الأربعاء، 27 فبراير 2013

"الحمار الوطني" عفوا... الحوار الوطني


تم عقد جلسة الحوار الوطني يوم الثلاثاء الموافق 26/2/2013  وكانت جلسة علنية امام شاشات التلفاز بين الرئاسة والمفترض اطراف المعارضة التي ترغب في ضمانات من اجل السير في العملية الانتخابية والتي اعلن عنها الرئيس محمد مرسي في اخر شهر ابريل القادم...

لم تحضر المعارضة ولم يحضر الحوار الوطني سوى بعض الاحزاب المؤيدة للاخوان المسلمين والتي باي حال ليست معارضة بالاساس فهي تتوافق وتتفق مع سياسات الاخوان كما حضر الحوار حزب الحرية والعدالة الجناح السياسة لجماعة الاخوان والمنتمي لها رئيس الجمهورية في اشارة الى بقاء الاوضاع السياسية على ما هي علية... تمضي جماعة الاخوان الحاكمة في مخطط التمكين باتمام مجلس الشعب ومن قبلة وجود مجلس الشورى وتمضي ايضا المعارضة في الرفض لهذا المخطط الاخواني والاعلان عن عدم قبول هذا الحوار الوطني الاسم الفارغ من المضمون...

حتى لا يبقى للمعارضة اي اختيار سوى السعي في اسقاط النظام الحاكم الاخواني بكل الطرق الممكنة ويبقى الصراع السياسي قائم...

واذا كان الصراع السياسي لا يظل وسيظل قائم فالصراع في الشارع المصري والذي خرج عن اطار الصراع السياسي ليمتد الى اكثر من اي نزاع سياسي بين اطراف متصارعة الى نزاع دموي يتساقط على اثرة المصريين يوما بعد يوم... واصبح الرفض الشعبي لبقاء الاخوان في الحكم امر مؤكد في مختلف المحافظات المصرية وخاصة محافظات القناة التي دخلت في عصيان مدني منذ اكثر من عشرة ايام وازداد لديها الغضب بعد تجاهل الرئاسة اي مطلب حتى علت المطالب اي مطلب واصبح اسقاط الرئيس والجماعة الحاكمة هو المطلب الوحيد..

عصيان مدني واضرابات ومظاهرات اصبحت بشكل يومي وامر طبيعي لا يتوقف بل يزداد وينتقل من مكان لاخر ليزداد الغضب ويزداد العنف..

حادثة مآسوية جديدة في محافظة الدقهلية...

  نزلت مليشيات جماعة الاخوان للاشتباك مع المتظاهرين في محافظة الدقهلية لتتدخل الشرطة لفض هذا الاشتباك بقنابل الغاز ليلقى طفلين حديثي الولادة باحد المستشفيات مصرعهم نتيجة للاختناق جراء احد القنابل التي اطلقت بطريق الخطا في غرفة "الحضانة" التي يرقد فيها هذين الطفلين!

حادثة سقوط منطاد بمحافظة الاقصر...

حادثة مآساوية اخرى قد تكون قدرية ولكنها مواتية لسوء الاوضاع وتفاقم الاحداث يوما بعد يوما وهي حادثة منطاد الاقصر الذي اشتعل وسقط من ارتفاع اكثر من ثلثمائة متر حتى يلقى 19 سائحا مصرعهم وتزداد السياحة المصرية انتكاسة ويزداد تردي الاوضاع سوء وكأن الله غاضب علينا وعلى ما وصلنا الية من اوضاع سيئة نتصارع فيها ويستغل الدين فيها بشكل سيء ودنيء من قبل ما يطلق عليهم المتأسلمين اخوان كانوا او سلفيين...


وتستمر الحوادث وتتساقط الجثث وتسيل الدماء بمختلف الاسباب والظروف... وعن المحلة وطنطا ودسوق وكفر الشيخ والاسماعيلية والسويس وبورسعيد ودمنهور والتحرير والاتحادية وقصر القبة والدقهلية والاسكندرية ومحافظات ومناطق اخرى واخرى... هنا وهناك تسيل الدماء ولا يستطيع احد حصرها فهي جثث لا تتوقف عن السقوط ضحية لقمع امني او استبداد نظام فاسد او حوادث طبيعية مجتمعة في توقيت واحد بشكل يفوق الطبيعة او المنطق والعقل...

وبعد كل هذا تتحدثون عن الحوار؟! اي حوار هذا الذي يدور في الاماكن المغلقة وبتآمر دنيء على مصالح مصر اما حوار بين الاصدقاء المقسمين الى رئاسة ومعارضة وجميعا مؤيدين للنظام؟! ام حوار الشباب الذي يرتاد الميادين ويسقط امام عينية الشهداء واحد تلو الاخر!...

اي حوار واي تفاهم واي نقاش بين اطراف جميعها يكره الاخر ولا يجد سوى مصلحته هي العليا والتي لا يجب ان تمس بسوء حتى وان مست مصر جميعها بالسوء؟...

مثل الحمار يحمل اسفارا... لا يفهم الحمار محتوى ما يحمل كما لم تفهم الرئاسة ماذا يريد الشعب كي تتحوار مع المعارضة التى لم تاتى للحوار من الاساس!!!

تدوينات يوميا حزينة ساكتبها وانا مليء بالاحباط والاسى والحزن حيث لا يوجد مكان بداخلي لغير هذه المصطلحات القاتمة البائسة....