الاثنين، 7 نوفمبر 2011

ماما امريكا

مع مجيء عيد الاضحى المبارك وتزامنه مع ذكرى اعدام الرئيس السابق للعراق صدام حسين على ايدي الولايات المتحده الامريكية ودون محاكمه حتى وان حدثت فلا تملكها الولايات المتحده وكان من الاجدى ان تحاكمه دولتة المستقلة وليس المحتلة على ايدي العدو المستعمر .
وليس هذا دفاعا عن صدام حسين سواء في سياساته او في اعدامه على ما اقترف في حق شعبه على مدار حكمة القمعي ولكن لبحث موقف العدو الامريكي المستعمر المسيطر الذي يغزو البلاد العربية سواء عسكريا او اقتصاديا او فكريا دون وجه حق .

اعتقدت بعد هذا الموقف من اعدام صدام حسين واختيارهم لتوقيت عيد الاضحى كي تكون هذه المحاكمه رسالة لكل الدول العربية وحكامها انهم يضحون بصدام حسين شانه شان خروف الاضحية وان هذا المصير سيكون لكل من يخرج عن سياستهم او يفعل ما لا يروق لهم. ان يكون للحاكم العرب موقف مختلف ولكن وكطبيعه هؤلاء الحكام الفاسدين لم ينتبهوا لاي رسالة سوى الاذعان والطاعة العمياء لهذا الكيان المستعمر الصهيوني في فكرة وانهم جاؤا في مناصبهم لكي يكونوا اداه الولايات المتحده في السيطرة على خيرات الدول العربية وفرض راي الولايات المتحده على سياسة الدول العربية جمعاء .

دخلت الولايات المتحده العراق دون ان تجد سببا في هذا لتقدمه الى العالم وعندما بحثت عن سبب وقالت حينها ان العراق تملك اسلحة دمار شامل فكان من الابدى عندما دخلت وتمكنت ان توجد لنا هذه الاسلحة كي تقنع العالم بسبب الحرب الغير مبرره في الاساس .... ومع احتلالها للعراق وتدميرها عن بكرة ابيها وعدم تقديم اي دليل واحد لوجود اسلحة دمار شامل لم نجد اي موقف عربي او عالمي من هذا الاستعمار الغاشم .

ومن الطبيعي والمنطقي ان يكون موقف الدول العربية الخانعه والمستسلمه من قبل حكامها ان تصمت فلا يعقل ان يكون حكام الدول العربية وهم عملاء واضحين للكيان الامريكي المستعمر ان يخرجوا علينا لينتقدوا او يشجبوا هذا العدوان ولم يكن ابدا الشجب او الانتقاد كافيا حتى وإن فعلوه .... ولكن واكثر ما يحزن هو موقف الدول الغربية وباقي دول العالم من الصمت الرهيب والسماح للولايات المتحده لكي تزيد هيمنتها وسيطرتها على العالم بدون وجه حق.

كثيرا ما كنا نشيد بموقف الدول الاوروبية من اتحادها وتوحيد اقتصادهم لتشكيل قوه حقيقية واستعاده هيبتها بعد ان اغرقتها الديون بعد الحروب الدامية سواء الحرب العالمية الاولى او الثانية .... كثيرا ما اشدنا بتطورهم وتخطيطهم المستقبلي لهم المثمر ولكن وان يغلقوا افواههم ويغمضوا اعينهم على اعتداء وعدوان امريكي لمجرد انهم يملكون مصالح خاصه ومهمه معها فلا توجد اشاده ولا يوجد سوى فكر سادي ضد الدين الاسلامي الذي وان كان فانه سببا مهما على مدار تاريخ العالم في الحرب على فلسطين والدول العربية واستعمارها الى جانب الذهب الاسود الذي لا يزال المطمع الاول للولايات المتحده واوربا من الدول العربية التي وإن وصفت منهم فهي توصف فقط بالدول المتخلفة والناميه والرجعيه ولكن وعند وجود مصالح استثمارية او نهب لبترول هذه الدول فتصبح هناك علاقات صداقة واخاء !

ومع الربيع العربي الذي هبت رياحه على الدول العربية ونجحت في التغيير وفي الاطاحه ببعض حكامها العملاء ولايزال الباقي في انتظار مصيرهم المحتوم ... وجب علينا التفكير في علاقتنا الخارجيه وكيف لنا ان نستفيد منها على عكس السابق فكنا مجرد حقل من البترول والثروات خلق لكي ياخذه غيرنا .... ولم تكن ابدا الدول العربية بهذه الخيرات والثروات الا ان تكون في مصاف الدول المتقدمه لولا الفكر الصهيوني الامريكي في بقاء هذه الدول متخلفة وناميه .... فل تعليم ولا اقتصاد ولا تطوير .... كيف لنا ومن يحكمنا عملاء ينفذون سياسات امريكية حقيرة؟!

ماذا زرعت الولايات المتحده في الدول العربية؟

-         تعليم تشرف على رقابته حتى انها وصلت الى الرقابة على كتب الدين الاسلامي وحددت هذه المقررات !
-         اقتصاد وسيطره كامله عليه سواء بتحديد صادرات او واردات اي دولة عربية ومن اهم الامثلة التي تثير اعصابي تحديدها لحصة مصر في زراعة القمح وتقليصها كي تستورد مصر القمح منها وتتكبد اموالا كانت في غنى عنها وكله بمباركة المبارك اللا مبارك.
-         بترول العرب الذي لا يصدر الا لها وليس كله مقابل ثمن بل اغلبه مقابل حمايه لا سبب لها من الاساس .
-         التدخل السافر في سياسات الدول العربية حتى انهم اصبحوا من يديرون الدول العربية بسياساتهم ولا يحق لرئيس اي دولة عربية ان يتخذ قرار فهو مجرد ناطق لما يقررون من سياسات .
-         التدخل بين الدول العربية والوقيعه بينها كي تكون هي المصلحة في النهايه وبالتالي المدمره وما اكثر من حرب العراق على الكويت كا مثال واقعي لهذاواتباع سياسه فرق تسد.
-         تحديد حصة ونسب السلاح لكل دولة عربية وفرض وصاية لا سبب لها ولا دليل ولكنها سيطرة كاملة على الدول العربية الخانعه لها.
-         حماية الكيان الصهيوني ورفع شأنه وتعطيل القضية الفلسطينيه الى اجل غير مسمى واصدار حق الفيتو في انشاء دولة فلسطينية تحت اي ظروف.
-         وضع الاساطيل الحربية والقوات العسكرية داخل معظم دول الخليج العربي وجعلهم مستعمره عسكرية لهم كي تفرض سيطرتها الكاملة سياسيا وعسكريا.
-         اجبار الدول العربية على المشاركة على الحرب ضد دولة عربية شقيقه كي تساعدهم في حرب لا مبرر لها من الاساس .

ولو استمر سردي لما زرعوه وفرضوه على الدول العربية فلن اتوقف عن الكتابه ولن ينتهي الموضوع وكان اخرها في سحب الدعم المعطى لليونسكو لمجرد اعترفاها بالدولة الفلسطينية وبالتاكيد لن يتم هذا الاعتراف عندما يعرض على الامم المتحده التي تسيطر عليها وتجعلها مرجد منظمة صورية لا تنفذ الا ما ترضى عنه امريكا.

لم تكن ابدا الثورات العربية مخططا امريكيا او صهيونيا لتقسيم الدول العربية كما يشيع البعض وحتى وان كان هذا تخطيط حقير يدور برأسهم فقد انقلب السحر على الساحر وتحولت هذه الثورات الى ربيع عربي يعيد للعرب مكانتهم ودورهم الحقيقي الذي كان يحتضر على ايدي الولايات المتحده وانفلت الزمام من ايديهم ولن يعود ....