الخميس، 5 ديسمبر 2013

يا تبقى اخوان يا تبقى عبيد بيادة



بكتب النهارده وزي ما بكتب دايما توثيق للتاريخ ومعاصرة لايام هتكون بعد كده تاريخ... 

احنا المصريين فين دلوقتي؟... احنا في مرحلة تاريخية في عمر مصر وبقالنا فيها ثلاث سنوات وبدل ما نستغل هذه الظروف التاريخية والثورة العظيمة اللي قمنا بيها عيوبنا البشرية طغت علينا واتحولنا الى اسوء ما فينا... اتقسمنا وكل قسم فينا كره القسم الثاني... مش بس كده... دا احنا كرهنا بعضنا واحنا في قسم واحد وفكر واحد وايدولوجية واحده...

بعد الثورة مباشرة طلعت مصطلحات كثير واتوصف بيها افراد ومجموعات زي "فلول" و "طرف ثالث" و "طابور خامس" و "عملاء وخونة" و "ثورجية" و "مواطنين شرفاء" و "عبيد البيادة" وغيرها كثير...

بس شدني اوي وصف "البلطجية" بانهم "الطرف الثالث" اللي بيشتغل عند النظام الحاكم عشان يشتبك مع "الثوار" ويفسد لهم اي تظاهرات او ينفذ عمليات تخريب ويتهم فيها "الثوار"...

زي ما شدني " الطابور الخامس" يعني الجواسيس والخونة والعملاء اللي بيندسوا في سط "الثوار" عشان ينقلوا اخبارهم ومخططاتهم سواء للخارج او للداخل لاي حد مجندهم وبيدفعلهم...

كان من الصعب وصف الثوار بانهم "طرف ثالث" لانهم كانوا دايما بيهتفوا ب "السلمية"... لكن كان سهل وصفهم بانهم " طابور خامس" وانهم عملوا الثورة عشان يعملوا فوضى واضطراب في البلد ويحققوا مصالح دول خارجية عندها خراب مصر اكبر مصلحة وهدف...

واتهمت اشخاص بعينها انها عميلة لاسرائيل او امريكا او اي دولة ثانية... والموضوع كبر عن وصف فريق من الفرق اللي اتكونت في مصر للفريق الاخر...

ولكن الثوار لم يقفوا صاميتن... فاطلقوا الان على انفسهم "الطرف الثالث" وليس كنية عن البلطجية وقطاع الطريق والسارقين بالاكراه ولكن كنية عن عدم انتمائهم للاخوان او لمؤيدين حكم الجيش لمصر...

بقينا بنخون بعض... بقى اي حد ضد رأيك هو عميل وطرف ثالث وطابور خامس واي تهمة تخطر على بالك...

ووصلنا دلوقتي وفي الوقت اللي بكتب فيها تدوينتي دي اننا بنخون اقرب الناس لينا وممكن يكون صديق عمر او اخ او اشخاص دائما كانوا محل ثقة... 

عانى الثوار بعد تولي المجلس العسكري بقيادة محمد حسين طنطاوي ابان تنحي مبارك من تهم الخيانة والعمالة والجاسوسية والطوابير الخامسة... 

ثم تحولوا الى "علمانين" "ليبرالين" "كفرة" ولا تسأل ما علاقة الثلاث تهم ببعضها البعض ابان حكم الاخوان... 

ثم عادوا الى التهم السابقة من خيانة وعمالة وجاسوسية مع عودة المجلس العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي واضيفت لهم تهم التخريب والعنف والارهاب كما اضيفت للاخوان...
واذا كان النظام الحاكم دائما هو من يتهم "الثوار" فالجديد والمثير في الامر هو ما يحدث الان في مصر...

تحول الثوار انفسهم وبعد ثلاث سنوات من الترنح والتخبط واليأس من تحقيق اهداف الثورة الى انسياق وراء نفس الاسلوب الذي كانت الانظمة الحاكمة تتبعها معهم... فستجد الثوار يتهمون بعضهم البعض بالخيانة ويقذف كل منهما الاخر بانه من "الطرف الثالث" او " "الطابور الخامس" او "الامنجي" وغيرها...

واذا كان "الثوار" جزء من الشعب... فالشعب كله لم يختلف كثيرا عن ما آل الية "الثوار"...

اصبح الشعب الان... اما "عبيد البيادة" او "اخوان" فمن يعترض على ما يفعلة الجيش يصبح اخوان ومن يعترض على ما يفعلة الاخوان يصبح "عبد البيادة"...

ومن التخوين الى استباحة الدماء بعمق من الكراهية وتمني الضرر من كل طرف للآخر وتوقع ان تجد نفسك يوما حاصل على كل التهم والالقاب الشهيرة من عميل وجاسوس وخائن وطرف وطابور وامنجي وفي النهاية دمك حلال سواء كنت في هذا الطرف او ذاك...

لم يعد احد يحب الاخر او يثق في احد بل اصبحنا جميعا كارهين متصارعين مستبيحين دماء بعضنا البعض ولا يستثنى من هذا احد فالجميع وقع في فخ الفرقة والانقسام ودخل احد اخطر الدوائر الجهنمية التي لا تنتهي ابدا ولعل الكارهين لمصر واصحاب المصالح الخارجية التي تنمو على انقاض هذا الوطن لا يستطيعوا ان يصنعوا لمصر وشعبها هذه الدائرة الجهنمية من الانقسام والفرقة والتخوين كما صنعها شعب مصر لنفسة بنفسة...

وبقينا كلنا "طابور خامس" و "طرف ثالث" و "امنجية" و "عبيد بيادة" و "اخوان" و "فلول" و "جواسيس" و "ارهابيين" و....