الخميس، 23 فبراير 2012

الثورة ... بين الاحتضار او الانتصار


بعد الاعلان عن يوم الثاني من شهر يونيو المقبل للنطق بالحكم في قضية مبارك ومعاونية بتهمة قتل المتظاهرين السلميين في الثورة المصرية المجيدة ... تضاربت الاراء في الشارع المصري عن فترة حجز القضية للحكم التي تخطت الثلاثة اشهر وعن الحكم الصادر حينها ... ومدى تقبل الشعب لهذا الحكم ورفضة.

ترى طائفة كبيرة من الشعب والداعية للاستقرار بغض النظر عن ما سيحدث او ما سوف يحدث ان المحاكمة جائت عادلة وان مبارك لن يفلت من العقاب ولا تعير هذه الطائفة اي اهتمام او تفكير في احتمالية برائة مبارك التي قد تحدث وقد يصابوا حينها بالدهشة!

كما ترى ايضا طائفة مؤيدي الرئيس المخلوع وهي طائفة قليلة وصاحبة صوت ضعيف في برائة المخلوع وحتى وان لم يعود هو او احد ابنائة للسلطة فيكيفهم البرائة كي يردوا على الشعب المصري الرافض والثائر على مبارك بهذه البرائة لمحبوبهم الاول!

وترى طائفة الثوار في هذه المحاكمة من بدايتها انها هزلية ولم ترتقي الى المحاكمة الثورية لاي حاكم فاسد ثار شعبة على فسادة ... كما ترى ان الموعد المحدد للنطق بالحكم هو تمهيد لاحداث قادمة من المجلس العسكري لاجهاض ثورتهم والقضاء عليها حتى يبقى فسادهم ويأتي رئيس من البالون لا يمثل الا قراراتهم وتعليماتهم له.

ومع كل هذه الاراء والافكار نضع تصورا لما يحدث الان وما سيحدث تباعا حتى يصدر الحكم الذي لا يزال قيد الدراسة والتفكير لدى المستشارين المسؤولين عن القضية ... وتبقى الثورة المصرية الغريبة العجيبة في احداثها كالموج الذي يعلوا احيانا ويهدء احيانا ... وقد يصل الموج الى بر الامان ... وقد يهدا الموج حتى ينتهي على شط الفساد الذي لا يزال باقيا حتى الان.

وعلى كل الظروف والاحوال والمصير القاتم القادم لمصرنا الحبيبة التي وقعت بين براثن الفاسدين طوال العقود الماضية والتي لم يستطيع الثوار حتى الان ان ينتزعوها من براثن الفاسدين ... ومع توقع قوي ومؤكد لمزيد من احداث الفوضى الممنهجة والمدبرة على ايدي النظام الفاسد حتى يتم لهم ما يريدوا من قضاء على الثورة المصرية المجيدة التي جائت لتقتلعهم وتقتلع فسادهم ... ومع تفتيت وحدة الثوار حتى لا يصبحوا قوة ... تبقى مصر بين النجاح والتغيير ... او الفوضى والتدمير.

وتأتي الأسالة الهامة ... ماذا ينتظر الثوار حتى يستكملوا ثورتهم التي اصبحت على شفا الانهيار بمباركة المجلس العسكري واعوانة المنافقين ؟! ...

وهل تم اختزال الفساد لمبارك ومعاونية في اخر ثمانية عشر يوما ... ولا يوجد فساد لديه على مدار الثلاثين عاما السابقة ؟!

وهل رفض المستشار احمد رفعت لنقل مبارك الى سجن طرة وابقائة في المستشفى العالمي امر مقبول؟ وتهديد المستشار للشعب المصري بالتنحي عن القضية اذا طلبوا ذلك؟!

وهل في شهر يونيو الفرج لمصر والقضاء على الفاسدين ام السجن لمصر والقضاء على الثائرين؟!

وما هي مدى الثقة التي تستحق ان يبقى الثوار منتظرين تتابعا للاحداث قد يؤدي بهم الى السجون والمعتقلات وقد يؤدي بهم ايضا الى القبور!

هل آن الآوان لاستكمال الثورة في غضون الشهور القادمة والضغط بشدة على النظام الفاسد لاسقاطة ؟! ... ام يبقى الثوار والشعب المصري اجمع منتظرا مصيرا محتوما للجميع لا يعلمة الا الله والمتآمرين على مصر وعلى شعبها؟!

قد تصبح الثلاثة اشهر القادمة وقتا حاسما للثورة ... اما الانهيار ... واما الانتصار.