الخميس، 6 يونيو 2013

30 يونيو... بداية النهاية والترقب الامريكي


تعالت الاصوات للدعوة الشعبية للنزول يوم الثلاثين من الشهر الجاري للتظاهر ضد نظام الاخوان الذي اثبتت الايام انه بلا مشروع او فكر حقيقي لادارة شؤون البلاد سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي لمصر مما تسبب في تفاقم العديد من الازمات داخليا واحراج مصر على الصعيد الخارجي بعد العديد من الزيارات الفاشلة للرئيس محمد مرسي لمختلف دول العالم وفي زيارة المانيا وروسيا واثيوبيا مؤخرا خير دليل...

يرى الكثيرين في هذا اليوم لاستكمال لمسيرة ثورة يناير التي لم تكتمل وتسبب عدم اكتمالها ما قد وصلنا الية حتى الان من سوء اوضاع ويرى آخرون في هذا اليوم ثورة جديدة لتصحيح مثار الثورة السابقة وتلافي اخطائها والتعلم من الدروس المستفادة التي مرت بها ثورة يناير وعانت من خلالها مصر من فترة انتقالية كانت الاصعب في تاريخ هذا الوطن... كما يرى آخرون وهم المؤيديون لجماعة الاخوان في هذا اليوم بأنة الفاصل في تاريخ حكم الاخوان لمصر حيث اذا مرت هذه الدعوات مرور الكرام فسيكون هذا اكبر داعم لبقاء الاخوان حيث قد يكون في تحجيم هذه التظاهرات اثبات داخلي وخارجي لقوة الاخوان في السيطرة على اي اعتراضات شعبية والقدرة على المضي قدما في ادارة شؤون البلاد بغض النظر عن مستوى هذه الادارة او ما ستؤول الية مصر جراء بقاء الاخوان في السلطة...

وتبقى الولايات المتحدة الامريكية اكبر مترقب لهذا اليوم وما سينتج عنه هو والايام التي تلية من تظاهرات وما ستفعلة جماعة الاخوان في القدرة على احتواء الموقف او انفلات زمام الامور كي ترى في بقاء حليفها الجديد امكانية او استحالة وبالتالي تتغير الحسابات ويتم البحث عن حليف جديد تستطيع من خلالة الولايات المتحدة الابقاء على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة كبقاء مصر حليف قوي لها او في امن قومي اسرائيل الذي يعد اهم قضية للولايات المتحدة الامريكية في المنطقة بغض النظر عن طبيعة من يحكم مصر واهدافه... 

وبنفس الترقب والحسابات المتضاربة ترى دول الوطن العربي في ما سيحدث مستقبل مصر القادم وخاصة اذا كان النظام الحالي على وفاق مع بعض الدول العربية وعلى خلاف شديد مع الاخر...

 كما يترقب الاتحاد الاوربي الموقف في مصر نظرا لاهميتها الشديدة في الشرق الاوسط وما ستؤول الية الاحداث القادمة وهل سيبقى حكم الاخوان كحكم اسلامي لمصر حتى وان خلى من هذا المضمون الاسلامي بعد الصراع الاوروبي في افريقيا سواء في مالي او الجزائر مع الجماعات الجهادية وتاييد جماعة الاخوان لهذه المليشيات وشبه الرفض التام لجماعة الاخوان في اوروبا باستثناء انجلترا التي ترعى جماعة الاخوان وقد شاركت في تقديمها للولايات المتحدة كحليف جديد لها بعد تهاوي الحليف السابق "نظام مبارك"... وفي تاريخ الاخوان دليل على اختراق بريطانيا لهذا الكيان منذ نشاتة والسيطرة علية...

ومع كل هذا الترقب والرؤى والانتظار لما ستؤول الية الاحداث يبقى بعض التساؤلات الهامة والتي ستحدد بشكل كبير تاريخ مصر المعاصر....

نبدأ التساؤلات بحقيقة هذه التظاهرات الداعية للاسقاط الاخوان ونظامهم الفاسد الذي لم يختلف عن سابقة وهل ستتلافى اخطاء ثورة يناير بوضع رؤية مسبقة لما سيحدث اذا سقط الاخوان ام سيترك الامر بشكل عشوائي كما حدث ابان ثورة يناير ليتولى المجلس العسكري ادارة شؤون البلاد ومن ثم يعقد الصفقات مع بعض الفصائل كما حدث بين المجلس العسكري والاخوان في ابان الثورة؟

لنطرح تساؤل اخر في حالة اذا ما استطاع نظام الاخوان في احتواء هذه الاحداث كما استطاع احتواء كافة الاحداث السابقة منذ تولية السلطة وهل سيكون في هذا الاحتواء والسيطرة طريقا ممهدا لمخطط الاخوان في التمكن من مفاصل الدولة وتأسيس دولة الاخوان الباقية لعقود طويلة وهو ما يسمى بمخطط "التمكين" او "الاخونة"؟

 كما نطرح تساؤل اخر فيما اذا نزل المؤيدين لجماعة الاخوان والمنتمين لجماعات متأسلمة اخرى في نفس اليوم كما جائت دعوات الاخوان والجماعات المتأسلمة للنزول بالفعل في نفس اليوم وهل سينتج عن نزول الثوار والمؤيدين للاخوان في حدوث صدام شديد قد ينتج عنه مذبحة جديدة ودماء جديدة تراق على ارض هذا الوطن؟

كما نطرح ايضا تساؤل اخر في حقيقة توحد الثوار على خارطة طريق واضحة وهل سيكون في هذه الخارطة قيادة سياسية قوية تستطيع ان تعيد شكل العلاقة المصرية الامريكية على اسلوب المصالح المتبادلة وليس الخنوع الكامل ببعض المعونات الهزيلة فيتم اعادة معاهدة كامب ديفيد للدراسة مرة اخرى والاتفاقيات المصرية الامريكية الى مائدة المفاوضات مرة اخرى من اجل استعادة مكانة مصر المهدرة منذ النظام السابق واستكملها النظام الحالي لتصبح مصر دولة مستعمرة سياسيا من الولايات المتحدة الامريكية منذ اكثر من اربعين عاما سواء منذ حكم الرئيس الراحل انور السادات او الرئيس السابق مبارك او حتى في اول رئيس بعد الثورة محمد مرسي الذي لم يضف  اي تقدم بل اضاف الكثير من الانهيار لتصبح مكانة مصر خارجيا في مهب الريح؟...

واختتم تساؤلاتي بحقيقة توحدنا كمصريين وراء هدف واحد وهو مصر وانكار الذات الحقيقي وليس المزيف للكثيرين من عبدة الشهرة والمال والنفوذ ام ستبقى مصر فريسة للمصالح والانانية والفساد... وفي اجابة هذا التساؤل تاريخ حقيقي لنجاح الثورة او تاريخ حقيقي لفشلها...