الجمعة، 8 يونيو 2012

الإخوان... بين النهاية والبداية



بداية لم يقدر لها ان تبدأ منذ اكثر من ثمانين عاماً وقد يقدر لها ان تنتهي قبل ان تبدأ!

نشأت جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية برئاسة عام الشيخ حسن البنا عام 1928م كجمعية دينية تهدف إلى التمسك بالدين وأخلاقياته وفى عام 1932م انتقل نشاط الجماعة إلى القاهرة ولم يبدأ نشاط الجماعة السياسى إلا في عام 1938م. عرضت الجماعة حلا إسلاميا لكافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعانى منها البلاد في ذلك الوقت واتفقت مع مصر الفتاة في رفض الدستور والنظام النيابى على أساس أن دستور الأمة هو القران كما أبرزت الجماعة مفهوم القومية الإسلامية كبديل للقومية المصرية.

هذة هي حقيقة الوضع الذي عاشت فية جماعة الاخوان المسلمين وعلى مر اجيال واجيال منذ حكم الملك فاروق لمصر وحتى حكم المجلس العسكري الفاسد لمصر وهل سيتكرر سيناريوا القضاء على طموح الاخوان ام يستطيعون هذه المره النجاح؟!

منذ تاسيس جماعة الاخوان المسلمين على ايدي الامام حسن البنا وبداية الجماعة الاسلامية في الانتشار كونها جماعة دعوية ... حيث لم يقدر لها في البداية ان تكون جماعة سياسية بعد النصيحة التي قدمها السياسي الراحل ورئيس وزراء مصر مصطفى النحاس للامام حسن البنا الذ كان قد تقدم الى انتخابات مجلس الشعب عن دائرة الاسماعيلية وانه لن يستطيع ان يكسب هذا المنصب السياسي في ظل الاحتلال الانجليزي لمصر وفرض وصايتة على نتيجة انتخابات مجلس الشعب وانه اي الامام حسن البنا امامة فرصة عظيمة للابتعاد عن السياسة والتركيز على نشر الجماعة الاسلامية بين عموم المصريين في ظل انشغال الاحتلال الانجليزي بالحرب العالمية الثانية وهو ما كان للامام البنا الا الانسحاب من هذه الانتخابات وبداية نشر الدعوة للجماعة الاسلامية في مختلف محافظات مصر.

وقد رفض حسن البنا رفضا باتا الحزبية وأعلن عدائه للأحزاب السياسية إذ اعتبرها ماهى إلا نتاج أنظمة مستوردة ولا تتلاءم مع البيئة المصرية ووصفت جريدة (النذير) الأحزاب المصرية بأنها أحزاب الشيطان مؤكدة على أنه لا حزبية في الإسلام في حين أعلنوا ولاءهم وأملهم في "ملك مصر المسلم" ونجح علي ماهر باشا والشيخ المراغي في توطيد العلاقة بين القصر والجماعة التي استمرت حتى نهاية الحرب العالمية الثانية .

الملك فاروق والقضاء على الاخوان(1):-

بدأ الملك يخشى من سطوة هذه الجماعة نتيجة قوة الأعداد الكبيرة التي انضمت إليها والتي أصبحت بها تنافس شعبية الوفد وقوة الأسلحة التي استخدمتها الجماعة أثناء حرب فلسطين مما أقلق الملك فاروق لذا أيد سياسة النقراشى الرامية إلى حل الجماعة كما أعرب عن ارتياحه لاغتيال البنا..

ايدت جماعة الاخوان الانقلاب العسكري للظباط الاحرار وكانوا الهيئة المدنية الوحيدة التي كانت تعلم بموعد قيام الانقلاب على الملك وكانت القوة الشعبية الوحيدة التي كان يعتمد عليها ضباط الجيش لتأمين الدولة ومواجهة الإنجليزوكان التنظيم يضم عدد كبير من الضباط المنتمين للإخوان.
وبعد فترة هدوء اصطدم الرئيس جمال عبد الناصر ومعه مجموعة من الضباط ببعض قيادات الضباط الاحرار الذين كان من رأيهم أن الضباط دورهم انتهى بخلع الملك ويجب تسليم البلد لحكومة مدنية وإعادة الحياة النيابية وكان منهم محمد نجيب رئيس الجمهورية الذي تم عزله وخالد محيي الدين الذي تم نفيه إلى النمسا.

الرئيس جمال عبدالناصر والقضاء على الاخوان(2):-

اصطدم الرئيس جمال عبد الناصر بالإخوان صداما شديدا نتيجة لمطالبة الإخوان لضباط الثورة العودة للثكنات وإعادة الحياة النيابية للبلاد ، مما أدى إلى اعتقال عدد كبير منهم بعد محاولة أحد المنتمين إلى الجماعة اغتيال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في 26 أكتوبر 1954، ما أدى لإصابة بعض الحضور بينهم وزير سوداني وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين محظورة منذ ذاك العام، إلا أن السلطات تتسامح مع نشاط لها "في حدود".. 

ويعتبر الإخوان أن هذه الحادثة كانت مسرحية من قبل عبد الناصر للقضاء علي اخر معارضية وهم الإخوان  وتم اعدام عدد من قيادات الجماعة المؤثرة مثل الدكتور عبد القادر عودة وهو فقيه دستوري واستاذ جامعي.كما تم إعدام الشيخ محمد فرغلي وهو من علماء الازهر وقد رشح ليكون شيخاً للأزهر في فترة حكم جمال عبد الناصر ولكنه رفض. ووفقاً للأرقام الرسمية فإن 55 من الاخوان المسلمين لقو حتفهم في تلك الاعتقالات غير المفقودين.

وفي 1964، قام جمال عبدالناصر باعتقال من تم الافراج عنهم من الإخوان مرة أخرى، وبالأخص سيد قطب وغيرهم من قيادات الإخوان، بدعوي اكتشاف مؤامرتهم لاغتياله وأعدم سيد قطب مفكر الجماعة في عام 1966 ومعه خمسة من قيادات الإخوان وذاق الاخوان خلال تلك الفترة أنواع من التنكيل والتعذيب داخل السجون مما أدى إلى مقتل ما يقرب من 350 إخواني جراء التعذيب.

الرئيس انور السادات والقضاء على الاخوان (3):-

خلف الرئيس السادات جمال عبدالناصر رئاسة الجمهورية، وعد الرئيس السادات بتبني سياسة مصالحة مع القوى السياسية المصرية فتم إغلاق السجون والمعتقلات التي انشأت في عهد جمال عبد الناصر واجراء إصلاحات سياسية مما بعث بالطمأنينة في نفوس الاخوان وغيرهم من القوى السياسية المصرية تعززت بعد حرب أكتوبر 1973 حيث أعطي السادات لهم مساحة من الحرية لم تستمر طويلاً ، وبعد إبرامه معاهدة السلام مع إسرائيل في عام 1977، شهدت مصر في تلك الفترة حركات معارضة شديدة لسياسات السادات حتى تم اعتقال عدد كبير من الإخوان والقوى السياسية الآخرى فيما سمي إجراءات التحفظ في سبتمبر م1981

الرئيس المخلوع حسني مبارك والقضاء على الاخوان (4): -

من القرائة فيما سبق لم يتبقى للاخوان في حكم مبارك اي هدنة او قبول فقد كان الاعتقال والتعذيب والاغتيال مصيرهم وكان موقف الجماعة من حكم مبارك موقف المعارض دائما واستشعارهم بانه جاء ليستكمل من حققة الرؤساء السابقون له في التنكيل والتعذيب لاعضاء الجماعة وقد كانت الاجهزة الامنية وعلى راسها جهاز امن الدولة المسؤول الاول في تعقب الجماعة ومراقبة اعضائها والقبض عليهم وتوجية التهم الحقيقية والملفقة حتى تبقى الجماعة محظورة وهو ما تم اقرارة بالفعل مثلما حدث لهم في السابق على الرغم من حصولهم على 88 مقعد في انتخابات 2005 وعدم حصولهم على اي مقعد بعد انسحابهم من انتخابات 2010 لمجلس الشعب... ناهيك عن اكثر من تسع محاكمات عسكرية طالت قيادات الاخوان بين الاعدام والحبس ومصادرة الاموال.

ثورة يناير ومسلسل القضاء على الاخوان (5):-

ومع قيام ثورة يناير وحصول جماعة الاخوان المسلمين على ما يقرب من نصف عدد اعضاء مجلس الشعب ودخول مرشحهم للاعادة في انتخابات الرئاسة الجارية... نجد في تصريحات رئيس نادي القضاة والمحكمة الدستورية ما ينبأ عن اقتراب حل البرلمان وقد ينجح ايضا مرشح النظام الفاسد السابق المدعو شفيق حتى يصبح مصير الاخوان مشابها لما حدث لهم على مر الاجيال السالفة الذكر وتصبح دائما بدايات الاخوان نهاية.

يتبقى اخيرا فرصة قد لا تجعل جماعة الاخوان مثلما حدث لها في السابق وتتمثل في عودة الاخوان المسلمين الى ميادين الثورة واستكمال الثورة مع ثوار مصر الشرفاء وتوقف مسلسل الانتهازية الذية تتبعة الجماعة الاسلامية حتى لا ينهض النظام الفاسد ويعود ... فحينها ستكون حقاً النهاية لجماعة الاخوان المسلمين والتي قد لا يحدث بعدها اي نهوض مرة اخرى وتصبح دائما بدايات الاخوان نهاية.