الثلاثاء، 29 مايو 2012

الريس شفيق... ياراجل؟!



في تغيير مفاجيء للميعاد المحدد سلفا من اللجنة العليا للانتخابات باعلان نتيجة المرحلة الاولى من الانتخابات اليوم الثلاثاء قامت اللجنة باعلان النتيجة امس ... رافضة كل الطعون المقدم بحجة عدم تاثيرها على سير العملية الانتخابية ومنها ما تم رفضة بحجة تقديمة متاخرا... وكأن الانتخابات اقيمت منذ شهر مثلا؟! ... 

وخرجت النتيجة لتؤكد جميع النتائج المبداية للفرز باللجان العامة والفرعية بالاعادة بين مرسي مرشح الاخوان وشفيق مرشح النظام السابق وخروج كل مرشحي الثورة من السباق.

حتى يصبح هذا الشفيق هو الشخص الفولاذي الذي لا يوقفة طعون او قضايا فساد او جرائم ... فكم من كل هذه الاتهامات تملأ ادراج النائب العام واللجنة العليا للانتخابات وتكفي لاستبعادة من سباق الرئاسة ... بل وتكفي ليصبح الشخص الواحد والاربعين في سجن طرة بين زملائة من رموز النظام السابق الفاسد.

وبغض النظر ايضا عن قانون العزل السياسي الذي قام مجلس الشعب الهزيل بتشريعة ولكن شأنة شأن كل التشريعات والقرارات البرلمانية التي جعل منها المجلس العسكري مجرد كلام فارغ بلا اي حقيقة او قانون مطبق بالفعل.

ويصبح الشارع المصري بمختلف طوائفة المنقسمة الى اكثر من فئة ورأي واتجاه في حالة حيرة بين اختيارين كلاهما اسوأ ... وكلاهما ينبأ عن تواطؤ المجلس العسكري للقضاء على الثورة في مقابل بعض الصفقات مع الاخوان حتى تتم حماية النظام الفاسد ومن ثم يعود النظام الى سابق عهدة.

ويبقى الثوار في موقف لا يحسدوا علية ... فاذا نزلوا الى الميدان قيل عنهم معطلين ومخربين وضد الديمقراطية وزاد تشويهم وكراهية الشعب للثورة بعد ان كانت طوق النجاة لشعب غرق في بحور الفساد على ايدي نظام مبارك اللعين ... واذا بقوا في منازلهم تمت الصفقة بين المجلس العسكري والاخوان سواء بفوز المرسي او حتى بفوز شفيق وزيادة في صلاحيات برلمان الاخوان الذي قد لا يتم حلة اذا اتى شفيق ممثلا للمجلس العسكري ورئيسا منتخبا للجمهورية!!!

نعم انها خطة مدبرة ومحكمة استطاع المجلس العسكري تنفيذها على مدار عام ونصف من الثورة واستطاع تشوية الثورة والثوار... كما استطاع ان يطبق مخططة في المراحل السياسية من مجلس شعب وانتخابات رئاسة وتعطيل عمل دستور حتى تتم كل الامور بشكل من الديمقراطية المزيفة ويأتي من كان يريد مجيئهم سلفا وبهذا تصبح الثورة بلا موقف ولا وضع مع اجرائات من الديمقراطية تبدوا اصلاحية وهي في حقيقتها انتقامية من شعب اراد لوطنة الحرية والكرامة والقضاء على الفساد.

وقد لا يأتي هذا الشفيق رئيسا في النهاية ويصبح المرسي رئيسا حتى يشعر غالبية الشعب المنهار من صدمة الاختيار بشيء من السعادة في تخلصة من الشخص ذو النزعة الانتقامية والتلميذ النجيب لاستاذة مبارك اللعين.

فقد علمتنا السياسة ان تضع كل الاحتمالات وتتعامل على اساس كل احتمال وما يستتبعة من نتائج فمن يحاربك لا يحاربك من طريق واحد قد تكتشفة وتغلقة امامة.

لم ينجح المجلس العسكري في تنفيذ جزء كبير من مخططة بمفردة ... ولكنة حصل على مساعدات من اطراف عدة ... منها ما ابتليت مصر بهم من سياسيون يدعون بالنخبة وهم في حقيقة الامر مجرد عملاء للاجهزة الامنية وكانوا طيلة السنوات الماضية مجرد معارضة شكلية لا قيمة لها وفي حقيقتها مؤيدة ولكنها تقمصت دور المعارضة في مسلسل الفساد الذي قام باخراجة نظام مبارك.

حتى نجدهم امامنا يتحدثون عن الثورة وعن ما هو قادم اكثر مما قاموا بالثورة نفسها وينصبون انفسهم مسؤولين عن قيادة الثورة والثورة بريئة من امثالهم من كائنات متعفنة كانت تلعق بيادات الرئيس واعوانة ويتظاهروا فقط امام الشعب بانهم كارهين معارضين!

وبكل اسف لم تكن النخبة الفاسدة مقتصرة على السياسيون القدامى ولكن طالت ايضا بعض الشباب المتعطش للدخول في المعترك السياسي... حتى قام احد اعضاء المجلس العسكري بتشكيل ائتلاف شباب الثورة وبمباركتة حتى يعرف المجلس العسكري طبيعة التعامل مع شباب الثورة... 

حتى وجد بعض الشباب المتعطشون للسياسة والمناصب قبل ان تكتمل الثورة ويتم تجنيدهم مقابل شو اعلامي وشهرة ومال وحتى يعلم الشعب ان هؤلاء هم من قاموا بالثورة ... فعندما ينكشف ما بداخلهم من فراغ سياسي وفشل وانانية ... تصبح هذه الصفات هي صفات كل الشباب الحقيقي المحترم الذي قام بالثورة ... وينفض الشعب عن هؤلاء الشباب الطامعين في مصر وتتحول الثورة الى فرصة انتهازية لسرقة مصر اكثر ... وهو التصور اللعين الذي وضعة المجلس العسكري للقضاء على الثورة.

وقال الشفيق هذا عندما سألة احد الاعلاميين عن علاقتة بالثورة وقال انه صديق قوي لكثير من شباب الثورة وانهم كانوا يجتمعون به وعلى علاقة وطيدة بهم!

سنبقى مجرد رد فعل لمخطط المجلس العسكري الذي لا يدين بالولاء الا لقائدة ونظامة الفاسد؟! وهل سنقبل بان يصبح الجيش المصري دولة بداخل الدولة كما هو منتظر من مخطط المجلس العسكري الذي يريد ان يصبح بقرارات منفردة ولا سلطان علية ... حتى وإن كان الرئيس نفسة.