الخميس، 1 ديسمبر 2011

برلمان الثورة ام ثورة البرلمان


انتهت اول مراحل انتخابات مجلس الشعب لبرلمان الثورة كما يحب البعض ان يسميه من اصل ثلاث مراحل تنتهي في يناير 2012 لتحمل مفاجات كما تبدوا ولكنها في الحقيقة واقع اصبح ملموس في اقصاء كل نواب البرلمان المنحل في 2010 الذي حمل غالبية اسطورية لاعضاء الحزب الوطني الذي اصبح ادراج الرياح .

ولم تقتصر المرحلة الاولى على اقصاء اعضاء الحزب المنحل بل على اقصاء الشخصيات السياسية التي ظهرت على سطح الاحداث بعد قيام ثورة يناير واعتبرهم الثوار المصريين اعضاء الثورة القادمين في برلمان الثورة!!!

لتاتي المفاجاه بانه لم ينجح احد من الثوار ... ويظهر على السطح وبقوه وبغالبية كبرى للتيارات الاسلاميه التي كانت اما حبيسة الحظر والقمع من قبل النظام السابق او احزاب اسلاميه لم تكن موجوده ولم تظهر سوى بعد الثوره .

وبالطبع ليست النتيجة المعبره عن المرحلة الاولى هي النهائية فهناك لا يزال مرحلتين من الانتخابات ولكن المؤشرات المنطقيه هي قدوم التيارات الاسلاميه بقوة في الحصول على غالبية المرحلتين المتبقيتين من الانتخابات ... .

ومن خلال متابعتي لردود الافعال المصاحبة لنتائج المرحلة الاولى من تخوف من ظهور ديكتاتور جديد يخلف الحزب الوطني في حزب اسلامي يفرض رايه على مجلس الشعب القادم ليطيح بسياسات الوطني وياتي بسياساته ... والبعض الاخر اليائس في حدوث تغيير يأتي ولا تزال الدولة المصرية تحت اداره الحكم العسكري, والبعض الاخر الذي لا يجد اي مشكلة مع اي تيار قادم مادام هذا التيار سيصبح المسؤول عن التغيير ومطالب به منذ البدايه.

وبشكل عام كان يومي الانتخابات بمثابه فرحة تملأ قلوب المصريين بانهم ولأول مره يختارون من يمثلهم ولا يتم فرض من يمثلهم عليهم كما كان في السابق .... وبغض عن النظر عن ماذا سيحدث فبالتاكيد الفرحة عندما تأتي في خضم كل الضغوط والتوتر الذي تعيشة الدولة المصرية على مدار الاشهر الماضية فهو شيء ايجابي حتى وإن كانت فرحة مؤقته وستزول.

ومن الأسالة الهامه التي تطرح نفسها بعد الانتخابات البرلمانيه واكتمال مراحلها في طبيعة الشعب المصري الذي كان يقاطع السياسة ليأسة الشديد في تغييرها او لعدم رضاه عنها وانه لا يستطيع ان يجد من ورائها اي فائده.... فهل سيصبح هذا الشعب نفسه بعد ذلك شغوفا بالسياسة كما هو شغوفا بالرياضة؟!!!
هل سيشاهد الشعب المصري جلسات مجلس الشعب كما يشاهد مباريات كره القدم؟!!

وهل سيكون التيار الاسلامي وبالتحديد الاخوان المسلمين الذين عانوا عقود طويلة تقارب القرن من الزمان من القهر والقمع والقتل في بعض الاحيان حتى ينالوا الفرصة في تمثيل انفسهم وتمثيل مصر في برلمان يكون لهم فيه دور حقيقي . وجائت بالفعل هذه اللحظة ان يكونوا على مستوى المسؤولية ام انهم كانوا ينتظروا البداية الحقيقية لكي تكون بداية النهاية!!!

وعلى جانب الثوار وعلى اختلاف ردود افعالهم فهناك مطالبات حثيثة لمن سيأتي في البرلمان بان يضع حق الشهيد والمصاب والمضحي من اجل مصر قبل اي مطلب واي سياسة وهل سيحقق اعضاء البرلمان هذا ام انهم جائوا ليحققوا ما يريدون فقط؟!!

تتعدد الاسالة ويبقى السؤال الاهم : هل سيعطي المجلس العسكري المتصرف في امور البلاد اي صلاحيات لهذا البرلمان كي يسعى الى التغيير ام انه وكما صرح اعضاء المجلس العسكري بان البرلمان القادم بلا اي صلاحيات في اشاره الى ان المجلس العسكري سيظل صاحب القرار الاوحد في البلاد والديكتاتور الاعظم في كل ما يخص مصر .

وحتى وإن اعطى المجلس العسكري بعض الصلاحيات للبرلمان القادم فهل ستكون على حساب موافقتهم على مباديء عسكرية يريد ان يجعلها فوق دستور مصر !!!

تتناثر الاوراق وتختل المفاهيم في ظل منظومة لم تكتمل وثورة لم تكتمل يقوم بها ثوار ويجدوا انفسهم بعيدين عن المشهد السياسي بل واصبحوا في نظر العموم دعاه فوضى!!!

فهل سيكون البرلمان القادم برلمان الثوره؟ ... ام سيكون ثورة البرلمان على حزب الاغلبية القديم وظهور حزب جديد ؟

وهل سيكون دماء شهداء الحرية ومصابيها ثمنا لاسقاط ديكتاتور وظهور الاخر ؟ ام انه اسقط ديكاتور واتى بنظام جديد سيحمل الخير لمصر كما يدعي؟!!!

الشهور القليلة القادمة ستحمل الكثير من الاجابات على كل اسألتي واكثر وسنعلم ما هي الحقيقه التي وان باتت خفيه ... فانها ستظهر بالتأكيد في النهايه.

عاشت مصر وعاش شعبها حرا ابيا وعاش شهدائها الابرار ومصابيها الابطال في قلوبنا ما حيينا.