الثلاثاء، 12 فبراير 2013

عامان على التنحي الزائف


انا اسف... لمصر... للتاريخ... للجميع... فهكذا يتم توثيق التاريخ المصري بعد ثورة شعب ضاقت به الدنيا واعتصرة الفقر... فقام بثورة ضد النظام الفاسد الذي كان سببا فيما وصل الية هذا الشعب من كل انواع البؤس والشقاء...

اسف حيث تاريخ الثورة الذي تمنيت ان تنجح وان يكون الان وانا اكتب بعد مرور عامين على تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك ان اصف امجاد الثورة ومكتسباتها واهدافها التي من المفترض ان تكون قد تحققت....

ولكن الحقيقة وبكل اسف وحزن جائت مخالفة تماما لاحلامي واحلام الملايين من الشعب المصري الذي اعتقد في ثورتة طوقا للنجاه قبل ان يموت غرقا او دهسا او بالطبع فقرا او مرضا او.... تتعدد الاسباب والموت واحد... حتى انه كان يعيش ميت او يموت ميت...

مر عامان على تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك الذي فوض صلاحيات منصبة الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة لكي يدير المجلس العسكري شؤون البلاد فيما وصفت بالمرحلة الانتقالية التي جائت انتقامية بتصفية الحسابات مع من قاموا بالثورة وافتعال الكثير من الاحداث التي راح فيها مزيدا من الشهداء المضافين لتعداد الشهداء الذين راحوا طيلة الثمانية عشر يوما ابان الثورة المصرية...

مضيفا الى هذا اطماع هذا المجلس العسكري في السلطة وتباطئة ومن ثم تواطئة في عدم تسليم السلطة الا بعد ضغوط ثورية وسياسية ايضا مع اختلاف اهدافها... فقد كان الثوار في حالة ضغط دائم على المجلس العسكري من اجل انتقال السلطة الى رئيس مدني منتخب وانتهاء الحكم العسكري الذي دام ستون عاما مضت كما كانت تضغط جماعة الاخوان بشكل سياسي او حتى بتدبير احداث واشعال فتن من اجل الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة بغرض انتقال السلطة لهم كما كانوا يخططون مسبقا سواء باتفاقات طويلة مع الادارة الامريكية المهيمنة على السياسة المصرية منذ اكثر من اربعين عاما او باتفاق مع المجلس العسكري الذي ضمن لنفسة الخروج الامن والاموال الطائلة في مقابل تسليم السلطة لهذه الجماعة الفاسدة (الاخوان المسلمين)....

حتى اجريت انتخابات الرئاسة المصرية على مدار شهري مايو ويوينو من العام السابق لتعلن نتيجة الانتخابات فوز الرئيس محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر العربية وبنسبة ضئيلة عن منافسه في جولة الاعادة الفريق السابق بالقوات الجوية المصرية احمد شفيق... لتبدا جماعة الاخوان تسلمها الرسمي لادارة شؤون البلاد من المجلس العسكري متمثلة في رئيس مصر وعضو مكتب ارشاد الجماعة والذي قبل ان يقسم يمين المنصب الرئاسي كان قد اقسم يمين ولائة للجماعة وان يكون هذا الولاء اسمى واكبر من ولائة لمصر التي لا تعد سوى تركة ورثتها الجماعة عن النظام السابق وليذهب شعب مصر واصحاب الارض الى الجحيم...

لم تمر ايام وبدى للجميع مدى خضوع وخنوع هذا الرئيس الإمعة لجماعتة الانتهازية الطامعة التي قررت ان يعود البرلمان المنحل بحكم المحكمة بقرار جمهوري قبل ان تعيد المحكمة مرة اخرى حل البرلمان ليبدو للجميع مدى طمع هذه الجماعة ونواياها الخبيثة...

ثم قرار جمهوري باقالة النائب العام بالرغم من سفر الرئيس محمد مرسي في هذا الوقت خارج البلاد قبل ان يرفض النائب العام حينها عبد المجيد محمود الامتثال للقرار بقانون السلطة القضائية الذي كان يمنع اقالة النائب العام لاي سبب من الاسباب ليتم الغاء القرار الجمهوري مرة اخرى وتظهر المؤسسة الرئاسية المصرية مرتعشة قليلة الخبرة خبيثة النوايا التابعة بكل تأكيد لجماعة انتهازية عاشت حلم الوصول للسلطة وما ان حققتة...

وتزداد الاوضاع سوء ومن كافة الجوانب بلا استثناء... فلا يوجد اي قطاع من قطاعات الدولة يتقدم او تتغير ملامحة عن السابق... واصبحت احوال المواطن المصري اصعب بكثير مما كانت علية قبل قيام الثورة المصرية المجيدة... واصبح الشعب يعاني اكثر واكثر ولا يجد اي بارقة امل تعطية اوكسيرا من الحياة وصبرا فوق الصبر كي تتحسن يوما الاحوال وتؤتي الثورة ثمارها...

ويزداد الغضب الشعبي تجاه الرئيس الطرطور لجماعتة الانتهازية الخبيثة ويزداد الغضب بالطبع من هذه الجماعة الحقيرة الخبيثة التي تتخذ الدين الاسلامي من قدسية واحترام ستار لافعالها ونواياها الدنيئة من انتهازية وطمع وفساد...

اعلان دستوري ديكتاتوري من رئيس طرطور!... نعم هذا ما حدث وأكد حينها للجميع ان الرئيس محمد مرسي لا يعدو كونة متحدث باسم الرئاسة المصرية التي تتمثل في خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمون وان الجماعة هي من تتخذ كل القرارات الجمهورية ولا يشترك الرئيس محمد مرسي في صنعها او حتى بابداء الرأي...

ويزداد الغضب والاحتقان وتعود التظاهرات ولكن هذه المره ضد النظام الحاكم الجديد لمصر المتمثل في جماعة الاخوان التي بدى للجميع تحكمها وسيطرتها على مقاليد الحكم برئيس طرطور لا يملك من قرارة في شيء ويتساقط الشهداء تباعا في احداث متعاقبة كما كان الحال ابان ادارة المجلس العسكري لشؤون البلاد ويعود الدم يملي الشوارع والميادين وكأن ثورة لم تكن او تقم!

اربعاء الاتحادية الدامي والرافض لاقامة استفتاء الدستور الاخواني الذي تم اقرارة بالفعل... بعد معركة من القتل استهدفت الثوار امام قصر الرئاسة بمصر الجديدة ومعركة اخرى من التزوير في دوائر الاستفتاء بمختلف المحافظات حتى يتم اقرار الدستور الاخواني فوق دماء المصريين وبتزوير فج وقبيح يشبة هذه الجماعة الحقيرة...


وتستمر التظاهرات المعترضة على سوء الاحوال وسوء ادارة شؤون البلاد تحت راية الاخوان الفاسدين الكاذبين... ليأتي يوم 25 يناير من العام الحالي والذي يعد يوما سعيدا حزينا للثوار... سعيدا لانه يمثل اليوم الذي قامت فيه ثورة يناير المجيدة والتي سقط على اثرها النظام السابق وحزينا لانه كان سقوط مزيف فلم تتغير سوى الشخصيات وبقيت السياسات الفاسدة لادارة شؤون مصر كما هي سواء في مجيء المجلس العسكري او من ثم جماعة الاخوان الكاذبين...

لم ينزل الثوار يوم 25 يناير من العام الحالي للاحتفال بل نزلوا من اجل استكمال ثورتهم التي قد تعطلت في الطريق... بل تعطلت منذ بدايتها فلم تكن الثمانية عشر يوما نهاية للثورة بل حقا كانت بداية للثورة التي لم تكتمل منذ ذلك الحين... وكانت هتافات الثوار مليئة بالتأكيد على مطالب الثورة واهدافها التي لم تتحقق بل وامتدت الى هتافات لاسقاط النظام الحالي الذي بدى للجميع على مر الشهور السابقة انه وإن اختلف عن النظام السابق فانه يختلف في كبر حجم الفساد ودنائة المقصد والنوايا الاكثر فساد وحطة وحقارة...

واشتعلت الاحداث منذ يوم 25 يناير الماضي بفضل الشرطة المصرية التي عادت كما كانت قبل الثورة واثبتت للجميع انها مؤسسة متسخة لم تتنظف بعد ولن تتنظف من داخلها ابدا فلا يوجد بداخلها شرفاء... وازعم ان كان في مؤسسة الشرطة اي شريف فبالتأكيد سيستقيل قبل ان يعمل يوما واحدا في هذه المؤسسة التي قامت على سياسات حقيرة سادية عفنة...

وتساقط الشهداء منذ يوم 25 يناير الماضي وكان ذكرى الثورة هو استمرار للثورة بنفس الاحداث والقمع من قبل النظام وايضا في سقوط شهداء... وان كانت هذه المره اكثر حدة بالمقارنة بالايام الاول من الثورة المصرية المجيدة حيث سقط يوم 25 يناير الماضي عشر شهداء ليعقبهم اكثر من خمسة وثلاثين شهيدا يوم 26 يناير في بورسعيد بعد اعلان حكم الاعدام على اثنان وعشرون متهما في قضية مذبحة ستاد بورسعيد التي حدثت في فبراير العام المضي وراح ضحيتها اثنان وسبعون شهيدا...

وهكذا الحال يوم 27 يناير مع مزيد من الاحتجاجات والتظاهرات في مختلف محافظات مصر ويتساقط الشهداء هنا وهناك... كما كان يوم 28 يناير يوما اسود في تاريخ الشرطة مثلما حدث ابان الثورة المصرية وتم احراق مدرعتي امن مركزي من قبل الثوار الغاضبين تجاه نظام غبي قمعي لا يتعلم من اخطاء السابقين...

وتستمر الاحداث والاشتباكات هنا وهناك تهدا وتعود لتتوهج مرة اخرى... ويتساقط الشهداء هنا وهناك سواء في احداث ثورية او نتيجة حوادث قطارات الموت او عقارات الانهيار او او او... وحتى اللحظات التي اكتب فيها تدوينتي وتوثيقي لتاريخ مصر الحديث والاشتباكات باقية والشهداء فاقوا على مدار ثمانية عشر يوما اكثر من سبعين شهيدا حيث لا يستطيع احد حصر الشهداء والمصابين الذين يتساقطون بشكل شبة يومي او اسبوعي او شهري هناك وهناك في القاهرة او في المحافظات التي اصبحت جميعها غاضبة رافضة لبقاء النظام الاخواني الفاسد الذي يعلم الجميع ان بقائة فيه دمار وهلاك لهذا الوطن الذي لم ينهض من ظلمتة ابان حكم النظام الفاسد حتى تأتية نهضة الاخوان الكاذبين لتبقي على ظلمتة التي تزداد قتامة وعتمة..

هكذا كان يوم الحادي عشر من فبراير العام الجاري وبمرور عامين على تنحي مبارك الزائف حيث ذهب مبارك وجاء مرسي وبقيت السياسات والفساد بلا تغيير بل اقول بكل ثقة وامانة للتاريخ ان الفساد اصبح اكثر من السابق وان تطور الفساد في مصر على ايدي الاخوان اصبح بشكل خطير يفوق اي توقعات او وصف... فلا يتخيل احد ان يصل نظام في شهور لا تتخطى السنة بل تقل الى فساد يستشعرة الجميع ويطبق على شعب باكملة امام النظام السابق الذي بقى الشعب يتحمل ويصبر على فسادة قرابة الثلاثين عاما حتى انتفض...

واذا كان الشعب قد قامت قيامتة على النظام السابق وانقضى صبره فبالتأكيد اي نظام جديد علية ان يعي هذا وهو ما لم تعية جماعة الاخوان التي ارادت من شعب مصر الحالم بطيب الحال والحرية والكرامة الانسانية ان يعود للفقر والظلم والجهل والمرض وان يتقبل كل هذا بصبر قميء طويل وهو ما لم ولن يحدث وعلية فليتحملوا تبعات غبائهم كنظام فاسد يريد ان يتمكن من مفصال الدولة كي تدين له السلطة مثلما دانت للنظام السابق لعقود طويلة وهو ما لن يقبلة شعب مصر مرة اخرى...

وفي سقوط الاخوان حلم وامل وحق يسعى الية المصريون الان ولا يعلم احد متى وكيف سيستطيعون تحقيقة...

الى هذا اليوم... فقد يكون حينها النجاح الحقيقي للثورة وتحقيق اهدافها التي لن تتحقق في بقاء نظام سياسي فاسد لمصر متمثل الان في جماعة الاخوان