السبت، 12 نوفمبر 2011

وجه الحق وقناع الباطل

تعيش مصر حالة من التخبط والمجهول في كل مناحي الحياه فلم تكن الثورة لانتصار سياسي ومكاسب حزبية كما اختصرها البعض ولكنها كانت ثوره تقتلع كل ما هو فاسد .... كل ما هو باطل حتى وإن تلبس صورة الحق.



منذ ان تسلم المجلس العسكري السلطة وحتى يومنا هذا لم يجد الشعب المصري اي جديد سوى مزيد من التدهور والانهيار الاقتصادي والانفلات الامني الذي اصبح يشبه لوغاريتمات علم الرياضيات. بدا الامر للمثقفين انها اداره عشوائية لا تستطيع تنظيم نفسها سوى عسكريا . اما سياسيا فهي فاشلة فشل ذريع , وقد يكون الفشل في نظر بعض المثقفين عن عمد وفي نظر البعض الاخر فشل عن ضعف وسوء اداره.



وان كان هذا التحليل لدى المثقفين فبالتاكيد رجل الشارع العادي له راي اخر , راى البعض بان الاحوال الحاليه لمصر ما هي الا نتيجة تسرع في انهاء الثورة بشكل جعل منها نصف ثوره مما اتاح لمستفيدين النظام السابق في الظهور بقوه مره اخرى كما انهم رأو ان المجلس العسكري ما هو الا افراد من هذا النظام وبالتاكيد لن يكون ولائهم لشعب مطحون لم يشعروا به منذ سنوات التي كانوا يعيشون فيها في نعيم لا حدود له.



وايضا راى البعض الاخر في عيوب الفتره الحاليه وانه يرجع لحدوث الثوره من الاساس وان الثوره لم تكن منصفه للفقراء وهم الاغلبية العظمى من الشعب المصري ودليلهم في هذا هو انهم كانوا يعيشون حتى ولو بالقليل وانهم كانوا ينعمون بامن وامان لم يجدوه بعد الثورة فا الى جانب معاناتهم من الفقر اضيفت لها معاناتهم من الخوف على حياتهم.



وفي تضارب كل هذه الافكار ووجهات النظر الكثيره والجدل الدائر بين طوائف الشعب المصري . اجد ضالتي في تكوين وجهه نظري التي وان تحمل فانها تحمل تكوين وتجميع لافكار المصريين المختلفة وما هو سبب حدوث كل هذه الاختلافات والنزاعات الى حد بعيد في الرأي.



لم تكن مصر من حضاره وارض وتاريخ ان تستطيع ان تتحدث وتقول ما تريد فهي تشاهد ما يتم من صراع حتى ترى ما ستؤول اليه .



وبالتاكيد طرفان النزاع هم نظام حاكم وشعب محكوم .... اراد هذا الشعب ان ينتزع حريته وان ياخذ حقة الذي سلبه منه النظام الحاكم الذي هو بالاساس مختار من قبل هذا الشعب لكي يدير له شؤون وطنه!!!



وبالتاكيد هذا النزاع نشأ عن طمع لا حدود له من النظام الحاكم لحقوق هذا الشعب الذي صمت كثيرا في المطالبه بها.... ولم لا يطمع وهو ياخذ حق الشعب ولا يجد من يقول له قف .... وعندما فاض الكيل بهذا الشعب الذي راى حقة يهدر ويسلب ويسرق وقال لا لن اقبل بعد الان ان يسرقني من اختاره ليحكمني ويدير شؤون بلادي .... .



ونظرا لما عاناه الشعب عقود طويلة فما بات ان يفرح بانه اطاح برأس النظام وهو لا يعلم ان الفساد لا يموت اذا قطعت راسه فذيول الفساد واذرعته كثيره ومن اللمكن ان تعود راسه مجددا للحياه!



وعندما فوض راس النظام ازرعته من المجلس العسكري لاداره البلاد واخماد هذه الثوره عليه  وجد المجلس العسكري نفسه في ورظه .... فلا يستطيع ان يخرج على راسه المدبره ولا يستطيع ان يواجه الشعب بشكل مباشر وان يظهر وجهه القبيح للجميع والا ستكون الثوره علية .



بدأ المجلس في ترتيب الاوراق التي تبعثرت من رأس النظام الذي فوجيء بشعب يستفيق بعد سبات عميق من اللامبالاه والرضاء بالامر الواقع .... وبدأ بالفعل في ارتداء قناع الحق الزائف فتظاهر بانه مؤيد للشعب وانه ضد رئيسة والمحرك الاول له .... وحاول ان ينفذ بكل احتراف خطة اللا مبارك في الاطاحة بالثوره وفي نفس الوقت ان يشعر الجميع انه الى صف الشعب في ثورتة العظيمة.



واصبح الصراع بين وجه الحق في شعب يريد ان يعيش وقناع الحق المراد به باطل الذي يرتديه افراد المجلس العسكري .... .



ليصبح هذا الصراع مقسم على جولات .... ينتصر المجلس في احداها فيجد الشعب يقف الى جانبه ويخسر جولات اخرى فيجد الشعب يتخوف منه ويستشعر بالخطر الحقيقي بسببه.



وما زاد من صعوبه هذا النزاع ان الشعب لم يكن يدا واحده مثلما كان في الثوره وهذا ما نجح فيه المجلس العسكري في تشتيت وتفريق الشعب الى طوائف ومصالح ليبقى عدد قليل من الشعب الذي يدرك هذه اللعبة الحقيره وهذا القناع المزيف ويصبح النزاع بين المجلس العسكري وبين البقيه الباقيه من هذا الشعب .



وهذا لا يقلل من باقي طوائف الشعب التي وان بدت تبحث عن مصالحها ولكنها بالتاكيد لن تجد هذه المصالح الا في توحدها مع الثوار في النهايه , مضافا اليهم من صمت من هذا الشعب واكتفى بالمشاهده لكي يقرر بالتاكيد في النهايه مصيره.



وفي هذا النزاع يملك المجلس العسكري الكثير من الاسلحة التي يحارب بها الشعب .... فالاداه الاعلاميه في يده والاداه العسكرية والسلطة في مواجه الشعب الذي لا يملك سوى ايمانه بقضيه وطنه والتي سيدافع عنها حتى النهايه.



نزاع بين وجه الحق وقناع الباطل .... وان كانت دولة الباطل ساعة فدولة الحق الى ان تقوم الساعه .... وقد آن الآوان ان ينتصر وجه الحق ويزيل قناع البطل لكي يرى الجميع ما وراء هذا القناع من شر وفساد وظلم .... لكي يحطم جسور الفساد وينتهي هذا النزاع الذي لا يتضرر منه سوى مصر التي تبقى تشاهد اطرافة في انتظار النهايه .



ان كان الفساد والباطل يملك الكثير من تاريخ الحياه .... فبالتاكيد وجه الحق والخير سينتصر في النهايه .



وقد قربت النهايه.