الاثنين، 30 أبريل 2012

عودة المذابح الشهرية


عام من الثورة التي بدا لنا نهايتها بتنحي المخلوع وفي الحقيقة كانت هي البداية لمسلسل تصفية الحساب بين نظام اراد الشعب اسقاطة وبين شعب اراد النظام تأديبة على ما قام بة من ثورة ... فلم تتوقف حمامات الدم على مدار اشهر السنة الماضية في احداث مختلفة شهرية راح ضحيتها اكثر ما راح من شهداء اثناء ايام الثورة الاولى .

وبقى مسلسل اراقة الدماء مستمرا حتى شهر يناير الماضي الذي مر مرور الكرام حتى تأتي مذبحة بورسعيد في اول ايام شهر فبراير حتى لا ينسى الشعب ذنبة الذي اقترفة عندما قرر ان يثور على النظام الفاسد الذي اراد لشعب مصر مزيد من الفقر والجهل والمرض.

حتى ياتي شهري مارس وابريل دون وقوع مذابح يتم فيها تصفية الحساب مع الثوار ولكنها لم تتوقف في تدمير مصر وزيادة الانفلات الامني حتى يستشعر المواطن المصري انه كان مخطئء عندما قام بثورتة فقد راح الكثير من الشهداء ولا يزال المزيد في الانتظار وضاع الامن والامان الذي كان يتباهى به النظام امام شعبة وانه اعطى لهم اوكسير الحياة في امنهم وانه ليس حقا بل نعمة من النظام وجب الحمد والشكر عليها.

ليبدا مسلسل اخر من مسلسلات القضاء على ثورة الشعب المصري وتحطيم احلامة الوليدة من رحم اليأس القابع في نفوس الشعب منذ اجيال واجيال بمسلسل احراق مصر فنجد يوميا حريق هنا وهناك وتدمير لمصانع وشركات حكومية وخاصة حتى تقل الموارد وينهار الاقتصاد ولا يجد الشعب في ثورتة بدا الا ان يلعنها ويلعن اليوم الذي قام فيه بهذه الثورة !

وحتى لا ينسى الشعب طعم الدماء التي تسيل وتراق من ابنائة الشرفاء الطامحين لمصر افضل فقد عادت المذابح جنبا الى جنب مع الحرائق وهلم جرة في اي فكرة قد تأتي بالخراب على مصر وتدميرها حتى يبكي الشعب ويتحسر على ما كان فيه من فقر وجوع ومرض وجهل فقد كان حيا وهو الان يموت فلا فائده من احلام ضائعة واهو (ادينا كنا عايشين) !

عادت المذابح وبعد ان خرجت من محيط ميدان التحرير وبعد ان ذهبت في جولة الى بورسعيد حتى تعود الى القاهره ولكن في منطقة العباسية وبالتحديد في محيط وزاره الدفاع حيث تجمع العديد من المنتمين للتيار السلفي منضم اليهم من شباب الثورة الكثير وهم ينادوا بما قد كان واجبا علينا جميعا فعلة يوم الحادي عشر من فبراير العام الماضي برفض حكم العسكر والتفويض القذر من رئيس مخلوع الى مجلس خائن لا يعرف الا حماية نظامة الفاسد من البقاء حتى ولو على دماء المصريين جميعا.

واذا كانت هناك انتقادات لمن ذهبوا في محيط وزاره الدفاع واعلنوا اعتصامهم وانها منطقة خاصة وكان اجدر بهم ان يعتصموا بالتحرير ... فقد يتم الرد على هذه الانتقادات بان التحرير قد تم تشويهة بما فيه الكفاية كما انهم لو اعتصموا بالتحرير سيتم انتقادهم ايضاً ... وبالتالي لا فائدة من الانتقاد طالما سيأتي في اي مكان يحدث فيه اعتصام.

وقبل ان تنتقض الاعتصام لما لا تنتقد من دفع الثوار الى هذا الاعتصام ... وقبل ان ترى في ما فعلوه خطأ .. قد تعتطي نظرة سريعه على عام من الثورة وما قد تم فية من ايجابيات قد لا توجد في ظل ادارة فاشلة بشهادة الجميع للمجلس العسكري الذي لم يعرف يوما طريقا للسياسة سوى طريق القوة تغلب العقل ولم يكن للعقل يوما دورا في ادارة شؤون العسكر حتى يديروا شؤون دولة كاملة!

ومع تتابع المذابح وزيادة خبرة النظام في التعامل مع الثوار والاعتصامات فقد تحولت الدفة من مواجهه الشرطة للثوار لفض الاعتصام الى مواجهة الجيش للثوار في فض الاعتصام كما حدث في احداث مجلس الوزراء لتزيد خبرة النظام الفاسد ويصبح من يهاجم الثوار ويفض الاعتصام مجموعه من البلطجية التي لا استبعد ان يكونوا مجندين من الجيش والشرطة بزي مدني حتى يرى الشعب انها معركة بين الاهالي والثوار وان الجيش في قمة ضبط النفس والاحترام ... وهو قمة الخبث والحقارة في التفكير الدنيء للتلاعب بعقول البسطاء.

لتأتي الاسالة الهامة والموجعة في نفس الوقت :-

الى متى ستبقى المذابح مستمرة ؟ والى متى سيبقى المجلس العسكري مرواغاً لشعبة متلاعبا بثورتة مماطلا في تحقيق احلامة شعبة التي اخطأ عندما وثق فية؟

وما هو الحل ... ليس لايقاف كل هذه المهازل والانهيار السياسي الاقتصادي الذي يحدث في مصر ولكن لنجاح الثورة ونجاح اهدافها حتى نتحول من المرحلة الانتقالية الانتقامية الى مرحلة البناء والتقدم؟

وهل الصدام الدموي هو الحل؟ وكم من الضحايا ستسقط جراء هذا ؟ خاصة وان النظام الفاسد لن يسقط مستسلما قبل ان يدافع عن نفسة بكل ما اوتي من قوة وبغض النظر عن كم الضحايا القادمين؟!

 اسالة كثيرة واجابة واحدة ... ومزيد من الشهداء ... ولا يعلم احد النهاية الا الله.

الخميس، 26 أبريل 2012

كراكيب معتقداتنا القديمة


عندما كنت صغيرا ... كانت تحيطني هالة من الاعجاب والحب والاحتياج لامي وابي واخوتي واحساسي بحصن امان يسمى اسرتي... لم يكن هناك حدود للحب والحنان تجاه اسرتي ... لم اشعر انني خائف او حزين حتى وان بدى لي ذلك فانا في قرارة نفسي مطمئن وسعيد ... ومنذ ذلك الحين وانا اتعلم ما يعلمة من هم اكبر مني ... إن كانت عادات امي او شخصية ابي او ردود افعال اخواني واخواتي.

قد انشأ نشأة سليمة وقد انشأ نشأة خاطئة وقد لا انشأ اي نشأة واتعلم لاحقا كل امور الحياة من الحياة نفسها ... فلسنا جميعا نحيا في اسرة واحدة وليست كل الابواب المغلقة مغلقة على نفس الاسرار والمواقف والتصرفات والاخلاقيات.

وكما ينشأ الانسان وكما يحمل من معتقدات وافكار يتعلمها في الصغير وتكبر مع الايام فقد تبقى كحجر اساس وركن ركين لا يمكن الاطاحة به من بنات افكارة ... وقد تتحطم اسطورة معتقداتة وافكارة التي تعلمها ونشأ عليها عندما يجد في نفسة الصراع الحقيقي بين معتقدات الامس وحقيقة اليوم ... وقد تنتصر معتقدات الامس وتبقى وقد تنتصر حقيقة اليوم وتنهار كل الثوابت الماضية وتصبح انسان جديد ... بغض النظر هل اصبحت افضل ام اصبحت اسوأ!!

ومن الاسره الصغيرة الى الاسرة الاكبر ... ومن اب وام واخوه الى قرية ومدينة ووطن ... ومن معتقدات اسرية الى معتقدات وطنية ... وهل تبقى المعتقدات الوطنية ؟ ام نثورعليها ؟ ام انها معتقدات خاطئة تستحق التغيير؟!

هكذا ارى في علاقة الشعب المصري وبغالبية طوائفة التي قد تصل الى الاغلبية الكاسحة بالجيش المصري ... حتى وان كان التصنيف ظالم عندما نفرق بين الشعب وجيشة فهم ايضا جزء من الشعب ولكن هذه هي ضريبة المعتقدات القديمة التي اتسائل الآن هل نثور عليها ان نبقي عليها حتى وإن كانت خاطئة؟!

عندما يذكر اسم الجيش سواء بسوء او حتى بخير امام الشعب فقد تجد هجوما عنيفا يصل الى حد التخوين والكراهية والرفض مهما حاولت ان توضح وجهة نظرك ... فانت اخترقت احد المعتقدات الاصيلة التي تربى الشعب عليها ونشأ من اجيال توارثتها اجيال ... حتى وإن كانت الاسرة الكبيرة(الوطن) تخبيء بداخلها الكثير من جوانب الفساد والاخطاء والعادات السيئة ... حتى وان كانت الثورة على المعتقدات في مصلحة الاسرة الكبيرة(الوطن) ... فقد ننشأ بداخل اسرة مفككة مليئة بالاخطاء ولكننا نصبح افضل ممن نشأ بداخل اسرة قوية سعيدة ناجحة.

انا اعشق الشوكولاتة ... فقد لا يختلف احد على حلاوه مذاقها ... ولكني من الممكن ان اتذوق الزيتون قبل ان اتذوقها فلا اشعر بطعمها وقد يتحول طعم الشوكولاتة الى مرار اعيش فية ... ونعيش جميعا فية.

وظيفة حماية الوطن من اشرف الوظائف ... ولكن هل تعلم كم من الشرف تم تدنيسة؟! ... هل يعني الهجوم على قائد فاسد اننا نهاجم الجميع؟ ... وهل كان الحب قرار يراه البعض ويلتزم به البعض الاخر دون تفكير او نقاش او حتى وجهة نظر؟!

هل يرى شعب مصر في الفترة السابقة ومنذ نهاية الثورة اي تقدم؟! طبعا لا وهذه اجابة اغلبية كاسحة ... واذا اردنا ان نعطي كل ذي حقة حقة وكل ذي خطأ خطأه فقد نقع في المحظور!! ... وقد نصبح خونة وعملاء ... فإن كانت الفترة السابقة ومنذ تنحي الرئيس السابق فترة صعبة ولم تأتي بما يشعر الشعب معه بالخير والاستقرار فلا يصح ان يكون الخطأ والفشل من جانب القيادة المسؤولة! ... ولكن سيصبح العيب في الثورة والثوار !!!

فاذا راجعنا معتقداتنا القديمة فلن نجد للثورة والثوار كيان قوي وحب عميق حتى يتم الدفاع عنهم الان ... ولكن وبمراجعة التاريخ والمعتقدات القديمة سنجد لكيان الجيش ما يجعلة دائما فوق الخطأ وعين الصوب !!!

هل كان الرضا في معتقدات الشعب المصري قديما هو الخنوع والخضوع والصمت على الذل والحمد والشكر على بقاء الشعب حيا ياكل يوما ويجوع عشرة وعندما يهان يقول: (معلش علقة تفوق ولا حد يموت!) وهل بعد كل هذا الدم المسال والفقر المضاعف والخوف والرهبة من بكرة ان نعود الى معقتدات السابق ونرضى بالقليل ويعود الرضا في نظرنا انه الاستمتاع بالذل وقبول المهانة ... (عشان المركب تمشي) !!!

وهل هكذا تسير المركب ؟ ... ام تغرق افضل؟!

كفانا عواطف جياشة ومعتقدات قديمة قد تحولت الى اصنام نملكها وتملكنا ولا نستطيع تكسيرها فقد يخيفنا القادم ... فاذا انكسرت الاصنام انكسرنا ... وفي الحقيقة عمرنا ما هننكسر ... لكن المستفيد من معتقدات زمان عايزنا نفضل نعيش فيها والا هننكسر! ... خلينا نفكر في الحق .... عشان يبقى هو المعتقد الحقيقي والباقي من كراكيب معتقداتنا القديمة.

الأحد، 22 أبريل 2012

افيقوا ... يرحمكم الله


(رسالة الى التيارات الاسلامية)

مرت جمعة تقرير المصير واسقاط العسكري ونهاية حكم العسكر وكما تشاء من اسماء لمليونية العشرين من شهر ابريل من العام الحالي والتي كانت مميزة بكل تاكيد عن اي من المليونيات التي حدثت منذ تنحي الرئيس السابق وحتى يومنا هذا ... لم لا وقد شارك ولاول مره كل من السلفيين انصار الشيخ حازم ابو اسماعيل المرشح المخلوع من قوائم انتخابات الرئاسة وما يطلق عليهم الاخوان المسلمين انصار ترشح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين والمخلوع ايضا من قوائم انتخابات الرئاسة.

لينضموا الى صفوف الثوار ولاول مره منذ تنحي الرئيس السابق وبعد ان دفع الثوار ثمناً باهظاً على مدار شهور السنة الماضية والحالية من جرائم قتل واعتقال طالت الكثير من الثوار الشرفاء اصحاب القضية الحقيقة والغير طامعين في اي من مكاسب الثورة التي لم تكتمل بعد.

لم اعرف عدد المنصات التي نصبت في المليوينة من كثرتها واختلاف الافكار التي تطرح من روادها ولم اعرف ما هو الهدف الرئيسي من المليوينة ... فقد وجدت الثوار ينادون باسقاط العسكري وعدم ترشح الفلول للرئاسة ... ووجدت انصار ابو اسماعيل يهتفون بحياة الشيخ حازم حتى يصبح رئيسا لمصر ... ووجدت الاخوان يهتفون بامجاد الجماعة واحقية المهندس خيرت الشاطر ان يكون رئيسا لمصر وان تصبح جماعة الاخوان المسلمين هي الممثل السياسي الوحيد لكل المصريين سواء في مجلس الشعب او الشورى او الحكومة او رئيس الجمهورية!

حتى وان اتفق الجميع على اسقاط المجلس العسكري الذي تأكدت خيانتة للثورة وحمايتة للنظام الفاسد الذي يعد المجلس العسكري احد اقوى اركانة ولكنهم اختلفوا في الهدف الاساسي وهو حب الوطن والاتفاق على هدف واحد يتبناه الجميع وهو نجاح ثورة مصر التي اصبحت في مهب الريح بعد ان انصرف كل منهم لاهدافة ومصالحة.

منذ اكثر من عام وحتى يومنا هذا ومع تسلسل الاحداث والقرارات من قبل المجلس العسكري وقد ثبت بالدليل القاطع وتأكد للجميع مدى صواب ومصداقية الثوار في ارائهم تجاه المجلس العسكري ونواياه الخبيثة ومع اعتراف جماعة الاخوان والسلفيين بخطأهم في الانصراف عن الثورة وترك الثوار وحدهم ... حتى يلاقوا مصيرهم المحتوم من قتل وسجن وتعذيب ... الا انهم لا يزالوا يلهثون وراء مصالحهم وهذا ليس ادعاء بل حقيقة يعلمونها جيدا بل يعلمها الشعب باكملة.

ذلك الشعب الذي تحول من اغلبية مؤيدة للتيارات الاسلامية في انتخابات مجلس الشعب الى شعب نادم على اختياراتة وعلى ثقتة التي اعتبرها خاطئة لمن لا يستحق في اختيار مرشحين لا يستحقون ان يمثلوا انفسهم حتى يمثلوا شعب باكملة.

وبنظرة بسيطة ومنطقية للثورة وما سيترتب على نجاحها الحقيقي او فشلها المذري فاننا نجد مدى خطورة الموقف بالنسبة للجماعات الاسلامية التي كانت محظورة وكان دائما الاعتقال هو المصير الاوحد لها وهذا ما يعلمة جيدا سواء التيارات السلفية التي ظهرت بعد الثورة بقوة او في جماعة الاخوان المسلمين التي ذاقت وعلى مدار ما يقرب من قرن كل الوان التعذيب والاعتقال على ايدي الانظمة السابقة ... وهذا ادعى الى استكمال الثورة حتى نهايتها بدلا من عودة النظام الفاسد الى سابق عهده ... وعودة التيارات الاسلامية الى سوابق السجون!

هل ترضى الجماعات الاسلامية ان تعود الى نقطة الصفر والى غياهب السجون؟ ام تستكمل الثورة مع ثوار مصر الشرفاء وبغض النظر عن ادنى مصالح واهداف من الممكن تاجيلها والحصول عليها في المستقبل؟

فالمصلحة القريبة والسريعة قد تاتي ولكنها وبكل تاكيد قد تذهب وتنتهي سريعا ويعود الوضع الى ما كان عليه ... وهل كانت الخبرة الكبيرة لافراد الجماعات الاسلامية وخاصة الاخوان المسلمين تقف عاجزة امام مصلحة سريعة قد تضيع حلم بعيد انتظرة الجميع ودفع ثمنة عقود من الاعتقال والتعذيب؟!

افيقوا يرحمكم الله ووحدوا الهدف واعلوا مصلحة الوطن واتفقوا مع الثوار فقد تستطيع الثورة ان تعبر بالجميع الى بر الامان ... ولكن اذا استطاعت الثورة نفسها ان تعبر الى بر الامان وكفاها تعثر وتراجع ... تسقط الاهداف الشخصية حتى تنجح الاهداف العامة .

فاذا وقفت مع الجميع اليوم ... فمن المؤكد وقوف الجميع معك في المستقبل.

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

حتى يبقى حكم العسكر


حقيقة لا اعلم من اين ابدا ... هل ابدا من قبل الثورة ومنذ اكثر من ستين عاما من حكم مصر العسكري ام ابدا منذ الثورة واسقاط النظام الفاسد الذي جاء لاسقاط مصر فسقط وبقيت مصر عالية ... ام ابدا بعد الثورة والمسلسل الهزلي للمجلس العسكري حتى تبقى السلطة في ايدي العسكر ولا تذهب يوما الى رئيس مدني وكأن مصر مملوكة للعسكر دون غيرهم ... او انهم يستحقون السلطة ثمنا للدفاع عن مصر وهل كل من دافع عن مصر حكمها واصبح رئيسها؟! ... وهل هناك ثمن للدفاع عن الوطن سلامة اراضية؟!

دعونا نبدا من المسلسل الهزلي والذي استمر اكثر من عام وبضعة اشهر حتى الان على بقاء المجلس العسكري في السلطة والمزيد من القرارات الفاسدة التي تحرم الثورة وتحرم مصر من التغيير الحقيقي واهداف الثورة الحقيقة حتى تاتي اهداف النظام الفاسد الذي يعد المجلس العسكري احد اهم واقوى اركانة في المقدمة ... فلا فاسدين تمت محاكمتهم بل انتقلت المحاكمة والعقاب من الفاسدين الى الثوار حتى يحاسب الثائر على ثورتة ويكافيء الفاسد عن فسادة.

لعلنا جميعا راينا فتح باب انتخابات الرئاسة وكم المتقدمين الذي تجاوز الالف متقدم منهم الشخصيات العامة المعروفة سلفا انها ستتقدم لسباق الرئاسة ومنها بعض الكومبارس في مسلسل تافه راينا مثله في انتخابات الرئاسة في 2005م عندما اتى بعض الجهلاء وارادوا الترشح وهم في الاساس كومبارس ماجور من النظام الفاسد حتى نرى الرئيس ولا نرى غيره وانه الوحيد في العالم الذي يستطيع ان يقود مصر... حتى يجيء صاحب "البانجو" والمغني الشعبي و"البلطجي"!!

ومن اكثر من الف متقدم لانتخابات الرئاسة الى اربعة وعشرون مرشحا مقبولة اوراقهم بشكل مبدأي ثم استبعاد عشر مرشحين حتى يتبقى اربعة عشر مرشحا.

وفي اثناء فتح الباب واغلاقة تاتي بعض الاحداث مثل حقيقة جنسية والدة الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل وانها حصلت على الجنسية الامريكية ام لا الامر الذي ادى الى استبعاد المرشح من القائمة الثانية للمترشحين للرئاسة وفي انتظار التظلم المتقدم به المرشح للجنة التظلمات.

 ومثل الطعن على قبول خيرت الشاطر مرشح الاخوان المسلمين والمعفو عنة منذ فترة قريبة لم تسمح له ان يشارك في اي انتخابات سابقة مما يؤدي ايضا الى استبعادة من سباق الرئاسة شأنة شأن مرشح التيار السلفي الشيخ حازم ابو اسماعيل وفي انتظار نتيجة التظلم ايضا...

 حتى يأتي نائب الرئيس المخلوع عمر سليمان والذي يدخل سباق انتخابات الرئاسة بشكل درامي وفي اخر لحظة حتى يظهر للمجلس العسكري مرشحا قويا بصرف النظر عن المرشحين الاخرين والاتفاقات التي تاتي دائما في الاماكن المغلقة ... ليقوم مجلس الشعب ولأول مره بعمل اعجازي! حيث يبيت اعضاء اللجنة التشريعية والدستورية بالبرلمان لاكثر من ثلاثة ايام حتى ينتهوا من اعداد قانون العزل السياسي لرموز النظام السابق الامر الذي يمنع اللواء عمر سليمان من الترشح لانتخابات الرئاسة في انتظار ايضا نتيجة لجنة التظلمات.

 والتي قد تعود به الى سباق الرئاسة مره اخرى نتيجة عدم استطاعة تطبيق هذا القانون ... الذي قد يقيل رئيس المجلس العسكري من منصبة وهذا ضربا من الخيال ... فلن يسقط منصب المشير سوى بالثورة ولا يوجد هناك قانون لاسقاط المجلس وقائدة سوى قانون الثورة الذي لم يطبق بعد.

ومع سرد بعض الحلقات من المسلسل الهزلي للقضاء على الثورة وبقاء حكم العسكر ياتي مشهدا من المسلسل قد يتذكرة البعض لانه مكرر من مشهد سابق كان في بداية هذا المسلسل وبالتحديد في اجتماع الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس العسكري بالاحزاب بعد تنحي الرئيس السابق واتفقوا على اجراء استفتاء على التعديلات الدستورية التي تقتضي باجراء انتخابات برلمانية اولا وياتي الدستور ثانيا وكان هذا سببا رئيسيا فيما وصلنا اليى من تخبط حتى الان فالدستور كان هو السبيل الوحيد لتحديد صلاحيات السلطات المصرية من تنفيذية وتشريعية وقضائية والمواعيد الثابتة والمحددة لاجراء اي انتخابات ديمقراطية في مصر من انتخابات مجلس شعب او رئاسة وتحديد مهام كل منهم.

وهو ما لا يريدة المجلس العسكري الذي يرى في بقائة في السلطة هدفا لا يمكن الحياد عنه او تسليم السلطة الى رئيس مدني يوما من الايام .

ليتكرر المشهد ومنذ يومين في اجتماع المشير طنطاوي بنفس الاحزاب حتى يطالبهم او يأمرهم باجراء الدستور اولا قبل انتخابات الرئاسة حتى تتاجل انتخابات الرئاسة عن الميعاد المقرر في السابق والذي دفع ثمنة شهداء موقعة محمد محمود على ايدي سلاح مصر العسكري فلا يعقل ان يتم الاعداد لدستور لم تشكل لجنتة بعد ويستفتى علية الشعب ويقبل كدستور لمصر في اقل من ثلاثة اسابيع هي عمر الفتره المتبقية قبل انتخابات الرئاسة التي بالتأكيد ستتأجل الى ما بعد الدستور وبالتالي يتم تاجيل تسليم السلطة ... التي قد لا يتم تسليمها ابدا ...

ويبقى المجلس العسكري في مسلسل المماطلة وتبقى مصر في حالة من عدم الاستقرار الذي قد يضيع كل ما حلمنا به بعد الثورة وهو ما يتمناه (العسكري الذي لا يريد ان يحكمة مدني).

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الريس عمر سليمان!


انتهت الفترة المحددة لقبول طلبات الترشح لانتخابات الرئاسة بعد استكمال شروط الترشح والتي تقدم لها ثلاث وعشرون مرشحا قد استكملوا الاوراق والشروط اللازمة للترشح الرئاسة.

وقد تم الاعلان عن اسمائهم كمرحلة اولى من قبول الطلبات وفي انتظار ما سيحدث نتيجة لبعض القضايا التي تنظر في صحة اوراق بعض المرشحين وشروط ترشحهم امثال المرشح حازم صلاح ابو اسماعيل وما يثار عن حقيقة حمل والدتة للجنسية الامريكية وهو ما قد يطيح به من سباق انتخابات الرئاسة وعلى جانب اخر ينتظر المرشح ايمن نور نفس المصير اذا ما نظرت المحكمة العفو السياسي الصادر له منذ ايام وانه لم يقيد بكشوف الناخبين وعلى مدار عام سابق مما قد يؤكد خروجة من سباق الرئاسة وكذلك الحال بالنسبة لمرشح الاخوان خيرت الشاطر.

ومع نهاية موعد تقديم طلبات الترشح لانتخابات الرئاسة حتى يفاجيء الجميع اللواء عمر سليمان بتقدمة للترشح بعد كثير من التصريحات المنقولة عنه والتي اكدت انه لن يدخل معترك السياسة مره اخرى وانه قد تفرغ لعائلتة وغيرها من حلقات المسلسل الهزلي الذي كتب حلقاتة بمساعدة المجلس العسكري منذ الحادي عشر من فبراير واعلان تنحي مبارك وحتى يومنا هذا.

لم يكن عمر سليمان مديرا للمخابرات المصرية لاكثر من ثمانية عشر عاما فحسب ولكنة كان الصديق الصدوق واقرب الاقربين للرئيس السابق حسني مبارك والذي اعطاه الكثير من الثقة حتى يصبح كاتم اسراره الاول ... حتى قيام ثورة يناير المجيدة وتحولة الى وسيط بين الرئيس المخلوع وثوار مصر حاملا منصب نائب رئيس الجمهورية .... ذلك المنصب الذي اعطاه له مبارك على خلفية كبيرة من الثقة بينهم وان قد يستطيع التفاوض على انهاء الثورة وبقاء مبارك في سدة الحكم.

فرضت طبيعة عمل اللواء عمر سليمان كمدير عام للمخابرات المصرية الكثير من السرية والغموض على شخصيتة وعن معرفة الشعب المصري بحقيقتة كاحد اركان النظام الفاسد واهم الشخصيات المقربة للرئيس السابق مبارك.

ومع قيام الثورة وتعيين اللواء عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية حتى واصبح تاريخة على صفحات الجرائد وتحول الغموض الى حقيقة ملموسة وواضحة ... حتى خروجة خروجا امنا بعد سقوط رئيسة السابق وانهيار النظام الفاسد باكملة وتحول اعضائة الى مساجين على ذمة قضايا قتل وسرقة واستغلال نفوذ ... حتى يبقى اللواء عمر سليمان حرا طليقا ... بل امتدت حريتة الى السفر الى اسرائيل في مهمة بالطبع خفية وغير معلنة حتى الان وتعيينة مستشارا سياسيا للملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية.

ومع مسلسل القضاء على الثورة والتي بدات حلقاتة منذ تولي المجلس العسكري شؤون البلاد وبتفويض مباشر من الرئيس المخلوع ...مرورا بحمايتة من بطش شعبة الثائر علية وشهادة اعضاء المجلس العسكري واللواء عمر سليمان الزور في تبرئة مبارك من تهمة القتل العمد للشعب المصري اثناء الثورة وتحول المجلس العسكري الى قاتل هو الاخر شأنة شأن قائدة المخلوع وعلى مدار عام من الثورة من احداث دموية شهرية ضاعفت اعداد شهداء الحرية والمعتقلين السياسين اثناء تولي الرئيس المخلوع للسلطة!

حتى تأتي احدى اهم حلقات مسلسل القضاء على الثورة وحماية مبارك والمجلس العسكري ومحاسبة الثوار على ثورتهم والتي قد تصل الى حملة ابادة واعتقال قد تطول معظم الثوار ومن منازلهم كما هي عادت جهاز المخابرات المصري ... ذلك الجهاز الذي استطاع ان يظهر الحياد التام اثناء الثورة وحتى وقت قريب ليجيء الدور علية في كشف حقيقتة وتورطة شأنة شأن باقي الانظمة الامنية الفاسدة الحامية للنظام لا الشعب... ويجيء قائد هذا الجهاز الامني كمرشح للرئاسة وكمرشح المجلس العسكري والذي قد رسى العطاء علية حتى يصبح الرئيس القادم رغم انف الشعب واختيارة وحتى يدفع الشعب ثمن ثورتة ويحاسب كل من قال لا في وجة النظام الفاسد.

ولم يتبقى سوى شهر ونصف على انتخابات الرئاسة حتى تكتمل حلقات مسلسل قتل الثورة ومحاسبة الشعب على ما فعلوه من جرم متمثل في مطالبتهم بحقوقهم المسلوبة واحلامهم الضائعة المنهوبة والتي دفعوا من اجل الحصول عليها ارواحهم ومستقبلهم وابى النظام الفاسد ان ينهار بهذه السهولة وبعد ان استعاد قوتة وعافيتة في مماطلة الثورة والشعب لاستكمال اهداف ثورتهم وعلى مدار عام كان كفيل بما وصلنا الية من كارثة تسمى عودة النظام الفاسد وعودة شعب مصر الى النقطة صفر في ثورتهم وقد لا يستطيعوا حينها ان يتقدموا الى الامام .

اذار ارد الشعب ان تكتمل ثورتة فعلية ان يكملها قبل ان يأتي مرشح المجلس العسكري وصديق مبارك الصدوق والذي لا يختلف في اجرامة عن الرئيس السوري السفاح بشار الاسد وقد يكون اسوأ!

لن اقول يوما ... الريس عمر سليمان ... فاذا كانت هذه الجملة واقعا ... فستصبح حياتي ... خيالا.


الاثنين، 2 أبريل 2012

حتى يعود النظام


مصر التي في خاطري ... مصر التي احبها ... حتى وان ضاقت عليا الدنيا ولم ترحب ... حتى وان عشت فيها ما هو اصعب ... احبها بكل ما فيها وما رايته فيها واتيم بهواها رغم فساده ... واعشق نيلها رغم تلوثة ... احبها في مضمونها وفي شكلها.

عشنا الفساد الذي تغلغل بداخلنا جميعا واثر فينا وفي حياتنا واثر علينا ... لم يكن الفساد خطأ جسيم ولكنه كان منهج كبير يتبناة نظام فاسد حتى يتربى علية الشعب باكملة ... فتصبح الرشوة اكرامية ... والكذب فهلوة والاختلاس خبطة العمر والفرصة مش بتيجي غير مرة واحدة ... ومش حالك وفتح عينك تاكل "ملبن" ويمكن فتح جيبك ... وانتشر الفساد من رأس النظام حتى جميع اطرافة حتى انتقل كالعدوى الموحشة الى اصغر موظف قد لا يجد قوت يومة وتجوز علية الزكاة ليجد في السرقة ما يحل له ان يفعلة!

لم يعرف المصريين حقوقهم ولا واجباتهم تجاه مصر منذ رحيل الملك ومجيء العسكر ... وهذا ليس استعداء للعسكر بل هو الحقيقة التي تسببت في بداية اقوى واشد عصور الفساد التي مرت بها مصر على مر العصور ومنذ الحضارة الفرعونية ... وعندما يجهل المواطن حقة وما يتوجب علية فعلة تجاه وطنة ... يضيع الحق ويتوه ويظهر الفساد حيث يصبح الحق بلا صاحب والصاحب بلا حق ان يبحث عن حقة!

تطور حكم العسكر وتأثيرة على الحياة المصرية في مختلف مناحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبدا هذا التطور من سيء لاسوا مع استمرار هذا الحكم طيلة الستون عاما الماضية.

كان الحكم العسكري بمثابة الانقاذ لمصر من براثن الاستعمار الذي جاء على مصروازدادت اهميتة بالقرارات السيادية لتاميم قناة السويس وبناء السد العالي وما لهم من وضع اقتصادي كبير ... وعلى خلاف التطور الاقتصادي والذي جاء باقتصاد مصر من النهضة الى الهاوية جاء التطور السياسي في دخول مصر في كثيرا من الحروب الواهية مثل حرب اليمن ونكسة 1967م التي كانت تفقد مصر الكثير اقتصاديا وعسكريا وبشريا دون سبب واحد سوى ان يطلق الجميع على الرئيس المصري ... الزعيم! لتصبح مصر مصدرا لعظم انسان بدلا من عظم مصر على ايدي ابنائها!

لينتقل حكم العسكر الى مرحلة اخرى تبدوا افضل ولكنها اكثر تدهور وانهيار من سابقتها وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ... فتتحول مصر وبدون ادنى تخطيط اقتصادي من دولة اشتراكية الى دولة رأسمالية ... لنشهد عصر الانفتاح والذي فتح ابواب مصر للفساد حتى يستشري ويكبر دون توقف فتتحول مصر من ثلاث طبقات بلا استيك ! الى طبقتين فقط غنية جدا ... وفقيرة جدا ... ناهيك على فتح ابواب جديدة من التجارة والتي كانت ولا تزال سببا حقيقيا في دمار الشعوب وهي تجارة المواد المخدرة والتي كبرت في مصر في تلك الفترة ولا تزال في ازدياد حتى الان وتصبح غالبية رجال الاعمال تجار " مخدرات" ... ولم لا ؟ اذا كان رب البيت " رئيس الجمهورية" حشاش قديم وبيحب الكيف!

ومن سياسة اقتصادية مدمرة الى سياسة خارجية اكثر تدميرا في تبعية مصرية للولايات المتحدة الامريكية لم نستطيع حتى الان ان ننزعها او تنتهي حتى وإن قامت في مصر ثورة اسقط حكم العسكر وفساد حكم العسكر.

حتى ينتقل حكم العسكر والذي يزداد فسادا مرحلة تلو الاخرى الى مرحلة مبارك والتي ابتكر فيها مبارك نظاما اقتصاديا جديدا يختلف عن النظام الاشتراكي والرأسمالي ... فاصبحت مصر اقتصاديا تحت نظام مبارك الاقتصادي والذي ينص على ثراء من لهم علاقة بمبارك وابنائة وهم فئة قليلة وبقاء باقي الشعب باكلمة فقيرا ليتحول رجال الاعمال الى سياسيين اصحاب مناصب ويتحول الشعب الى فقراء اصحاب مرض!

لم يبتكر مبارك فكرا سياسيا خاص به بل سار على درب من سبقة في انقياد مصر خلف الولايات المتحدة واسرائيل وتصبح الدولتين اهم واولى بمصالحهم من مصر نفسها ومن مصلحة شعب باكملة وحقة الذي ضاع مع كل هذا الفساد الممنهج.

وجائت الثورة ... ولم تجلس مكانها حتى الان بل لا تزال واقفة ولا يزال الحكم العسكري يقاتل من اجل بقائة والذي جائت الثورة كي تطيح به وتنقذ مصر من فسادة الطويل ... حتى ينقض هو عليها ويمنعها من النجاح لعله يبقى ويبقى فسادة.

حتى اصبحنا نعيش الان الكثير من المسلسلات الهذلية والمواضيع المبتذلة لتجريد الثورة من ثورتها وتجريد مصر من مصريتها وحتى يكره الشعب ثورتة ونفسة ومن اختارهم وخدع فيهم وتصبح مصر على حافة الافلاس وتتحول مصر من دولة الى غابة من الفوضى يبقى فيها الاقوى ويموت فيها الضعيف ويزداد فيها الفقير فقرا والغني ثراء.

حتى يندم الشعب ويتحسر على مافاتة من ذل فقد كان طعمة شهيا على ما يذوقة الان ... وينسى حقة في ان يعيش كريماً فيكفية ان يعيش ذليلاً .

حتى يبقى حكم العسكر ... حتى يبقى الفساد حياة ... حتى يعود النظام.