السبت، 8 أكتوبر 2011

مصر تبكي من ابنائها


قد يكون عنوان المقال صادم ومؤلم ولكنه حقيقة يسردها التاريخ على مدار الشهور الماضية منذ قيام الثورة وتوحد شعب مصر على كلمات لها الالاف المعاني من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية حتى بدأو في تحقيق حلم مصر في العودة الى مكانتها التي تستحقها وتحقيق كل هذه المعاني الجميلة .

مع اعلان خبر تنحي الرئيس السابق وبدى للعالم اجمع ان مصر قادمة بابنائها وشعبها العظيم الى اقصى افاق التقدم والديمقراطية والتطور في كل مناحي الحياة حتى اصبح شعب مصر هو حديث العالم والقدوة التي تتمنى كل شعوب الدول ان تحذوا حذوها وقال العديد من رؤوساء العالم ما هو اكثر من اشعار في مصر وشعبها وثورتها العظيمة السلمية التي انتهت كما تصوروا في ايام معدوده باقل الخسائر في الارواح والكثير من التحضر وكيف حمى الشعب المصري نفسه بنفسه . وتم تتويج هذه الثوره بترشيح مصر وشعبها من قبل الخبراء السياسين والرؤوساء وكل شعوب العالم الى نيل مصر وشعبها جائزة نوبل للسلام وكيف لهذا الشعب المتحضر الذي يملك حضاره هي من اقدم حضارات العالم ان يثور على الظلم ويغيره في هدوء وبساطة وتحضر .

ومع مرور الوقت بدأ التغيير ولكنه ليس التغيير الذي انتظره العالم من شعب مصر في السير على الطريق الصحيح لنهضة مصر وتطورها الشامل فالتغيير هذه المره اصبح في نفوس البشر .... اصبح في ضمائر الناس .... فتحولت الثورة بكل اهدافها النبيلة الجميلة المغمورة بحب مصر ومصر اولا الى اهداف شخصية فوجدنا كثير من الشعب يرى في نفسه بطل الابطال ومن يستحق ان ياخذ حقة دون غيره وظهرت فجأة الاحزاب المخزية التي عاشت عقود طويلة في الظل لا تملك الا ان تكون كومبارس في مسلسل بطولة مطلقة لحزب يترأسة حاكم مصر السابق .... وتحول الشعب المصري من ثورة في حب مصر دفع ثمنها فقط شهداء الحرية الى ثورة في حب انفسهم متناسين دماء شهداء مصر العظام ومتناسين مصر نفسها في هذا الحب.

وبالتاكيد هذا لا يشمل سائر الشعب المصري فمنهم من وجد نفسه يقف في المنتصف يحاول ان ينادي على من يلهثون من اجل مصالحهم الشخصيه ليناديهم هل نسيتم مصر؟ هل ضاعت دماء الشهداء ؟ هل كانت دماء الشهداء ثمناً للحصول على مصالحكم الشخصية؟ ولكن لا مجيب ولا مستمع .... .

وعندما تتعارض المصالح الشخصية وهذا بالتاكيد حدث تتحول الوحدة والتوحد على هدف الثورة العظيم الى صراعات قوية يخون فيها بعضهم البعض وتتحول مصلحة مصر الى منازلة بين الاحزاب واصحاب المصالح لمن سينتصر ومن سيهزم ولم تقتصر فقط على صراعات حزبية ومصالح شخصية بل تحولت ايضا الى تكفير وتخوين وكثير من الصراعات التي ما ان حدث وبدأت مصلحة مصر وحلمها في النهوض يتمزق بينهم .... وتذهب دماء الشهداء تحت ارض مصر كالماء المهدر بلا فائدة .

ومع كل هذا بدات تتحول نظره العالم المنبهره بنا الى نظرة استياء تتزايد مع مرور الايام والاحداث حتى تحولت النظرة من ثورة عظيمة حدثت في وقت قياسي الى ثورة لم تكتمل وشعب لم يستطيع التغيير بل استطاع ان يفسد مصر سواء على مستوى قياداتة التي تتبع النظام السابق الذي لم يصبح سابق فاتفق جميع المفكرين السياسين والخبراء على مستوى العالم على فكرة عدم سقوط النظام السياسي في مصر وان النظام السابق لم يعد سابق ولا يزال يحكم وان الثورة تم الالتفاف عليها سواء من قيادات الجيش التي تتبع الرئيس السابق او شعب مصر الذي نسي مصر وركض وراء مصالحة .

وتبقى مصر واقفة تشاهد ابنائها سواء الفاسدين الذين يكملون فساد من تنحى او الانانيون الذي يلهثون وراء مصالحهم او السلبيون الذي يقفون متفرجون على الاحداث دون تحريك ساكن وان كانت هناك قلة باقيه فهي القلة التي كانت كثرة وقوه وتوحد في ثورة يناير ووجدوا انفسهم فجأة قلة لا تستطيع ان تفعل اكثر من ابداء رايها حتى ان بعضهم بدا له ان الموت افضل له ان يعيش ذليل مرة اخرى .

نعم وحقاً وبكل تأكيد مصر تبكي من ابنائها