السبت، 1 يونيو 2013

الاوضاع المصرية في سطور



دوامة من الازمات والمشاكل والنزاعات قد لا تخفى على احد سواء داخل مصر كمعاصر لها او في خارج مصر على كافة وسائل الاعلام الخارجية وتبقى مصر في مرحلة من اصعب المراحل التي مرت عليها منذ ازمان بعيدة...

اذا اردت ان تطالع الصحف وتتابع الاخبار الخاصة بمصر وحتى العالم العربي والعالم باسره ستجد اننا جميعا نعيش مرحلة من النزاع والصراع الدائر في مختلف بقاع الارض... ولكن وبحكم الاهتمام الخاص بالشأن المصري كوني احد ابناء هذا الوطن وشريك اصيل في معاناه المواطن المصري البسيط الذي انتمي له فقد استطيع ان ادون ما اراه من اوضاع وبملخص لما يجري من احداث في مصر لعلنا نستطيع ان نضع رؤية في النهاية لمستقبل مصر وكيفية الخروج من ازمة المرحلة الانتقالية التي لم تنتهي بعد حتى لو كان الثمن باهظا وكلفنا القيام بثورة جديدة او باستكمال ثورة يناير المجيدة التي لم يكتب لها حتى الان ان تكتمل..


نهر النيل:-
ابدأ بآخر الازمات ولكنها الاهم بين كافة الازمات التي تعيشها مصر وهي ازمة الماء الذي جعل منه الله كل شيء حي ونهر النيل الذي هو هبه الحياة لمصر وشعبها وما يجري هذه الايام من تحويل مسار مجرى نهر النيل في اثيوبيا بغرض انشاء سد مائي والمعروف ب "سد النهضة" من اجل انتاج كهرباء لسد العجز الاثيوبي من الكهرباء وبتمويل وشراكة مع الكيان الصهيوني الذي يرى في بناء السد مآرب اخرى غير التي تراها اثيوبيا صاحبة السد...

تملك مصر من حصة مياة نهر النيل حوالي 55 مليار متر مكعب من المياة سنويا وهي ليست حصة كبيرة او كافية بدليل معاناة مصر منذ فترة ليست بالقصيرة من ازمة نقص المياة بعد بناء سد السودان التي كانت تمنح مصر 6 مليارات متر مكعب من مياة النيل اضافية وخاصة للري والزراعة نتيجة بقاء طرق الري القديمة والمعروفة بطريقة "الغمر" والتي تهدر فيها مصر جزء كبير من حصة الماء ناهيك عن الماء المستخدم في محطات الكهرباء والسد العالي ومياة الشرب وغيرها...

فما بالك اذا تم انشاء سد جديد في اثيوبيا يحتاج لسنوات كي يتمليء ويتم تشغيلة وبالتالي نقص حاد في حصة مصر من مياة النيل... ناهيك عن توقعات هندسية من خبراء انشاء السدود بانهيار هذا السد الاثيوبي في مدة لا تزيد عن 20 عاما وبالتالي اختفاء ملامح السودان والصعيد المصري اذا ما غمرت المياه المتدفقة من السد المنهار هذه المناطق!...

واذا كانت ازمة الماء هي اخر الازمات المستجدة على الصعيد المصري والاهم باعتبراها قضية امن قومي فالازمات والاوضاع المتردية في كافة الجوانب لازالت تؤثر وبقوة في استقرار مصر وتقدمها الذي اصبح مرهون بثورة حقيقية تأتي بتغيير حقيقي وليس زائف كما حدث بعد ثورة يناير ومجيء الاخوان بعد سقوط الحزب الوطني في تبادل للادوار وبقاء للسياسات الفاسدة..
 
الكهرباء:-
لنطالع ازمة اخرى ومؤثرة بقوة ايضا وهي ازمة نقص الكهرباء والتي تتسبب في انقطاع التيار الكهربي لساعات في مختلف انحاء مصر ولا نحتاج ان نصف ضرورة واهمية الكهرباء في حياتنا ونحن نتحدث في الالفية الثالثة ولسنا في العصور الوسطى او الحجرية...

تكمن ازمة نقص الكهرباء وانقطاع التيار عن مختلف محافظات مصر في ازمة نقص الوقود وهي احد الازمات التي تطفوا ايضا على السطح المصري وتؤثر بدرجة قد تتسبب في شلل الحياة في مصر تماما... وبالنسبة لازمة الكهرباء ونقص الوقود اللازم لمحطات توليد الكهرباء فايضا زيادة الاحمال الكهربائية وانتشار الاجهزة المنزلية التي تستهلك الكثير من "الكيلوات" اصبح امرا ليس بخفيا على احد... فستجد في المناطق العشوائية عدد التكييفات موازي ومتساوي لعددها في المناطق الراقية لمواجهة فصل الصيف الذي اصبح اكثر حرارة عام بعد عام... 

 
الوقود:-
ازمة اخرى ومعقدة ومتداخلة في ازمات كثيرة وهي ازمة الوقود وازدياد نسبة العجز في توفير السولار والبنزين وغيرها من انواع الوقود كالبوتاجاز والغاز ومدى تأثيرة على الاوضاع المصرية والبيت المصري وايضا المصانع ووسائل النقل وغيرها من كافة مناحي الحياة في مصر ونتيجة للحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر فقد يصعب على الدولة استيراد ما يلزم مصر من الوقود وقد تشترط الدول المانحة او البنك الدولي الذي لم يوافق على اقراض مصر القرض الاخير الا قبل ان تقوم الدولة برفع الدعم عن المواد البترولية...

 
 وفي الحصول على القرض ضرر نتيجة رفع الدعم عن المواطن البسيط الذي يحتاج لهذا الوقود او في عدم الحصول على القرض بعد ان جاء الاخوان ليكملوا مسيرة النظام السابق في افشال مصر وزيادة حجم الديون واقترابها من حافة الافلاس حتى وان لم تصل لها فقد تكون على مشارفها بعد ان انخفض التصنيف الائتماني لمصر الى اخر مرحلة متخطيا اليونان وازمتها الشهيرة في الاتحاد الاوروبي...

العيش:-
وهنا العيش هو الحياة نفسها هو رغيف العيش المدعم والصديق الدائم للمواطن البسيط الفقير الذي لا يملك ان ياكل سواه وتكمن هنا الازمة في اقتراب رفع الدعم عن رغيف العيش "ابو شلن" ليصبح لكل مواطن حصة محددة من العيش المدعم واذا اراد المزيد فعلية ان يدفع اكثر!... وقد اعلنت الحكومة منذ اسابيع قليلة عن طرح خمسة ارغفة لكل مواطن يوميا كحصة يومية من رغيف العيش المدعم وخمسة وعشرون رغيفا للاسرة ايا كان عدد افرادها!... واحب ان اذكر في ازمة مشابهة لازمة رفع الدعم عن رغيف العيش الان بازمة رفع سعر اللحمة ايام الرئيس الراحل انور السادات وكادت التظاهرات التي نزل فيها الشعب المصري لميدان التحرير ايضا وكافة ميادين مصر الى الاطاحة بالرئيس السادات حينها لولا تراجعة الفوري عن رفع الدعم على اللحوم واعادتها الى الاسعار السابقة وهو الامر الذي انتهى بوفاتة واصبحت اللحوم الان اغلى من الذهب!... ولم يتبقى من الغذاء المدعم واسعار كافة المنتجات الغذائية التي تزيد كل ساعة ويبقى الدخل ثابت... الا رغيف العيش وهو الان اصبح في مهب الريح وسيتم الغاء الدعم قريبا جدا وعلى المواطن البسيط ان يمتنع عن الاكل تماما لانه لن يجده ولن يجد ثمن شرائة...

القضاء:-
انتهت مصر من كافة ازماتها وما تمر به من اوضاع اقتصادية سيئة حتى تنشغل السلطة في تعديل سن القضاة وتقليلة من سن السبعين الى الستين!!!... لم تبقى في مصر من ازمات واصبحت السلطة في مصر بلا عمل وفي فراغ دائم حتى تولي اهتمامها بتعديل سن القاضي واحالة كبار القضاه الى المعاش... 

ولمن يرى في هذا تطهير للقضاء فهو واهم لان القضاء المصري وبعقيدة وايمان راسخين بداخلي حقا يحتاج الى تطهير ولكن كيف يتم التطهير وما هي وسائلة ومن يستطيع تطهيرة هي اسالة لم ولن تجيب عليها السلطة لانها احد اطراف النزاع وايضا لانها ايضا تحتاج الى تطهير بل الى ازالة كاملة كسلطة تنفيذية فاسدة مثل النظام السابق واسوء...

لتعيش مصر مزيد من الازمات والاحتقان بين كافة الاطراف والسلطة التي تمضي في ما تراه مفيدا وهاما لبقائها الى الابد بغض النظر عن مصير مصر وما ستؤول الية اذا انفرد طرف دون الاخرين بكل شيء...

مجلس الشورى:-
مجلس الشورى ليس مجلسا نيابياً بل هو احد اهم الازمات التي تمر بها مصر... هذا المجلس الذي لم ياتي سوى بما يقرب من 1 % من الشعب المصري وهو صاحب اراء استشارية ولكن في ظل الظروف الحالية والسلطة التنفيذية الجائرة فقد تحول الى مجلس تشريعي يقوم بتفصيل القوانين التي تتناسب وتتفق مع مصالح السلطة التنفيذية واعطائها مزيد من المضي قدما في مخطط التمكين او ما يسمى ب "الاخونة" لدرجة ان المجلس الحالي للشورى قام بتشريع كم من القوانين في شهور قليلة لم يقم بها مجلس الشعب في مدته كاملة خمس سنوات!





الاختلاف والعداء بين الطرفين:-
كشف النظام الاخواني الحالي لمصر عن وجهة القبيح الذي لا يرى فيما سواه الا عدو لدود لا يرى في حياتة الا الموت للاخوان والدمار والهلاك لهم وبالتالي فالكل اعداء ومصر يجب ان تكن اخوانية خالصة وما دون ذلك يكفي له ان يعيش او فليموت ويذهب للجحيم... هذا ما يشعر به المصريين والذي اثبتتة الشهور الماضية ومنذ تولي محمد مرسي رئاسة مصر وهو احد اعضاء مكتب الارشاد الاخواني في صراعات دائمة مع الاحزاب والقوى السياسية واستعداء الاخوان للجميع حتى الثوار اصحاب الفضل الاول في مجيء الاخوان الى السلطة ليصبح كل من يختلف مع الاخوان "فلول" وانصار للنظام السابق وهم اكبر انصار حقيقيين للنظام السابق...

وفي الاختلاف والعداء بين الاخوان ومن ليسوا اخوان الى مزيد من الاحتقان والكراهية والعداء ورفض اي امر ايجابي قد يحدث وهو ما لم يحدث حتى الان نتيجة لفشل كامل لنظام حالي اصبح اسوء من سابقة وقد يصبح قريبا سابق.... وفي هذا الاختلاف اكبر الازمات التي تمر بها مصر وتعاني من نتائجها بشكل دائم ومستمر حتى تكتمل الثورة ويصبح من في سلطة على قلب رجل واحد بالمواطن البسيط والجميع في صف واحد وهو مصلحة مصر وليست مصلحة طرف دون الاخر..


 
ويبقى في النهاية والامل الاخير لمصر هو هذا الجيل من الشباب والاجيال التي تلية التي لا تهدا ولا تكل ولا تمل ومؤمنة ايمان كامل بالثورة وستبقى في نضالها حتى تكتمل الثورة وتحقق اهدافها ويشعر المواطن البسيط بايجابيات الثورة والتغيير بدلا مما يحدث الان وكم من اللعنات التي طالت الثورة نتيجة لتدهور الاوضاع بعد الثورة...

بقى الاشارة القوية لحركة تمرد التي تحاول جاهدة ان تعيد توحيد صفوف المصريين سواء المؤمن بالثورة منذ البداية او حتى الكاره لها في الاتفاق بينهم على اسقاط نظام الاخوان الفاسد بجمع توقيعات المصريين لاقامة انتخابات رئاسية مبكرة والاطاحة بالرئيس الفاشل محمد مرسي والدعوة ليوم  30 يونيو القادم لاستكمال الثورة السابقة او اقامة ثورة جديدة لاسقاط الاخوان وهو الامر الصعب ولكن ليس بمستحيل...

كانت هذه اطلالة على الاوضاع المصرية والازمات الكبرى التي تعصف باستقرار هذا الوطن واسباب بقاء مصر في مرحلة انتقالية صعبة نتيجة مجيء نظام فاشل وفاسد اكثر من سابقة... وفي القادم افضل ولو من باب التفائل والامل الذي لن ينقطع ابدا...