الأربعاء، 22 فبراير 2012

الحكم... اخر الثورة

غدا الجلسة الختامية في قضية مبارك وابنائة ووزير الداخلية ومعاونية في قتل المتظاهرين والتي يحدد فيها رئيس المحكمة جلسة النطق بالحكم .

قد ينتظر ملايين الشعب المصري هذا الموعد بفارغ الصبر حاملين الكثير من الاماني باصدار الحكم العادل والنهائي في من افسدوا مصر ودمروها على مدار العقود الماضية.

وقد لا يكون هذا الحكم هو النهائي في مصير الرئيس المخلوع وابنائة ومعاونية ... مستندين الى حقهم في استئناف الحكم اذا ترائى لهم الظلم فيه ... او استئناف محامين الدفاع بالحق المدني اذا ترائى لهم نفس الظلم في حكم غير رادع وعادل .

وبغض النظر عن الجلسة التي لن تستغرق طويلا في تحديد موعد الحكم على مبارك ... وبغض النظر عن الحكم الذي سيصدر حينها ... فالحكم على مبارك قد صدر بالفعل من شعب ذاق مرارة الذل والفقر والجهل والمرض وقامت قيامتة ولن تقعد الا بحكم واحد صدر من الشعب قبل ان يدخل المتهم القفص او تطولة يد العدالة.

لا يستحق مبارك الاعدام على قتل المتظاهرين في ايام ثورة يناير المجيدة ... بل يستحق الاعدام على كل يوم مر من سنين حكمة البائد ... التي دمر وافسد فيها كل مناحي الحياة .

واذا كانت المحكمة تنظر الان قضية قتل المتظاهرين ... فانها لم تنظر حتى الان اي قضية من قضايا الفساد التي طالت مصرنا الحبيبة وجعلت الشعب المصري بين مطرقة الفقر والجهل والمرض .

من يحاسب مبارك على الاغذية الفاسدة التي جائت في صفقات مشبوهة ؟! ... فلم تسلم الطيور او اللحوم او حتى الاسماك من فسادة ... من يحاسب مبارك على تلويث مياه النيل بالصرف الصحي وتلويث الهواء بقش الرز؟! ... من يحاسب مبارك على نسبة المرض التي تخطت اقصى حدود لها بين ابناء الشعب المصري من سرطان وكبد وفيرس سي ... حتى تحول الشعب المصري الى شعب مريض ويعاني ولا يستطيع العلاج؟! ... من يحاسب مبارك على خصخصة ممتلكات الشعب وتحويل اموالها الى حساباتة الشخصية وحسابات معاونية الفاسدين ؟! ... من يحاسب مبارك على التعليم والبطالة والفقر والصحة والاقتصاد والسياسة ؟! ... ومن ومن ومن؟!

الا تكفي كل هذه التهم المنسوبة الية وثابتة بما لا يدع مجال للشك في عموم المصريين ان تجعل الحكم علية بالاعدام حتى وان اسقطنا قتلة لشهداء الحرية وهي اخر جرائمة الثابتة؟!

ومع كل هذا الفساد والخطة الممنهجة لتدمير مصر واحراقها طوال الثلاثين عاما الماضية .... يبقى طرفا هاما وحاميا اصيلا لمبارك ومعاونية وقد يكون حائلا بين تطبيق العدالة عليهم او تنفيذ حكم القضاء الذي سيصدر عليهم ... وهو المجلس العسكري.

المجلس العسكري صاحب السلطة والقوة وادارة شؤون البلاد ... المجلس العسكري والذي منذ ان تولى السلطة بعد الثورة المجيدة وهو يسعى الى حماية رموز النظام على حساب الثوار ... المجلس العسكري الذي يهدد كل من يقترب منه ويخيف الشعب المصري البسيط بسقوط الدولة واحراق مصر وتدمير جيشها العظيم كل ما اقترب احد في النقد منه؟! ... المجلس العسكري الذي يحاكم الثوار عسكريا ويحمي الفاسدين رسميا؟! ... المجلس العسكري المسؤول عن احداث شهرية يزيد فيها اعداد الشهداء الابرياء؟! .

واخر مواقف المجلس العسكري التي تتمثل في التهديد الدائم والمستمر لمجلس الشعب بالحل والاقصاء والانقضاض على الديمقراطية اذا اراد مجلس الشعب ان يسن قانونا او يقر تشريعا او يوافق على قرار!! ... فالمجلس العسكري اتى بمجلس الشعب كي يهدأ الراي العام المصري ولكنه ولد ميتا بلا صلاحيات ... فلا صلاحيات الا للمجلس العسكري!

هل يستمر المجلس العسكري في حماية قائدة السابق وابنائه ومعاونية ويتحدى قرار المحكمة الذي سيصدر في خلال فترة قريبة تحدد غدا؟! ... ام يستطيع ان يتدخل في نزاهة العدالة والقضاء والتاثير على حكمهم؟! ... ام يخالف عهده ووعده واتفاقة ويخون قائدة السابق ويقدمة للعدالة الحقيقية كي يأمن ثورة الشعب التي قد تجتاح كل شيء بحكم غير عادل يبرىء ساحة مبارك ويخفف الحكم على الاخرين؟!

هل ينجح المجلس في القضاء على اهداف الثورة ؟ ام تستطيع الثورة ان تكتمل وتقضي على باقي الفساد في مصر؟

وحتى يعلم الجميع ... فالحكم اخر الثورة ... فاذا اكتملت الثورة ... سيطبق العدل على الجميع وسيصبح القانون فوق الجميع ... واذا لم تكتمل ... ستصبح الثورة المصرية ... ثورة رومانية ... وسيموت العدل ويحيا قانون مبارك .