الخميس، 23 يناير 2014

اعتذار الاخوان... حقيقة ام خديعة



قامت جماعة الاخوان المسلمين امس الاول بتقديم اعتذار للمصريين عن كافة المواقف التي اقترفتها الجماعة في حق مصر والمصريين في اشارة منها الى العودة الى صوابها وادارك ان الثورة كانت يجب الا تتمزق او تنقض عليها الجماعة كما حدث او في مسلك الجماعة من ادارة فاشلة للسلطة ابان حكم الرئيس الاخواني السابق محمد مرسي... في اشارة منها الى نية التصالح والاتحاد مع القوى الثورية مرة اخرى لاستكمال وتحقيق اهداف ثورة يناير بلا اي غدر او خيانة او اطماع انتهازية كما حدث طيلة ثلاثة اعوام مضت...

كان هذا ملخص محتوى البيان الذي تقدمت به جماعة الاخوان الى جموع الشعب المصري في محاولة للعودة الى الصف الوطني مرة اخرى بعد ان فقدوا السلطة بعزل رئيسهم في منتصف العام الماضي وما حدث من تبعات لهذا العزل من اشتباكات وتعميق للكراهية بين الجماعة واطياف الشعب المصري حتى تم وضع الجماعة على قائمة الجماعات الارهابية من قبل النظام الحالي والعزل الشعبي الذي حدث للجماعة بعد ان رأت جموع الشعب ان الجماعة لم تكتفي بانتهاز وسرقة الثورة بل وازدادت الكراهية للجماعة بعد وصولها للسلطة والادارة الفاشلة للدولة بغض النظر عن اسباب هذا الفشل ولكنه القى بظلالة على الشعب الذي لم يطيق ان يبقى تحت حكم الجماعة اكثر من عام واحد حتى ثارت على الرئيس الاخواني محمد مرسي وتم عزلة بالفعل بعد عام واحد من تولية السلطة ثم ما حدث طيلة الشهور الماضية وعلى مدار اكثر من ستة اشهر من اعتصامي النهضة ورابعة قبل ان يتم فضهم ثم سلسلة التظاهرات الشبة يومية التي تحدث منذ شهر اغسطس الماضي بعد فض الاعتصام وحتى يومنا هذا والتي خرجت في كثير من الاحيان عن التظاهرات السلمية مما ادى الى غضب شعبي كبير ورضاء كبير من الشعب على ادراج الجماعة على قائمة الارهاب...

كان هذا هو موقف الشعب من الجماعة نتيجة الى ما فعلته الجماعة طيلة الثلاث سنوات السابقة وبعد ان كانت تملك من التعاطف والحب من الشعب المصري الذي كان دائما يراها ضحية معتدى عليها من قبل انظمة فاسدة قمعية متعاقبة حتى بدى للشعب انه كان على خطأ عندما اعتقد ان الجماعة مجني عليها وبعدما آلت اليها السلطة اصبحت جاني فهي لا تختلف عن اي نظام قمعي فاسد سبقها بل وتزيد عندما تأتي خيانتها لكل من شارك في ثورة يناير وتحويلهم الى المصطلح الشهير الذي اعتقد انه من صناعة جماعة الاخوان نفسها والشهير ب "الفلول"... فتحول الشعب من ثوار الى فلول لمجرد الاختلاف مع الجماعة في رؤيتها واهدافها التي لا ترى سوى مصالح الجماعة وسبل تمكينها من مفاصل الدولة حتى يدين حكم البلاد للجماعة عقود طويلة قادمة وهو الامر الذي فطن الية الشعب ورفضة واستطاع ان يقطع الطريق على الجماعة لكي تحققة...

وعندما يأتي الاعتذار بعد كل الخيانة والطمع والانتهازية والكراهية لكل ما هو آخر فلابد ان يكون التكذيب والشك هو السبيل الوحيد لكل مواطن وهو يقرىء هذا الاعتذار الذي يصدر من جماعة لا تعرف ثقافة الاعتذار او ادراك الخطأ بل هي مستمرة في الخطأ عن عمد كونه يصب في مصالحها فقد كانت الثلاث سنوات السابقة بمثابة سقوط للقناع الذي كان يواري وجه قبيح خلفه وفيما ان سقط بدى للشعب الوجه الحقيقي للجماعة التي اثبتت بما لا يدع مجالا لشك او ريبة ان الجماعة لا تعبأ بالدماء التي تسيل او تذكر اي فضل لمن وضعوا حياتهم على كف ايديهم وهم يواجهون النظام الفاسد البائد في اعظم ثورات العالم والتي لم يشهر فيها ثائر اي سلاح او عنف حتى مع عنف النظام تجاههم بل ولم يفطنوا الى حقيقة هذا الشعب الذي قامت قيامتة بعد عصور من الصبر على الفساد والمفسدين ولم يكن ليرضى ان يذهب فاسد ليحل محلة اخر حتى وان كانت الاوضاع الحالية لا تزال سيئة ولكنها لن تدوم امام قوة غضب هذا الشعب الذي طلق الصبر طلقة بائنة...

واذا كان التكذيب هو رأي غالبية الشعب فالتصديق هو رأي آخر قد يراه البعض ممن يحسنوا النية في الاخوان ويبدون موافقة على ما جاء في الاعتذار من التضامن مع الاخوان لاستكمال اهداف الثورة وان الاخوان لن تخون مرة اخرى ولن تسرق الثورة مرة اخرى وانهم عرفوا طريق الرشد بالعدول عن اي مصالح خاصة وتقديم المصلحة العامة للوطن على المصلحة الخاصة لهم في تحقيق اهداف الثورة قبل تحقيق اهدافهم وانه لا عودة لافعال السابق التي تسببت في خسارتهم كل صديق...  وفيمن يصدق هذا الاعتذار دفع ثمن حقيقتة وخاصة اذا كان كان اعتذارا وهمياً..

واذا افترضنا التصديق فهناك سؤال ملح وهو ما هي ضمنات تصديق خائن وكاذب له من تاريخ كل المساويء ما يكفي ابدا لتصديقة وهل كان الاعتذار فقط يكفي لكي يصبح حقيقة لا يقبلها يوما شك او يصدقها عقل بلا جدال؟...

اما اذا افترضنا التكذيب فهو لا يحتاج الى سؤال او تفكير فدماء جابر جيكا وكرسيتي والحسيني ابو ضيف لا تنسى كما هي دماء باقي الشهداء التي سالت في ثورة يناير وجاء الاخوان في الحكم لكي يلقوا ما تبقى من تراب النظام السابق على دماء الشهداء ليخفوا اثار الجريمة او مرتكبيها من قتلة...

ويكفي ايضا للتكذيب الذي لا يتبعة تصديق للنوايا ابدا ان تكون احد اسباب م آلت اليه ثورة يناير حتى يومنا هذا من عرقلة وانحراف للمسيرة وتعطيل لكل اهدافها بل ولعودة النظام السابق الى السلطة هو مواقف جماعة الاخوان الخسيسة الدنيئة وكما تحب ان توصفها فلك كل الحرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق