الجمعة، 30 مارس 2012

الاخوان والعسكري ... كاذبون


على مداراكثر من اسبوعين ومع تشكيل اللجنة التأسيسية لعمل الدستور المصري الجديد والتي انسحب منها جميع الاحزاب والقوى السياسية التي لم تجد لها مكانا بين اغلبية كاسحة لجماعة الاخوان وتابعيهم من التيار السلفي ... حتى اصبح الشكل العام والمنتظر للدستور القادم ما هو الى دستور اخواني يا اخواني!

ومع رفض باقي الاحزاب والقوى السياسية وعموم المواطنين المصريين اصحاب الحق الاصيل في شكل وبنود الدستور المبرم بينهم وبين الحكومة المصرية وهم لا يجدوا في تمثيل الاخوان بهذه الاغلبية الكاسحة اي تعبير عنهم وعن مختلف طوائفهم ... سوى انفراد وتسلط وديكتاتورية جديدة قد تأتي بعد سقوط الدكتاتورية القديمة المتمثلة في الحزب الوطني السابق.

حتى يبدأ المجلس العسكري وكعادتة منذ شهر يناير السابق وفور الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب وبدا اولى دوراتة في اتباع سياسة التهديد لهذا المجلس الذي ولد ميتا فهو لا يملك ان يشرع قانونا واحدا او يتخذ قرارا واحد واذا اراد ان يستعيد جزئا من صلاحياتة المفقودة ... حتى يخرج المجلس العسكري علية بعدم دستورية مجلس الشعب الحالي وان قرار حلة حبيس الادراج وقد يخرج بين لحظة او اخرى ... فاذا التزمتم الصمت يا اعضاء مجلس الشعب واصبحت مثل الكراسي التي تجلسون عليها فستبقون في اماكنكم ويصبح احكم بطلان المجلس كأن لم يكن ... واذا اردتم ان تحصلوا على اي جزء ولو بسيط من حقوقكم كمجلس شعب وجهة تشريعية في الدولة ... فسيخرج حكم المحكمة الدستورية ببطلان هذا المجلس وتعودا الى بيوتكم ومن الجائز الى السجون التي اعتاد معظمكم البقاء فيها.

ومع بداية حرب التصريحات بين الاخوان والمجلس العسكري وخاصة في الفترة الاخيرة والتي وصلت الى بيان من المجلس العسكري لجماعة الاخوان اصحاب النسبة الاكبر من مقاعد البرلمان المصري يذكرهم بما حدث لهم في مارس 1954م وكيف تم التلاعب بهم حتى انتهى دورهم وتحولوا الى معقتلين وان التاريخ قد يعيد نفسة هذا العام.

لتبدا جماعة الاخوان بالرد في الدعوة الى مليوينة وتدعى "مليوينة حماية الثورة" ... تلك الثورة التي احتفل الاخوان بنجاحها في يناير الماضي وانها انتهت وعلى المصريين البدأ في البناء والتنمية ... وعندما تضاربت مصالحهم واصبحت مناصبهم رهن اشارة المجلس العسكري بالحل في اي وقت وانهم قد يتحولوا من اصحاب حصانة الى ارباب سجون ... حتى عاد التحدث عن الثورة وعن استكمالها ... متناسين ما فعلوه مع الثوار الحقيقين الذين دفعوا ارواحهم ومستقبلهم فدائا لاستكمال ثورتهم على مدار عام كامل من بداية الثورة من مجازر شهرية فعلها بهم المجلس العسكري .

وفي خضم كم التصريحات النارية بين المجلس العسكري وجماعة الاخوان ومدى سعادتة الثوار بان يقع الظالمون في الظالمون حتى تنتصر الثورة وتتخلص من بعض الفاسدين الذين تلاعبوا باهدافها سواء من المجلس العسكري او الاخوان المنتفعون حتى نجد في الجمعية التاسيسية لعمل الدستور احد اعضاء المجلس العسكري "ممدوح شاهين" وهو لم ينسحب شأنه في هذا  شأن مختلف الاعضاء الغير منتمين لحزبي الحرية والعدالة او النور او من الشخصيات العامة التي رفضت ان تصبح مجرد ديكورا في دستور جاء مفصلا من الاخوان.

الا يدعوا هذا للدهشة؟ الا يدعوا للاشمئزاز؟ هل كل هذه التصريحات العدائية بين الطرفين مجرد تلاعب بعقول المصريين وتخفي ورائها اتفاقا لا يزال قائما بين الطرفين؟

حتى وإن اتفقنا على مجيء الصدام بين الاخوان والمجلس العسكري فهل حان وقت مجيئة وهل لا يستطيه المجلس العسكري الذي يهدد يوميا بحل البرلمان ان لا يتدخل في الحد من انفراد جماعة الاخوان بوضع الدستور المصري ... ام انه مستفيد من استيلاء الاخوان على تاسيسية الدستور حتى يتم تمرير بنود الدستور التي تعطي للمجلس العسكري الحماية الكاملة حتى بعد خروجهم من الخدمة ؟!!

وقد جائت الجمعة التي دعا لها الاخوان في مواجهه المجلس العسكري والتي رفض الثوار ان يشاركوا الاخوان فيها نتيجة لما فعلوه الاخوان بالثورة وبدماء الشهداء التي بيعت بارخص الاثمان وفي سبيل مصالح الاخوان والتي لن تكتمل في النهاية والتاريخ يشهد لغباء الاخوان وما سينتهي الحال بهم في النهاية دائما ... حتى يتراجعوا عن النزول في المليوينة الخاصة بهم والتي دعوا اليها وهو ما يؤكد كذب وادعاء الاخوان بمواجهة المجلس العسكري ... كيف وهم لا يزال الاتفاق الخسيس بينهم في تقسيم المصالح قائما ... ولا تزال علاقة الود باقية لم يعكر صفوها شيء حتى الان ؟!

ان كان المجلس العسكري وكما وصفة الثوار بانهم كاذبون لما حدث وعلى مدار عام من الثورة وادعائتهم الباطلة باتهام الثوار بانهم مخربين ومدمرين لمصر وفي الحقيقة انهم هم المخربين والمدمرين لمصر ما دامت هذه هي الوسيلة الوحيدة لبقائهم في حماية بذلتهم العسكرية وحماية قائدهم الفاسد العظيم مبارك اللا مبارك...

فالاخوان هم ايضا كاذبون واصحاب مصالح خاصة ولا يملكون من الحقيقة ما يقدمونة سوى الحقيقة التي تؤكد فسادهم وانهم ناضلوا من اجل انفسهم وليس من اجل مصر وعندما جائت الفرصة ظهرت حقيقتهم على الملأ وتحول الشارع المصري من مؤد لهم ومتعاطف معهم الى كارههم ورافضهم حتى يذهبوا قريبا لنفس الجحيم الذي ذهب الية الحزب الوطني وتصبح الثمانين عاما من النضال ثمنا لشهور من الحصانة والسلطة الزائفة التي ستنتهي بلا رجعة وقد يصبحوا في نفس مصير المجلس العسكري الذي يناضل هو الاخر من اجل حماية فسادة وقد يلحقوا بقائدهم الفاسد مبارك قريبا.