الأربعاء، 10 أبريل 2013

حقيقة الصراع في مصر... وتعثر الثورة


اذا لم تستطع ان تشخص المرض فلن تستطيع علاجة.... وهذا هو الحال في مصر, فكثير منا يشخص الحالة المصرية والاوضاع السيئة فيها التي آلت اليها بمجرد صراع بين جماعات اسلامية تريد حكم اسلامي متشدد او شعب مدني يريد حياة مدنية بمرجعية اسلامية وحرية اعتقاد ديني... 

وهناك من يرى انها صراع بين طامعين في السلطة سواء الحاكم او المعارض... وهناك من يرى انها صراع ثوري حيث مؤيد للتغيير الذي يعقب اي ثورة وهناك مؤيد للاصلاح دون التغيير الثوري الذي قد يفسد امال الاصلاحي او الانتهازي كما هو الحال في الحالة المصرية...

ولكن ما هي حقيقة الصراع في مصر وهل كانت الثورة في حد ذاتها صراع بين فساد طويل الامد وتغيير جديد يريد ان ياتي بالجديد لمصر؟... اضع هنا وللتاريخ ما اراه في حقيقة الصراع في مصر ولماذا تعثرت الثورة ومتى وكيف ستنجح الثورة؟...

ارى ان ما حدث في مصر منذ عامان من تظاهرات ضد اعمال العنف والقمع الشرطي الفج والتي تحولت الى ثورة بعد مرور اربعة ايام من توالي التظاهر وازدياد القمع والعنف من قبل الشرطة حتى اصبحت الشرطة آيلة للسقوط وقد كان... 

حتى تتحول الى ثورة ترفض العنف والقمع واضافت في رفضها الاوضاع الاقتصادية السيئة التي كانت كامنة داخل غالبية الشعب المصري وانفجرت عندما وجدت الفرصة في سقوط احد اهم اسلحة النظام السابق... ليخرج المواطن المصري كل ما بداخله من رفض تجاه النظام الحاكم ويثور شعب مصر اخيرا على اوضاعة السيئة التي كانت الولايات المتحدة الامريكية ترغب في بقائها دائما حتى تصبح اهم واكبر الدول العربية تأثيرا ووضع استراتيجي اسيرة الفقر والمعاناة والاوضاع الاقتصادية السيئة حتى لا يصبح للعرب يوما كلمة واحدة كما كانت مصر سببا في توحد العرب يوما من الايام حتى انقضى هذا الوقت واصبحت كل الدول العربية اسيرة رغبات الادارة الامريكية التي تريد في جيران اسرائيل مجرد دول ضعيفة لا تستطيع ان تتحد او تقوى على مواجهة الكيان الصهيوني العدو الدائم للعرب والذي جاء مغتصباً لارضها ويريد ان يضمن امنه وامانة بسيطرة الولايات المتحدة على كافة الدول العربية وهو ما قد حدث وكان...

اشتعلت الثورة المصرية وضعف النظام السابق الذي فقد اهم اسلحتة المتمثلة في كيان الشرطة واصبح الجيش بين مطرقة النظام الذي يريد ان يستخدمة لقمع الشعب وسندان الشعب نفسة الذي قامت قيامتة ولن يعود الا بسقوط هذا النظام المتهاوي والذي يريد من الجيش ان يحمية...

وكأي ثورة قامت في السابق او حتى تحدث في وقتنا هذا فهي تنشأ وتهدف دائما للتغيير وفرض واقع جديد غير الموجود والكائن بالدول التي تحدث فيها... ومعنى التغيير هنا هو تكسير الارادة الامريكية والسيطرة والهيمنة الكاملة لها على الدول العربية التي كانت دائما تسعى لتشتت وتفرق هذه الدول وتمنع اي نهضة حقيقية يمكن ان تحدث فيها حتى لا يتم تهديد امن اسرائيل او مستقبل الكيان الصهيوني في المنطقة التي جاء اليها مغتصباً مجرماً وكان وسيظل دائما مجرم يخاف من جريمتة ومصيرة المحتوم في النهاية...

وكان على الولايات المتحدة الامريكية التي تفاجئت بما حدث في مصر من ثورة شعبية حقيقية وقوية ان تحاول جاهدة ان تتعامل بشكل مبدأي مع هذه الثورة حتى تستطيع ان تحتويها وتسيطر ايضا عليها لتفرغها من اهدافها وتنهي اي فكرة من افكار التغيير التي تحملها الثورة ليتحول الشعب المصري الحالم بالتغيير الى شعب نادم على اوضاعة السيئة السابقة والتي هي اقل سوء من اوضاعة السيئة الحالية... وهو ما حدث بالفعل طيلة العامين الماضيين منذ تفويض الرئيس السابق مبارك للمجلس العسكري بالسلطة او بانتخابات مجلس الشعب الذي جاء فيها الحليف القديم الجديد للولايات المتحدة الامريكية باغلبية مقاعد البرلمان او بانتخابات الرئاسة المصرية التي وصل فيها لمرحلة الاعادة مرشح للنظام السابق ومرشح للاخوان وهما الصديقين الحميمين للولايات المتحدة الامريكية...

حيث كان النظام السابق يتقمص دور "البطل" في المسلسل الامريكي والاخوان دور "الكومبارس" ... ومع قيام الثورة ولزوم التحايل عليها تحولت الادوار ليصبح النظام السابق "كومبارس" والاخوان "بطل" ...

وتظل مصر سواء قبل الثورة او بعدها بلا تغيير وبلا امل في الخروج من الهيمنة والسيطرة الامريكية عليها وبالتالي على باقي الدول العربية... حتى تهنأ اسرائيل بوضع آمن وقوي ويظل العرب مشتتين متفرقين مختلفين متخلفين...

وبالتالي وبكل بديهية... كي تنجح الثورة لابد ان تخرج مصر من الاطار الذي وضعتة لها الادارة الامريكية وان تصبح مصر دولة ذات سيادة حتى وان كبلها النظام السابق بالديون وجاء النظام الحالي ليزيد من اعباء هذه الديون لتبقى مصر خانعة وخاضعة وعلينا ان نواجه بشجاعة ونتحمل اي عقوبات خارجية في سبيل فرض السيادة المصرية والخروج عن طوع الولايات المتحدة الامريكية التي لا تريد لمصر الا التخلف...

وعلى قيادات الجيش المصري ان يثبتوا بحق ولائهم لمصر وسعيهم لتحقيق سيادتها وخروجها عن هيمنة الولايات المتحدة وامكانية التحالف مع دول اخرى عظمى كالصين حتى وان كلف الامر عقوبات اقتصادية ووقف لاي مساعادات عسكرية لا تفيد في حقيقتها الجيش المصري بقدر ما تجعل الجيش المصري احد كتائب الجيش الامريكي... 

اريد ان اذكر ان ما ادونة واراه من رأي تجاه تحدي الولايات المتحدة الامريكية ليس مستحيلا ولا خياليا فلن تستطيع الولايات المتحدة ان تحارب دولة بها ما يقرب من مائة مليون مواطن مستعدون جميعا ان يفنوا حياتهم من اجل وطنهم وكما وصفهم رسول الله بخير اجناد الارض وهي حقيقة لا تقبل الشك...

وايضا هذا لا يعني استعداء الولايات المتحدة الامريكية ولكن هو فقط خروج على الهيمنة والسيطرة الامريكية لمصر وانهاء للخضوع الذي دام اكثر من اربعين عاما مضت...
هذه شهادتي وتدويني عن حقيقة الاوضاع في مصر ولماذا تعثرت الثورة وكيف ومتى تنهض الثورة وتكتمل وسيشهد التاريخ يوما عن ما حدث وما سيحدث وحقيقة يسعى كثيرين لطمسها ولكن اشرف ان اكون من جيل اراد واستطاع ان يعرف الحقيقة ولم يرضى ان يبقى... "متخلف"