الاثنين، 12 ديسمبر 2011

يسقط يسقط حكم العسكر


لا اجد اكثر من هذا العنوان معنى لما يحدث في مصر على مر العصور وخاصة في اخر ستون عاما من تاريخ مصر الحديث في تولي العسكر للسلطة , ولم اجد ما يكفي ان يجعلني اغفر لهم على مر هذا التاريخ من اخفاقات تفوق اي نجاحات نسبيه قد لا تذكر .

سأكتفي باستعراض التاريخ العسكري الحديث في غضون ستون عاما منذ الانقلاب العسكري على الملك فاروق وتحويل مصر من مملكة عثمانية الى مملكة عسكرية وحتى يومنا هذا وما يفعله العسكر في الالتفاف على السلطة والحصول عليها , حتى انني اصبحت معتقدا انه ارث قديم وفكر متوارث في عقول القيادات العسكرية واحد تلو الاخر.

لنبدأ منذ تشكيل الظباط لتنظيم واسموه بالظباط الاحرار وحدث هذا سنه 1949م بدا هذا التنظيم على ايدي جمال عبد الناصر وكمال الدين حسن وخالد محيي الدين الذي تزايد فيما بعد , و في يوم 23 يوليو 1952 بعد ترتيب من الظباط الاحرار واختيار احد قيادات الجيش الاكبر رتبه والاكثر سمعه طيبه داخل الجيش وهو اللواء محمد نجيب الذي انقلبوا عليه عندما علموا بميولة للاخوان المسلمين من بعض المذكرات التي كان يدونها وتسربت اليهم وفي هذا امر سنذكره في وقتنا الحالي عندما ياتي التاريخ الى عامنا الحالي.

كان تمرد العسكر وانشاء هذاء التنظيم ناتج من احساسهم بانهم مهمشين الدور والفاعليه داخل المجتمع المصري الذي يستحوذ فيه مؤسسات اخرى على الاهتمام من قبل ملك مصر الملك فاروق ... وبالاضافة لهذا ما قام به الملك فاروق من قرارات عسكرية خاطئة ودخوله حروب عانى الجيش فيها كثيرا وذاق مرارت الهزيمة منها ,
مثلما حدث لجمال عبد الناصر ومجموعه من رفاقه عندما حوصر في "الفالوجة" أكثر من أربعة أشهر، وبلغ عدد الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220 غارة. عادوا بعد أن رأو باعينهم الموت يحصد أرواح الجنوده ، الذين رفضوا الاستسلام لليهود، وقاوموا برغم الحصار العنيف والإمكانات المحدودة.

وبدأت اولى مراحل الحكم العسكري في مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي تولى السلطة رسميا سنة 1954 بعد القبض على اللواء محمد نجيب والانقلاب عليه وتحديد الاقامة الجبرية له في منزلة وتعيين المقدم جمال عبدالناصر رئيسا لجمهوريه مصر العربيه .

وكانت هذه اللحظه بداية لتزاوج العسكري بالسياسة ... وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يملك من الذكاء الذي يجعله خطيبا ورئيسا محنكا في استمالة قلوب وعقول المصريين بانه دائما واحدا منهم وانه متعاطف معهم ومتضامن معهم مما يجعله في نظرهم دائما زعيما ورئيسا لا ينسى .

ولن اذكر تاريخ الرئيس الراحل فهو ليس موضوع وجدوى نقاش بما فيه من ايجابيات وسلبيات ولكنه كان ضربا من كل الوعود التي وعدت لشعب مصر عند قيام الانقلاب العسكري في 1952 وانه في خلال سنتان سيتم تسليم السلطة الى سلطة مدنية مثلما يقال الان من المجلس العسكري.

وفي سنة 1969 عين جمال عبدالناصر محمد انور السادات نائبا له ليتوفى جمال عبدالناصر سنه 1970 ويعين انور السادات رئيسا لمصر وطبعا دون اخذ راي الشعب الذي عاش لكي يحكم عسكريا .

وفي سنه 1975 عين محمد حسني مبارك نائبا للرئيس السابق انور السادات حتى يقتل انور السادات في سنه 1981 ليعلن حسني مبارك رئيسا لمصر بنفس الاسلوب .

وعندما استشعر حسني مبارك ان العصر اختلف والثقافه والاعلام اصبحوا اكثر تطورا فتحول الامر من مبايعه عسكرية لقائدهم الدائم الى استفتاء شعبي لا يحضره احد ويكسب فيه الرئيس دائما .

وعلى مر كل العقود ومن تولى الحكم من الروؤساء العساكر وعلى كل الايجابيات التي لا ينكرها احد ولكن ما فيها من سلبيات كان اكثر واكثر تأثير ومن اكبر هذه السلبيات :-

تحول مصر من دولة رائده في الوطن العربي الى دولة تنفذ مخططات خارجية سواء في علاقه مصر بروسيا اثناء تولي الرئيس جمال عبدالناصر وتطبيق الفكر الشيوعي الروسي وتبني سياسه الانقلابات العسكري في كل الدول العربية وكلها كانت انقلابات عسكرية!!!

او في تولي انور السادات لحكم مصر وتحول مصر من دوله اشتراكية الى دولة رأسماليه بعدما سقط الدب الروسي وظهر على السطح المارد الامريكي الذي اصبح يدير اللعبه ومصر اصبحت اداه من ادواته المهمه في قياده الوطن العربي .

ليأتي محمد حسني مبارك ليسير على درب من سبقه في خدمه الفكر الامريكي والسياسات الامريكية في المنطقة العربية وتقديم فروض الولاء والطاعه للمارد الامريكي الذي جعل من مصر دولة صديقة للكيان الصهيوني على الرغم من التاريخ الطويل والابدي في عداوة مصر بالكيان الصهيوني !!!

وقامت ثورة يناير حتى تطيح بكل هذا الانهيار والفساد الذي خلف كل هؤلاء الروؤساء من فشل وفساد وظلم وسرقة وتنفيذ مخططات صهيونيه لابقاء مصر دائما دولة نامية لا قيمة لها في كل المجالات ليأتي علينا المجلس العسكري الذي فوضة الرئيس السابق حسني مبارك لكي يستمر المسلسل وتبقى المؤسسة العسكرية في حكم مصر ويبقى الفكر وتبقى السياسات العسكرية التي بها من الايجابيات والسلبيات وخاصة السبليات الكثير منتهكه حق الشعب المصري الذي اراد الحرية والكرامة والعداله وثار من  اجلها لنجد انقلاب جديد من انقلاب عسكري على ملك مصر الى انقلاب عسكري على شعب مصر والمحصلة واحدة وتاريخ يعيد نفسه .

لن يقبل شعب مصر ان يحكم بنفس الفكر والاسلوب ولن تبقى مصر دولة منقادة تنفذ مخططات غربية وتبقى دائما ناميه متخلفة كما يريدها الكيان الصهيوني والولايات المتحده والاداه المنفذه هي المجلس العسكري الذي يذهب هناك لكي يبدي فروض الولاء والطاعه كي يكسب ما كسبه من سبقة .

يسقط يسقط حكم العسكر ... وتحيا مصر دولة مدنية ذات سياده كاملة