الخميس، 26 أبريل 2012

كراكيب معتقداتنا القديمة


عندما كنت صغيرا ... كانت تحيطني هالة من الاعجاب والحب والاحتياج لامي وابي واخوتي واحساسي بحصن امان يسمى اسرتي... لم يكن هناك حدود للحب والحنان تجاه اسرتي ... لم اشعر انني خائف او حزين حتى وان بدى لي ذلك فانا في قرارة نفسي مطمئن وسعيد ... ومنذ ذلك الحين وانا اتعلم ما يعلمة من هم اكبر مني ... إن كانت عادات امي او شخصية ابي او ردود افعال اخواني واخواتي.

قد انشأ نشأة سليمة وقد انشأ نشأة خاطئة وقد لا انشأ اي نشأة واتعلم لاحقا كل امور الحياة من الحياة نفسها ... فلسنا جميعا نحيا في اسرة واحدة وليست كل الابواب المغلقة مغلقة على نفس الاسرار والمواقف والتصرفات والاخلاقيات.

وكما ينشأ الانسان وكما يحمل من معتقدات وافكار يتعلمها في الصغير وتكبر مع الايام فقد تبقى كحجر اساس وركن ركين لا يمكن الاطاحة به من بنات افكارة ... وقد تتحطم اسطورة معتقداتة وافكارة التي تعلمها ونشأ عليها عندما يجد في نفسة الصراع الحقيقي بين معتقدات الامس وحقيقة اليوم ... وقد تنتصر معتقدات الامس وتبقى وقد تنتصر حقيقة اليوم وتنهار كل الثوابت الماضية وتصبح انسان جديد ... بغض النظر هل اصبحت افضل ام اصبحت اسوأ!!

ومن الاسره الصغيرة الى الاسرة الاكبر ... ومن اب وام واخوه الى قرية ومدينة ووطن ... ومن معتقدات اسرية الى معتقدات وطنية ... وهل تبقى المعتقدات الوطنية ؟ ام نثورعليها ؟ ام انها معتقدات خاطئة تستحق التغيير؟!

هكذا ارى في علاقة الشعب المصري وبغالبية طوائفة التي قد تصل الى الاغلبية الكاسحة بالجيش المصري ... حتى وان كان التصنيف ظالم عندما نفرق بين الشعب وجيشة فهم ايضا جزء من الشعب ولكن هذه هي ضريبة المعتقدات القديمة التي اتسائل الآن هل نثور عليها ان نبقي عليها حتى وإن كانت خاطئة؟!

عندما يذكر اسم الجيش سواء بسوء او حتى بخير امام الشعب فقد تجد هجوما عنيفا يصل الى حد التخوين والكراهية والرفض مهما حاولت ان توضح وجهة نظرك ... فانت اخترقت احد المعتقدات الاصيلة التي تربى الشعب عليها ونشأ من اجيال توارثتها اجيال ... حتى وإن كانت الاسرة الكبيرة(الوطن) تخبيء بداخلها الكثير من جوانب الفساد والاخطاء والعادات السيئة ... حتى وان كانت الثورة على المعتقدات في مصلحة الاسرة الكبيرة(الوطن) ... فقد ننشأ بداخل اسرة مفككة مليئة بالاخطاء ولكننا نصبح افضل ممن نشأ بداخل اسرة قوية سعيدة ناجحة.

انا اعشق الشوكولاتة ... فقد لا يختلف احد على حلاوه مذاقها ... ولكني من الممكن ان اتذوق الزيتون قبل ان اتذوقها فلا اشعر بطعمها وقد يتحول طعم الشوكولاتة الى مرار اعيش فية ... ونعيش جميعا فية.

وظيفة حماية الوطن من اشرف الوظائف ... ولكن هل تعلم كم من الشرف تم تدنيسة؟! ... هل يعني الهجوم على قائد فاسد اننا نهاجم الجميع؟ ... وهل كان الحب قرار يراه البعض ويلتزم به البعض الاخر دون تفكير او نقاش او حتى وجهة نظر؟!

هل يرى شعب مصر في الفترة السابقة ومنذ نهاية الثورة اي تقدم؟! طبعا لا وهذه اجابة اغلبية كاسحة ... واذا اردنا ان نعطي كل ذي حقة حقة وكل ذي خطأ خطأه فقد نقع في المحظور!! ... وقد نصبح خونة وعملاء ... فإن كانت الفترة السابقة ومنذ تنحي الرئيس السابق فترة صعبة ولم تأتي بما يشعر الشعب معه بالخير والاستقرار فلا يصح ان يكون الخطأ والفشل من جانب القيادة المسؤولة! ... ولكن سيصبح العيب في الثورة والثوار !!!

فاذا راجعنا معتقداتنا القديمة فلن نجد للثورة والثوار كيان قوي وحب عميق حتى يتم الدفاع عنهم الان ... ولكن وبمراجعة التاريخ والمعتقدات القديمة سنجد لكيان الجيش ما يجعلة دائما فوق الخطأ وعين الصوب !!!

هل كان الرضا في معتقدات الشعب المصري قديما هو الخنوع والخضوع والصمت على الذل والحمد والشكر على بقاء الشعب حيا ياكل يوما ويجوع عشرة وعندما يهان يقول: (معلش علقة تفوق ولا حد يموت!) وهل بعد كل هذا الدم المسال والفقر المضاعف والخوف والرهبة من بكرة ان نعود الى معقتدات السابق ونرضى بالقليل ويعود الرضا في نظرنا انه الاستمتاع بالذل وقبول المهانة ... (عشان المركب تمشي) !!!

وهل هكذا تسير المركب ؟ ... ام تغرق افضل؟!

كفانا عواطف جياشة ومعتقدات قديمة قد تحولت الى اصنام نملكها وتملكنا ولا نستطيع تكسيرها فقد يخيفنا القادم ... فاذا انكسرت الاصنام انكسرنا ... وفي الحقيقة عمرنا ما هننكسر ... لكن المستفيد من معتقدات زمان عايزنا نفضل نعيش فيها والا هننكسر! ... خلينا نفكر في الحق .... عشان يبقى هو المعتقد الحقيقي والباقي من كراكيب معتقداتنا القديمة.