الجمعة، 9 مارس 2012

هو فين … حق الشهيد؟!


مر على الثورة المصرية اكثر من عام … تتابعت فيها الاحداث منها الاحداث الدموية وعلى مدار شهور السنة باكملها ومنها احداث سياسية من استفتاء وانتخابات برلمانية وقرارات سياسية مختلفة واحداث اجتماعية واقتصادية متمثلة في مشاكل المواطن المصري اليومية التي تفاقمت مع الايام من بطالة وغاز واسعار وغيرها من مشاكل المواطن المصري المعاصرة والتي لم تكن ابدا وليدة ما بعد الثورة بل كانت منذ عقود طويلة على ايدي الانظمة الفاسدة التي عبثت ولا تزال تعبث بهذا الوطن.

كثرت المطالب الفئوية التي تبحث مشكلة لفئة من فئات الشعب وخاصة موظفي الحكومة الذي كانوا دائما احد تروس عجلة الفقر التي دارت في مختلف طوائف الشعب وكان المسؤول الاول والاخير عن ادارتها النظام الفاسد الذي لم يلتفت الى هذا الشعب ولا يعيره اي اهتمام.

ومع مرور الوقت وعدم حدوث اي تغيير ومع كثرة المطالب الفئوية والوقفات الاحتجاجية والاضرابات … والتي دائما ما كانت توصف بانها المعطلة والمعرقلة لعجلة الانتاج … تلك العجلة التي لم تدور او تتحرك منذ اكثر من ستون عاما … بل كانت عجلة الفساد هي التي تدور وتتسارع في دورانها حتى دهست اغلبية الشعب الذي اصبح فقيرا لا يجد قوت يومة ولا يملك مستقبل لابنائة.

واذا كانت المطالب الفئوية تبحث مشاكل فئة من الشعب بعد الثورة التي اعطت للشعب القدرة على السعي وراء حقوقهم ومطالبهم … فالثورة ايضا اعطت لمصر الكثير من الشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل ان يصبح المواطن المصري اكثر كرامة وان يعود للمصري حقوقة التي سرقها منة نظام فاسد لا يعرف معنى العدل ولا يهمة سوى ملأ خزائنة.

انتظر المصريين مجيء مجلس الشعب حتى يصبح حينها من يستطيع ان يتحدث باسم الشعب الثائر وان يطالب بحقوق الشعب الذي بذل من الدماء الكثير حتى يأتي هذا المجلس ويستطيع ان يكون له كلمة وتتحول مصر من شعب محكوم لا يملك القرار الى شعب يحكم ويملك القرار ويملك الارادة التي سلبها منه حاكمة في السابق.

وقد جاء مجلس الشعب وهو يعلم قبل مجيئة ما هي اولولياتة وطلبات شعب مصر الذي اختارة … حتى يفاجيء الجميع بالحديث عن ما هو تافه ويترك عظيم الامر ويتجاهل اولوليات الثورة التي كانت سببا في مجيئة ووضعة الذي لم يكن يحلم ان يصبح فيه يوما ما.

انتظر المصريين موقفا حقيقيا للبرلمان في مواجهة المجلس العسكري الذي يعوث في الارض فسادا واستبدادا بقرارات سيادية لا تخدم الا مصالحة ومصالح النظام الفاسد الذي يعد احد اركانة القوية والذي يحمل في طياتة وفاء الكلب لصاحبة … فاذا كان مبارك صاحب الكلب … فالمجلس العسكري هو الكلب الوفي … حتى يتحول مجلس الشعب الى خانع وخاضع ومكملة ضائعة وتتحول احلام المصريين في التغيير الى كوابيس … ودماء الشهداء الى ذكرى مؤلمة وندم على تضحيتهم من اجل من لا يستحقون التضحية.

حتى يصبح من العبث ان يصدق من له عقل حباه به الله ان تأتي انتخابات رئاسية قادمة يشرف عليها هذا المجلس العسكري وتصبح نزيهة … فمن اين تاتي تلك النزاهة ومن اين ياتي العدل من هذا المجلس الذي تطاول على القضاء وتدخل في شؤون وحول العدل الى ظلم والقضاء الى هزل وعبث .

وهل ينتظر المصريون المفاجأه المعروفة مسبقا في محاكمة مبارك الهزلية وهم يعرفون مدى ولاء الكلب لصاحبة؟ … ام ينتظرون انتخابات رئاسية يأتي من خلالها احد كلاب النظام السابق الذي يستطيع ان يحمي قائدة المخلوع والمجلس العسكري الذي اصبح صاحب فضل في مجيئة؟!

هل ينتظر حق الشهيد الذي لم يأتي حتى الان هذا العبث وهذه المسرحية الهزلية … وهل وبعد مرور اكثر من عام لم يحاكم فيه قاتل واحد لشهداء الحرية ومن تلاهم من شهداء ؟ … ومع خنوع المجلس العسكري وسجودة للولايات المتحدة التي كانت تستعبد قائدهم مبارك حتى تستعبدهم … سيأتي حق الشهيد؟!

هل ننتظر من ابليس ان يمنحنا الهداية؟ ام ننتظر من مجلس العار والقاتل الماجور لشهداء مصر ان يجيء لنا بحقوق الشهداء … ام ننتظر من كلاب السلطة واصحاب المصالح الشخصية ان يتذكروا الشهيد ويتذكروا فضل الشهيد عليهم؟!

هل الحل في ثورة ثانية حقيقية تحطم هؤلاء الاصنام الذين لا يسمعون ولا يعقلون ولا يفقهون شيئا سوى الفساد … ام سنرضى بالبقاء مشاهدين حتى تكتمل المسرحية ويذهب حق الشهداء بلا رجعة وتذهب احلام الشعب في التغيير والكرامة والعدالة الاجتماعية الى حيث رجعة … ويبقى المواطن المصري … ارخص من رغيف العيش الذي يأكلة؟

لو عاد الزمن بالشهداء … لاعادوا النظر في هذا القرار … الذي بذلوا فية ارواحهم حتى يجيء من لا يستحقون التضحية … ولا يستحقون الحياة ايضاً.