الخميس، 31 مايو 2012

دعارة المجلس العسكري



لم اجد اكثر تهذيبا وحياء في وصفي لما يفعلة المجلس العسكري بمصر على مدار عام ونصف من التنحي الكاذب لمبارك وحتى الان اكثر من هذه الكلمة "دعارة".

اكثر ما يثير غضبك عندما تتحدث مع شخص ما ... هو يقينك بانه يكذب ويعتقد انك شخص مغفل لا تعلم كذبة ... ليس هذا فقط بل يستطيع بكذبة ان يؤثر على الاخرين ... فيقلب الحقيقة الى باطل ويحول الباطل الى حقيقة... !

وهذا جزء بسيط مما حدث في مصر  طيلة الفترة الماضية من تزييف للحقيقة بكل الوسائل من اجل استمالة الشعب المصري وكسب تاييدة وبث روح الكراهية بداخلة تجاه الثورة والثوار وتحويل الثوار الذين كانوا منذ عام ونصف ابطال الى عملاء وخونة ومخربين.

عندما يمتلك الفاسد ما لا يملكة الاخرين ... فانة يتفنن في اظهار فسادة وزيادة جبروتة كما حدث من هذا المجلس اللعين عندما اصبح يدير مصر بما تملكة من سلاح الامن والجيش والاعلام والقضاء والاقتصاد في مقابل ثوار يريدون استكمال ثورتهم لا يملكون قوت يومهم.

حتى بدأ المجلس العسكري في اعطاء اوامرة للجهاز الاعلامي بتبني افكارة الحقيرة في كراهية الثورة وحتى يؤثر على الراي العام المتابع للاعلام الحكومي وحتى الاعلام الخاص الذي اصبح ايضا في قبضة المجلس العسكري ... الذي اتى بشخص لا يعلم عنه احد يدعى محمد الامين الذي جاء فجاه ليشتري معظم القنوات الفضائية ويكرس كل فريق القنوات لسب الثورة والثوار في جميع البرامج. 

حتى القنوات الخاصة التي لم يتملكها هذا الشخص البرفان للنظام الفاسد فلم تفلت من براثن المجلس العسكري الذي وضع قيود وشروط على من يستضيفون وعن ماذا يتحدثون بوضع ممثل للمجلس العسكري في مختلف القنوات وخاصة من المخابرات الحربية حتى يوافق على ما يتم بثة من برامج ومادة اعلامية.

وان كان التاثير الواقع من السلاح الاعلامي قويا على المشاهد المصري العادي فسلاح الجيش والتواري خلفة ايضا سلاحاً قويا ... فعندما يفشل كالعادة المجلس العسكري في ادارة شؤون مصر وينتقدة احد ... يخرج على الراي العام محتميا في لباسة العسكري وان من ينتقدوة يريدون اهانة الجيش المصري مستفيدا من عواطف الشعب المصري تجاة جيشة الذي يعتبرة دائما خطاً احمر.

ليأتي سلاح الاقتصاد الذي لم يسلم ايضا من المجلس العسكري الذي استطاع استخدامة في ارهاب الشعب المصري وايهام الشعب بان مصر على حافة الافلاس وان الاحتياطي النقدي اقترب من النفاذ وان البورصة انهارت ... ودائما ما تنهار البورصة بسبب الثوار ... وترتفع البورصة بسبب قبول واقع بقاء النظام الفاسد!!! حتى تخيل البعض ان البورصة المصرية من فلول النظام!

حتى القضاء رمز الميزان والعدل لم يستطيع ان يهرب من تدخل المجلس العسكري في شؤونة واستكمال ما تبقى من القضاء على القضاء المصري من مخلفات افساد مبارك للمؤسسة القضائية التي تحول فيها اغلب القضاة من مخافة الله الى مخافة البشر... وقضية التمويل التي كانت تنظر امام المحكمة وقام المجلس العسكري بتهريب المتهمين خير دليل وناهيك عن حماية مبارك وبقائة خارج اسوار السجن وبرائتة المتوقعة بعد الغد وبرائة جميع الظباط المتهمين بقتل الثوار ... وكأن الثوار قد ماتوا وحدهم ... واخرها اللجنة العليا للانتخابات التي تتكون من كبار قضاة مصر ... وبكل اسف شركاء المجلس العسكري في اعادة النظام السابق الى سابق عهدة!

ونأتي لاكبر واهم سلاح في ايدي المجلس العسكري الذي يستغل كل الاسلحة والظروف في محاربة الثورة وحماية النظام السابق حتى يعود النظام... وهو سلاح الامن والازمات... وقد بدأ هذا السلاح المتمثل في الانفلات الامني وتصدير الازمات للمجتمع المصري منذ تنحي مبارك صاحب نظرية "انا او الفوضى" وحتى الان ... وعندما يريد المجلس العسكري ... فاذا اراد ابقاء الامن مستتب والحياة هادئة حدث هذا .... واذا اراد احداث انفلات امني وسطو مسلح وقتل وسرقات كان له هذا ... والبركة في الطرف الثالث ... الذي يتقاضى راتبة من المجلس العسكري...

 مضيفا الى هذا الانفلات الممنهج والمدروس تاتي الازمات الاقتصادية في نقص البنزين والغاز الطبيعي وغيرها من ازمات تظهر على السطح عندما يحتاج المجلس العسكري لها حتى يشعر الشعب بخطورة المرحلة وانة مجبر على اختيار مرشح المجلس العسكري الكارة للثورة حتى يستطيع حلول كل هذه المشاكل بين عشية وضحاها.

وعندما نصل الى مرحلة الاعادة في الانتخابات الرئاسية بين مرشح الاخوان ومرشح النظام السابق فمن المؤكد وعلى مدار الاسابيع القادمة حتى يوم الاعادة تصدير الكثير من الازمات والانفلات الامني واستخدام كل الاسلحة حتى يكسب المجلس العسكري تاييد الشعب في اختيار مرشحة وحتى نتحول من ... الشعب اسقاط النظام ... الى ... الشعب اعاد النظام.

وتنتهي الثورة الى مجموعة من الشهداء والمصابين والمعتقلين والبقية القليلة الباقية متهمين بالخاينة والعمالة والتخطيط لتقسيم مصر ويبقى النظام الفاسد في اماكنة ويبقى الشعب ذليل وتعيش مصر سجينة الفساد.