السبت، 7 ديسمبر 2013

شافوهم وهما بيسرقوا... شافوهم وهما بيتحاسبوا!



الشعب قامت قيامتة واطاح بعقود من الظلم والطغيان طامحاً في غد افضل وشروق شمس جديدة على مصر التي ظلت في ظلام دامس وفقر بائس طيلة عقود من الزمان بلا ادنى فهم او ادراك لحقيقة هذا الشعب الذي كان يمتلك مخزونا من الصبر وحان الميعاد ونفذ... 

قامت ثورة يناير لتطيح بنظام مبارك الفاسد المستبد ليأتي نظاماً آخر يرعى مصالح هذا الشعب ويعطية حقوقة المسروقة وكرامتة المنتهكة وهو ما يستحقة هذا الشعب الذي اعطى الكثير بلا ان يحصل على اي من حقوقة وصبر على ما لا يصبر علية احد...

وفي غضون ايام قليلة سقط بالفعل النظام الفاسد وبارادة شعبية تفوق في قوتها قوة السلاح استطاع ان يزيح نظام مبارك ليحل محلة الجيش المصري الذي له في قلوب المصريين من الرصيد ما يكفي ليحقق لهم آمالهم وطموحاتهم في التغيير ونيل الحقوق المسلوبة...

وعلى الرغم من استيلاء الجيش على حكم مصر لاكثر من ستين عاما قدم فيها ثلاثة رؤوساء من ابناء المؤسسة العسكرية لهم من النجاحات والاخفاقات ما هو في ذاكرة كل مواطن مصري الا ان المؤسسة العسكرية في دورها الحقيقي من دفاع عن حدود هذا الوطن لها من النجاحات والحب في قلوب المصريين اكثر من اي سلبيات تذكر...

حتى يصطدم هذا الشعب الطامح الحالم بحقيقة هذه المؤسسة التي تجمع ما بين الشرف والنزاهة والفدائية وايضا الخسة والطمع والاحتيال... تدافع عن حدود الوطن بكل استبسال وفدائية وشرف وتطمع في حكم هذا الوطن وخيراتة وثرواتة بدافع حماية الوطن والقدرة على ادارة شؤونة...

مع مرور بضعة شهور من تنحي الرئيس السابق مبارك وتولي المجلس العسكري السلطة وقد تبدد الحلم وتحول الى حقيقة تشبة في طياتها الكابوس المفزع حيث لا تغيير او تقدم او حق او كرامة لاي مصري فلا يزال المواطن المصري ضحية طابور العيش والموت من المرض لعدم توفير حق العلاج او العلاج في مستشفى تشبه في مضمونها المشرحة او امن وآمان ضائعين على ايدي الشرطة التي أبت ورفضت اي تغيير سوى ان تبقى بنفس سياستها القديمة...

وازداد اليأس والاحباط لدى الحالمين بالتغيير والمؤمنين بالثورة واهدافها التي لم تظهر بعد... بعدما تحالف المجلس العسكري مع جماعة الاخوان المسلمين وكان واضحا وجليا للجميع ان التحالف من اجل توزيع التركة والارث (مصر) حيث يبقى الجيش بكل امتيازاتة وصلاحياتة ونفوذة وتحصل في المقابل الجماعة الاسلامية على حظها من السياسة والسلطة...

وقد حدث هذا بالفعل في حصول الجماعة على اكثر من نصف مقاعد مجلس الشعب ومن ثم حصولهم على منصب رئيس الجمهورية من خلال احد ابناء الجماعة ليتم بذلك توزيع التركة والارث كما كان متفق علية بين الجيش وجماعة الاخوان واعادة للتاريخ مرة اخرى حينما عقدوا سويا صفقة الاطاحة الملك فاروق الاول من حكم مصر فيما يسمى بثورة يوليو 1952 (انقلاب)...

ولم يمر عام على اتمام الصفقة بين اكبر سارقين لمصر في تاريخها الا ودب الخلاف بينهم على بعض الحصص والممتلكات ليخرج الجيش عن صمتة ويقرر التخلص من شريكة في السرقة ليحصل على التركة والارث بمفردة مستغلا في هذا سوء الاوضاع وغضب الشعب الذي تضاعف مرات ومرات في غضون العام اليتيم الذي حكمت فيه جماعة الاخوان لمصر...

ويستطيع الجيش بالفعل ان يطيح بشريكة الابدي منذ اكثر من ستون عاما ليعيدة الى منصة المعارضة مرة اخرى كما كان في السابق طيلة العقود السابقة...

وفي تظاهرات الاخوان الحالية وما يحدث من اعمال عنف دليل على انها مجرد مفاوضات جديدة حتى تحصل الجماعة على جزء من التركة والارث  بدلا من الخروج من هذه العملية (السرقة) بلا اي نصيب وقد تحمل لنا الايام القادمة اتفاق بين الشريكين في السرقة يضمن لمصر الهدوء وتوقف اعمال العنف واستكمال خارطة الطريق التي لا يعلم مضمونها الا الجيش وبالتالي لا علاقة لها باهداف ثورة يناير او مضمون هذه الثورة التي بكل تأكيد تأتي ضد رغبات الطامعين والسارقين لهذا الوطن..