الاثنين، 2 أبريل 2012

حتى يعود النظام


مصر التي في خاطري ... مصر التي احبها ... حتى وان ضاقت عليا الدنيا ولم ترحب ... حتى وان عشت فيها ما هو اصعب ... احبها بكل ما فيها وما رايته فيها واتيم بهواها رغم فساده ... واعشق نيلها رغم تلوثة ... احبها في مضمونها وفي شكلها.

عشنا الفساد الذي تغلغل بداخلنا جميعا واثر فينا وفي حياتنا واثر علينا ... لم يكن الفساد خطأ جسيم ولكنه كان منهج كبير يتبناة نظام فاسد حتى يتربى علية الشعب باكملة ... فتصبح الرشوة اكرامية ... والكذب فهلوة والاختلاس خبطة العمر والفرصة مش بتيجي غير مرة واحدة ... ومش حالك وفتح عينك تاكل "ملبن" ويمكن فتح جيبك ... وانتشر الفساد من رأس النظام حتى جميع اطرافة حتى انتقل كالعدوى الموحشة الى اصغر موظف قد لا يجد قوت يومة وتجوز علية الزكاة ليجد في السرقة ما يحل له ان يفعلة!

لم يعرف المصريين حقوقهم ولا واجباتهم تجاه مصر منذ رحيل الملك ومجيء العسكر ... وهذا ليس استعداء للعسكر بل هو الحقيقة التي تسببت في بداية اقوى واشد عصور الفساد التي مرت بها مصر على مر العصور ومنذ الحضارة الفرعونية ... وعندما يجهل المواطن حقة وما يتوجب علية فعلة تجاه وطنة ... يضيع الحق ويتوه ويظهر الفساد حيث يصبح الحق بلا صاحب والصاحب بلا حق ان يبحث عن حقة!

تطور حكم العسكر وتأثيرة على الحياة المصرية في مختلف مناحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبدا هذا التطور من سيء لاسوا مع استمرار هذا الحكم طيلة الستون عاما الماضية.

كان الحكم العسكري بمثابة الانقاذ لمصر من براثن الاستعمار الذي جاء على مصروازدادت اهميتة بالقرارات السيادية لتاميم قناة السويس وبناء السد العالي وما لهم من وضع اقتصادي كبير ... وعلى خلاف التطور الاقتصادي والذي جاء باقتصاد مصر من النهضة الى الهاوية جاء التطور السياسي في دخول مصر في كثيرا من الحروب الواهية مثل حرب اليمن ونكسة 1967م التي كانت تفقد مصر الكثير اقتصاديا وعسكريا وبشريا دون سبب واحد سوى ان يطلق الجميع على الرئيس المصري ... الزعيم! لتصبح مصر مصدرا لعظم انسان بدلا من عظم مصر على ايدي ابنائها!

لينتقل حكم العسكر الى مرحلة اخرى تبدوا افضل ولكنها اكثر تدهور وانهيار من سابقتها وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ... فتتحول مصر وبدون ادنى تخطيط اقتصادي من دولة اشتراكية الى دولة رأسمالية ... لنشهد عصر الانفتاح والذي فتح ابواب مصر للفساد حتى يستشري ويكبر دون توقف فتتحول مصر من ثلاث طبقات بلا استيك ! الى طبقتين فقط غنية جدا ... وفقيرة جدا ... ناهيك على فتح ابواب جديدة من التجارة والتي كانت ولا تزال سببا حقيقيا في دمار الشعوب وهي تجارة المواد المخدرة والتي كبرت في مصر في تلك الفترة ولا تزال في ازدياد حتى الان وتصبح غالبية رجال الاعمال تجار " مخدرات" ... ولم لا ؟ اذا كان رب البيت " رئيس الجمهورية" حشاش قديم وبيحب الكيف!

ومن سياسة اقتصادية مدمرة الى سياسة خارجية اكثر تدميرا في تبعية مصرية للولايات المتحدة الامريكية لم نستطيع حتى الان ان ننزعها او تنتهي حتى وإن قامت في مصر ثورة اسقط حكم العسكر وفساد حكم العسكر.

حتى ينتقل حكم العسكر والذي يزداد فسادا مرحلة تلو الاخرى الى مرحلة مبارك والتي ابتكر فيها مبارك نظاما اقتصاديا جديدا يختلف عن النظام الاشتراكي والرأسمالي ... فاصبحت مصر اقتصاديا تحت نظام مبارك الاقتصادي والذي ينص على ثراء من لهم علاقة بمبارك وابنائة وهم فئة قليلة وبقاء باقي الشعب باكلمة فقيرا ليتحول رجال الاعمال الى سياسيين اصحاب مناصب ويتحول الشعب الى فقراء اصحاب مرض!

لم يبتكر مبارك فكرا سياسيا خاص به بل سار على درب من سبقة في انقياد مصر خلف الولايات المتحدة واسرائيل وتصبح الدولتين اهم واولى بمصالحهم من مصر نفسها ومن مصلحة شعب باكملة وحقة الذي ضاع مع كل هذا الفساد الممنهج.

وجائت الثورة ... ولم تجلس مكانها حتى الان بل لا تزال واقفة ولا يزال الحكم العسكري يقاتل من اجل بقائة والذي جائت الثورة كي تطيح به وتنقذ مصر من فسادة الطويل ... حتى ينقض هو عليها ويمنعها من النجاح لعله يبقى ويبقى فسادة.

حتى اصبحنا نعيش الان الكثير من المسلسلات الهذلية والمواضيع المبتذلة لتجريد الثورة من ثورتها وتجريد مصر من مصريتها وحتى يكره الشعب ثورتة ونفسة ومن اختارهم وخدع فيهم وتصبح مصر على حافة الافلاس وتتحول مصر من دولة الى غابة من الفوضى يبقى فيها الاقوى ويموت فيها الضعيف ويزداد فيها الفقير فقرا والغني ثراء.

حتى يندم الشعب ويتحسر على مافاتة من ذل فقد كان طعمة شهيا على ما يذوقة الان ... وينسى حقة في ان يعيش كريماً فيكفية ان يعيش ذليلاً .

حتى يبقى حكم العسكر ... حتى يبقى الفساد حياة ... حتى يعود النظام.