الاثنين، 30 يناير 2012

المشير لا يكذب ولكنة يتجمل


مر على الثورة عام وهي لم تصبح ذكرى ولكنها لا تزال مستمرة ... فلم تحقق العديد من اهدافها التي قامت من اجلها ... ولم تصل بحق الى الفقراء اصحاب الاولولية الحقيقة في هذه الثورة والتي ضحى من اجلها ابطال مصر العظام من شهداء ومصابين ... .

وانقسم الشارع المصري بين مؤيد لاستكمال مطالب الثورة بعد مرور عام على حدوثها وبين مؤيد لفكرة الصبر والانتظار على المجلس العسكري الذي لا يزال يدير شؤون البلاد منذ اعلان خبر تنحي مبارك وحتى الان ... على الرغم من مرور اكثر من ستة اشهر وعد بها المجلس ... امتدت الى سنة وامتدت مره اخرى الى سنة ونصف تنتهي في يوليو من العام الجاري .

لم يكن منطقيا او معقولا لمن يملك عقلا منحه الله له واستخدمه في التفكير في امور مصر السياسية او حتى بذل مجهودا بسيطا في قراءة الاحداث بنظرة سطحية او متعمقة ... ان يصدق ان المجلس العسكري سيستطيع ان يجري انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية ... ليشكلوا سويا دستور مصر القادم ... بالاضافة لانتخابات مجلس الشورى عديمة الفائدة ... وان تكون كل هذه الاجرائات السياسية في غضون ستة اشهر تبدا من شهر مارس العام المنقضي وتنتهي في سبتمبر من نفس العام.

وساند الجميع السياسي كان او المواطن البسيط المجلس العسكري في بقائة فتره اكبر من الستة اشهر قد تصل الى السنة لكي يتسنى لهم ان يتموا الاجرائات السياسية السالفة الذكر كي تنتقل السلطة بشكل سلمي ونتقل مصر معها الى آفاق ما بعد الثورة .

ومع مرور الوقت وتطور الاحداث وتغيير ثلاث وزارات جائت وفشلت في المرحلة الانتقالية التي لا تزال تعيشها مصر حتى الان وكلها تحت اشراف المجلس العسكري الناجح عسكريا ... الفاشل سياسيا بكل مقاييس الفشل وبدون ادنى هجوم او نقد لاذع ... فهذا هو الواقع الملموس في الشارع المصري اجمع ...  حتى ولو لم يكن هناك هجوم على المجلس بشكل جماعي ولكنه بسبب الخوف من فشلهم عسكريا جراء فشلهم السياسي !!

وعندما تتأمل قرارات المجلس العسكري بشكل متمعن وبعقل مفكر محايد وعلى مسافة متساوية من جميع الاطراف تجد تناقضا شديدا في مختلف القرارات والافكار تجعلك تتشكك كثيرا في نوايا هذا المجلس وفي افكاره الراسخة الحقيقية بداخلة التي قد لا ولم تعلن امام الشعب حتى الان.

نبدأها في اعلانه لاستفتاء مارس على تعديل بعض مواد الدستور عل الرغم من سقوط الدستور نفسه بسقوط نظامة الفاسد الذي وضعه مفصلا ومناسبا له!

وتتوالى حالات القبض على الثوار بتهم بلهاء واهية ويحاكموا محاكمة عسكرية متشددة وعلى النقيض تحاكم رموز الفساد في محاكم طبيعية وبكل هدوء وفي اطول وقت ممكن بشكل من المماطلة والالتفاف على الثورة من حياة تبدوا سجنا ولكنها في حقيقتها رغدا من العيش يعيشها فاسدين مصر في سجن طره او منتجع طره كما يدعوه المصرييون.

لنجد ايضا احداث شهرية يروح فيها مجددا عددا من الشهداء الذي القى من سبقوهم من شهداء التحية من اللواء محسن الفنجري احد اعضاء المجلس العسكري ولم يكونوا ابدا مخربين او بلطجية ولكنهم كانوا مناضلين من اجل استكمال ثورتهم التي يشعروا بمحاربتها يوم بعد يوم .

وتجد المشير الممثل الاول للمجلس العسكري وهو يخرج بتصريحات تنادي بحيايدة المجلس ووقوفة على مسافات متساوية من الجميع ... ومع ذلك يتفق جميع المتابعين على اتفاقات تتم بين المجلس وبين بعض الاحزاب .

ثم يخرج احد اعضاء المجلس العسكري ليعلن عن عدم وجود اي صلاحيات لدى برلمان مجلس الشعب ... ثم يخرج عضو من المجلس العسكري آخر ليقول ان البرلمان له صلاحيات ولكنها بشروط !!

وتضارب التصريحات من اعضاء المجلس ... حتى يشعر الجميع ان هؤلاء الاعضاء لدى اكبر مجلس قيادي سواء للجيش المصري او لمصر الان انهم حقا لا يجلسون سويا ... او يجلسون وهم لا يفهمون ما يجري من احداث حولهم !!

ويبدا المجلس العسكري ادارتة لشؤون البلاد بوزارة شفيق التي شكلها مبارك ليثور عليه الشعب ويرفضها ليغيرها بحكومة شرف ويجعلها بلا صلاحية ليغيرها ويأتي بوزارة الجنزوري التي يعلن ان لها كل الصلاحيات وانها ستدير شؤون البلاد وتأتي مثل سابقتها بلا اي صلاحيات ... فلا فائده من حكومة لا تملك صلاحيات ... ويتوالى الفشل في ادارة المرحلة الانتقالية .

وبعد الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب وانعقاد اولى جلساته ... يخرج المشير ليعلن عن تفويض البرلمان بالصلاحيات التشريعية والرقابية التي هي حق اصيل لمجلس الشعب ... وفي نفس المؤتمر يعلن سيادة المشير بانه اقر ايقاف قانون الطواريء وعدم تطبيقة متجاهلا راي البرلمان صاحب التشريع!!

ولم يكتف المشير بتضارب الاقوال والاحاديث صاحبا في ذلك باقي اعضاء المجلس ... ولكنه قام بتفعيل قانون انتخاب شيخ الازهر الذي كان مقررا طرحة على البرلمان للمناقشتة واعتماده او تغييره لينفرد بالقانون متجاهلا صلاحيات البرلمان الذي اتى بلا صلاحيات !!!

وتتوالى نوادر سيادة المشير وفريق عملة عندما يقوم بعمل تغيير سياسي خارجي في تعيين العديد من السفراء والدبلوماسيين في مختلف دول العالم وهو قرار ما من شأنة ان يتخذه رئيس البلاد او من يدير البلاد لتفرة زمنية واضحة وليس رئيس لمرحلة انتقالية لا تتخطى الاربع اشهر كما قال المجلس العسكري في اخر تصريحاتة بشأن تسليم السلطة!!

ناهيك عن تضارب المواعيد المقترحة لتسليم السلطة التي بدات بستة اشهر امتدت الى مارس من العام القادم 2013م ثم تراجعت الى يونيو من العام الحالي 2012م !!!

ليختتم المجلس حتى الان نوادرة وفشلة الذريع المثبت بالادلة في ادارة شؤون مصر عندما يخرج بتصريح اليوم عن تكليفة للمجلس الاستشاري بوضع مقترحات بشأن تسليم السلطة قبل فترة يونيو 2012م متوافقا في النهاية مع مطالب الثوار التي نادوا بها من تسليم فوري للسلطة والتعجيل بانتخابات رئاسية .

ليتبادر لي وللكثيرين سؤال اخير : كيف اعلن المجلس العسكري عن ستة اشهر فترة كافية لتسليم السلطة ثم اطال الفتره الى سنتين ... لتعود الى سنة ونصف ... ليتم تقليل المدة مرة اخرى ؟

التضارب في المواعيد لا يثبت الا الفشل وعدم وضوح الرؤية وان المرحلة الانتقالية في مصر تدار على طريقة سمك لبن تمر هندي ... وهو مثل يدل على العشوائية والفشل في ادارة مرحلة حساسة في تاريخ مصر المعاصر.

حقا ... المجلس العسكري وعلى رأسة القائد الاعلى المشير طنطاوي يقول :

انا لا اكذب ... ولكن اتجمل !

الخميس، 26 يناير 2012

المجلس العسكري بين مطرقة السندان


مر عام على قيام ثورة مصر المجيدة والتي جائت لتقتلع نظام فاسد استشرى فساده في كل جنبات الحياه ... وقد يكون هذا النظام الفاسد الذي نشأ وترعرع وعظم ظلمة على مدار عقود طويلة يصعب القضاء عليه في ظل ايام معدوده هي عمر الثورة المصرية منذ قيامها وحتى تنحي رأس النظام .

ومنذ ان فوض رأس النظام الذي اجبر على التنحي بعض غضب الشعب العارم الذي انفجر فجأه وبدون ادنى تحسب من نظام لطالما تعود على خنوع وخضوع شعبة على مر العصور ولم يجد المجلس العسكري الذي توالى ادارة البلاد ضالتة في ادارة شؤون البلاد او في الانتقال بالبلاد الى بر الامان .

اختلفت الاتهامات والانتقادات للمجلس العسكري ... فتاره يتهم بانه فاشل سياسيا ولم يستطيع ان ينتقل بمصر من عصر مظلم الى نفق الحرية والكرامة والعدل التي هي اهم مطالب الشعب المصري المظلوم .

وتارة اخرى يتهم بانه متواطيء مع قائدة الاعلى ورأس النظام لحمايتة وتبني فكرة القضاء على الثورة التي اطاحت بنظام كان المجلس العسكري احد تروس عجلاتة.

وحتى من لم يتهم المجلس بالتواطيء او الفشل لم يستطع ان ينكر عدم قدرة المجلس على الانتقال بمصر الى بر الامان ... حتى وان تعاطف معهم ومع مجهودهم في ادارة البلاد ولكنه لم يشعر ولو للحظة بانهم قادرون على هذا الانتقال ... خاصة وان عامل الوقت ومرور الوقت دون بوادر للتغيير تجعله دائما في موقف ضعيف ومحل انتقاد دائم.

ومع كل هذه الاراء والانتقادات تأتي المحاكمات الجارية للنظام الفاسد التي لم تقنع في حيثياتها او اجرائتها او مجرياتها اي ثقة من الشعب تجاه المجلس العسكري ... فلا يعقل ان يثق الشعب في المجلس العسكري لادارة شؤون البلاد وفي الانتقال بها الى ما يحلم به الشعب او حتى في وضع مصر على الطريق الصحيح وفي نفس الوقت يجدوا المجلس العسكري وبكامل الرعاية والحماية لرئيس النظام الذي يرقد في مستشفى فندقي ... حتى انه ينتقل الى المحكمة في طائرة خاصة تجعل من يرى مشهد هبوطها محبطا من صدور حكم في قضية مصر الاهم على مدار تاريخها.

بالاضافة الى استنكار الشعب للمحاكمة التي تتناول قضية لا تحتاج الى جدال ونقاش من دفاع المتهمين فالقتل العمد للمتظاهرين لم يكن في الخفاء ولم يكن من وراء ستار ... ولكنه كان على مرأى ومسمع من كل العالم وعلى كل الفضائيات ... وفي النهاية يجدوا محاكمات تستند الى شهاده الشهود والى الخطب القانونية ولا يعلم الجميع ان العالم كله كان شاهد على هذه المذبحة وعلى هذا القمع العنيف الذي طال شعب ثار على نظامه من اجل استرداد حقة المهدور !

ولا ينكر احد حتى من يضع ثقتة في المجلس العسكري ويصدق وعده بتسليم السلطة في يونيو تحفظة على شهادة السيد المشير طنطاوي بشأن اوامر الرئيس بقتل المتظاهرين ولكنهم يرون في ثقتهم حفاظا على استقرار مصر وعن صعوبة الصدام مع قائد القوات المسلحة في هذا التوقيت الحرج .

واذا فرضنا حسن النية لدى افراد المجلس العسكري وتفكيرهم الحقيقي في الوصول بمصر الى بر الامان والى تسليم السلطة في المعاد المحدد وان يعود الجيش المصري العظيم الى ثكناته ... فاننا نصطدم باطراف صراع قد يكونوا جميعا ضد المجلس العسكري وعلى المجلس مواجهتهم جميعا :-

لنبدا اول اطراف الصراع والذي يعد في خطورتة رقم واحد ... وهو النظام السابق المتمثل في رأسة مبارك ... والاربعين حرامي الراقدين في سجن طره في انتظار معجزه لحمايتهم من بطش شعب لطالما ظلم منهم ... .

كان يستطيع مبارك وابنائه ومعاونية الهرب بعد التنحي ولكنه وبكامل الثقة قبل البقاء واثقا في انتهاء الثوره الى لا شيء وانه وإن لم يستطع ان يعود الى مكانته فهو في حماية المجلس العسكري حتى وان حوكم على فساده فسينتهي كل هذا وسيبقى بكامل حريتة وحماية المجلس هو وابنائه ... ولكن وعندما يجد المجلس العسكري ضغوطا شعبية وسياسية لتطبيق العدل الذي اصبح الان يحتاج الى ثورة والى ضغوط ! ... فانه ومنذ اخر جلسات المحاكمة التاريخية بدأ يستشعر بتخلي المجلس العسكري عنه .
مما قد يدفعة للحرب الضروس ضد هذا المجلس الذي خان العهد وخان الاتفاق ... فالتنحي كان مقابل الحماية ... والان اصبح التنحي بلا اي مقابل ... بل واصبح المصير المحتوم والقصاص العادل هو المصير ... وفي هذه الحالة قد يبذل مبارك قصارى جهده ومزيد من محاولات احداث فوضى عارمة واسقاط للمجلس العسكري خائن العهد فلا يصح ان يذهب مبارك الى الجحيم دون مصاحبة اعوانه الخائنين !

ليأتي طرف الصراع الثاني والذي لا يقل قوة واهمية عن طرف الصراع الاول . المتثل في الثوار المطالبين باسقاط المجلس العسكري وتسليم السلطة فورا دون تأجيل وهم متأكدين من خيانة هذا المجلس لمصر وللمصريين في حماية مبارك وفي فشل ذريع في ادارة البلاد وتبني فكرة الثورة المضادة لاسقاط الثورة المصرية العظيمة ... ويتمثل هذا في الاعتصامات الدائمة والمظاهرات المتتالية المطالبة بتسليم السلطة بل ومحاكمة المجلس العسكري على قتل مزيد من الشهداء طوال الاشهر السابقة .

ويأتي في النهاية طرف الصراع الثالث المتمثل في جماعة الاخوان المسلمين التي وضعت يدها في يد المجلس العسكري بعد تنحي مبارك وعدم مشاركها في اي تظاهرات او مليوينات وموافقتها الدائمة على الصبر على المجلس العسكري حتى يسلم السلطة عندما يستطيع او بمعنى ادق عندما يريد ... ومع كل هذه الثقة والاتفاق فيما بينهم سواء في مكاسب برلمانية وسياسية لجماعة الاخوان المحظورة في السابق مقابل حماية كاملة للمجلس بعد تسليمة السلطة وعدم ملاحقتة قضائيا وضمان سرية الميزانية العسكرية ... الا انه قد يصبح طرفا في الصراع ضد المجلس العسكري وتحول الثقة الى تخوين ... اذا استشعر ان المجلس باقي في حماية مبارك ... مماطلا في تسليمة للسلطة اكثر مما وعد ... منفردا بالسلطة وعدم احترام شرعية البرلمان الذي جائت جماعة الاخوان اغلبية فيه ... .

تعددت اطراف الصراع مع المجلس وتعاظمت قدرتها في الحرب علية ... وبقى موقف المجلس العسكري غير واضحا في مواجهة هذه الاطراف ... حتى وانه اصبح متخبطا في قراراته خائفا دائما ... لا يعلم ما هو قادم ... فالبطش والقمع اصبح امرا صعبها في الفترة القادمة وقد يصبح وبالا عليه ... والسياسة والهدوء قد يصبحوا ايضا حلا فاشلا في انهاء تلك الصراعات وضمان خروجة الامن او بقائة الامن !

ماذا يفعل المجلس العسكري في المستقبل القريب؟ ... وهل ستسلم السلطة في يونيو المقبل كما وعد ؟ ام يبقى في مماطلات جديدة من اجل بقائة وحماية اعضائة من القصاص الذي قد يطولهم في حالة خروجهم من السلطة ؟ وماذا يفعل في مواجهه اطراف الصراع السالفة الذكر؟

اسألة كثيرة قد لا يكون لها اجابات عند المجلس العسكري حتى الان ... ولكنها وبكل تأكيد سيكون لها اجابة في القريب .

وتبقى الحقيقة الواضحة في هذه الفترة .. بأن المجلس العسكري حقا ... بين مطرقة السندان ... وهي اطراف الصراع الدائم معه.

الأربعاء، 25 يناير 2012

عام على الثورة


بدأت الساعات الاولى من يوم 25 يناير ... اليوم الذي اصبح تاريخا لا ولن ينسى في حياة المصريين وفي تاريخ مصر اقدم الحضارات على وجة الارض.

منذ عام بالتحديد قام الشعب المصري بثورتة المجيدة ضد نظامة الفاسد الفاشي المتسلط ... ولم يكن في هذا الانجاز الوحيد ولكن في قيام الشعب المصري المعروف دائما بالتحمل والصبر والقبول بالقليل في كل شيء .

لم يكن المواطن المصري البسيط صاحب تطلعات ... او طامع فيما اكثر مما هو فيه ... ولم يكن حاكمة يظن ابدا ان المواطن المصري له الكثير من الحقوق او حتى القليل منها ... ومع مرور الزمن ... وعلى مدار العقود الاخيره من الحكم العسكري لمصر في مطلع الخمسينات وحتى نهاية العام السابق لم يكن المواطن المصري صاحب اي حق في اي شيء الا الظلم ... فقد كان يملك من الظلم والفقير وضيق العيش ما لا يملكة مواطن آخر في اي دولة اخرى.

وكان من العجيب لدى اي باحث او مؤرخ مصري كان او اجنبي في دراسة وتحليل شخصية المواطن المصري وكيف له ان يقبل بكل هذا الظلم وان تسلب حقوقه دون ادنى اعتراض او رفض ... حتى ظن كل الباحثين ان المواطن المصري خلق لكي يجلد نفسة حتى ولو لم يجلدة حاكمة المستبد !!!

وبعد مرور اكثر من تسع وخمسون عاما من حكم العسكر الطاغي المستبد ... وبعد حياة مليئة بالفقر والقهر والاهانة ... وبعد يأس الشباب والاطفال في المستقبل الذي اصبح اكثر ظلمة من مستقبل الاجيال التي تسبقهم ...!

جائت الصرخة التي لم يكن يتوقعها الحاكم الفاسد ولم يتخيل انها سوف تخرج ابدا من مواطنة الذي اصبح كالجماد لا يشعر ولا يتأثر ولا يقدر حتى على التحدث بما فيه من ظلم ... .

جائت الصرخة مدوية ... مفجرة لكل طاقات الظلم الكامن بداخلة ... فلم يقوى النظام الفاشي المستبد ان يحرك ساكنا ... بل تأخر في اتخاذ اي قرار يمكنه ان يكتم هذه الصرخة لكي لا تصبح طوفانا يقتلعه من جذورة.

خرج الشباب المصري ليقول للظم : لا ... ليفني حياته في صرخته افضل من ان يفنيها في بحر من اليأس الذي لا طالما عاش فيه واعتقد انه سيموت بين امواجه... ومع استمرار الصرخات بين جنبات الميادين المصرية وعلى مدار ثلاثة ايام واجه فيها بطش النظام الفاسد وقمعه الذي وصل للقتل والابادة ... ليعطي باقي طوائف الشعب اوكسير الامل وشرارة الصرخة الكبرى لينضم الشعب المصري الى شبابة الثائر في تحقيق مطالبهم المشروعه التي تعاظمت مع صرخاته حتى وصلت الى القضاء على النظام الفاسد باكملة وليست مجرد اصلاحات واهية في بيئة عفنة من الفساد والظلم.

ومع تعالي الصرخات والهتافات المطالبة باسقاط النظام ... ومع انهيار الاجهزه القمعية لدى النظام المتمثلة في الشرطة التي ابدا ما كانت تخدم الشعب ولكنها كانت تقمعه وتذلة وتهين كرامتة ... ليجد النظام نفسه في موقف حرج .

وفي اثناء هذه اللحظات الصعبة التي مر بها النظام الفاسد وقرب انهيارة ظهر على الساحة جيش مصر الذي لم يكن ابدا له تدخل في شؤون مصر الداخلية وكان دائما مشغولا بامن مصر الخارجي ليصبح في موقفا حرج هو الاخر ... فهومطالب بانقاذ مصر من بطش النظام الذي شعر انه يترنح وقارب على السقوط وبين اوامر قائدة الاعلى الذي هو في نفس الوقت رأس النظام الفاسد !

ليجد الشعب ضالتة في جيشة العظيم الذي شهد التاريخ له دائما بالبطولة والشرف في الدفاع عن كل شبر من ارض مصر وتتحول الصرخات المناوئة للنظام الفاسد لهتافات تحية واجلال بالجيش تمثلت في ( الجيش والشعب ايد واحده ) وكأن الشعب الغاضب وجد منقذه الوحيد ليحقق له احلامه الضائعة منذ عقود.

وعلى الرغم من تفويض رأس النظام الفاسد السلطة الى قيادات الجيش لكي يتولوا شؤون البلاد وما في هذا التفويض من ريبة لدى الكثيرين من الشعب ولكن وافق الشعب على هذا املا في التغيير الحقيقي وانجاح ثورتة العظيمة.

ومع مرور الوقت والشهور بعد اعلان خبر تنحي رأس النظام وابعاده عن ادارة البلاد لم يجد المواطن الثائر الصارخ على حالة تغيير سوى من سيء الى اسوأ !!!

وتمر الشهور تلو الاخرى وتتفاقم الاحداث تلو الاخرى ... ويزيد عدد الشهداء منذ ايام الثورة الاولى ليتضاعف على مدار الشهور التالية ... ليجد الثائر المصري نفسه وهو في حفرة من الفساد ظن انه خرج منها ولكنه ظل فيها وانه اعطى الامان والثقة لمن لا يستحقوها ... !!!

وان القيادات العليا لجيشة العظيم تتبنى قائدها المخلوع اكثر ما تتبنى وطنها الذي يستحق منها كل تضحية واهتمام !!!

ولكن ... .

بعد ان خرجت صرخة المواطن المصري لتعلو فوق سماء من الحرية والكرامة والعدالة التي لطالما كانت مستحيلة المنال ... فبالتأكيد لن يقبل ان تعود الصرخات الى سريرته ويعود في صمتة وصبرة الى سابق عهده المظلم.

لتعود الصرخات والمطالبات بنفس الصرخات والمطالبات التي حدثت منذ عام لاسقاط النظام الذي علم المواطن الثائر انه لم يسقط بعد وليواجه بطشا وصعوبات اكثر في تحقيق احلامه من بطش نظام لم يسقط ومن تشتت وحدته وتفرق صفوفه بين طامعين في مناصب وبين واهمين بالتغيير ... وبين مؤيدين للفساد الذي كان يشملهم بعطفة .

توقفت كتابتي الى هذا الحد ... فلا اعلم حتى اللحظة ما ساكتب من تاريخ لمصر سيحدث مستقبلا ... فلا يعلم احد متى تتحول الصرخات الثائرة ... الى فرحة عارمة بانتصار لمصر ونجاح لثورة راح من اجلها شهداء غلى ثمنهم عن ميدالية او دية تدفع لذويهم ... فلم يضحوا باعمارهم من اجل حفن من المال او ميدالية من الحديد!!

لنبدا اول يوم بعد مرور عام على الثورة ... والثائر المصري الذي كان يمني النفس بان يحتفل بثورتة ... ينزل الى الميدان ليستكملها !!

عام من الثورة ... لاستكمال الثورة.

السبت، 21 يناير 2012

الحرب المجانية

عرف العالم منذ اقدم الحضارات وعلى مر العصور وبسرد تاريخ كل الحروب التي حدثت على مدار التاريخ كثير من الدراسات والنتائج ... سواء في اسباب حدوث الحرب وتداعياتها ومن ثم الخوض في الحرب ونتائجها وما تترتب عليها من خسائر في اطراف الحرب والنزاع .

عرفت الحروب في بدايتها اسلحة كالسهم والرمح والسيف والمنجنيق وغيرها من اسلحة بدائية كانت تتزامن مع تطور وتقدم عصورها والتي كانت تحتاج الى مواجهه وصدام مباشر بين طرفي الحرب وكانت حصيلة الخسائر من الطرفين كبيره نتيجة هذا التصادم .

ومع تطور تكونولوجيا الحروب وتحول السيف والدرع الى قميص واقي ومسدس وآلي ومدفعية وسلاح الطيران لتتحول الحروب من مواجهات جسدية مباشره الى تمركز في مواقع وقذف الطرف الاخر وتحول الحصان الذي كان يقل الجنود الى مدرعة تعمل بالوقود واكثر سرعه ومحصنه ضد طلقات السلاح المدمره وتبقى في النهاية الخسائر سواء المادية المتمثلة في الاروح البشرية او في المعدات الحربية المتطورة .

ومع مزيد من التطور ظهر لنا الطائرات التي تطير بدون طيار والمدفعية التي تقوم بالاطلاق عن طريق نظام اليكتروني عن بعد والقنابل التي تكفي لتدمر رقعة كبيره من الارض بمن عليها .. وكأن التكونولوجيا كانت وبالا على البشر عندما تم استغلالها في الحرب .

لنتوقف في حديثنا عن الحروب عند اخر الحروب في العصر الحديث التي حدثت بين المارد الامريكي اقوى جيش في العالم والعراق التي لم نجد لها جيشا في حرب من طرف واحد ... وعندما نتحدث عن هذه الحرب ونتسآئل عن اسبابها فإننا نجد اسباب واهية من اتهام الولايات المتحدة للعراق بانها تملك اسلحة دمار شامل ... وكأن الولايات المتحدة لا تمتلك مثل هذه الاسلحة ... أو ان العدل من وجهة نظر الولايات المتحدة لا يقترب منها فهي فوق العدل والقانون ... !

لم تكن المشكلة في الاتهام الامريكي للعراق بحيازة هذه الاسلحة التي تملكها الولايات المتحدة هو السبب ولكن المشكلة في ان العراق لا تملك من الاساس اي اسلحة تحمل صفة الدمار الشامل ولو كانت تملك فأين هي هذه الاسلحة والحرب انتهت في بحر يوم واحد ودخل الجيش الامريكي الى قصور الرئاسة العراقية ووحدات الجيش العراقي بكل سهولة ويسر ؟!

وبقيت الولايات المتحدة لاكثر من عشر سنوات في العراق بعد ما اصبحت العراق خرابة تحتاج الى التعمير وظهر الهدف الحقيقي من الحرب وهو الاستيلاء على الغنائم التي تتمثل في الذهب الاسود (البترول) وتحقق لها ما ارادت ومع نهاية عام 2011م وبعد نهاية الجلاء الامريكي عن العراق بعدما اصبحت دولة بلا دولة لنرى ومع كل هذا كم الخسائر المادية التي تكبدتها الولايات المتحدة والديون الغزيرة التي غرقت فيها بسبب هذه الحرب السهلة عسكريا كما رأها المجتمع الدولي.

وبالاستطلاع السريع على حرب الولايات المتحدة الاخرى ضد افغانستان والتي استمرت ايضا لاكثر من عقد من الزمان والتي كانت بدعوى الحرب على الارهاب او الاسلام بين قوسين والتي لم تكن حربا بالشكل المفهوم فلم يكن هناك طرف اخر يتحارب معها ولكنها كانت لاستهداف المنطقة والسيطرة عليها وفرض حراسة على اي قوى تنشأ في هذه المنطقة مثل ايران التي اصبحت العدو الجديد للولايات المتحدة واصبحت تخاف تقدمها فهي ليست على هوى او سياسة الادارة الامريكية.

وعلى الرغم من هذه الحرب البلهاء التي شنتها الولايات المتحدة على دولة تعتبر صحراء كبيرة بدعوى الحرب على الارهاب المتمثل في جماعة طالبان وتنظيم القاعدة الامريكي الاساس فانها خسرت خسائربشرية فادحة من حربها مع تنظيمات عصابية متمثلة في حركة طالبان وخسائر مادية متمثلة في رواتب الجنود والظباط ونقل الاسلحة وووقودها مثلما الحال في حربها على العراق .

لتخرج الولايات المتحدة مديونة بديون كبيرة تجعل ميزانيتها في خطر لتسجل الولايات المتحدة اكبر دول العالم عجزا في الموازنة العامة وتتفاقم ديونها لدى دول العالم والصين بشكل خاص الى ما لا يتخيلة احد مع اكبر واقوى ادارة سياسية في العالم وكل هذه الخسائر نتاج حروب واهية لا سبب لها سوى اطماع دائمة تنتهي بهم الى خسائر اكبر .

لتصل الولايات المتحدة الى عجز حقيقي في تحقيق احد اهدافها في اسقاط الدولة الايرانية التي بدأت في التصاعد والقوة من تصنيع السلاح النووي الفتاك الذي لم يستخدم في التاريخ سوى في الحرب العالمية الثانية وكان المستخدم الوحيد هي الولايات المتحدة لتدمير اليابان انذاك لينقلب السحر على الساحر وتصبح ايران الدولة الاسلامية من اكبر اعداء الولايات المتحدة وتستطيع باقتصادها القوي الذي تحمل الكثير من الحصار والعقوبات الامريكية والدولية لتصنيع السلاح النووي .

لتصبح الولايات المتحدة عاجزة عن ايقاف التطور النووي الايراني والعجز المادي الصارخ في فكرة الحرب على ايران التي ستكبد الولايات المتحدة اموالا طائلة لا تقوى عليها ... فهي عاجزه عن سداد ديون الحروب السابقة.

لتأتي اليها فكرة جديدة في توفيق اوضاعها المادية وتحقيق هدفها الاسمى في الحرب على ايران ولكن بطريقة جديدة وهي الحرب المجانية:-

فالحرب المجانية هي الحرب التي تريدها الولايات المتحدة على ايران ولكن باموال خليجية وبالتحديد بمساندة المملكة العربية السعودية في التمويل بعد ايهامها بان ايران خطر حقيقي يداهم المملكة ودول الخريج ولابد من التخلص منه ولكن كيف وانا مديونة؟!

وكعادة دول الخليج التي قامت وظلت ضعيفة عسكرية بسياسة امريكية قديمة في المنطقة لكي تتعكز وتتواكل على الولايات المتحدة لجلب حقها المسلوب في الخليج العربي من جزر بترولية تدعي ملكيتها وتسيطر عليها ايران منذ زمن ... لتأتي الولايات المتحدة الفارس الهمام الذي يسهر الليل على دفع الظلم عن المظلوم وجلب الحق من الظالم !!!

حقا انها حرب مجانية تدخلها الولايات المتحدة باموال خليجية وتشترك فيها دول عربية لا ذنب لها في دخول اي حرب وما يتبعه من خسائر سوى الطاعة العمياء للولايات المتحده وبالتالي تحقق الولايات المتحده هدفها من القضاء على ايران وفي نفس الوقت تسدد ديونها المستحقة عليها بعد ان تسلب دول الخليج اموالهم من اجل الحرب على ايران فهي لن تخسر هذه المره بل ستربح اموالا تساعدها في سداد ديونها .

انتظروا قريبا الحرب المجانية التي ستحدث قريبا من الولايات المتحدة وحلفائها على ايران وتوفيق اوضاع الولايات المتحده المالية وخراب المنطقة جراء هذه الحرب التي لن تكون هذه المره من طرف واحد مثل السابق ... وليذهب الشرق الاوسط الى الجحيم في سبيل نجاح الولايات المتحدة وسداد ديونها وتحطيم من يقوى على مواجهتها في المستقبل.

الثلاثاء، 10 يناير 2012

معركة البقاء


ثورة يناير التي غيرت ولا تزال في مراحلة تغييرها لشكل التاريخ المصري الحديث والتي تؤكد انها الثورة الاغرب على مر التاريخ منذ بدايتها ومرورا بالاحداث التي عقبت حدوثها وحتى الان فهي لم تستكمل بعد ولم تنتهي الى نتائج حتى يومنا هذا وبعد مرور عام كامل من بدايتها ... .

على مر التاريخ وعندما يسرد لنا تاريخ العالم كل الثورات التي حدثت نجد تشابها كبيرا بين معظمها في النتائج وما آلت اليه في النهايه من انتصار للثوار ومحاكم ثورية للفاسدين ... فالثورة ومن اهم مبادئها انها تحكم محاكم فورية لا تنظر فيها الى مباديء العدل في اعطاء المتهم بالفساد في ان يدافع عن نفسه او يتنصل من فساد اقترفة واقدم عليه ... ولا تهدا الا بظهور نظام جديد يحمل من الشفافية والعدل ما لم يحملة قبلة النظام الفاسد المثار علية ... وكانت دائما الثورات تتبنى قائدا لها يلتف حولة الثوار ليصبح القائد والمفجر لهذه الثورة لتصبح مبادئة وافكارة في المستقبل ملهمة لكل من اتى بعده مثلما حدث مع الثائر الكوبي الارجنتيني المولد الذي اصبحت مبادؤه وافكارة نبراسا يحتذي به .

ولكن وعندما تحدث في مصر ثورة شعبية قام بها الشعب المظلوم المهضوم على مدار عقود طويلة حقة الذي تحمل وصبر وعانى كثيرا حيث لا يتسطيع ان يتحملها بشر سوى من بنوا الاهرامات وحفروا قناة السويس وعاشوا عصورا من الاستعمار الاجنبي بمختلف اشكالة  فانها وبالتأكيد تصبح ثورة مختلفة ويرجع اختلافها الى طبيعة الشعب المصري وصفاتة التي توطنت وكمنت بداخلة على مر العصور والحضارات المختلفة التي مرت عليه ومن اهمها الطيبة الكامنة بداخلة التي كانت عاملا مؤثرا في ثورتة وفي مسار الثورة بشكل جعلها بالفعل ثورة مختلفة ونادرة لا تحدث على مدار التاريخ الا في ارض الحضارات والتاريخ .

تفردت الثورة المصرية القائمة على انهاء الفساد المستشري والمتفشي في كل مناحي الحياه المصرية منذ عقود طويلة سواء في عصر اللامبارك حسني مبارك او في عصر من سبقوة من المؤسسة العسكرية التي اثبتت بما لا يدع مجال للشك انها بارعة في الحروب وحماية الوطن وفاشلة فشل ذريع في ادارة شؤون مصر السياسية بانها لم تحاكم الفاسدين من النظام بمحاكم ثورة فورية ولكنها وبموافقة شعبية ارادت ان تحاكمهم محاكمة طبيعية امام القضاء العادي .... مما عكس للعالم اجمع ان الثورة المصرية ثورة حضارية كما هو حال ارضها وحضارتها التي تعد اقدم حضارات التاريخ .

كما انفردت الثورة المصرية بما لم يحدث في اي ثورات سابقة على مر التاريخ بانها لم تقطع كل ذيول الفساد بل وتركت ذيول الفساد لا تزال في سدة الحكم ... فلا يعقل ان يثور المصريين على نظام فاسد ورئيسة وفي نفس الوقت يفوض هذا الرئيس الفاسد بعض معاونية لادارة شؤون البلاد ويقبل الشعب هذا التفويض .

ونتيجة الى هذه الانفرادات التي وان كانت في ظاهرها جيدة ولكنها سلبية فقد تحولت الثوره الى انتقام من ذيول النظام الفاسد المتمثل في المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد الى الثوار الذين ثاروا واسقطوا رئيسهم المبارك ...

فلم تهد الثورة منذ تنحي الرئيس المخلوع الا وحدثت اعمال عنف ضد الشعب والمتظاهرين بالتحديد منذ شهر مارس ومرورها بكل شهور السنة الماضية حتى شهر ديسمبر وفي كل حدث يسقط مزيدا من الشهداء دون ادنة تحرك او رده فعل من عموم الشعب الذي استطاع المجلس العسكري ان يشعره بان الثوار هم مخربين لمصر وكان هذا احد ضرائب الصمت على التفويض اللعين ونتيجة ايضا الى الاستفتاء اللعين الذي اجراه المجلس العسكري في شهر مارس والذي كان هدفا وسببا لتمزيق وحدة الشعب والتفافة جميعا على الثورة والايمان باهدافها النبيلة .

ليبدا العام الجديد وتقترب علينا اولى ذكرى الثورة المجيدة التي وان كان البعض يتخيلها فرصة للاحتفال ولكن الثوار الحقيقين يرون فيها استكمال لثورتهم الغريبة التي لم ولن تحدث في اي نظام في العالم سوى في مصر ... 

وفي المقابل يرى المجلس العسكري احد توابع النظام الفاسد انها معركة البقاء للنظام والقضاء على الثورة والثوار .... ليقف الاخوان المسلمين والاحزاب ذات المرجع الديني موقف المتفرج مثلما وقفت الشهور السابقة تاركة الثوار ومهرولة في اتجاه مصالحها وفي سبيل نهضتها فقط .

لتصبح في محك حقيقي بعد نجاحها في تمثيل اغلبية السلطة التشريعية وموقفها المنتظر من الشعب المصري الذي اعطى ثقتة لها في انتظار نتائجها المبهره التي قد تكون مخزية في الواقع ليحدث وبالتاكيد صدام ثلاثي بين الثوار والمجلس العسكري وحزب الاغلبية في البرلمان ... وكل طرف من الاطراف الثلاثة يصارع من اجل البقاء ...

فالثوار يصارعون من اجل بقاء ونجاح ثورتهم ... والمجلس العسكري في صراع مضاد من اجل بقاء نظامة الفاسد الذي يعد احد تروس عحلاتة ... وبين حزب الاغلبية في البرلمان الذي ينتظر شعب مصر منه الكثير بعدما وضعوا ثقتهم فيه ... ويصبح الخامس والعشرين من يناير القادم حلبة للصراع بين اطراف المثلث ... وتصبح المعركة في الحقيقة .... هي معركة البقاء.

قد نرى في هذا احداثا قوية قادمة واضطرابات شديدة ... حيث يخرج السلاح ويشهر على متظاهرين سلميين ... وقد نرى ايضا ايمانا قويا من المتظاهرين ودفاعا مستميتا عن ثورتهم وفنائا بحياتهم فدائا لها ... وقد نرى ايضا مواقفا مشرفة او مخزية لاحزاب البرلمان التي تنادي بالشرعية في ظل ثورة لا تعترف الا بشرعيتها .

لننتظر جميعا .... معركة البقاء

الاثنين، 2 يناير 2012

عام المعجزات 2011


مر على تاريخ مولد السيد المسيح عيسى عليه السلام الفان واثنا عشر سنة ومر قبل ذلك الالاف السنين من تاريخ البشرية منذ ان خلق الله ادم علية السلام .  عاش فيها البشر احداثا ومواقف كتبها التاريخ ورصدها كي تتحول من حاضرا يعيشة البشر الى تاريخا يتحاكى به من جائوا بعدهم من اجيال وعصور .

ولكن ... وعندما يقف الانسان متابعا للتاريخ ... راصدا له ... ومحبا لفهم ما يحتوية من احداث ... فانه يصطدم بتاريخ جديد واحداث غريبة لم يكن متوقعها او متخيلها يوما من الايام.

من يقرأ التاريخ ويتابعه ... وبالتحديد تاريخ مصر اقدم واعرق الحضارات بالعالم ... فإنة يجد وعلى مر التاريخ مراحل التغيير في مصر والتي نشأت وانتهت ونشأت مره اخرى على مدار عقود طويلة بل وقرون طويلة في بعض المملكات ... منذ الحضاره الفرعونية ومن ثم الاغريقية والرومانية الى الحضارة الاسلامية منتهية بتاريخ مصر الحديث من دولة عثمانية ثم انقلاب 52 وتحول مصر من مملكة عثمانية الى جمهورية مصرية.

وبعد كل هذه المقدمة التي وضحت ان التاريخ لا يكتب في ايام او شهور او سنه ... بل يحتاج الى عقود وقرون ... اتت لنا سنة المعجزات التي جائت لتسرد لنا تاريخا منفردا قد يحدث في عقود وقرون ليحدث في سنة المعجزات.

بدأت بشائر قدوم عام الفان واحد عشر ميلادي من تونس ... حيث ما حدث لبائعة الفاكهة الذي يدعى (بوعزيزي) الذي لم تقبل كرامتة ان تصفعة الشرطية ليقوم بحرق نفسه منتحرا ليشعل نار الشعب التونسي اجمع ضد الظلم والطغيان .

ثورة تونس 18/12/2010 – 14/1/2011

لتبدأ سنة المعجزات باحتشاد الشعب التونسي ضد ظلم وطغيان حكامة ... ليتعالى الهتاف باشهر جملة جائت في التاريخ (الشعب يريد اسقاط النظام) ... وبالفعل وبالتحديد في يوم الرابع عشر من يناير وهو يوم هروب الرئيس التونسي السابق لينتصر الشعب التونسي ويتعالى الهتاف (بن علي هرب) ليعلن الشعب التونسي نجاح ثورتة العظيمة التي لم تأخذ اكثر من شهر حتى يتم الله لها النجاح.

ومنذ الخامس عشر من يناير والعالم العربي ينظر الى تونس وما فعلة الشعب التونسي ضد الظلم والطغيان والحكام الفاسدين .

ثورة مصر 25/1/2011 – 11/2/2011

ليتطلع الشعب المصري العظيم الى هذا الحلم الذي اصبح في اقل من شهر حقيقة تونسية ويفكر هو ايضا ان يحقق ذات الحلم ويجعله حقيقة.
ويختار الشعب المصري يوم الخامس والعشرين من يناير الذي كان يعد في السابق عيدا للشرطة ليبدا به ثورتة على الظلم والتعذيب والفقر ويبدا التحضير الى هذا اليوم بالشكل الغير تقليدي فلم تحدث اجتماعات لاحزاب او لقائات لشباب ولكن التجمع بدأ وتم الحشد له عبر اثير الانترنت وبالتحديد  موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) واتفق الالاف على النزول في هذا اليوم والهتاف ضد الظلم والتعذيب والفقر.

ويحتشد الالاف حتى تأتي جمعة الغضب الموافقة للثامن والعشرين من يناير التي سالت فيها دماء المصريين من بطش الشرطة وفرط القوة ضد المتظاهرين ليتزايد اعداد المصريين الى ملايين المتظاهرين في جميع المحافظات ... لتسقط الشرطة وليبدأ مبارك في التفاوض من اجل بقائة رئيسا بعد ان علم جيدا ان الشعب المصري غضب ولن يهدا الا بالاطاحه به ... لتأتي موقعة الجمل في الثاني من فبراير وبتدبير من الحزب الحاكم وقتها (الحزب الوطني) لتطيح بكل امال الرئيس السابق مبارك وتزيد من اصرار الشعب المصري على محاكمة الرئيس السابق وليس اقصاؤه من منصبه فقط.


ويأتي اليوم الحادي عشر من فبراير ليخرج على المصريين نائب الرئيس السابق عمر سليمان ليقول: ان الرئيس مبارك قد تخلى عن منصبه وفوض المجلس العسكري بادارة شؤون البلاد ... ليفرح الشعب المصري باقصاء مبارك من حكم مصر فلم يتخيل او يحلم احد يوما ما ان يحدث هذا وفي غضون ثمانية عشر يوما ليس اكثر.

ثورة ليبيا 17/2/2011

وبعد نجاح الشعب التونسي والشعب المصري في اقل من شهر ونصف من عام المجزات في اسقاط روؤسائهم وانظمتهم المستبده ... حتى وجد الشعب الليبي الذي يحده من الشرق مصر ومن الغرب تونس انه من الممكن تحقيق نفس الحلم الذي استطاع الشعب التونسي والشعب المصري تحقيقة .

فلم يجد الشعب الليبي شأنة شأن الشعوب العربية جميعها في رئيسة ونظامه الحاكم ضآلتهم من سوء في المعيشة وفقر وظلم وتعذيب ليبدأ الشعب الليبي ثورتة عقب انتهاء الثورة المصرية وبالتحديد في السابع عشر من فبراير اي عقب تنحي الرئيس المصري السابق باقل من اسبوع.

وبطبيعة النظام الليبي الذي كان يعتمد بالاساس على اللجان الشعبية وليس الجيش النظامي فكان من السهل تحول الثورة الليبية الى ثورة مسلحة بين القبائل المؤيده للثورة وافراد حرس الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لتستمر المعارك التي مع الوقت تدخلت فيها هيئة الامم المتحده بعدما وجدت الالاف الشهداء يتساقطون يوما بعد يوم ليشارك حلف الناتوا عسكريا مؤيدا للثوار ضد القذافي وحرسة ومؤيدية من المستفيدين من بقائة ... لتستمر المعارك اكثر من ثمانية اشهر وبالتحديد يوم 20 اكتوبر 2011 مع قتل القذافي ونهاية عصره والاعلان الرسمي بانتصار الثورة الليبية وما تلى ذلك من قرارات واحكام سريعة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي اعطى درسا في حب ليبيا وانكار الذات.

ثورة اليمن 11 فبراير 2011 وحتى كتابة المقال ولم تنتهي حتى الان

قامت ثورة اليمن في نفس يوم تنحي الرئيس السابق مبارك بجمعه عرفت بنفس اسم جمعه الغضب المصرية ولكنها يمنية هذه المره على نفس الاسباب التي نشات عليها الثورات العربية الاخرى وبالفعل انشق فصيل كبير من الجيش على يد ابن عم الرئيس اليمني واصبحت الثورة سلمية في احيان وحربية في احيان اخرى ولكن لا تزال بالتاكيد الثورة مستمره نظرا لبقاء الرئيس اليمني حتى الان في منصبه ومماطلتة الدائمه من الموافقة على مبادرات وغيرها من اجل البقاء اطول فتره ممكنه ولحمايه نفسه من عدم الملاحقة القانونية ولا تزال الثورة مستمره حتى يسقط نظام علي عبدالله صالح لتمتد الى مطلع السنة الجديده ولا يعلم احد الا الله متى ستنتهي الثورة وتحقق اهدافها.

ثورة سوريا 17 مارس 2011 ... حتى كتابتي هذه الكلمات 2/1/2012

بدات ايضا الثورة السورية على غرار الثورات السابقة التي اتحدت اهدافها ضد الظلم والقمع والتعذيب والفقر ... ضد اشد واقصى الانظمة المستبدة تحت ادارة بشار الاسد الذي كان اوفر حظا من جمال مبارك فقد توفى والده الرئيس السابق لسوريا واتم التوريث الذي فشل فيه مبارك لابنه جمال لبقائة حيا حتى الان ... وعلى مدار الشهور الماضية سقط الكثير من الشهداء السوريين الاحرار المطالبين بالحرية والعدالة والكرامة في مواجة جيش نظامي سوري يقدس ويأله بشار الاسد مع استثناء المنشقين من الجيش المؤيدين للثوار ولا تزال الثورة السورية مستمره من عام المعجزات والربيع العربي وحتى بداية العام الجديد ولا يعلم احد متى تتوقف وتنتصر الثورة فلم يتحرك حتى الان المجتمع الدولي التحرك الفاعل مثلما تحرك ضد معمر القذافي في ليبيا !!

ولم تقف سنة المعجزات على هذه الثورات العظيمة فحسب بل اجتاحت الكثير من الدول احتجاجات شعبية كبيره كادت ان تصبح ثورات وقد تصبح قريبا منها :-

الاردن
:-

الاحتجاجات الأردنية 2011 هي موجة من المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية التي انطلقت في مختلف أنحاء الأردن مطلع عام 2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العربية العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصةالثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. كان من الأسباب الرئيسة لهذه الاحتجاجات تردي الأحوال الاقتصادية وغلاء الأسعار وانتشار البطالةوانتشار الفساد . وقد بدأت هذه المَسيرات يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد صلاة الجُمعة واستمرت في الأسابيع التالية.

البحرين :-

الاحتجاجات البحرينية 2011 م هي حملة احتجاجات شعبية بدأت يوم الإثنين 14/2/2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات شباب مستقلون إلى جانب سبع جمعيات معارضة شيعية وليبرالية وقومية وبعثية تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية إلى جانب جمعيات معارضة غير مسجلة رسميا لدى الدولة كجمعية الوفاء وحركة حق بقيادة حسن مشيمع. وتتميز هذه الثورة بالتكتم الإعلامي الشديد عليهاً نظراً لأنها أول ثورة تستهدف نظام ملكي وخليجي. وحكومة البحرين هي الوحيدة التي استعانت بقوات من دول أخرى أغلبها من السعودية وبعضها من الإمارات لقمع الاحتجاجات. انتهت هذه الاحتجاجات باقتحام الجيش لدوار اللؤلؤة الذي تمركزت فيه أغلب الاحتجاجات وتدميره بعد طرد المتظاهرين منه واقتحام مستشفى السلمانية أكبر مستشفيات البحرين وإقامة حواجز ونقاط تفتيش في عدة نواحي من البلاد وإعلان حالة الطوارئ تحت مسمى السلامة الوطنية. تلى ذلك سلسلة اعتقالات واسعة ومحاكمات عسكرية ومدنية شملت شخصيات بارزة وكوادر طبية.

الجزائر :-

احتجاجات الجزائر 2011 م هي حملة احتجاجات شعبية بدأت منذ شهر يناير/كانون الثاني عام 2011 م, متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وقادت هذه الاحتجاجات أحزاب المعارضة بالإضافة إلى الشبان الجزائريين الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.

سلطنة عُمان :-

الاحتجاجات العـُمانية 2011 م هي حملة احتجاجات شعبية انطلقت يوم الجمعة 18 يناير/كانون الثاني عام 2011 م, متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات الشبان العمانيون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.

العراق :-

الاحتجاجات العراقية 2011 م هي حملة احتجاجات شعبية بدأت منذ مطلع شهر شباط/فبراير عام 2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة الثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات شبان يطالبون بالقضاء على الفساد وإيجاد فرص عمل لأعداد كبيرة من العاطلين خاصة حملة الشهادات الجامعية، والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. فيما رصد المراقبون غيابا للأحزاب والكتل السياسية والرموز الدينية التي استحوذت على الشارع العراقي بعد الغزو الأميركي للبلد عام 2003 م. الأمر الذي أوضح أن الصراع الطائفي والعرقي ليس بين أبناء الشعب بل بين الكيانات السياسية التي لا تمثل واقع المجتمع.

المغرب :-

الاحتجاجات المغربية 2011 م هي حملة احتجاجات شعبية انطلقت يوم الأحد 20/2/2011 م متأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011 م وبخاصة بالثورة التونسية وثورة 25 يناير المصرية اللتين أطاحتا بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك. قاد هذه الاحتجاجات الشبان المغاربة "حركة 20 فبراير" بدعم من الهيئات الحقوقية والأحزاب السياسية المغربية وعموم المواطنين المغاربة, وطالب المتظاهرون بملكية دستورية برلمانية ديموقراطية إجتماعية وبإصلاحات سياسية واجتماعية. أنشئ دستور جديد يحد من صلاحيات الملك و تقوي موقع رئيس الوزراء، ودخل حيز التنفيذ في 1 أغسطس 2011، بعدد من الحقوق المدنية الجديدة، بما في ذلك الضمانات الدستورية لحرية التعبير، المساواة الاجتماعية للمرأة، حقوق لغوية للمتحدثين بلغات الأقليات واستقلال القضاء.

وبعض الاحتجاجات المحدودة التي اجتاحت كل من :-

الإمارات و جيبوتي و السعودية و السودان و الصومال و الكويت و لبنان و موريتانيا واسرائيل وغيرها.

ولم تقف عند هذا الحد بل وصلت الى احتجاجات عالمية ... حقا عام المعجزات:-

احتجاجات روسيا :

تظاهر المئات في روسيا يوم 8 فبراير 2011 متأثرين بالثورة التونسية والأخرى المصرية، ومُطالبين بتغيير الحكومة. وتعود أسباب هذه الاحتجاجات إلى سوء أوضاع الاقتصاد الروسي. فقد بلغ عدد الناس تحت خط الفقر في روسيا 19.6% عام 2007، بينما في مصر كانت 16.7% عام 2005، وفي بداية عام 2010 كانت النسبة روسيا 9.2% بينما كانت في مصر عام 2009 تبلغ 9.4%، ولذا فبسبب هذه المَشاكل الاقتصادية وسوء الأحوال المَعيشية فقد سخط الشعب في روسيا على الحكومة.

احتجاجات الصين:

دعت عناصر غير محددوة الهوية إلى احتجاجات في الصين. طالبت ب"ثورة الياسمين" وهو الاسم الذي اطلقه الإعلام الغربي على الثورة التونسية. في 20 من فبراير تظاهر صينيون في 13 مدينة مطالبين بفرص عمل، مسكن، حرية، عدالة وديمقراطية.

احتجاجات إيران:

لاحتجاجات الإيرانية 2011 سلسلة من المظاهرات في جميع أنحاء إيران التي بدأت في 14 فبراير 2011. وجاءت الاحتجاجات مع احتجاجات الانتخابات الإيرانية 2009-2010 وتأثرت احتجاجات متزامنة مع ثورة تونس ومصر التي اطاحتا بنظام بن علي ونظام حسني مبارك. وقد أسفرت حتى الآن الاحتجاجات في ما لا يقل عن 18 حالة وفاة معروفة، مع مئات الجرحى والوف المفقدون.

احتلوا وول ستريت:

هي حركة احتجاجات جارية تدعو إلى احتلال وول ستريت في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. بدأت المظاهرات عندما نادت بها مجموعات على موقعي الفيسبوك وتويتر، وذلك تأثراً بحركة ثورات الربيع العربي التي أسقطت ثلاثة أنظمة حاكمة في الوطن العربي ووصلت إلى نظامين آخرين بأعلى درجات الاحتقان. في 15 أكتوبر دُعيَ إلى عولمة المظاهرات لتصبح حدثاً عالمياً يستهدف جميع مدن وبلدان الأرض، مما أدى إلى خروج المظاهرات في أكثر من 1,000 مدينة في 25 دولة تضم بعضاً من أكبر اقتصادات العالم، وتوسعت الحركة لتتحول إلى حركة عالمية.

بدأت الاحتجاجات بمسيرة صغيرة في 17 سبتمبر في وول ستريت شارك فيها قرابة مئة شخص، واستمرَّت أعدادهم بالنمو شيئاً فشيئاً على مدى أسبوع، حتى جاءت الشرطة واعتقلت معظمهم (أكثر من 80 شخصاً) في 24 سبتمبر بحجة "عرقلة حركة المرور". وبعد هذا الاعتقال الجماعي الأول من نوعه ترك المحتجون وول ستريت واتجهوا إلى ساحة في "حديقة زوكوتي" المُجاورة، وأصبحت هذه الساحة هي معقلهم الرئيسي حيثُ ابتعدت عنهم الشرطة نظراً إلى أن الحديقة مكان عام يُفترض أن يفتتح طوال اليوم. في 30 سبتمبر قادت الحركة مسيرة إلى مقر شرطة نيويورك احتجاجاً على الاعتقالات المستمرة، ثم حاولت قيادة مسيرة أخرى شارك فيها ألفا متظاهر عبر جسر بروكلين، لكن الشرطة اعتقلت 700 شخص منهم بحجة عرقلة المرور أيضاً، على الرغم من الإفراج عن معظمهم بعدها بساعات.

في 15 أكتوبر وبعد أسبوع من الدعوات المسبقة انتشرت الاحتجاجات للمرة الأولى لتشمل جميع مدن العالم، إذ خرجت المظاهرات في أكثر من 1,500 مدينة حول العالم مئة منها في الولايات المتحدة وحدها، وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات عنيفة في العاصمة الإيطالية روما. وعلى الرغم من انحسار المظاهرات قليلاً بعد ذلك اليوم فقد استمرَّت الاعتصامات ببعض المدن الأمريكية خصوصاً نيويورك وواشنطن طوالَ الأسبوع التالي، لكن الشرطة هاجمت الاعتصامات مجدداً في 16 أكتوبر واعتقلت أكثر من 300 متظاهر في أمريكا.

لم تكتفي سنة المعجزات بالثورات والاحتجاجات العربية والعالمية بل حدث بها كوارث عظيمة مثل تسونامي اليابان الذي كان بمثابة كارثة انسانية تاريخية اخرى بعد قنبلتي هيروشيما ونجازاكي في الحرب العالمية الثانية.

تسونامي اليابان:

في 11 مارس الماضي اهتز العالم حرفيا مع الزلزال الكبير الذي ضرب سواحل اليابان الشرقية، فالعلماء قدروا تحرك الأرض عن محورها بنحو 16.5 سنتيميتر ما جعل الكرة الأرضية تدور أسرع ليقصر اليوم بمقدار 1.8 مليون من الثانية. هذه التغيرات التاريخية في عمر كوكب الأرض هي الجزء الأقل مقارنة بحجم الدمار الذي خلفه الزلزال البالغ قوته 9 درجة على مقياس ريختر، فمحصلة القتلى في الزلزال وموجة المد البحري الكبرى التي تبعته كانت نحو 16 ألفا، وعدد الجرحى قارب الستة آلاف، فيما لايزال نحو 3600 شخصا في عداد المفقودين، بخلاف تشريد 7500 شخصا على الأقل. وظهرت ملامح أخرى للمأساة اليابانية مع وقوع ثلاث انفجارات في المفاعل النووي فوكوشيما، ما أضطر السلطات لإخلاء المناطق المحيطة به، وترقب العالم خاصة الدول المحيطة باليابان محاولات السيطرة على المفاعل خوفا من انصهار الوقود النووي ووقوع انفجار يعيد للذاكرة مأساة تشيرنوبل. أما اقتصاديا فقد قدرت اليابان ما تحتاجه لإعادة إعمار المناطق المنكوبة بنحو 49 مليار دولار أمريكي.

والكثير من الاحداث والظواهر التي تستحق مقالات تكفي لانشاء مذكرات تاريخية تحتوي صفحاتها على الالاف الاحداث وتسطر تاريخا لم يكتب في قرون طويلة ولكنه حدث بالفعل في سنة واحدة فقط ... حقا عام المعجزات.