الاثنين، 28 مايو 2012

صدق نفسك... وكمل ثورتك


نعيش واقع مليء باللتضليل والتشوية والتآمر وهذه حقيقة وليست خيال ... فهو واقع مرير نعيش فيه ... كضريبة حقيقية لاخطائنا التي وقعنا فيها جميعا للاسف عندما اردنا ان يستكمل ثورتنا طرف اخر وهو حليف اصيل واحد اركان النظام الفاسد الذي قمنا بثورة علية.

عام ونصف من المهازل والكوارث التي تحاك وتفعل بمصر بغرض تحويل الراي العام من مؤيد للثورة الى مناهض لها وكاره في بعض الاحيان ... مضيفا الى هذا حالة من الملل نتيجة تكرار الاحداث والمواقف الخاطئة من جميع الاطراف.

وحتى تنجح يجب ان تتعلم من اخطائك التي وقعت فيها في السابق حتى لا تتكرر ولا يحدث ما يتمناه الفاسدون اعداء ثورة يناير الذي جائت الثورة كالوبال عليهم حتى تضيع احلامهم في بقائهم عظماء شامخين حتى ولو كاان الثمن وطن وشعب من المطحونين.

اعترف بوقوع معظم الثوار في خطأ تكرار المليونيات بشكل مستمر وبلا انقطاع فقد كان منها الناجحة والذي استطاع الثوار من خلالها بفرض ضغط شديد على المجلس العسكري واجبارة على الكثير من القرارات التي لم يرغب في تنفيذها... 

ولكن كانت هناك بعض المليوينات بلا ادنى فائدة او سبب ولا يعلم احد من كان الداعم الاول لها وحتى وإن لم تحمل نتائج ايجابية في مزيد من الضغط فانها وبكل اسف تسببت في نتائج سلبية وخاصة فكرة تعميق الحملة الاعلامية الممنهجة لتشوية الثورة والثوار.

حتى انني ظننت بدرجة تقترب من اليقين انها كانت من تدبير بعض الاجهزة الامنية وفي مقدمتها جهازي المخابرات العامة والحربية وجهاز امن الدولة الذي لا يزال يعمل حتى الان... وبدى هذا واضحا في كم افراد التحريات العسكرية التي كانوا من رواد هذه المليونيات لفرض حالة من الملل والكره لدى عموم الشعب لفكرة المظاهرات وانها تتسبب في مزيد من عدم الاستقرار وانخفاض البورصة وغيرها من فزاعات كانت تتبع هذه المليونيات المدبرة.

وهذا لا يتعارض مع قيمة اغلب المليوينات التي كانت الحل الوحيد المملوك للثوار وخاصة عندما تكون السياسة حل غير مطروح مع طرف اخر لا يعرف اي شيء عن السياسة ولا يعرف سوى قوة السلاح وتوجية الاعلام لتضليل الشعب وتحويل الراي العام من مؤيد الى معارض.

فقد يكون الفرق الوحيد هو عدم السيطرة على المليونيات من تحديد قيمتها واهدافها التي تستحق من اجلها نزول الملايين او حتى الالاف ... ويرجع هذا الى حالة التفقة التي احدثها العسكري بين صفوف الثوار عندما استقطب الاخوان في البداية حتى تتحول جبهة الثورة الى جبهة دينية وجبهة ليبرالية وفي حقيقة الامر كانت جبهة واحدة اثناء الثورة ولم يكن هناك فرق بين اي مصري في اي ميدان من ميادين التحرير.

مضافا الى هذا سقوط الكثير من الاقنعة التي كانت تتزعم المعارضة ويطلق عليهم النخبة وهم في حقيقة الامر طامعين واصحاب مصالح ومنهم وبكل اسف من كان احد عملاء الاجهزة الامنية في ثوب المعارضة من ايام النظام السابق.

حتى توالت الاحداث واكتشف شباب الثورة الطاهر النظيف الذي لا يحمل اي مصلحة شخصية او هدف سوى حب الوطن حقيقة هؤلاء النخبة وبدى له من بحق يقف الى جانب ثورتهم ومن يتوارى خلف ثوب المعارضة وهو لا يختلف كثيرا عن رموز النظام الفاسد السابق.

وبالرغم من تسبب بعض المليوينات في السابق الى حالة من الملل وكره الثورة والثوار ولكنها لاتزال الالية الوحيدة التي يملكها الثوار نتيجة بقاء المجلس العسكري في السلطة وصعوبة اي صراع سياسي بين الثوار والمجلس العسكري.

ولكن بشيء من الخبرة والتعلم من اخطاء السابق ... فمن الممكن ان تعود المظاهرات والمليونيات الى وسيلة ضغط حتى تكتمل الثورة ... وان بقيت بعض النزاعات السياسية في المستقبل فمن الممكن حينها مواجهتها بالفكر السياسي وبعيدا عن النزول الى الميادين والتظاهر هنا وهناك.

وبغض النظر عن ما تحملة الساعات القليلة القادمة في نتيجة انتخابات الرئاسة ومن سيدخل دور الاعادة مع مرشح الاخوان سواء كان شفيق احد تلاميذ مبارك وصاحب الاصوات المزورة في انتخابات الرئاسة او دخول المرشح حمدين صباحي المعبر بشكل او بآخرعن الثورة ... فالثورة لن تكتمل بانتخابات الرئاسة ولن تسلم السلطة من المجلس العسكري لاي رئيس يعبر عن الثورة بسهولة .... وقد تحتاج عملية تسليم السلطة الى مزيد من الصراع والنزاع السياسي ... 

وهذا بالتاكيد في حالة فوز مرشح الثورة او الاخوان ... وقد تحتاج ايضا عملية تسليم السلطة الى ثورة اخرى اذا جاء تلميذ مبارك واحد المشاركين في موقعة الجمل التي راح ضحيتها العديد من الشهداء.

وتبقى الحقيقة في قوة شباب الثورة اصحاب الهدف النبيل الذي يجب علية ان يأبى ان يتحول الى مشاهد ومخير بين امرين كلاهما مر فلا الاخوان يصلحوا لرئاسة مصر وبالطبع لا يعقل ان ياتي سفاح كاره للثورة ويصبح هو الرئيس.... من استطاع ان يخلع مبارك يستطيع ان ياتي برئيس ثوري لمصر ... صدق نفسك... وكمل ثورتك.