السبت، 27 أبريل 2013

الاخوان بين خطة التمكين او السقوط المهين



تتوالى الاحداث والازمات والكوارث التي احلت بمصر منذ تولي المجلس العسكري للسلطة كفترة انتقالية او من ثم تولي الاخوان للسلطة كفترة ايضا انتقالية كما توضح الاحداث اليومية التي تؤكد عدم مقدرة الاخوان على ادارة شؤون الدولة وانهم جائوا لتولي السلطة وهم لا يعلموا حقيقة وحجم هذه السلطة وهل سيستطيعوا العبور بمصر من المرحلة الانتقالية التي تعد اسوء مرحلة مرت في تاريخ مصر القديم والمعاصر...

كلما ازدادت الاوضاع سوء كلما احتاجت مصر الى شخصيات ذات قرارات صائبة وحاسمة لا شخصيات مضطربة خائفة بل وخائنة لهذا الوطن لا تعلم عن مصالح مصر العليا اي شيء بل جائت للسلطة وهي لا تعلم او تهدف الا الى اعلاء مصلحة الجماعة وتمكين الجماعة من السيطرة على مفاصل الدولة بغض النظر عن حقيقة تكوين هذه المفاصل وعمق الدولة التي بقت تحت سياسات ثابتة لاكثر من اربعة عقود مضت وبالتحديد منذ تولي الرئيس الراحل انور السادات والخضوع الكامل لسياسات الولايات المتحدة الامريكية وبداية الانفتاح الذي ادى الى انغلاق وفقر لم تشهده مصر من قبل ولا زالت تعاني من اثارة...

وعلى الرغم من قبول جماعة الاخوان بالانصياع لسياسات الولايات المتحدة الامريكية والقبول بما تفرضة الدولة العظمى على منطقة الشرق الاوسط وسيطرتها الكاملة على انظمة الحكم في سائر الدول العربية وعلى راسها مصر... الا ان الجماعة الاسلامية ارادت استبدال كوادر ورموز النظام السابق بكوادر وروموز من الجماعة كي تعطي لنفسها الضمانة الكاملة للبقاء طويلا في حكم مصر ضاربة بفكرة تداول السلطة احد احلام المصريين ابان قيام ثورتهم على النظام السابق عرض الحائط ليتم استبدال النظام السابق بالنظام الحالي بلا اي تغيير في السياسات والتوجهات سواء الخارجية في الخضوع الكامل للولايات المتحدة الامريكية او في الداخل من نقل كافة ملامح النظام السابق الذي كان دائما يسعى لتزاوج المال بالسلطة ولسيطرة رموز نظامة على كافة مفاصل الدولة وهو ما تسعى الية الجماعة الاسلامية الان ويرفضة رموز النظام السابق الذي لا يزال يملك من السيطرة على الكثير من مفاصل الدولة ويأبى ان يتخلى عنها لصالح النظام الاخواني الجديد الذي ظل طويلا مجرد معارض مهمش لا يملك من امره شيء....

صدام الاخوان و الثوار 

اعتمدت سياسة جماعة الاخوان ومنذ توليهم السلطة في مصر على سياسة التصادم من اجل الوصول الى الاهداف لا سياسة الصبر والحكمة من اجل الوصول الى ذات الاهداف... فوجدنا صداما مبكرا مع الثوار... السبب الرئيسي في مجيء الاخوان للسلطة بعدما استشعر الثوار في الاخوان بالغدر والخيانة وسرعان ما تأكد الثوار من نوايا الاخوان وخاصة مع اصدار الرئيس مرسي للاعلان اللا دستوري الديكتاتوري الذي اكد للجميع ان الاخوان بصدد الاستيلاء على مصر بانقلاب كامل على الثورة والتحول من الديمقراطية المنشودة الى ديكاتورية اكثر وطأه وشدة من ديكتاتورية مبارك...

صدام الاخوان و القوات المسلحة

ومن صدام الاخوان بالثوار الذي بدا منذ الاعلان اللا دستوري وحتى يومنا هذا في احداث يومية واسبوعية الى صدام الاخوان بالقوات المسلحة المصرية وخاصة بعدما ثبت بالادلة ضلوع جماعة الاخوان في مجزرة رفح والتي راح ضحيتها اكثر من سبعة عشر جنديا مصريا من الابطال المدافعين عن حدود مصر وامنها وتأكدت التحريات من ضلوع حركة حماس ذراع الاخوان بفلسطين واشتراك بعض اعضائها في هذه المجزرة كما تأكدت القوات المسلحة من ضلوع ثلاث من الارهابين المفرج عنهم من قبل عفو الرئيس مرسي عن المعتقلين الاسلاميين فقط والذي حدث فور تولية السلطة مباشرة في مجزرة رفح... ومن مجرزة رفح الى ما تم تسريبة عن نية الاخوان في اقالة الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع الحالي والمجيء باللواء مخيمر رئيس الحرس الجمهوري والمعروف عنه بضعف الشخصية والخضوع لرؤوسائه كي يكون وسيطا وسببا في اخونة الجيش المصري في غضون سنوات قليلة كما يخطط الاخوان من اجل السيطرة على الجيش المصري ووضعة تحت تصرفهم ومن اجل امنهم لا من اجل مصر وامنها...

صدام الاخوان و الازهر

ومن صدام الاخوان بالثوار والقوات المسلحة الى صدام اخر مع مؤسسة الازهر الشريف ومحاولات حثيثة للاطاحة بشيخ الازهر احمد الطيب الذي جاء في منصبة منذ حكم الرئيس السابق مبارك وبالتالي لا يسير على نهج وسياسات الاخوان في السلطة الان مما يستوجب الاطاحة به والمجيء بشيخ اخر يبدي فروض الولاء والطاعة للجماعة الاسلامية باعتبار الازهر احد المؤسسات الهامة في الدولة والقريبة الى قلوب عموم المصريين واهمية السيطرة عليها مثل السيطرة على باقي مفاصل الدولة في اطار مخطط التمكين الذي لم ينتج عنه حتى الان الا مجموعة من الصدامات بين الاخوان ومختلف مفاصل الدولة ومؤسساتها الهامة..

ولعل الازمة الاخيرة التي حدثت في المدينة الجامعية الازهرية وتسمم بعض طلاب الازهر واقالة رئيس جامعة الازهر بسببها لازالت تحمل الكثير من الاسرار التي قد تصل الى تورط الاخوان في هذه الاغذية الفاسدة من اجل ايجاد وسيلة للاطاحة بشيخ الازهر الحالي والتي تم احباطها بتاييد شعبي كبير لشيخ الازهر ردا على محاولات الاخوان الخسيسة في القضاء على خصومهم وما اكثر خصومهم الذين قد يصلوا الى مخاصمة الشعب المصرية باكملة...

صدام الاخوان بالمسيحيين

ومن صدام لاخر حتى وصلنا الى صدام الجماعة الاسلامية بالاخوة المسيحين واضطهادهم الذي وصل الى هجرة الكثير من رجال الاعمال المصريين المسيحيين من مصر ونقل كافة اموالهم واستثماراتهم الى الخارج هربا من بطش الاخوان ومحاولات الاخوان للاستيلاء على ثرواتهم كما ازداد شعور الاخوة المسيحيين بالاضطهاد بعد فتح ملف الفتنة الطائفية الذي كان قد اغلق في السابق ابان حكم المجلس العسكري ببعض الحوادث حينها وخرج الشعب المصري للتاكيد على حقيقة الشعب المصري وانتمائه لمصر والابتعاد عن التصنيف العنصري المتطرف للمصريين على حسب دياناتهم واعتقاداتهم الشخصية...

لتأتي حادثة الاعتداء على الكاتدارئية بالعباسية نتاجا لاحداث الخصوص الغريبة والتي قد لا تعدوا اكثر من تافهه ولكن وللمستفيدين من الملف الطائفي راي اخر في اشعال هذه الفتنة مره اخرى وكالعادة انطلقت اصابع الاتهام تجاه الاخوان في هذه الحادثة وحتى وان لم يكن للاخوان دخلا في حادثة الكاتدرائية التي قد تكون عملا امنيا او مخابراتيا فللاخوان مسؤولية بحكم كونهم السلطة التنفيذية في منع وقوع هذه الاحداث بدلا من التباطؤ والتواطؤ الواضح من قبل الشرطة في حماية المقر البابوي واهم كنيسة مسيحية في مصر والشرق الاوسط...

صدام الاخوان بالقضاء

وكالعادة ننتقل من صدام الى اخر حتى نصل الى صدام الاخوان بالقضاء المصري والقضاة والذي تم الكشف عنه بعض انتشار التسجيل الشهير لمرشد الجماعة الاسلامية السابق مهدي عاكف والذي كشف عن نية الجماعة بتخفيض سن المعاش للقضاء من سن السبعين الى سن الستين من اجل التخلص من ما يقرب من اربعة الالاف قاضي وفي زعم الاخوان انهم قضاة تابعين للنظام السابق وفاسدين ولكن هذا الزعم الاخوان ينتهي عندما تنكشف النية عن احلال هؤلاء القضاة المحالين للمعاش المبكر الى مجيء قضاة من اجل مصر وهم مجموعة من القضاء التابعين للاخوان... وكأن القضاء المصري لا يتبع العدل والقانون بل يتبع نظام سابق او نظام حالي وكلا النظامين فاسد...

وبالرغم من وجود قضاة فاسدون في القضاء المصري وهذا امر لا يقبل الشك ولكن على القضاه والقضاء نفسة ان يتطهر من ابنائه الفاسدين والا يتم التدخل في تطهير السلطة القضائية من قبل السلطة التنفيذية حتى لا تتحكم السلطة التنفيذية في السلطة القضائية وتنهار دولة القانون لتحيا دولة الاخوان "دولة الغاب"...

ويظهر الصراع الاخوان والقضاء جليا واضحا في شروع مجلس الشورى المجلس المشوة خلقيا في تشريع قانون جديد للسلطة القضائية والغاء القانون الجديد بلا رجوع للقضاء او معرفة مدى احقية القضاة في تقرير مصيرهم وفي اشارة واضحة للنية الاخوانية في التمكن من القضاء المصري وتحويل مسار العدالة الى مسار المصالح الاخوانية....

وفي ظل كل هذه الصدامات والصراعات من اجل تنفيذ مخطط التمكين وفي ظل كل الاحداث اليومية التي تؤكد على اقتراب سقوط دولة الاخوان وقيام ثورة جديدة في غضون وقت قريب... هل تتحول خطة المكين الاخوانية والصدامات المفتعلة من اجل السيطرة على كل هذه المفاصل الهامة في الدولة الى سقوط مهين للجماعة الاسلامية والذي سيصبح اكبر سقوط تاريخي للاخوان... 

فالسقوط من فوق كرسي المعارضة اسهل وطأه وحدة من السقوط من فوق كرسي السلطة وهو ما سيلاقية الاخوان من مصير قد يصل الى عزلهم شعبيا وكره جماعي شعبي لهم كما يحدث الان وهو ما لم تواجهة الجماعة في اي مرحلة من مراحل الاخفاق التي واجهتها الجماعة امام كافة الحكام المصريين في تاريخ مصر المعاصر منذ الملك فاروق وانشاء الجماعة مرورا بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل انور السادات واخيرا بالرئيس السابق مبارك...