الأربعاء، 9 مايو 2012

حدوتة من فساد المخابرات


قامت ثورة يناير وانهارت الاجهزة الامنية التي كانت تبدوا قوية وهي في حقيقتها اضعف مما تصور الجميع ... فقد انهارت في وقت قياسي وبلا ادنى مقاومة حقيقية مسلحة ... فقد انهارت امام هتافات وصيحات الثوار المطالبين بكل سلمية للحرية.

كان النظام الفاسد مهتما اهتماما بالغاً بميزانية الاجهزه الامنية وقوتها حتى تكون حماية له ودرع واقي امام اي محاولات قليلة قد لا تعد على اصابع اليد الواحده من اي معارض قرر يوما ان ينتحر امام الالة العسكرية التي تحمي النظام من اجهزة الشرطة وعلى راسها امن الدولة او من الجيش المصري الذي تحول الى جيش مبارك مثلما تحول كل شيء في مصر الى ملكية خاصة لمبارك واصبحت مصر هي مصر مبارك.

ومن ضمن هذه الاجهزه الامنية والتي لطالما دائما كان يكتنفها الغموض والسرية والوحيدة التي لم يطولها النقد حتى بعد قيام ثورة يناير وهو جهاز المخابرات العامة ... ذلك الجهاز الامني المحترم الذي نال على مدار تاريخ مصر الكثير من الحب والتقدير والهيبة من شعب مصر واضافة لهيبة مصر بين مختلف الدول من بطولات وانجازات قام بها هذا الجهاز الامني في التعامل مع العدو سواء كان العدو الازلي الكيان الصهيوني او مع باقي دول العالم.

بقيت صورة الجهاز الامني المخابراتي ناصعة البياض بعيدة عن اي تشوية او تجريح او اسائة مثلما حدث للشرطة اثناء الثورة او للقوات المسلحة بعد الثورة ومع طول الفترة الانتقالية لمصر وعلى الرغم من وجود السيد عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع مبارك ابان الثورة المصرية وهو مدير هذا الجهاز الامني المهم لاكثر من ثمانية عشر عاما قضاها مديرا للمخابرات العامة واحد اهم كاتمي اسرار مبارك والصديق الصدوق له.

وعلى الرغم من اقدام السيد عمر سليمان على الترشح لانتخابات الرئاسة قبل ان ترفض اوراق ترشيحة نتيجة لتزوير بعض التوكيلات وعلى الرغم من تقدم احد رجال المخابرات السيد حسام خيرالله لسباق الرئاسة ومع ضعف حظوظة في اي منافسة تذكر ... مما يؤدي الى اضطراب في صورة جهاز المخابرات وهو مالم يحدث حتى الان ولا تزال الصورة المطبوعة لدى المواطن المصري في جهازه الامني الغامض السري صورة طيبة بها احترام واجلال لا حدود له.

ولكن ما هي الحقيقة؟ وهل بحق هذا الجهاز الامني يملك هذه الصورة الشريفة الطاهرة؟! ...

تحولت المخابرات العامة المصرية في ظل نظام مبارك العميل الامريكي الاسرائيلي في مصر والذي فاق خطورة كل الجواسيس الذين دخلوا مصر في غضون نصف قرن من الزمان وكانت الكارثة ان هذا الجاسوس والخائن هو رأس النظام ورئيس الدولة.... الى جهاز امني خادم للمصالح الامريكية الاسرائيلية وليس خادما لامن مصر وتحولت الدولة المعادية (الكيان الصهيوني) الى دولة صديقة ... وانتهى عهد ابطال المخابرات القدامى وملفات المخابرات البطولية في اختراق الكيان الصهيوني الى التعاون المثمر بين المخابرات المصرية والموساد .

هناك الكثير من التفاصيل التي قد يتم سردها في مقالات ومقالات من فضائح التعاون مع الكيان الصهيوني والتي قد تكون صادمة لمن يقراها او يتاكد منها فقد لا يصدقها احد بسهولة.... سنذكر منها :-

تملك دولة فلسطين محطة كهرباء واحدة تحتاج دائما الى وقود ومع كل الاسف لا تصدره مصر اليها مثلما كانت تصدر الغاز لاسرائيل الدولة المعادية ولكنها كانت تسمح بمرور الوقود القادم من بعض الدول العربية عبر الانفاق التي تم حفرها بين مصر وفلسطين ومن ثم استخدامها بمحطة الطاقة الكهربائية ... وعندما تصاعدت حدة التوتر بين اسرائيل وفلسطين وقصف غزة المتكرر ارادت اسرايل ان تفرض مزيدا من الحصار على فلسطين ... وعندما علمت بمدى احتياج فلسطين للوقود الذي اصبح محدودا ولا يكفي للمحطة الكهربائية ان تستمر في امداد الكهرباء لدولة فلسطين اكثر من شهرين حتى طلب الموساد الاسرائيلي من مخابرات مصر العامة ان تعطل نقل شحنة الوقود القادمة من قطر عبر قناة السويس حتى تتضرر فلسطين المنتظرة لهذا الوقود في ظل حصار حقيقي على فلسطين ومنع الكثير من الدول ان تصدر لها اي وقود او يحدث بينها وبين باقي الدول اي تعاون حتى ان الوقود القادم من قطر هو بعلم الكيان الصهيوني وبموافقتة.

وعندما ارادت تعطيل وصوله قامت المخابرات المصرية بتلبة الطلب بكل سرور وكأن العدو الحقيقي هو فلسطين والصديق الحقيقي هي اسرائيل ... وهل وصل الفساد الى هذا الحد الذي يجعل العدو صديقاً والصديق عدو؟!

كانت هذه قصة حقيقية تحدث هذه الايام من احدى قصص وسلسلة فساد الجهاز المخابراتي الذي طالة الفساد مثلما طال كل شيء في مصر مثل الجيش المصري الذي تراقصت جنودة على جثث الشهداء وبعض القضاه الذين شوهوا صورة القضاء بعدما باعوا شرفهم القضائي للمجلس العسكري في قضية التمويل الاجنبي وهروب الامريكان المتهمين ... وفي الجهاز الشرطي الذي عاش عقود طويلة في حماية شخص على حساب الملايين من المواطنين.