الأحد، 22 ديسمبر 2013

بارية وافارول وبيادة



تمر اي دولة في تاريخها بمراحل من الازدهار والوسطية والضعف في نهاية كل مرحلة تاريخية حتى تستعيد حالة الازدهار او تفوقها على ايدي اجيال جديدة تملك من التطور والتقدم العلمي ما يجعلها تعيد للدولة وضعها السابق من النهضة الحقيقية والازدهار في شتى مجالات الحياة ثم تتعاقب الحكومات والانظمة حتى تاتي الضعيفة منها لتصبح الدولة في مراحل الضعف والانهيار قبل ان تعود من جديد... وهذا ما اثبته التاريخ على مر العصول للكثير من الحضارات المسجلة به... ولكن وفي مصر ام الحضارات يتوقف التاريخ وتعجز نظرياتة وتتغير كل المفاهيم السابقة لمراحل بناء اي دولة في التاريخ...

وبما ان مصر هي ام الحضارات واعرقها على التاريخ فقد مرت بالكثير من مراحل الازدهار والوسطية والضعف على مر التاريخ وفي مختلف الحضارات التي تعاقبت فيها منذ الحضارة الفرعونية ثم الاغريقية ثم الرومانية ثم الاسلامية مرورا بالفاطمية والمملوكية والعثمانية...

للتوقف مفاهيم التاريخ ونظرياته بانتهاء الدولة العثمانية الحاكمة لمصر والاعلان عن سطوة الجيش المصري على السلطة منذ يوليو 1952 م وحتى الان وتصبح مصر دولة عسكرية تعهد الى الظباط والقيادات العسكرية سواء في حكم رأس الدولة او في القيادات المركزية او في تولي اي مناصب سياسية هامة في الدولة... ناهيك عن استيلاء المؤسسة العسكري على كافة ثروات الدولة وتوزيع الفتات مما تبقى على باقي الدولة...

اعتمدت السياسة في مصر منذ حكم العسكر لها على سياسة الامر الواقع المدعوم بالقوة العسكرية وعلى الاوامر الواجبة النفاذ التي يجب ان تسري على الجميع دون حق للاعتراض او الفهم او ادراك حقيقة هذه الاوامر في منظور ديكتاتوري عسكري معروف في كافة المؤسسات العسكرية في مختلف الدول ومع اختلاف واحد هو ان تلك المؤسسات العسكرية مختصة فقط بشؤونها دون التدخل في باقي شؤون الدولة وفي الحالة المصرية تصبح المؤسسة العسكرية هي الامره الناهية في الدولة وكافة شؤون الدولة تحت قيادتها ووفقا لسياسات هذه المؤسسة المسلحة...

توالى على حكم مصر ومنذ انقلاب 1952 م والذي مكن القوات المسحلة من الاستيلاء على السلطة وطرد الحاكم العثماني حينها "الملك فاروق" ثلاثة رؤوساء عسكريين اختلفت اوجهة الدولة فيها ومراحل التطور وبشكل سلبي او منحدر بياني حول مصر من دولة غنية الى دولة فقيرة مديونة ومن انمى دول العالم الثالث نتيجة للسياسات الفاشلة في ادارة شؤون الدولة من رئيس الى آخر وخاصة اذا كانت السطوة العسكرية هي المسيطرة على المشهد الرئاسي...

فإذا وضعنا مقارنة بسيطة بين الثلاثة رؤوساء العسكريين سنجد ان جمال عبد الناصر كان رئيسا لمصر وقائدا للقوات المسلحة التي لا تخرج سياساتها عن إمرتة وقراراتة وافكارة كما انشأ جهاز المخابرات العامة حتى يحدث توازن للقوى العسكرية ولا ينفلت زمام الامور من بين يدية ومن ثم جاء الرئيس محمد انور السادات الذي تولى السلطة من خلال المؤسسة العسكرية التي قبضت على السلطة بشكل رسمي بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر مع اختلاف واضح في عدم سيطرة الرئيس السادات على هذه المؤسسة بالقدر الذي كان يملكة الرئيس عبد الناصر للتحول السلطة الحقيقية للدولة الى المؤسسة العسكرية التي تتكون من مجموعة من القادة العسكريين الذين يختارون فيما بينهم من سيرحل منهم ومن سيحل محلة ولهؤلاء القادة مساحة كبيرة من التفاوق والاتفاقيات بينهم وبين انظمة اخرى حاكمة لدول عظمى قد تتحول في ظاهرها الى سيطرة هذه الانظمة الخارجية على المؤسسة العسكرية وعلى قاداتها اصحاب مقاليد الامور بشكل فعلي منذ تولي الرئيس السادات رئاسة مصر... حتى يأتي مبارك الرئيس العسكري الثالث لمصر ويعلنها صراحة منذ قسمة لليمين وتصريحة بانه قد تسلم السلطة في مصر من المؤسسة العسكرية واذا رحل يوما سيعيدها الى نفس المؤسسة العسكرية وكأن مبارك استعار السلطة من صاحبها الاصلي وقد يريد صاحبها الاصلي استعادتها وله ذلك اينما اراد...

وبقيام ثورة يناير على اهداف جديدة من التغيير وتداول السلطة وتغيير مفهوم الرئيس العسكري الى رئيس مدني وبالتالي خروج السلطة من المؤسسة العسكرية وعودة المؤسسة العسكرية الى ثكناتها شأنها في هذا شأن اي مؤسسة عسكرية في اي دولة اخرى...

حتى تحتشد كافة الاجهزة الامنية التي ما هي الا فروع للمؤسسة العسكرية واذرع تدير بها المؤسسة العسكرية شؤون البلاد سواء مخابرات حربية او مخابرات عامة او حتى الاجهزة الامنية الخادمة للرئيس مثل الشرطة وامن الدولة او حتى المعارضة الكاذبة التي كان يستخدمها الرئيس السابق في اثبات ديمقراطية زائفة يروج لها في الخارج والداخل وعلى راس هذه الكيانات المعارضة الخائنة الكاذبة هي جماعة الاخوان التي جمعت من الثروات ما يلا يتخيلة عقل او حدود مقابل ولائها للاجهزة الامنية التابعة للرئيس السابق مبارك... ليحتشد الجميع ضد اهداف ثورة يناير مستخدمين في هذا كافة الاسلحة المناهضة لهذه الثورة وحتى يتم الاجهاز عليها وعلى من قاموا بها ولتختلط الامور بعضها البعض وتتوه الحقيقية كما كانت تائهة كبند اساسي من بنود قيام الدولة العسكرية في مصر والتي تنص على عدم معرفة الشعب لاي حقيقة او حصول هذا الشعب على حقة كونة لا يعرف حقيقة هذا الحق او لانشغالة عن هذه الحقيقة الغائبة والتي تحتاج مجهود مضني لمعرفتها وقد يكون هذا المجهود هو القاء هذا المواطن او ذاك في غيابات السجون والاستيلاء على كافة حقوقة لمجرد بحثة عن هذه الحقيقة....

ليتوقف التاريخ وتنهار كافة نظرياتة عند هذا الكيان العفن الذي استطاع العدو الخارجي ان يسيطر على قياداتة وبالتالي السيطرة على ادارة شؤون الوطن وبالتالي شعب مغلوب على امرة (غلبان)... وتنتهي اي مراحل للازدهار ولا تبقى الا مراحل الضعف والتي تزيد اكثر فاكثر حتى حافة الانهيار والتي حينها ستسقط الدولة العسكرية ولكن... ماذا سيسقط ايضا معها؟!!!