الجمعة، 18 مايو 2012

بلاها شفيق ... خدوا موسى



حالة من الحيرة تنتاب عموم الشعب المصري في اختيار مرشحة لرئاسة مصر... ومع انتهاء تصويت المصريين في الخارج والذي تم على مدار عشرة ايام مضت ... ونتيجة الى حصر اعداد الناخبين في الخارج بما لا يزيد عن ستمائة الف ناخب وهو لا يعد مؤشر لنتيجة الانتخابات بشكل عام بالمقارنة بما يزيد عن ثمانين مليون ناخب داخل مصر وفضلا عن عزوف مايزيد عن ثمانية  ملايين ناخب تقريبا بالخارج لم يدلوا باصواتهم.

ومع عرض كل مرشح من المرشحين الاثنا عشر بعد انسحاب ضمني لاحد المرشحين لصالح عمرو موسى ... ومع تشابة جميع البرامج الانتخابية التي تتحدث عن المائة يوم الاولى من تولي المرشح لرئاسة مصر ... الفترة التي لا تقنع احد اعطى لعقلة دقيقة من التحليل السياسي للفترة والصعاب التي سيواجهها الرئيس القادم.

تزداد حيرة المواطن اكثر واكثر عندما لا يجد اجابات شافية على متطلباتة الاساسية والسريعة من علاج الانفلات الامني والحد من ارتفاع الاسعار وحل مشكلة البطالة التي اصبحت كالوباء الذي افترس احشاء الوطن... وفي المقابل لا يرى من اي مرشح سوى تصريحات رنانة ولم يجد اي الية او شرح لكيفية حل هذه المشكلات الاساسية فضلا عن باقي المشاكل التي لم يرى سوى صورة وردية مليئة بالكلمات والوعود ولم ينسى المائة يوم الموعودة.

ومع هذه الحيرة التي تنتاب معظم المصريين باستثناء من استقر رأية على مرشح بعينة من ايمانة بمباديء المرشح وتاريخة المقنع للناخب ... تأتي العوامل المؤثرة سواء من المرشحين انفسهم او من المجلس العسكري الذي يتولى شؤون البلاد منذ تنحي مبارك وبتفويض منه.

فنجد من يحاول التأثير على الناخب من استمالة الوازع الديني الذي بداخلة مستفيدا بطبيعة الشعب المصري الذي يميل الى التدين بداخلة حتى وان لم يكن تدين كامل.

ونجد من يحاول التأثير على الناخب بزرع الطمأنينة بداخلة في حل المشكلة الامنية في اسرع وقت ممكن وكأنة يملك عصا سحرية لحل الانفلات الامني المتعمد من انصار النظام الفاسد الذي يريد ان يثبت فشل الثورة وقد يكون هذا المرشح نفسة هو المسؤول عن الانفلات الامني وبهذا يستطيع ان يوقف هذا الانفلات بامر لمساعدية المسؤولين عن البلطجة واصابة الشارع بالذعر واعني في هذا المرشح احمد شفيق جندي مبارك المخلص واحد تلامذتة في القوات الجوية وابن المؤسسة العسكرية التي ظهر الفساد فيها مثل باقي المؤسسات... والكاره للثورة ويريد ان يصبح رئيس كي ينتقم لقائدة المخلوع ويعيد اركان النظام الفاسد مرة اخرى.

مستفيدا في هذا تأييد كل من كان معارضا للثورة منذ بدايتها ومن نال من التعب والخوف من اثارة فكرة الانفلات الامني وتبنيها من المجلس العسكري الذي كان يستيطع ان يمنعها ولكنة باقي حتى الان بالانفلات الامني كأكبر حجة وحتى يعيد للنظام الفاسد قوتة التي سقطت.

واذا ظن البعض ان احمد شفيق هو مرشح النظام والمجلس العسكري فقد يتحول هذا الظن الى حقيقة عندما تزور ارادة شعب من اجل فوزة بمقعد الرئاسة وقد يتحول الظن الى مجرد شك عندما يصبح مرشح العسكري شخص مدني ليس له خلفية عسكرية حتى يقتنع الشعب بان الثورة قد نجحت وانتهى حكم مصر من رئيس ذو خلفية عسكرية مثل ما حدث منذ انقلاب عام 1952 بقيادة بعض ظباط الجيش وحتى الثورة المصرية المجيدة العام الماضي وانتهاء حكم مبارك.

واذا اردنا ان نعرف من تتوافر فيه هذه الصفات فبكل منطقية وبديهية هو عمرو موسى وزير خارجية مصر لعشر سنوات ومن ثم امين جامعة الدول العربية حتى العام الماضي.
وبنظرة سريعة على المرشح عمرو موسى صاحب التاريخ السياسي والدبلوماسي الكبير واحد رموز النظام بلا شك فقد عمل في منظومة مبارك من قنصل الى سفير الى وزير خارجية ثم انتهى دورة الى نقلة الى امانة الجامعة العربية وعن عمرة الذي تخطى السادسة والسبعين فهو لا يريد الا ان يختتم مشوارة السياسي رئيسا لمصر ... وكم من هذا شرف.

وقد يكون المرشح عمرو موسى قريب الى قلوب الكثير من المصريين نتيجة تعاطفهم معه في السابق عندما تمت اقالتة من وزارة الخارجية وتحويلة الى منصب اداري في الجامعة العربية وبتاريخة في العمل السياسي الذي يعطي قناعات للكثيرين بانهم اصل من يدير مصر الفترة القادمة نتيجة لخبرتة التي لا يملكها باقي المرشحين بنفس القدر.

وبهذه النظرة يصبح المرشح عمرو موسى هو اقرب المرشحين الى قلب المجلس العسكري الذي يريد رئيس صورة وليس رئيسا بحق يستطيع ان يعزل اعضاء المجلس العسكري ويحاسبهم على ما ارتكبوه من مجازر بحق الشعب المصري والثوار على دار عام ونصف تقريبا من الثورة.
فلا يريد عمرو موسى من منصب الرئيس سوى مقعد الرئاسة واسمة الذي سيكتب في تاريخ مصر كرئيس لها بعد ثورتها المجيدة ... اما عن الصلاحيات والقرارات فلا ضرورة لها فهي  ملك للمجلس العسكري الذي سيبقى في السلطة ويسلمها صوريا باعلان دستوري بعد ان فشل هو والبرلمان المصري من عمل دستور مصري.

حتى يصبح للشعب المصري احد خيارين ... اما شفيق صاحب نظرية الامن في اربعة وعشرين ساعة! ... او موسى صاحب التاريخ السياسي والدبلوماسي والذي اتى حتى يكتب في سابقة اعمالة انه كان رئيسا لمصر!!!

وبغض النظر عن اختيارات المصريين فالتزوير هو الدستور الحقيقي للانتخابات الرئاسية القادمة ... واللي مش عاجبة شفيق يختار موسى!!!