الثلاثاء، 5 مارس 2013

الميليشيات الاخوانية في وزارة الداخلية


جاء الاخوان بعد اكثر من ثمانين عاما للسلطة في مصر وقد كان هو الهدف الاسمى والاكبر منذ انشاء وتكوين الجماعة وانحرافها عن الجانب الدعوي الى الجانب السياسي... الامر الذي ادى الى تكوين جماعات وحركات اسلامية اخرى ممن رأوا في انخراط الاخوان في المعترك السياسي بعدا عن تحقيق امالهم في تطبيق الشريعة الاسلامية بغض النظر عن حقيقة هذه الافكار والامال وكونها متفقة حقا بالشريعة الاسلامية ام هي لا تمت للاسلام بصلة...

لم يكن وصول الاخوان للسلطة بعد انتخابات الرئاسة المصرية في يونيو من العام الماضي بشكل كامل او مضمون حقيقي فقد وصلت الجماعة للسلطة بعد ابرام الكثير من الاتفاقيات الخارجية متمثلة في لقائات جمعت بين قيادات جماعة الاخوان واعضاء من الكونجرس الامريكي منذ اكثر من ثماني سنوات وبالتحديد قبل انتخابات البرلمان المصري في عام 2005 حيث ادت هذه اللقائات لضغط الولايات المتحدة الامريكية على الرئيس السابق محمد حسني مبارك لكي يعطي المصريين مزيد من الحرية والمشاركة الديمقراطية حتى لا تتفاقم الاوضاع في مصر وتظل مصر وشعبها في مناخ من الاستقرار الذي تريدة الولايات المتحدة الامريكية كي تبقى مصالحها وهيمنتها الكاملة على مصر والمنطقة...

وامتدت الاتفاقيات بين الاخوان والولايات المتحدة الامريكية بعد الثورة المصرية في يناير من عام 2011 عندما استقبل الاخوان احد اعضاء الكونجرس الامريكي حينها ووزير الخارجية الامريكي الحالي السيد جون كيري في مقر الاخوان بالمقطم لابرام الاتفاق الجديد على مجيء الاخوان للسلطة سواء في الاستحواذ على النسبة الاكبر من مجلس الشعب السابق او في انتخابات الرئاسة والوصول للسلطة في مقابل تنفيذ كل اوامر الولايات المتحدة الامريكية وضمان امن قومي اسرائيل فوق اي ضمان او اتفاقيات بما فيها بالتأكيد معاهدة كامب ديفيد...

واذا كان الدعم الامريكي للاخوان سواء في الوصول للسلطة او للبقاء في السلطة الان والذي قد  يتغير بين عشية وضحاها فلا امان للادراة الامريكية اذا ما اضطربت الاحداث وتهددت مصالحها... فلا يوجد دعم داخل مصر للاخوان سوى من مؤيديهم الذين لا يملكون سوى التصويت لهم في اي انتخابات او التظاهر لتاييد قرارات الجماعة وهو بالتأكيد لا يكفي للوصول للسلطة والسيطرة على مفاصل الدولة والتحكم فيها من اجل تطبيق خطة التمكين او ما يسمى باخونة الدولة...

لقد اصطدم الاخوان بشكل قوي بما يسمى بالدولة العميقة التي ظلت لعقود طويلة تحكم بسياسات النظام السابق في مختلف مفاصل الدولة سواء في الوزارات او المؤسسات او الهيئات الحكومية التي تؤثر بشكل كبير وقوي في ادارة شؤون الدولة والتي لازالت تابعة لقيادات تابعيين لفكر وسياسة النظام السابق...

كان امام الاخوان في تفكيك مفاصل الدولة العميقة بمصر طريقين احدهم سيأخذ وقتا طويلا كي يحدث وبشكل تدريجي الامر الذي لا يريدة الاخوان ولا يطيقونة... فقد وصلوا الى السلطة وزاد النهم والطمع حتى وصل مداه واصبحت خطة التمكين واخونة الدولة والقضاء على الدولة المصرية العميقة لانشاء دولة اخوانية عميقة اخرى امرا حتيما وعاجلا بالنسبة لهم حتى وان زادت حدة العنف وزاد الغضب الشعبي الذي استشعر ان جماعة الاخوان قادمة لكي تحل محل النظام السابق بنفس السياسات والافكار مع اختلاف الوجوده وليذهب تداول السلطة والعدالة الانتقالية والحياة الديمقراطية في مصر الى الجحيم... فقط عندما يحدث التميكن...

وكان هذا سببا رئيسيا فيما يحدث الان بعد ان ازداد الطمع والجشع الاخواني الى الاستحواذ على مقاليد الحكم والانفراد بالقرار حتى لو كان الحكم والقرار امرا مصيريا لمصر ومستقبلها وارساء لملامح الدولة المصرية بعد قيام الثورة الشعبية المجيدة التي جائت من اجل ان تتغير مصر وتأخذ مكانتها ويعرف الشعب حقة وينالة لا ان تأتي جماعة لتحدد لمصر ملامحها وتبقى مصر في نفس المكانة الوضيعة السابقة التي نالتها على ايدي النظام السابق... 

ومع كل هذا الرفض الداخلي لاستحواذ الاخوان على مقاليد السلطة في مصر بالاختلاف مع التاييد الخارجي لها من الولايات المتحدة الامريكية... كان لزاما على جماعة الاخوان وبعقيدتها العنصرية التي ترى فيمن لا يتفق معها انه عدو وفي سبيل التميكن يمكن التخلص منه حتى لو كان هذا العدو هو الشعب المصري وما يسعى الية الاخوان هو اغتصاب حقوق هذا الشعب بما يسمى بالتميكن..

ازداد الغضب وانتقل من مكان لاخر واصبحت جماعة الاخوان مهددة بالسقوط وانهيار حلم الوصول للسلطة والتمكين الى الثورة الشعبية والفناء بعد ان اصبحت الجماعة محظورة شعبيا قبل ان تكون محظورة قانونيا من قبل النظام السابق... مع الدعوات الشعبية للجيش المصري للنزول الى الشارع واسقاط الاخوان حتى وان لم تكن الدعوات خاصة بالثوار ولكنها اصبحت دعوات مقبولة من اطراف كثيرة حتى يسقط هؤلاء الطامعين الانتهازيين العنصريين...

ونتيجة لهذا كان الرد الامني من وزارة الداخلية التي لا تعرف سوى عبادة الحاكم وطاعة النظام في قمع الشعب وقتل ابنائة مجددا بعد سقوط ضحايا على ايدي قوات الامن المصرية في مختلف انحاء الجمهورية في احداث عنف واشتباكات بين اهالي المحافظات والامن المركزي..

الجديد في الامر هو ظهور ميليشيات اخوانية سواء من مصريين منتمين لجماعة الاخوان او فلسطينين منتمين لحركة حماس الفلسطينية او كتائب القسام التي دخلت لمصر ابان الثورة المصرية باقامة كاملة على حساب جماعة الاخوان كي تصبح جيشا موازيا للاخوان وضامنا لبقاء الاخوان في السلطة... الامرالذي يكفي لكي يسقط الاخوان ويفني تكوين هذه الجماعة ويجعل من تدخل الجيش امرا لا بد منه  مع اختلاف الكثيرين على هذا التدخل وحقيقة استغلالة من قيادات المجلس الاعلى للقوات المسلحة وانا من هؤلاء الرافضين للتدخل العسكري الا بشروط تجعل من بقاء الجيش في الحكم امرا مستحيلا وان تعود مصر بانتخابات برلمانية ورئاسية ودستور جديد ويصبح الجيش المصري ضامن لهذه العملية لا حاكما لها...

وما اقولة ليس ادعاء على جماعة الاخوان وميليشياتها او ادعاء على حركة حماس وكتائب عز الدين القسام ولكنه ما صرحت به القوات المسلحة المصرية بالقبض على عناصر من حركة حماس وكتائب عز الدين القسام بمصر كما صرح الفريق عبدالفتاح السيسي بانهم على علم باشتراك بعض الميليشيات مع الشرطة في ضرب اهالي بورسعيد وان الجيش المصري سيتصدى لمن يتآمر على مصر ويقتل شعبها وهو تصريح قوي ومهم ويؤكد حقيقة ما اقول بل ويثبت ان القادم سيكون اكثر التهابا وتفاقم...

بعد ان لجأت جماعة الاخوان للاستعانة بميليشيات مسلحة من اجل قتل الشعب المصري كي يبقى تبقى السلطة ويكتمل التمكين وتصل الجماعة الى مبتغاها في اخونة الجيش... لينبا عن اشتباكات عسكرية كما حدث بالفعل وانتشار الفيديو الذي يوضح اطلاق احد ضباط القوات المسلحة النيران على مدرعة شرطة وبعض المدنين المشاركين في مساندة الشرطة في قتل الشعب المصري في بورسعيد... وقد يتحول هذا الفيديو من حالة فردية الى فيديوهات تثبت مواقع عسكرية قد تصل الى اشتباك بين الجيش والشرطة كي يتم القضاء على الميليشيات التي اندست في الشرطة منها ما هو بزي مدني ومنها ما هو يرتدي زي الشرطة وهو لا ينتمي لها...

وفي هذا عودة للماضي ابان الثورة المصرية المجيدة وحقيقة تدخل الاخوان لزيادة حدة الثورة والغضب الشعبي والاشاعات التي تداولت بعد الثورة في ارتداء بعض ميليشيات الاخوان لزي الشرطة ومشاركة الشرطة في قمع المتظاهرين كي يزيد الغضب ويرفض الثوار اي محاولات من النظام السابق للبقاء والاصلاح او في الاشاعات التي تداولها الكثيريون واكدها اخرون في اشتراك الاخوان في قتل المتظاهرين في موقعة الجمل الشهيرة ابان الثورة المصرية...

مما قد يجعل من هذه الاشاعات حقيقة وخاصة بعدما تأكد الشعب المصري في اقل من ثمانية اشهر مدى خسة وحقارة هذه الجماعة الانتهازية الدموية التي لا ترى امام مصالحها امرا اخر حتى وان سالت دماء المصريين في كل مكان..