الثلاثاء، 7 فبراير 2012

يانجيب حقهم ... يا نموت زيهم


هتاف اصبح يتعالى يوما بعد يوم ... اصبح الهتاف الرسمي لثوار مصر الشرفاء ... اصبح الهتاف العادي والطبيعي الذي يتعالى يوميا بلا توقف .

لا يتوقف الهتاف عندما لا يتوقف عدد الشهداء التي تتساقط الان يوميا من قبل القمع السادي من الجهات الامنية ... .

تناثرت جثث الشهداء ما بين ارض ميدان التحرير وما بين محيط مجلس الوزراء وما بين شوارع وسط البلد وامام ماسبيرو وامام جميع اقسام الشرطة على مستوى الجمهورية حتى وصلت الى مدرجات استاد بورسعيد حتى عادت الى شوارع وسط البلد مرة اخرى ... ولم تنتهي سلسلة تصفية الثوار حتى الان!

مع كل حادثة منذ جمعة الغضب في اثناء ثورة يناير المجيدة وحتى احداث محيط وزارة الداخلية وتساقط الشهداء اصبح مستمرا لا يتوقف ... واصبحت الدماء تسيل ما بين الشهداء والمصابين كسيل الماء على الارض ... استباحت دماء المصريين ... وهدرت دماؤهم بلا اي ثمن ولا اي رادع لمن يرتكب هذه الجرائم المتتالية !!!

منذ ثورة يناير ومرور عام كامل على احداثها ... ولم نجد حتى الان ومع كل المحاكمات التي تجرى حتى الان اي جاني يقدم للقصاص العادل!! هل كان القانون الى هذه الدرجة من العجز؟! ... ام كان المسؤولون عن تطبيق القانون هم من يملكون هذا العجز ؟! ... وبغض النظر عن العجز الموجود ... لا يصح ان تقوم ثورة على نظام فاسد اهدر دماء المصريين ولا يوجد اي محاكمات عاجلة وناجزة تجفف الكثير من الجراح والدموع التي لا تنقطع من اهالي الشهداء الذين فقدوا ارواحهم المتمثلة في خيرة شباب مصر التي راحت من اجل حرية مصر وتقدمها !!

نشأت الانظمة الامنية وتربت وترعرعت على حفظ النظام وليس حفظ الامن حتى انها اصبحت تدين في ولائها للنظام ورموزه اكثر ما تدينه للشعب المالك الحقيقي لهذا الوطن ... اهدرت كرامة الشعب واهدرت دمائه على مدار عقود طويلة لم يجد فيها حق واحد من حقوقة المسلوبة ... حتى انه شعر انه بلا ثمن وانه عاش لكي يهان وتسلب حقوقة ويكفية انه يعيش حتى وان كان ميتا من داخلة!!

وعند قيام الثورة وسقوط اهم الاجهزه الامنية المتمثلة في وزارة الداخلية وجهاز امن الدولة حتى استشعر هذا الجهاز الفاسد من اركانه واساساته انه يحمل ثأرا مع الشعب الذي لم يكن ليعرف يوما انه اتى من اجل امنه وليس من اجل قتلة!!

مضافا الى هذا الفساد المتفشي في هذا الجهاز الامني ان تكون ادارة البلاد مخولة لجهاز امني اخر المتمثل في الجيش المصري الذي يحمل الكثير من الحب والامتنان داخل قلوب الشعب المصري لتاريخة المجيد في الحروب على مر العصور والذي يحمل ايضا تناقضا شديدا في تاريخة العسكري المجيد وتاريخة السياسي الفاشل حتى يظهر الجانب الفاشل المتمثل في الادارة السياسية الفاشلة التي قد تحمل في طياتها تباطؤ في تحقيق الامن لشعب اراد حريتة وتواطؤ في حماية رموز النظام الفاسد الذي سقط بقيام ثورة يناير .

حتى يرى الشعب وجها قبيحا في ادارة فاشلة لامور البلاد وحماية لرموز النظام الفاسد المثار علية واستكمال مسيرة النظام الفاسد في ابقاء الفساد المتفشي في كل مناحي الحياة وابقاء جهاز امن الدولة وتغيير اسمه فقط الى الامن القومي بلا اي تغيير في سياساتة القمعية ... والابقاء على سياسة القمع الامني للمصريين من قبل وزارة الداخلية التي توقع الشعب ان تتغيير سياساتها بعد الثورة المجيدة ولكن دون جدوى.

وتمر السنة التاريخية 2011م وهي تحمل دماء المصريين المهدرة والمسالة في كل شهر من شهورها في احداث مختلفة مفتلعة كأنها تصفية حسابات مع الثوار وحسابهم على قيامهم بثورة على نظام فاسد لم يسقط بعد وما زالت بقاياة موجوده في ادارة شؤون البلاد من مجلس العسكر جنود مبارك المخلصين .

لتبدا السنة الجديدة 2012م بلا اي تغيير بل لتحمل مزيدا من الشهداء في مزيدا من الاحداث ومزيدا من الشهداء ... حتى تتعالى صيحات الثوار مجددا ومع كل حدث في هتافهم الذي اصبح طبيعي وعادي في ظل عملية التصفية الدورية لهم ... وتبقى الشهداء بلا اي حق سوى بضعة نقود تعطى الى اهاليهم ... وكأن الشهداء قتلوا من اجل حفنة من المال لذويهم!!

الى متى سيبقى الشهداء بلا حق في نيل القصاص من المجرمين المتسببين في قتلهم؟!!

الى متى سيبقى الثوار ضحية لثورتهم التي يدفعون ثمنا لها حياتهم ويتساقطون في احدث مفتعلة ومدبرة بلا اي عدالة تستطيع ان تجلب لهم القصاص العادل؟!!

ومع مرور الوقت وتأخر العدالة او غيابها في غالب الظن ستتحول الثورة السلمية بلا شك الى ثورة مسلحة تقتص بنفسها من الفاسدين دون النظر الى عدالة اصبحت مشكوك في صحتها وحقيقتها امام الشعب الذي اصبح يملك في كل منزل شهيد او اكثر ... .

تاخرت العدالة ... وغابت المحاكمات الثورية العاجلة والعادلة ... وتزايدت دماء الشهداء ... وهذا سيؤدي الى منحى اخر للثورة المصرية في القريب العاجل ... اتمنى ان لا يتحول بأيدي اعوان النظام الفاسد الى اثارة حالة من الفوضى او الى استباحة مزيدا من دماء الثوار حتى تتم تصفيتهم ليبقى باقي شعب مصر تحت ضغط الحياة بذل ... او الموت بشرف !!!

اتمنى ان يأتي حق الشهداء بالعدالة القانونية .. قبل ان يأتي حق الشهداء بالقصاص الثوري وتتحول مصر الى بركة من دماء المصريين بين ثوار يريدون القصاص العادل والمجلس العسكري الذي لا يزال مصرا على حماية رموز الفساد متناسيا حب الوطن والتضحية من اجلة والوصول بمصر الى بر الامان من اجل عيون مبارك واعوانة.