها التي لا ترى سوى مصالح الجماعة وسبل تمكينها من مفاصل الدولة حتى يدين حكم البلاد للجماعة عقود طويلة قادمة وهو الامر الذي فطن الية الشعب ورفضة واستطاع ان يقطع الطريق على الجماعة لكي تحققة...

وعندما يأتي الاعتذار بعد كل الخيانة والطمع والانتهازية والكراهية لكل ما هو آخر فلابد ان يكون التكذيب والشك هو السبيل الوحيد لكل مواطن وهو يقرىء هذا الاعتذار الذي يصدر من جماعة لا تعرف ثقافة الاعتذار او ادراك الخطأ بل هي مستمرة في الخطأ عن عمد كونه يصب في مصالحها فقد كانت الثلاث سنوات السابقة بمثابة سقوط للقناع الذي كان يواري وجه قبيح خلفه وفيما ان سقط بدى للشعب الوجه الحقيقي للجماعة التي اثبتت بما لا يدع مجالا لشك او ريبة ان الجماعة لا تعبأ بالدماء التي تسيل او تذكر اي فضل لمن وضعوا حياتهم على كف ايديهم وهم يواجهون النظام الفاسد البائد في اعظم ثورات العالم والتي لم يشهر فيها ثائر اي سلاح او عنف حتى مع عنف النظام تجاههم بل ولم يفطنوا الى حقيقة هذا الشعب الذي قامت قيامتة بعد عصور من الصبر على الفساد والمفسدين ولم يكن ليرضى ان يذهب فاسد ليحل محلة اخر حتى وان كانت الاوضاع الحالية لا تزال سيئة ولكنها لن تدوم امام قوة غضب هذا الشعب الذي طلق الصبر طلقة بائنة...

واذا كان التكذيب هو رأي غالبية الشعب فالتصديق هو رأي آخر قد يراه البعض ممن يحسنوا النية في الاخوان ويبدون موافقة على ما جاء في الاعتذار من التضامن مع الاخوان لاستكمال اهداف الثورة وان الاخوان لن تخون مرة اخرى ولن تسرق الثورة مرة اخرى وانهم عرفوا طريق الرشد بالعدول عن اي مصالح خاصة وتقديم المصلحة العامة للوطن على المصلحة الخاصة لهم في تحقيق اهداف الثورة قبل تحقيق اهدافهم وانه لا عودة لافعال السابق التي تسببت في خسارتهم كل صديق...  وفيمن يصدق هذا الاعتذار دفع ثمن حقيقتة وخاصة اذا كان كان اعتذارا وهمياً..

واذا افترضنا التصديق فهناك سؤال ملح وهو ما هي ضمنات تصديق خائن وكاذب له من تاريخ كل المساويء ما يكفي ابدا لتصديقة وهل كان الاعتذار فقط يكفي لكي يصبح حقيقة لا يقبلها يوما شك او يصدقها عقل بلا جدال؟...

اما اذا افترضنا التكذيب فهو لا يحتاج الى سؤال او تفكير فدماء جابر جيكا وكرسيتي والحسيني ابو ضيف لا تنسى كما هي دماء باقي الشهداء التي سالت في ثورة يناير وجاء الاخوان في الحكم لكي يلقوا ما تبقى من تراب النظام السابق على دماء الشهداء ليخفوا اثار الجريمة او مرتكبيها من قتلة...

ويكفي ايضا للتكذيب الذي لا يتبعة تصديق للنوايا ابدا ان تكون احد اسباب م آلت اليه ثورة يناير حتى يومنا هذا من عرقلة وانحراف للمسيرة وتعطيل لكل اهدافها بل ولعودة النظام السابق الى السلطة هو مواقف جماعة الاخوان الخسيسة الدنيئة وكما تحب ان توصفها فلك كل الحرية.

الثلاثاء، 14 يناير 2014

دستور 2014



تجرى على مدار اليوم وغدا عملية استفتاء المصريين على دستور جديد بعدما تم الغاء دستور الاخوان بسقوط الرئيس السابق محمد مرسي عن سدة الحكم في يونيو العام الماضي وبعد امضاء عام واحد فقط في الحكم... واذا كانت عملية التصويت التي تجرى اليوم وغدا هي في داخل ارجاء المحروسة فقد بدا منذ ستة ايام ماضية عملية التصويت خارج مصر في مختلف دول العالم وقد جائت نسب التصويت بالخارج سلبية الى حد كبير بالنسبة لمن ذهب للادلاء بصوتة من اجمالي نسبة من لهم حق التصويت في انتظار لما ستسفر عنه مجريات اليوم وغدا في نسبة المصوتين داخل مصر من اجمالي من لهم حق التصويت في الداخل... الجديد بالذكر ان من لهم حق التصويت بلغ ما يقترب على 53 مليون ناخب.

كان هذا التوثيق للحدث... واما عن التعليق فلا يزال امامي مشهد سخيف من نظام لا يستوعب انه قد سقط ويريد ان يبقى للابد واعتقد ان بسقوط الاخوان قد انتهت ثورة يناير ومن الممكن  ان يعود الى السلطة في تمديد جديد قد يفوق الستون عاما الماضية وان الشعب المصري استوعب الدرس الذي اراد النظام الفاسد ان يعلمة اياه وان مصر لا يصلح ان يحكمها الا عسكري او فكر عسكري دائما وابدا وان الشعب لا يحكم الا بالحديد والنار واي تجربة ديمقراطية حقيقية يأتي بعدها رئيس مدني فسيكون مصيرها مصير تجربة الاخوان في السلطة في اشارة الى تخوين اي معارض ووصم اي معرض بالارهابي او العميل حتى يتسنى لهم تخدير الشعب المصري وتسكينة مرة اخرى ولتحيا ادوات التخدير مره اخرى وتعود السلطة للتزاوج بالبدلة الميري وصداقة رجال الاعمال وتبقى مصر بين طبقة الاحرار وهم رجال الاعمال والسلطة والمشاهير وطبقة العبيد وهم باقي افراد الشعب ويظل الظلم قانون والعدل خرافة كالتي اطلقها كثير من الفلاسفة الاغريق وليعود الشباب الى ما كانوا علية قبل قيام ثورة يناير المجيدة مجرد شباب مهمش عاطل بائس ومحبط وفاشل دائما وانه لا يمثل الا عبء على المجتمع الذي لا يديرة او يعلم شؤونة الا حفنة من العواجيز...

كفى ما قيل حتى الان... وفي القادم تاريخ جديد وتغييرات مستمرة... وبالتأكيد الثورة لا تزال مستمرة..