السبت، 11 أكتوبر 2014

قواعد اللعبة




توقفت كثيرا عن الكتابة وعن تدوين ما يحدث وما يدور بالمنطقة العربية او حتى على الصعيد المصري وهو شغلي الشاغل بكل تأكيد... لم يكن توقفي نتيجة رضاء بما يحدث او يجري من سياسات نظام حالي او حتى نتيجة ضعف رؤية وعدم قدرة على تحليل الموقف السياسي الراهن بل هو توقف للصبر والتأمل فيما يجري وكيف يجري وكيفية الوصول الى حلول تخرج تماما من اطار الاحاديث الكثيرة التي لا تأتي بجديد او بقاء الجميع كرد فعل لما يحدث والجميع بلا استثناء لا يفهم ما يحدث وكيف يحدث ومن هي الاطراف التي ترسم وتحيك وتخطط لكل ما يحدث...

السيسي وحكم مصر... تحويل جماعة الاخوان الى جماعة ارهابية والى متى ستظل  هكذا وهل ستعود للحياة السياسية في مصر مرة اخرى؟...  داعش من هي ومن ورائها؟... موقف الولايات المتحدة من المنطقة العربية ورؤيتها لشكل المنطقة في المرحلة القادمة؟... وكثير من الاسالة التي قد تكون بلا اجابات واضحة وقد تكون اجاباتها لدى الاجهزة الامنية من مخابرات الدول وسياسات الدول العظمى ورؤيتها للغنيمة التي تعد بئر من الكنوز لاينضب او يجف...

قد طالعنا منذ اكثر من عامين تصريح شهير للرئيس الامريكي باراك اوباما وهو يتحدث عن ما اشيع عن الرئيس السوري بشار الاسد بانه يستخدم الاسلحة الكيماوية للفتك بكل جبهات المعارضة سواء المسلحة او السلمية التي لا ترغب في استمرار حكمة لسوريا وانه باستخدام تلك الاسلحة قد خالف قواعد اللعبة وكأنما كانت الحرب سواء نظامية او حروب عصابات وشوارع تتسق مع قواعد اللعبة ومتفق عليها وعندما يدخل سلاح جديد تختل تلك القواعد!!!.. ولم يقف كثيرين امام هذا التصريح او يرعى له انتباه...

جائت رياح الربيع العربي لتطالب بتغيير شكل المنطقة العربية سواء من سياسات حكامها الذين اثبتوا على مر عقود طويلة بانهم فاشلين وخونة وتابعين وخاضعين وكما تريد ان تصفهم... قامت ثورات الربيع العربي في مختلف البلدان العربية نتاج سياسات متشابهة وقد تكون متطابقة في كثير من الاحيان بعدما ارتضت اجيال سابقة بالحال العربي المتردي وجائت اجيال جديدة ترى في التغيير امرا لا بد منه وحتمي حتى تجد لها مكان بعدما ضاقت الاحوال بالجميع وضج الصغير قبل الكبير بمستقبل قد يكون ضبابي او معتم...

وفي التذكرة بالربيع العربي وبغض النظر عن ما آل الية او ما قد يحدث في المستقبل نتاج هذه الثورات التي حدثت في بعض البلدان العربية وعلى رأسها مصر ضرورة حتمية لكي يتم التفريق او التوضيح المهم لما تراه الشعوب العربية من حتمية وضرورة التغيير وما تراه الدول العظمى من مصالح واهداف في هذه المنطقة العامرة بالكنوز من بترول ومواقع استراتيجية حيوية مثل قناة السويس وغيرها من اهداف ومصالح الدول العظمى وعلى راسها الولايات المتحده التي تعتبر المنطقة العربية قطعة ارض مملوكة لها ولرعاية مصالحها...

بعد قيام ثورات الربيع العربي والتي ستظل من وجهة نظري نتاج فساد سياسات الحكومات العربية وبارادة شعبية خالصة كانت للولايات المتحده رؤية في هذه الثورات وضرورة لتوجيه هذه الثورات حيث الطريق الذي يخدم في النهاية مصالحة لعقود قادمة وكأنها احالة حكومات عربية للمعاش والاتيان بحكومات جديدة ترعى مصالحها في المستقبل وتعطي الشعوب انطباع مزيف عن التغيير التي كانت تنشده الشعوب لتبقى المصالح والاطماع الامريكية واحده لا يؤثر عليها شيء حتى وان كلف هذا ارواح الملايين او انهيار لبعض الدول مثلما حدث في العراق في السابق او حدث في سوريا وليبيا مؤخرا...

تحدث كثيرين في ماهية تنظيم داعش وكيف بدأ وتعاظمت قوتة وتم الترويج له اعلاميا سواء من الاعلام الدولي او العربي بشكل غير مسبوق حتى وصل الى ما وصل الية الان وعمره الفعلي لا يتجاوز الشهور وهي قضية قتلت بحثا الفترة الماضية والحديث فيها لن يقدم جديد وما يهم ان نعرفة هو وضع هذا التنظيم الحديث في المنطقة من سيطرتة على العراق وعلى اجزاء كبيرة من سوريا والتي ظلت اسيرة الحروب المدمرة طيلة ما يقرب من اربع سنوات ماضية ومن عديد من التنظيمات المسلحة التي لم تستطع مجتمعة في اسقاط النظام السوري الحاكم او في احداث ما استطاع تنظيم داعش فعلة في غضون شهور قليلة...

وفي خضم الاحداث الكثيرة المتعاقبة التي اصبحت كل ساعة عن تطور داعش واستيلائها على المزيد من المدن العراقية والسورية وتطلعها لغزو العرب باكملة وانشاء دولة اسلامية تضم معظم او كافة الدول العربية تحت لوائها نجد تحالف دولي تزعمتة الولايات المتحدة للحرب ضد هذا التنظيم الذي ولد حديثا واصبح ذو شأن عظيم في وقت قصير وبغض النظر عن توجية الاتهامات للولايات المتحدة وحلفائها بانهم اصحاب هذا التنظيم وكيف لهم محاربتة وهم رعاته الحقيقين نجد ان ما يجري سواء من شكل الدولة المصرية قبل تولي وزير الدفاع الاسبق والرئيس الحالي لمصر السيسي او شكل الدولة في تونس ووضع الاخوان فيها انها كانت رغبة من الولايات المتحده وحلفائها بحكم الاخوان للفترة القادمة وان الصبغة التي كانت مفترض ان يكون عليها حكم العرب الفترة القادمة هي الحكم الاسلامي لمختلف الدول سواء تحت تنظيم موحد من جماعة الاخوان او اي تنظيم اسلامي يستطيع ان يفرض سيطرتة سواء السياسية او العسكرية ليحكم المنطقة العربية تحت لواء الدول العظمى ايضا ويتم تلخيص ثورات الربيع العربي في حكم اسلامي يأتي بديل للحكم السابق للدول العربية ويرعى ايضا مصالح تلك الدول العظمى...

وهل في اختلال هذا المخطط وتوقفة بسقوط الاخوان الظاهري في مصر او ضعفهم في تونس او قيام تنظيم اسلامي جديد يحل محل جماعة الاخوان ويستطيع ان يفعل ما فشلت هذه الجماعة في فعلة امرا يستحق التفكير... هل توقف النظام العالمي الجديد عن تبني الانظمة العسكرية التي كانت تحكم الدول العربية في السابق او كل ما يحدث هو سياسة تفاوضية مع الانظمة العسكرية الحالية لكي تمضي على درب الانظمة السابقة في رعاية مصالح النظام العالمي دون قيد او شرط او كسب اي مصالح مشتركة...

باختصار هل كان تنظيم داعش مجرد محاولة للي ذراع الدول العربية لكي لا تتغير سياساتها او يحكمها حكام لم يقدموا فروض الولاء والطاعة للدولة العظمى صاحبة المصالح الكبرى في المنطقة؟... ام هذا التنظيم سيكون النظام الحاكم للمنطقة الفتره القادمة ليتبنى كل السياسات الامريكية ويصبح شكل من اشكال التغيير الذي نادت به رياح الربيع العربي؟!...

وبغض النظر كان هذا مخططا محكما ام مجرد سياسة تفاوضية فهو لا ولن يعتبر تغيير لشكل المنطقة العربية نحو اي ازدهار او نمو حقيقي لشعوب ذاقت الكثير من الفساد والفقر ما ضج بها ان تنادي بالتغيير حتى وان ضعفت رؤيتها في شكل التغيير وكيفية حدوثة او امتلك من الادوات ما يجعلها تسقط نظام سابق وتأتي بنظام حالي يلبي لها شكل جديد من المعيشة والنمو الاقتصادي...

هل اتفقت الاجهزة الامنية وعلى راسها المخابرات العامة سواء في مصر او دول الخليج او اي من باقي الدول العربية على اي اتفاق يخدم مصالح الجميع ام اتفقت مع الدولة العظمة على الرضوخ مجددا والتبعية السابقة الحالية المستقبلية لكل مصالح واهداف الدول العظمى؟... وهل قواعد اللعبة تسمح ببعض التغيير ام مجرد التغيير المزيف والذي ستفيق علية الشعوب العربية قريبا بعد ان يتملكها اليأس الكامل في اي تغيير مستقبلي لينتهي حلم اجيال جديدة في انتظار اجيال قادمة قد تقوم مثلما قامت الاجيال الحالية السابقة في المستقبل...

هل كان حكم السيسي لمصر هو اجهاض لارساء دولة الاخوان في مختلف ارجاء الوطن العربي ام كان تجديد عقد الدولة العسكرية التي ظلت تحكم مصر اكثر من ستون عاما مضت؟... وهل كانت الدولة العسكرية المصرية التي تعد اقوى الدول العربية سواء من القدرة العسكرية او الوضع الاستراتيجي في المنطقة قادرة على اعادة الاتفاقيات والمصالح الدولية الى نقطة الصفر واعادة شكل الاتفاقيات ام انها جائت لتحكم وسترضخ لكل المصالح الدولية حتى تبقى في حكمها لمصر بانها لا بديل لها او سبيل لحكم مصر الا من خلالها وعلى الشعب المصري ان يرضى بهذا وان لا يناشد اي تغيير وان تعتبر ما ستقدمة الدولة العسكرية الحاكمة لمصر الان هو ما يفوق احلامها من تغيير وان تنسى ثورة يناير المجيدة كما يحدث في شباب الثورة المخلص الان والذي اصبح يعتبر ثورة يناير مجرد حلم جميل افاق منه على كابوس حقيقي وواقعي...

قواعد اللعبة يجب ان تبقى مبهمة على الشعوب معلومة لدى اطراف قليلة تتحكم بمصير تلك الشعوب وتوجه مستقبلها حسب ما يترائى لها وما تريد من مصالح فليمت من يمت ولتضيع شعوب ومستقبلها ولتبقى مصالح هذه الدول وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية وليبقى كل من خان شرف الوطن قائدا حاكما خاضعا خانعا للولايات المتحده...

تبقى ان اقول ان رياح التغيير الحقيقية التي نادت بها ثورات الربيع العربي تخالف تماما اهداف واهواء اي تنظيم يدعي انتمائه للاسلام او اي مؤسسة عسكرية ترى في  نفسها القائد المستديم والذي لا تقوم للوطن قائمة بدون حكمة وسلطتة حتى وان خنع وخضع وبقيت مصر مجرد موقع استراتيجي لمصالح الاخرين...

سنفضح قريبا خيوط كثيره من قواعد اللعبة حسبما تعمقنا في فهمها ومحاولة الوصول الى اطرافها الحقيقين بغض النظر من هم ولماذا ظلت مصر عقود ويرغبون في بقائها مطية مجموعة من المصالح الداخلية للعسكر والخارجية للولايات المتحدة الامريكية...