الجمعة، 1 يونيو 2012

حتى تبقى... الهيمنة الامريكية



منذ قيام ثورات الربيع العربي التي جائت مباغتة للجميع وخاصة الولاياتت المتحدة والمجتمع الدولي الذي لم يكن يتخيل حجم الغضب والثورة التي كانت قابعة داخل الشعوب العربية الثائرة والتي عجزت الانظمة الامنية العربية التي تتبع نفس النهج والاسلوب في التنبأ الحقيقي بهذه الثورات حتى جائت كالطوفان الذي اقتلع الانظمة الفاسدة الحاكمة للدول العربية.

كلنا نعلم حقيقة الهيمنة الامريكية للشرق الاوسط الذي يعد احد الثكنات العسكرية للولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ومن ثم حرب الاستنزاف التي اعلنت التغيير في خريطة الدول العظمى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وسطوع نجم الولايات المتحدة التي اصبحت حينها اقوى دولة في العالم.

وحتى تكتمل الهيمنة والسيطرة الكاملة على الشرق الاوسط كان لزاما على الولايات المتحدة ان تفرض عضلاتها وقوتها في الشرق الاوسط في افعتال قضية الحرب على الارهاب التي جائت افغانستان متهما فيها جيث شنت الولايات المتحدة حربا على افغانستان ومن ثم العراق وحتى تخاف باقي الدول من عصيان الولايات المتحدة التي تغللت في سياسات دول الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية واصبحت متحكمة في هذه الدول من تسليح واقتصاد وتعليم ... وكان لزاما ان يكون الرؤساء العرب مجرد خادمين وطائعين للسياسة الامريكية.

ومع مجيء الثورات العربية واسقاط الحكام العرب الفاسدين كان لزاما على الولايات المتحدة ان تعيد حساباتها من جديد بشان سياسات الولايات المتحدة في المنطقة التي اصبحت في مهب الريح وخاصة عندما يحدث زلزال ثوري يهز اركان الوطن العربي ويسقط الحكام الخادمين عملاء الولايات المتحدة المخلصين.

وبنظرة على الثورة المصرية منذ قيامها بشكل متوقع في حدوثة مفاجيء في اعداد المتظاهرين والذي تخطى المليون بعد قيام الثورة بثلاثة ايام وانهيار الجهاز الشرطي في القضاء على الثورة ولو بقوة السلاح كما حدث بالفعل ... 

وجدنا الرئيس الامريكي باراك اوباما وهو يلقي خطابا كل نصف ساعة تتبدل في كل خطاب تصريحاتة فتارة يخرج ويؤكد على شرعية مبارك وعلية ان يقوم ببعض الاصلاحات السياسية في مصر... وتارة اخرى يخرج بخطاب يعقبة بنصف ساعة يؤكد على حتمية رحيل مبارك الان وان الثورة المصرية اصبحت الاقوى وعلى مبارك الرحيل بلا قيد او شرط.

وفي هذا التضارب من التصريحات اثبات حقيقي لحقيقة موقف الولايات المتحدة المضطرب الذي استشعر بان هيمنتة وسياساتة المتحكمة في الشرق الاوسط قد تصبح مهب الريح ... لم لا اذا فقد هيمنتة على مصر اكبر دول المنطقة واكثرها تاثيرا ... 

ومنذ ذلك الحين وعلى مدار عام ونصف من الثورة المصرية فقد عكف كبار المستشارين الامريكيين على دراسة الموقف في الشرق الاوسط وكيفية الخروج من هذا المأزق الخاص بالولايات المتحدة وفرض سيطرتها من جديد على الشرق الاوسط .

ومع تفويض الرئيس المتنحي مبارك للمجلس العسكري لادارة شؤون البلاد الذي استعان بكل المستشارين التابعين للنظام الفاسد وحتى المستشاريين الامريكيين في كيفية التعامل مع الثورة المصرية وكيفية تحويل دفة الراي العام وتشوية الثورة حتى يتحول الشعب عن ثورتة ويعود للقبول بالوضع القديم الذي يعيد للولايات المتحدة كافة امتيازاتها في المنطقة وخاصة في اهم دولة في هذه المنطقة.

ومع طرح المرشحين للانتخابات الرئاسية انفسهم على الراي العام كان للولايات المتحدة دورا كبيرا في دراسة كل مرشح من المرشحين ومعرفة سياسات كل مرشح او حزب او جماعة تابع لها هذا المرشح حتى تعلم الولايات المتحدة من هو افضل من هؤلاء المرشحين حتى يخلف مبارك وتبقى الهيمنة الامريكية والسياسة الامريكية  في المنطقة كما هي.

ولا يخى على احد ما قد تم من اجتماعات ولقائات بين جماعة الاخوان المسلمين والولايات المتحدة سواء عندما جاء احد اعضاء الكونجرس الامريكي الى القاهرة وقام بزيارة لجماعة الاخوان المسلمين قبل انتخابات مجلس الشعب او بعدها او في زيارة بعض رموز الجماعة الى الولايات المتحدة ولقاء بعض اعضاء الكوونجرس هناك.

وان كان مرشح جماعة الاخوان المسلمين هو احد اطراف جولة الاعادة في انتخابات الرئاسة فالمرشح الاخر هو مرشح النظام السابق الذي لا يريد ان يبقى سابقا ويكفي لتبني النظام السابق احد رموز النظام في الترشح لرئاسة مصر بعد الثورة ان يكون حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة فهو لا يمثل نفسة ولكنة يمثل النظام الفاسد الذي كان حليفا قويا للولايات المتحدة الامريكية ومنفذا لسياساتها بكل دقة وخضوع.

وكل هذا تحت اشراف المجلس العسكري وهم جنود مبارك المخلصين المفوضين من اللا مبارك للقضاء على الثورة وهؤلاء في ولائهم للولايات المتحدة ما لا يحتاج الى شرح او تعليق وفي قضية تهريب المتهمين الامريكان في قضية التمويل الغير شرعية خير دليل.

حتى تكتمل رسالة الولايات المتحدة للشعب المصري الثائر في اختيار احد المرشحين المتوافقين مع الولايات المتحدة والمتعهدين بتنفيذ سياساتها والابقاء على الهيمنة الامريكية في المنطقة !!! وعلى الشعب المصري ان يختار!