الجمعة، 31 يناير 2014

اركب السيسي قبل ما السيسي يركبك

تخيل لو كنت في غيبوبة لمدة ثلاث سنوات ثم كرمك الله باستفاقة لتشاهد الوضع الحالي في مصر... فهل كنت ستصدق ما يحدث وما حدث وما سيحدث ام انك كنت ستصبح واثقا انك لا زلت في الغيبوبة وما تعاني منه مجرد تخارف يراها كل غائب عن الوعي او حلم يراه كل نائم... اما وهي الحقيقة فلابد ان يحدث لك مكروه اصعب واقسى من الغيبوبة فقد تفقد عقلك او تشعر بان الغيبوبة افضل كثيرا من الاستفاقة والوعي على هذه الحقائق المخيفة...

سترى فريقا قبل ان يشرك بالله ويضع البيادة فوق رأسة وهو مفتخرا بعبوديتة كما سترى فريقا آخر ما زال يبكي على ميت وهو يشعر في بكائة ان الميت سيفيق ويعود الى الحياة وتعود الشرعية من ترب العفير الى قصر الرئيس وسترى فريقا اخر لا زال متمسك باهداف نبيلة باحثا عن الحق والخير والامل في دنيا لا تعرف في اهدافه معنى او وجود بل  وتراه شخص طبيعي فقد تراه انت ايضا فاقد عقلة مختل الادراك مغيب الوعي كما كنت انت...

ميدان التحرير... نعم ميدان التحرير الذي كنت تمر من خلالة لتصل الى محلات وسط البلد او لتجلس على احد المقاهي هناك او لقضاء مصلحة في مجمع التحرير او مررت منه صدفة... قد اصبح عنوان الثورة وايقونة سقوط الحكام والانظمة في مصر التي سقط منها في ثلاث سنوات ما قد سقط في اكثر من مائة عام من قبل... ومن ميدان الثورة الى ميدان كارهي الثورة واذا اردت ان تفهم او تتخيل معنى التخاريف التي اكتبها فتابع ما سأكتب وقد تفهم ان التخاريف في زمننا هذا حقيقة...

هختصر عليك عشان لسه فيه هم ثقيل ساتحدث عنه ولا اريد ان يطول حديثي فتشعر بالملل مني ومن حديثي... الخامس والعشرون من يناير منذ ثلاث سنوات كانت هناك ثورة اسقطت رأس النظام ولكن النظام كان يشبه التنين الخارفي الذي اذا طارت رأسه تنبت له رأس اخرى في الحال فلا يموت بقطع رأسه فقط.... وكان ميدان التحرير حينها هو عنوان الثورة وموطن الثوار وايقونة الحق في زمن الباطل... وبعد ثلاث سنوات من الفانتازيا والخيال اللا حدودي في الادراك الخرافي من الوعي اللا وجودي تحول ميدان التحرير الى عنوان الثورة المضادة وكارهي الثورة والثوار حيث تم منع الثوار من دخول الميدان في الوقت الذي تم السماح لمناهضي الثورة وكارهيها من الاحتفال بفشل الثورة في نفس مكان حدوثها... وتم رفع صور رأس التنين المقطوعة "مبارك" في نفس مكان قطعها...

وحتى نختصر اكثر سنتحدث عن المستجدات الحالية وليست الاخيرة بالتأكيد فما زال في المسلسل الهندي والخرافة الاسطورية كثير من الحلقات...

السيسي وهو ليس ذاك الحيون الذي ينتمي لفصيلة الحصان ولكنة قزم حيث اذا ركبتة تطأطأ قدمك على الارض وكأنك تمطي دراجة اخيك الصغير... ولكنه شخص من بني البشر يعمل اولا ضابط مخابرات حربية في الجيش المصرية قبل ان يتم ترقيتة الى مدير الجهاز المخابراتي ثم في اقل من عام الى منصب وزير الدفاع في عهد الرئيس الغبي محمد مرسي ولا تسألني عن كنية الغبي فهذه تحتاج قصص ومقالات طويلة قبل ان ينقلب علية بغطاء شعبي كبير نتيجة غباء هذا المرسي مبديا مدى تضحية الجيش من اجل شعب مصر وانهم يأتمرون بامر هذا الشعب وانهم غير طامعين في السلطة او الحكم فهم لحماية مصر وامن شعبها فقط... واعلم انك قد سمعت هذه الاهازيج الكاذبة في السابق قبل ان يغيب وعيك وتفيق لترى كل هذه الخرافات الحقيقية!...

ومن وزير دفاع برتبة فريق الى وزير دفاع برتبة مشير وفي نفس ذات اليوم يصبح مرشح المؤسسة العسكرية التي اعلت بكل صراحة انها قد فوضتة في الترشح للرئاسة ليصبح سيادة الوزير نائب رئيس الوزراء الفريق المشير الرئيس عبد الفتاح السيسي... لتتحول الشعارات الوطنية الى وسيلة لامتطاء الشعب مرة اخرى ولكي يولد رأس تنين اخرى بدلا من الثلاث رؤوس التي قد تم قطعها في الثلاث سنوات السابقة... وبنفس الغباء والنهم واللهث وراء السلطة والاستيلاء على مصر يذهب مبارك ليجيء طنطاوي ليذهب طنطاوي ليجيء مرسي ليذهب مرسي ليجيء السيسي ومن شعار مرسي الشهير "النهضة ارادة شعب" الى شعار السيسي "ارادة شعب" والفرق بينهم النهضة وهذا طبعا ليس الحي الشهير في محافظة القاهره...

حتى يصبح الناس يوما فيجدون صور السيسي تملأ الشوارع والكباري والطرق حتى ستشعر انك اذا عدت الى منزلت فقد تجد صور السيسي على فراش نومك او في خلوه مع زوجتك...

ولا تسأل عن مشروع او اهداف يريد ان يحققها السيسي او يرى انها برنامجة الانتخابي فلا يوجد برنامج او هدف سوى الاستيلاء على مصر كما كان هدف كل من سبقوه... واذا كانت السلطة قد تؤول الية بانتخابات او بدون فالحقيقة وسط كل هذه الخرافات والثلاث سنوات من العبث ان كرسي السلطة زائل بسرعة لا يتخيلها او يستوعبها احد بل وحتى وان كان يستخدم جيش مصر للحرب على ابنائها وقتلهم في الشوارع حيثما وجدهم يعترضوه ويعترضوا سطوتة وفسادة وطمعة وغباؤه...

واذا اردت ان تعرف اي نوايا او حقيقة لمشروع يملكة هذا الحصان السيسي فهو كيفية قمع معارضية ليقتل من يقتل ويعتقل من يعتقل ويرضى بقليلة من يرضى ويعبده من يعبد والاهم هو تمديد عقد الاستيلاء على السلطة في مصر من ستين عاما الى مدد اخرى واعوام وعقود جديدة بلا اي اضطرابات او فوضى او خروج اي مسمى للمعارضة الحقيقة الى الشارع ولتبقى المعارضة الكاذبة في السابق كاذبة في الحاضر والمستقبل ايضاً...

ومن احد اشكال الفانتازيا التي ستجدها في هذه الحكاية الاسطورية ان كل حاكم اسقط من سبقة ولكنه حماه وآمنة من العقاب فقد حمى طنطاوي مبارك من الاعدام بامر الشعب او السجن المؤبد وهو يرقد الان ملك متوج في مستشفى فندقي... كما حمى مرسي طنطاوي وكرمة واعطاه قلادة النيل وهو يجلس الان في منزلة بخدم وحشم وحماية... وعن مرسي الذي تتم محاكمتة الان بعد خلع السيسي له فهي احد المحاكمات الهزلية التي حدثت طيلة الثلاث سنوات وانت في الغيبوبة ودائما ما تنتهي المحاكمة على التبرئة وخلو الطرف من اي تهمة ودائما الجاني مجهول واذا اردت ان تجد دليل على هزلية هذه المحاكمة فراجع اسماء المتهمين مع الرئيس المعزول محمد مرسي ستجد منهم من توفى ومنهم من خرج من السجن قبل اعوام طويلة وكما هو الحال في كل شيء كله كدب في كدب...  

الخميس، 23 يناير 2014

اعتذار الاخوان... حقيقة ام خديعة



قامت جماعة الاخوان المسلمين امس الاول بتقديم اعتذار للمصريين عن كافة المواقف التي اقترفتها الجماعة في حق مصر والمصريين في اشارة منها الى العودة الى صوابها وادارك ان الثورة كانت يجب الا تتمزق او تنقض عليها الجماعة كما حدث او في مسلك الجماعة من ادارة فاشلة للسلطة ابان حكم الرئيس الاخواني السابق محمد مرسي... في اشارة منها الى نية التصالح والاتحاد مع القوى الثورية مرة اخرى لاستكمال وتحقيق اهداف ثورة يناير بلا اي غدر او خيانة او اطماع انتهازية كما حدث طيلة ثلاثة اعوام مضت...

كان هذا ملخص محتوى البيان الذي تقدمت به جماعة الاخوان الى جموع الشعب المصري في محاولة للعودة الى الصف الوطني مرة اخرى بعد ان فقدوا السلطة بعزل رئيسهم في منتصف العام الماضي وما حدث من تبعات لهذا العزل من اشتباكات وتعميق للكراهية بين الجماعة واطياف الشعب المصري حتى تم وضع الجماعة على قائمة الجماعات الارهابية من قبل النظام الحالي والعزل الشعبي الذي حدث للجماعة بعد ان رأت جموع الشعب ان الجماعة لم تكتفي بانتهاز وسرقة الثورة بل وازدادت الكراهية للجماعة بعد وصولها للسلطة والادارة الفاشلة للدولة بغض النظر عن اسباب هذا الفشل ولكنه القى بظلالة على الشعب الذي لم يطيق ان يبقى تحت حكم الجماعة اكثر من عام واحد حتى ثارت على الرئيس الاخواني محمد مرسي وتم عزلة بالفعل بعد عام واحد من تولية السلطة ثم ما حدث طيلة الشهور الماضية وعلى مدار اكثر من ستة اشهر من اعتصامي النهضة ورابعة قبل ان يتم فضهم ثم سلسلة التظاهرات الشبة يومية التي تحدث منذ شهر اغسطس الماضي بعد فض الاعتصام وحتى يومنا هذا والتي خرجت في كثير من الاحيان عن التظاهرات السلمية مما ادى الى غضب شعبي كبير ورضاء كبير من الشعب على ادراج الجماعة على قائمة الارهاب...

كان هذا هو موقف الشعب من الجماعة نتيجة الى ما فعلته الجماعة طيلة الثلاث سنوات السابقة وبعد ان كانت تملك من التعاطف والحب من الشعب المصري الذي كان دائما يراها ضحية معتدى عليها من قبل انظمة فاسدة قمعية متعاقبة حتى بدى للشعب انه كان على خطأ عندما اعتقد ان الجماعة مجني عليها وبعدما آلت اليها السلطة اصبحت جاني فهي لا تختلف عن اي نظام قمعي فاسد سبقها بل وتزيد عندما تأتي خيانتها لكل من شارك في ثورة يناير وتحويلهم الى المصطلح الشهير الذي اعتقد انه من صناعة جماعة الاخوان نفسها والشهير ب "الفلول"... فتحول الشعب من ثوار الى فلول لمجرد الاختلاف مع الجماعة في رؤيتها واهدافها التي لا ترى سوى مصالح الجماعة وسبل تمكينها من مفاصل الدولة حتى يدين حكم البلاد للجماعة عقود طويلة قادمة وهو الامر الذي فطن الية الشعب ورفضة واستطاع ان يقطع الطريق على الجماعة لكي تحققة...

وعندما يأتي الاعتذار بعد كل الخيانة والطمع والانتهازية والكراهية لكل ما هو آخر فلابد ان يكون التكذيب والشك هو السبيل الوحيد لكل مواطن وهو يقرىء هذا الاعتذار الذي يصدر من جماعة لا تعرف ثقافة الاعتذار او ادراك الخطأ بل هي مستمرة في الخطأ عن عمد كونه يصب في مصالحها فقد كانت الثلاث سنوات السابقة بمثابة سقوط للقناع الذي كان يواري وجه قبيح خلفه وفيما ان سقط بدى للشعب الوجه الحقيقي للجماعة التي اثبتت بما لا يدع مجالا لشك او ريبة ان الجماعة لا تعبأ بالدماء التي تسيل او تذكر اي فضل لمن وضعوا حياتهم على كف ايديهم وهم يواجهون النظام الفاسد البائد في اعظم ثورات العالم والتي لم يشهر فيها ثائر اي سلاح او عنف حتى مع عنف النظام تجاههم بل ولم يفطنوا الى حقيقة هذا الشعب الذي قامت قيامتة بعد عصور من الصبر على الفساد والمفسدين ولم يكن ليرضى ان يذهب فاسد ليحل محلة اخر حتى وان كانت الاوضاع الحالية لا تزال سيئة ولكنها لن تدوم امام قوة غضب هذا الشعب الذي طلق الصبر طلقة بائنة...

واذا كان التكذيب هو رأي غالبية الشعب فالتصديق هو رأي آخر قد يراه البعض ممن يحسنوا النية في الاخوان ويبدون موافقة على ما جاء في الاعتذار من التضامن مع الاخوان لاستكمال اهداف الثورة وان الاخوان لن تخون مرة اخرى ولن تسرق الثورة مرة اخرى وانهم عرفوا طريق الرشد بالعدول عن اي مصالح خاصة وتقديم المصلحة العامة للوطن على المصلحة الخاصة لهم في تحقيق اهداف الثورة قبل تحقيق اهدافهم وانه لا عودة لافعال السابق التي تسببت في خسارتهم كل صديق...  وفيمن يصدق هذا الاعتذار دفع ثمن حقيقتة وخاصة اذا كان كان اعتذارا وهمياً..

واذا افترضنا التصديق فهناك سؤال ملح وهو ما هي ضمنات تصديق خائن وكاذب له من تاريخ كل المساويء ما يكفي ابدا لتصديقة وهل كان الاعتذار فقط يكفي لكي يصبح حقيقة لا يقبلها يوما شك او يصدقها عقل بلا جدال؟...

اما اذا افترضنا التكذيب فهو لا يحتاج الى سؤال او تفكير فدماء جابر جيكا وكرسيتي والحسيني ابو ضيف لا تنسى كما هي دماء باقي الشهداء التي سالت في ثورة يناير وجاء الاخوان في الحكم لكي يلقوا ما تبقى من تراب النظام السابق على دماء الشهداء ليخفوا اثار الجريمة او مرتكبيها من قتلة...

ويكفي ايضا للتكذيب الذي لا يتبعة تصديق للنوايا ابدا ان تكون احد اسباب م آلت اليه ثورة يناير حتى يومنا هذا من عرقلة وانحراف للمسيرة وتعطيل لكل اهدافها بل ولعودة النظام السابق الى السلطة هو مواقف جماعة الاخوان الخسيسة الدنيئة وكما تحب ان توصفها فلك كل الحرية.

الثلاثاء، 14 يناير 2014

دستور 2014



تجرى على مدار اليوم وغدا عملية استفتاء المصريين على دستور جديد بعدما تم الغاء دستور الاخوان بسقوط الرئيس السابق محمد مرسي عن سدة الحكم في يونيو العام الماضي وبعد امضاء عام واحد فقط في الحكم... واذا كانت عملية التصويت التي تجرى اليوم وغدا هي في داخل ارجاء المحروسة فقد بدا منذ ستة ايام ماضية عملية التصويت خارج مصر في مختلف دول العالم وقد جائت نسب التصويت بالخارج سلبية الى حد كبير بالنسبة لمن ذهب للادلاء بصوتة من اجمالي نسبة من لهم حق التصويت في انتظار لما ستسفر عنه مجريات اليوم وغدا في نسبة المصوتين داخل مصر من اجمالي من لهم حق التصويت في الداخل... الجديد بالذكر ان من لهم حق التصويت بلغ ما يقترب على 53 مليون ناخب.

كان هذا التوثيق للحدث... واما عن التعليق فلا يزال امامي مشهد سخيف من نظام لا يستوعب انه قد سقط ويريد ان يبقى للابد واعتقد ان بسقوط الاخوان قد انتهت ثورة يناير ومن الممكن  ان يعود الى السلطة في تمديد جديد قد يفوق الستون عاما الماضية وان الشعب المصري استوعب الدرس الذي اراد النظام الفاسد ان يعلمة اياه وان مصر لا يصلح ان يحكمها الا عسكري او فكر عسكري دائما وابدا وان الشعب لا يحكم الا بالحديد والنار واي تجربة ديمقراطية حقيقية يأتي بعدها رئيس مدني فسيكون مصيرها مصير تجربة الاخوان في السلطة في اشارة الى تخوين اي معارض ووصم اي معرض بالارهابي او العميل حتى يتسنى لهم تخدير الشعب المصري وتسكينة مرة اخرى ولتحيا ادوات التخدير مره اخرى وتعود السلطة للتزاوج بالبدلة الميري وصداقة رجال الاعمال وتبقى مصر بين طبقة الاحرار وهم رجال الاعمال والسلطة والمشاهير وطبقة العبيد وهم باقي افراد الشعب ويظل الظلم قانون والعدل خرافة كالتي اطلقها كثير من الفلاسفة الاغريق وليعود الشباب الى ما كانوا علية قبل قيام ثورة يناير المجيدة مجرد شباب مهمش عاطل بائس ومحبط وفاشل دائما وانه لا يمثل الا عبء على المجتمع الذي لا يديرة او يعلم شؤونة الا حفنة من العواجيز...

كفى ما قيل حتى الان... وفي القادم تاريخ جديد وتغييرات مستمرة... وبالتأكيد الثورة لا تزال مستمرة..