الأربعاء، 16 مايو 2012

هكذا ... حاربوا الثورة



كانت اخر تصريحات مبارك قبل اجبارة على التنحي من رئاسة مصر انه اذا ترك السلطة سينقض عليها الاخوان ... وانهم اصحاب مصالح خاصة وقد تصبح مصر اكثر سوء وفساد وانه كان الافضل مالم تحدث هذه الثورة!

وكانت العقيدة الاصيلة لدى مبارك ونائبة ابان الثورة السيد عمر سليمان ان الثورة ما هي الى مخطط سعى الية الاخوان والتيارات الدينية واستطاعوا ان يجتذبوا عقول الشباب واندفاعهم حتى تتعاظم الثورة ومن ثم تنجح.

 ولم يكن ابدا في حسبان مبارك ومعاونية اي نظرة للشباب المعارض الثائر بانه صاحب قضية اصيلة في هذا المجتمع الذي استطاع النظام الفاسد وما يسمى بدولة العواجيز ان يحطم احلامة ويهمش تفكيرة ودورة ... فلا مستقبل ولا عمل ولا رأي ولا دور سواء كان سياسي او اجتماعي ينتظر الشباب الذي وجد في الثورة اخر ما يملك من امل في البقاء بدلا من الانتحار والفشل.

وكانت هذه العقيدة من تقارير المخابرات التي نقلت الى مبارك قبل قيام الثورة بيوم واحد فقط وانها لا تعدوا وقفة احتجاجية بشأن تجاوزات وزارة الداخلية ومحركها الاول هي الجماعات الاسلامية وعلى رأسها الجماعة المحظورة جماعة الاخوان المسلمين.

وبعد تنحي مبارك ومجيء المجلس العسكري وهم مساعدي مبارك القائد الاعلى للقوات المسلحة انذاك ومع التفكير العميق للانقضاض على الثورة التي اتت مباغتة لهم حتى تعطل تفكيرهم في ايام الثورة الاولى ... فتأخر خطاب مبارك للتهدئة وقام رموز نظامة بموقعة فاشلة دمرت كل التعاطف الذي استطاع مبارك ان يدخلة في قلوب المصريين العاطفيين.

ومع تفويض مبارك للمجلس العسكري بادارة شؤون البلاد ورجوع الثوار الى منازلهم حتى وان حدثت بعض المليونيات كل جمعة ولكنها ليست مباغتة شأنها شأن الثورة مما اعطى للنظام الفاسد دراسة الموقف وكيفية التعامل مع الثورة دراسة متأنية وعميقة وهم واضعين امام اعينهم الجماعات الاسلامية كعدو اصيل في قيام الثورة ... تلخصت في الآتي:-

1-   اذا ارادت الجماعات الاسلامية بعض المناصب التي كانوا متلهفين للحصول عليها في السابق وهو مالم يقبلة الحزب الحاكم انذاك وحولتها الى محظورة ... فلتأخذ بعض المناصب وكان هذا في الاستحواذ على اغلبية مقاعد البرلمان التي ذهبت الى جماعة الاخوان والتيارات السلفية .ومع تجريد هذه المناصب من صلاحيتها ... يستطيع النظام ان يثبت للشعب المصري ان المعارضة قبل الثورة كانت فاشلة ... حيث عندما صعدت الى منصة الحكم والتشريع لم تستطع ان تفعل شيئا.

2-   استقطاب بعض الشباب وخاصة الذين اثبتوا انهم يلهثون وراء الشهرة والاعلام وتحويلهم من شباب اصحاب هدف الى تابعين للنظام حيث تحققت اهدافهم واطمأنوا على مستقبلهم فما الداعي لاستكمال نضال واهداف الثورة التي لم تقم من اجلهم فقط ... وحتى يثبت النظام ان الشباب بشكل عام كان أناني لا يرغب الى في مصلحتة فقط وحتى يكره الشعب الثورة التي يمثلها بعض الشباب الانتهازي مثل هؤلاء.

3-   تسخير الاعلام للتحدث عن الاعتصامات والاحتجاجات الفئوية والاضرابات وتعظيم اضرارها وكانها السبب الرئيسي في ضياع وسرقة حقوق المصريين في السابق وانها السبب الاساسي في تعطيل عجلة الانتاج التي لا يعلم احد متى دارت حتى تقف!

4-   وانها بسبب قيام الثورة ... وساعدهم في هذا ضعف خبرة المواطن المصري البسيط بالتاريخ والسياسة التي لم يقرا فيها يوما وهو مشغول بتاريخ الرياضة ومن هو هداف الدوري.

5-   تحقيق انذار مبارك للشعب المصري عندما قال: انا او الفوضى بتعميم فكرة الانفلات الامني واعطاء الضوء الاخضر الى بلطجية الانتخابات التي كان يستعين بهم الحزب الوطني في الانتخابات من احداث حالة زعر في بعض المناطق ومن ثم يسلط الاعلام الضوء عليها حتى يشعر كل مصري ان يعيش في غابة وليست دولة ... وايضا هذا بسبب قيام الثورة ولو لم تكن لتقم لما حدث هذا!!!

6-   العمل الاستخباراتي المتفاني والوفي للنظام الفاسد في بث التحريات العسكرية بين الجماعات الاسلامية وما اسهل تربية الذقن حتى تصبح شيخا او بين الثوار حتى يعلم المجلس العسكري ما يدور بفكر الشباب والجماعات الاسلامية وصل الى التجسس على الهواتف الارضية والمحولة لقيادات الحركات الثورية والجماعات الاسلامية.

7-   تسخير الاعلام مرة اخرى في اثارة قضية افلاس مصر وانتهاء احتياطي النقد الدولي وان مصر على حافة الافلاس مع ارتفاع الاسعار وقلة الموارد وكل هذا بسبب الثورة ايضا وكاننا كنا نعيش في رغد من العيش في السابق!

8-   الدفع بمرشحين من المؤسسة العسكري والتوافق مع مرشح اخر من احد رموز النظام السابق وهم احمد شفيق وعمرو موسى حتى يستطيع المجلس العسكري تزوير الانتخابات لاي منهم وهم اكثر من تقدموا بفروض الولاء والطاعة لنظامهم السابق حتى يبقى النظام وتسقط الثورة.

9-   اقحام الجيش المصري في اي حدث وان الثورة يريدوا اسقاط الجيش والدولة وتدمير مصر وهم يعلموا مدى تقدير الشعب المصري لجيشة حامي حدودة وامانة من العدو الخارجي... وهو ما يثبت مدى حقارة ووضاعة فكر اعضاء النظام السابق اعضاء المجلس العسكري الذي دنس البدلة العسكرية عندما اصبح بهذا الفكر الحقير والتفاني في تدمير الوطن لصالح الحكم العسكري لمصر.

10-  افتعال بعض الاحداث التي يروح ضحيتها مزيد من الشباب شهداء لاستكمال ثورتهم وهذا حدث بالفعل فلم تكن ابدا الاعتصامات سببا في القوة المفرطة التي تعامل بها المجلس العسكري في مختلف احداث العام الماضي والحالي في مشهد غريب على ثورة تنتصر وثوارها يقتلوا ويعذبوا ويسجنوا!

11-  احياء روح الفزاعة القديمة التي كانت ترهب المصريين من الجماعات الاسلامية التي لو وصلت يوما للحكم فسوف يعيش المصريين اسوء مما كانوا من تقييد كامل للحريات وفرض الوصاية على الشعب في عاداتة وتقاليدة وحتى يعود النظام باختيار الشعب في انتخابات الرئاسة القادمة مما يتبعة انتهاء البرلمان الحالي وانتهاء وجود الجماعات الاسلامية في مناصب الدولة مرة اخرى ويعود النظام كما كان.

وتعقيبا على اخر نقطة فقد وجدنا فجأة جماعة الامر بالمعروف والتي تفرض امور الدين بالقوة على الشعب حتى يكره الشعب مجيء الاسلاميين ثم القضية التي رفعت على الفنان عادل امام حتى يشعر الشعب واهل الفن انه لا توجد حرية وان النظام السابق كان افضل بكثير... مضيفا حملة ختان الاناث بالمنيا حتى يشعر الشعب انه ذاهب الى الهاوية اذا وصل الاسلاميين للحكم.

وملخص فكر النظام يكمن في ... ان يحكم مصر احد اثنين ... اما فاسد عميل للمخابرات الامريكية والاسرائيلية ... او اسلامي متعصب متطرف والاسلام بريء من كل حملات التشوية هذه والتي للاسف ساعد على وصولها وترسيخها في عقيدة المواطن المصري ... الجماعات الاسلامية نفسها!

وبهذا تنتهي الثورة ... ويبقى النظام ومن يعترض بعد ذلك فمصيرة القتل او السجن وتبقى خلصت الحكاية!!