الاثنين، 26 ديسمبر 2011

توثيق احداث مجلس الوزراء 16/12/2011 حتى 21/12/2011


بدات احداث مجلس الوزراء وهي ليست الاحداث الاولى التي يسقط فيها شهداء مصريين محبين لتراب هذا الوطن وبنفس البدايات التي بدأ بها الاحداث الشهريه التي تفتعل من اجل تصفية الثوار ومحاسبتهم على ما قاموا به من ثورة على نظام فاسد امتد اركانه كل جنبات المجتمع.

منذ انتهاء احداث محمد محمود في نوفمبر والتي راح ضحيتها ايضا العديد من الشهداء والمصابين وانتقل المعتصمون الذين لم يتجاوزا عددهم المائة فرد من اهالي شهداء ماسبيرو ومايو ويناير وكل شهور هذه السنة التي اقتربت من نهايته دون تقدم حقيقي في نجاح ثورتنا العظيمة وانتقل المعتصمون الى مجلس الوزراء ليتخذوا شارعا جانبيا امام المجلس متفرع من شارع القصر العيني ليعتصموا سلميا احتجاجا على مطالبهم البسيطة والمشروعة التي لم تحقق حتى الان .

وفي يوم الخميس 15/12/2011 وفي منتصف الليل ...

تم القاء القبض على احد الشباب المعتصمين من قبل الشرطة العسكرية التي تحمي مجلس الوزراء من الداخل وانهالو عليه بالضرب الذي غير من ملامحمة وافقده الوعي واحدث به اصابات جسيمة ثم تم الالقاء به من الداخل الى المعتصمين في الخارج ... اشاره منهم الى استفزاز واستنفار المعتصمين السلميين لشيء غير مبرر يحدث فجاه من عساكر لا يتحركون الا باوامر من قياداتهم العسكرية .

لتبدا حملة الاستفزازات الغير مبرره من قبل العساكر والظباط القائمين بحماية المباني الحكومية من مجلس الوزراء ومجلس الشعب في تمام الساعه الثالثة فجر الجمعه بابداء اشارات باليد منافية للاداب لاستفزاز المعتصمين لكي يدخلوا في هتافات معاديه لهم وسباب من الطرفين ... حتى تتحول الاشارات والسباب الى قذف بالطوب في اشاره لرغبتهم في فض الاعتصام مما يؤدي الى رد الفعل الغاضب من المعتصمين بالرد عليهم وتتحول المشاحنات الى مشاجرات بالطوب وتظهر النار فجأه في خيم المعتصمين حتى يتركوها ويركضوا من النار والحجاره التي وإن راها احد فانه لن يتشكك انها مجهزه من العسكر مسبقا وبناء عن اراده سياسية واوامر عسكرية بذلك فلا يحدث ذلك من بنات افكار عساكر لا تتحرك الا باوامر قياداتها.

الجمعه ... 16/12/2011

لتبدا معركة الحجاره من قبل العسكر المتواجدين في مجلس الشورى سواء في الدور الارضي او من صعدوا الى الطوابق العليا والسطح لكي يلقوا الطوب على المعتصمين الذين لم يجدوا ردا سوى رد الحجاره ولكن لم يستطيعوا ان يواجهوا معركة من الطوب منظمة ومعد لها مسبقا بين من يقف فوق سطح مبنى يتعدى العشر ادوار ومعتصمين لم يعلموا ما سيحدث لهم يقفون على الارض يفادون القاء الحجاره عليهم.

لتتحول المعركة من القاء حجاره الى نزول قوات اضافية الى شارع مجلس الوزراء والقصر العيني واطلاق بعض الطلقات لفض المعتصمين وابعادهم تماما لتتحول الى مداهمه للمعتصمين الواقفين على ارجلهم لا يعلمون لماذا كل هذا يحدث ... حتى بدا العساكر المامورين والمدربين على العنف ان يداهموا المعتصمين ويقبضوا عليهم واحد تلو الاخر وقاموا بالامساك بالسيدات وضربهم وسحلهم بشكل يندى له جبين كل رجل يحمل معنى الرجوله والامساك ايضا بالشباب وضربهم ضرب قد يؤدي الى وفاتهم من كثرته وكانت هذه بداية لعنف اشرس سيبدا في تمام الساعه الحادية عشر ظهر الجمعه ليصبح ذو حلقات سيتم سردها تباعا.

انتهى يوم الجمعه بعد سلسلة من الضرب والسحل والقبض على من وقع في ايدي العسكر سواء كان شاب او فتاه او رجل او سيده كبيره ... ليعود من تبقى من المعتصمين والمتضامنين معهم الى اوائل شارع القصر العيني بعد ان تقدم عليهم العسكر بتهديد السلاح وباطلاق النار الحي منه والصوت لابعادهم وترهيبهم وقتلهم في نهايه المطاف.

السبت ... 17/12/2011

ليبدا يوم السبت الذي بدا على المعتصمين الواقفين او النائمين على الارصفه في شارع القصر العيني وميدان التحرير والمتضامنين معهم ليفيقوا في صباح السبت على مداهمه اخرى من العسكر تجري ورائهم حتى ميدان الشهيد عبدالمنعم رياض وكوبري قصر النيل ومن يقع في ايديهم لا يعرف عنه شيء مره اخرى فاما الى الاعتقال او الى الضرب حتى الموت.

ليتراجع العسكر مره اخرى حتى ما قبل المجمع العلمي ويعود الى نفس النقطه المتظاهرين ليجدوا عساكر يلبسون بناطيل مموهه ويخلعون ملابسهم العلويه ويرتادون سطح المجمع العلمي ليقذفوا بالطوب والحجاره المتظاهرين ويستمر قذف المتظاهرين بالطوب لمده 3 ساعات.

 ثم يختفوا فجاه لتبدا النيران تظهر من داخل الدور الثاني من المجمع العلمي وهذا اكبر دليل على استحاله اشعال المتظاهرين لها فهي بدات من الطابق الثاني ويستمر الحريق لساعات ولا يعلم احد سبب بقاء وحده الاطفاء التي يسيطر عليها العسكر من داخل المجمع وهم كانوا واقفين على سطحة قبلها مباشره ليستمر الحريق ويحاول المتظاهرون اخراج وانقاذ ما يمكن انقاذه من كتب قبل ان تحترق.
 حتى يفاجيء العسكر المتظاهرين بعمليه مداهمه فرقت المتظاهرين بعد اكتمال حريق المجمع الى كوبري قصر النيل وميدان عبدالمنعم رياض ومن وقع في ايديهم كان مصيره اما الضرب والسحل او القتل بعد ان تطايرت الاعيره الناريه الحيه في اجساد من يقابلهم او يستطيعوا الوصول اليه... .

لتصور كل الكاميرات المهازل التي حدثت من تعرية البنت التي تمثل في رايي جمهورية مصر العربية من قبل جنود الشرطة العسكرية بشكل وحشي سادي وضرب من دافع عنها واطلاق النار على من كان يجري امامهم من الثوار بشكل يجعلك تشعر انك لست مصريا او انك محتل من قوات امنيه معادية وليست مصريه تحمل نفس جنسيتك وولدت على نفس الارض التي ولدت عليها.

وتبقى عمليات الكر والفر ومن يسقط في ايديهم لا يعود فاما يموت ضربا ومن لم يمت فهو معتقل حربيا في السجن الحربي شابا كان او فتاه ... .

وتستمر عمليات الكر والفر ... ليعودوا مره اخرى الى نفس النقطه التي تسبق المجمع العلمي الذي كان قد احترق وانتهى الحريق كاملا فيه ليبدا التراشق بين العسكر والمتظاهرين بالطوب ويبدا العسكر بالقاء المولوتوف على المتاظاهرين لزياده الاحتكاك والاستفزاز للمتظاهرين في رد فعلهم طوال ليلة السبت امام المجمع العلمي المحترق ودون اي حواجز فاصله ... وفي حضور الكثير ممن اتوا الى التحرير لكي يشاهدوا ما يحدث ويذهبوا ليبقى فقط المتظاهرين ليلا ... .

لتحدث عمليات الكر والفر بعد منتصف الليل وبعد انصراف المتفرجين وترك المتظاهرين وحدهم بالميدان حتى ياتي الفجر لتهداء الامور مره اخرى!

الاحد ... 18/12/2011

ليبدا يوم الاحد صباحا والعسكر قد اقاموا حواجز اسمنتيه ليغلقوا بها شارع القصر العيني وتبقى الاوضاع هادئة حتى ياتي المساء ليقوم جنود الشرطة العسكرية والظباط بالقاء الحجاره من خلف الستار الاسمنتي ومن فوق وزاره النقل هيئة الطرق والكباري المبنى الملاصق للمجمع العلمي ويستمر التراشق بالحجاره والمولوتوف حتى منتصف الليل.

 وانصراف المتفرجين مره اخرى ليبدا العسكر بمهاجمه المتظاهرين من خلال شارع عمر مكرم بجانب الجامع والقبض على من يستطيعوا القبض عليه من اطباء او مصابين بالجامع بعد ان دخلوا المسجد بالبيادات دون احترام لقدسية المكان وايصالهم الى ميدان طلعت حرب وكان هذا الكر من العسكر حتى ينتهوا من بناء حاجز اسمنتي اخر في شارع الشيخ ريحان ليصبح القصر العيني والشيخ ريحان مغلقين بالطوب الاسمنتي وفور انتهائهم من بنائه عاد صف العسكر الذين كانوا يداهموا الثوار حتى ميدان طلعت حرب ليفروا امام المتظاهرين عائدين الى الاحتماء وراء الحاجز الاسمنتي مره اخرى مخلفين ورائهم متظاهرين يرون الموت من اطلاق النار الحي والقاء القنابل المسيلة للدموع في يوم الاحد لاول مره بعد ان اشترك في هذا اليوم قوات من الامن المركزي لدعم الشرطة العسكرية

الاثنين ... 19/12/2011

لياتي صباح الاثنين على المتظاهرين وتهدا قليلا الاوضاع ... وما ان يحل المساء وتتزايد اعداد المتظاهرين والمتفرجين ايضا ليبدا التراشق مره اخرى ولكن هذه المره في شارع الشيخ ريحان بين كتيبة العسكر والمتظاهرين وبينهم الحاجز الاسمنتي الذي بني في الفجر ويستمر رش المتظاهرين بمياه الصرف الصحي التي لم توجد اثناء حريق المجمع لتعمد اكمال حريقه من العسكر حيث مصدر المياه كان وراء المجمع وباتجاه المتظاهرين من فوق الحاجز اضافه الى المولوتوف والحجاره كالمعتاد وتستمر المعركة!!

 حتى يحل منتصف الليل لتغلق كل كاميرات القنوات الفضائية التي تنقل بث حي وتطفا انوار الميدان  لتبدا عمليات الكر والفر مره اخرى بعد ان انصرف المتفرجين كالمعتاد ولكن في هذه المره كانت المداهمه من اكثر من جانب حيث تم ايصال المتظاهرين مره اخرى الى ميدان طلعت حرب واثناء انسحاب الشرطة قام بعضهم بقنص من يجدوه منفردا ليسقط اكثر من عشر شهداء فجر الثلاثاء وما ان اشرقت الشمس حتى  انسحب العسكر مره اخرى خلف الجدار الاسمنتي في القصر العيني والشيخ ريحان حيث بدا اليوم الجديد ونزل المواطنون الى عملهم ولا يصح ان يجدوا احد من العسكر يهاجم الثوار فالنهار فاضح لهم!!

الثلاثاء .... 20/12/2011

بدا اليوم بعد معارك الفجر الدامية من رصاص حي وخرطوش الى هدوء الصباح كعاده الايام السابقة لياتي المساء ليقوم المتظاهرين باسقاط الطوب الاسمنتي الذي تم اغلاق شارع الشيخ ريحان به ليبقى صف واحد من الطوب وتعود معارك الحجاره بين العسكر والمتظاهرين ومعهم بالتاكيد المتفرجين اليوميين للاحداث حتى يحل ايضا منتصف الليل وبالتحديد الساعه الثانيه بعد منتصف الليل حيث انصرف المتفرجين كالعاده ولم يبقى سوى المتظاهرين الذين لم يزد عددهم عن خمسمائة متظاهر لتغلق كل كاميرات القنوات الفضائية التي تنقل بث حي وتطفا انوار الميدان    لتقوم الشرطة العسكرية والامن المركزي بهجوم قوي على الثوار وايصالهم الى ميدان طلعت حرب وبعد الشوار الجانبيه في محاولة ناجحه الى تفريق المتظاهرين ليجد المتظاهرين في الشوارع الجانبيه لوسطط البلد لعربيات بوكس شرطه (دورية) تجوب الشوارع على مراى منهم لكي تحدد مواقعهم واعدادهم ثم تنصرف في اشاره للثوار انهم مستهدفين في الشوارع الجانبيه بعد تفرقتهم ولم يستطيع الثوار باكملهم العوده الى الميدان حيث بدات السيارات العسكرية والشرطية في السير في شوار وسط البلد واطلاق النار على من تجده ليظهر عنصر جديد من البلطجية واهالي المنطقه ليقوموا بمساعده العسكر في القبض على المتظاهرين المتناثرين في كل الشوارع ليعود بعض من المتظاهرين الى الميدان ليجد اطلاق نار حي مستمر وهجوم قوي ناري شديد عليهم علاوه على الملاحقات التي تجري في الشوارع الجانبيه ومساعده سائقي التاكسي الابيض في ايهام المتظاهرين بايصالهم بعيدا عن المعركه وهم في حقيقه الامر يركبوهم معهم ليقوموا بتسليمهم للشرطة العسكرية ....

لينتج عن هذه المذبحة اليوميه ثمانية شهداء منهم طفلين لم يتجاوز عمرهم الثانية عشر ربيعا ...

لياتي الصبح لتختفي خفافيش الظلام (العسكر) مرة اخرى وينزل المواطنين العاديين ليجدوا خط طويل من الدماء التي كانت تنزف من احد الشهداء الذين قتلوا في هذه الليلة على ايدي العسكر واثار الطوب والحجاره تملا الميدان ولا اثر للعساكر الذين اختفوا مع حلول النهار ناهيك عن القناصه الذين ارتادوا مجمع التحرير فجرا لقتل بعض الشهداء الثمانيه غير المصابين الذين توفى منهم البعض بعدها ....

ليتم عمل مليوينة ينزل فيها الالاف للتنديد بالمذابح اليوميه والتذكر اخيرا انهم ملتزمون بالسهر يوم الاربعاء مع المتظاهرين ولكن بعد فوات الاوان!!!

الاربعاء ... 21/12/2011

 يبقى البعض في الميدان بعد انصراف العديد ممن حضروا المليوينة الى جانب المتظاهرين ولكن في هذه الليلة لم يؤمر العسكر بالاباده مثل باقي الليالي لتمر الليلة في هدوء ويتوقف العنف فجأه ولم يحدث بعدها حتى اليوم الاثنين 26/12/2011 اي احداث سوى بقاء قلة قليلة من المتظاهرين ولا يقترب منهم احد ... .

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

اثنين في محمد محمود

اثنان من الاصدقاء في مرحلة الشباب المليء بالحيوية والنشاط وروح الثورة كانت في داخلهم الى جانب روح الاخوه والصداقة التي جمعتهم منذ صغرهم . احدهم يدعى علي والاخر يدعى عماد . وكان علي وعماد رفيقا العمر جنبا الى جنب في كل شيء حتى انهما كانا من اوائل الشباب التي نزلت بعد الدعوات الفيسبوكيه للنزول يوم عيد الشرطة ليكون يوم الثورة على التعذيب من الداخلية وتعاطفا بداخلهما شأنهما فيه  شأن اغلب الشباب مع خالد سعيد شهيد التعذيب من مافيا الداخليه .

ومع كل اتفاقهما في اشياء كثيره وصداقتهما التي كانت مثال لصداقة قد تكون نادرة في حياتنا. ولكن وبعد سماعهما لخبر تنحي مبارك والدعوات الاعلاميه الى الصبر على المجلس العسكري في اداره شؤون البلاد والوعود في ذلك الوقت بتسليم السلطة في اسرع وقت ممكن وبدا الخلاف الجزئي في الراي بين علي وعماد.

اعتقد علي انه لا فائده من مجلس اتى بتفويض من رئيس سابق ثار الشعب عليه وان الفتره القادمة لن تحمل الامال العريضة التي يحلم بها شعب مصر الثائر على ظلم حكامه .... وعلى خلاف هذا الرأي كان رأي صديقه الصدوق عماد الذي رأى انه لا مانع من الصبر على المجلس العسكري في اداره شؤون البلاد وان يعطيه ثقة قد تصبح في محلها في غضون شهور بسيطه ... ومضى الوقت وحدثت امور كثيره جعلت علي يتحدث مع عماد كثيرا في ان يعود الى صفوف الثائرين وان صبره لا فائده منه ولكن عماد كان دائما ما يصر على صبره ويحاول ان يقنع به علي ولكن ايضا دون جدوى .

حتى جاء اعتصام نوفمبر الذي كان علي وبكل تأكيد متضامن ومعتصم شأنه شأن كل شاب مؤمن بانه لا فائده من البقاء على اعوان مبارك المخلصين في وجهه نظرهم ... وعلى الجانب الاخر كان عماد شأنه  شأن الكثيرين ممن آمنوا بالرسالة الاعلاميه في الصبر المرير الذي لا يعلم مداه احد الا الله.

وكان عماد دائم الاتصال بعلي كي يطمئن عليه ويطمئن على الثوار ولكنه دائما كان قلقا مما يراه من قنابل واعتدائات من الشرطة ... حتى يوم الاثنين الذي اتصل فيه مبكرا بعلي . ولكنه استشعر من صوت علي بشيء من التعب مما زاد قلقه عليه وقرر ان ينزل للإطمئنان عليه وعلى ثوار التحرير وفي نفس الوقت لكي يقوم بإقناع الشباب الباقي امام محمد محمود للرجوع الى التحرير وعدم تهديد وزاره الداخليه كما كان يسمع من الاعلام .

وبعد وصول عماد الى التحرير قام بالاتصال بعلي ودار بينهم مكالمة هاتفيه :-
عماد : الووو
علي : ايوه ...
عماد : ازيك يا علوه انت فين يا برنس.
علي : انا في التحرير يا عمده انت فين.
عماد : اذا كان انا في التحرير يابني انت فين بالظبط؟
علي : انا عند شارع محمد محمود يا ريس.
عماد: يابني متيجي التحرير وسيبك من محمد محمود.
علي : اسيبه ازاي يابني هنا المعمعه كلها تعالى انت.
عماد : طيب انا جايلك يا ريس بس هشدلي كمامه عشان الدنيا هنا ضباب .
علي : مستينك يا صاحبي.

وذهب عماد الى علي باحثا في وجوه المتظاهرين عن صديقه حتى وصل الى ميدان الفلكي حيث قمة المعمعة كمان كان يسميها عماد. ولكنه لم يجد بسهوله صديقه علي من وسط الكم الهائل من الشباب ولكنه بدأ في التحدث الى الشباب الموجود وابداء النصيحه لهم وانه ثائر مثلهم ومتضامن معهم ولكن مع اعتصام التحرير وعدم الذهاب الى وزاره الداخليه وانها ممتلكات الدولة , ولكنه كان يجد بعض الشباب رافضا فكرته والبعض الاخر موافق ولكنه لا يزال واقفا ولن يبرح مكانه على الرغم من هذا الاقتناع!!!

حتى وجد صديقه ملثما بكوفيته وواقفا وسط شباب كثيرون يهتفون ضد العسكر بشتى اشكالهم وبحكمهم الديكتاتوري وبعد ان سلم على صديقه علي واطمأن عليه ... بدا يسألة العوده معه الى المنزل وان والدة علي قلقه عليه وابلغت عماد ان يعود وهو معه وكفاه اعتصام .

وبداو الحديث ....

عماد : يابني يلا نروح شكله تعبان ومجهد وابقى ريح وارجع تاني وهاجي معاك يا سيدي
علي : مش هروح يا عماد وبعد اللي شفته مش هسيب محمد محمود ولا همشي واسيب الناس بتموت وانا في البيت نايم
عماد : مش بقولك سيبهم ... روح خد دش وانزل ياسيدي
علي : لا وانت عارف كويس امي ... لو روحت مش هتسيبني انزل تاني
عماد: متقلقش هقولها خارج انا وهوه وهي مطمنه اني مبنزلش زيك التحرير
علي : برضه هتقلق ومش هترضى
عماد: يعني انت عايز تموت؟ ... شكلك تعبان والغاز تعبني وانا لسه جاي مابالك انت؟!!
علي : يارب اموت !! ... هو انا احسن من اللي ماتوا عشان مصر؟!!!
عماد : بعد صمت قليل ... مش هعرف اسلك معاك يعني؟!!
علي : لا ولو عايز تروح روح
عماد : مش هروح ومش هسيبك انا معاك يا سيدي وان شاء الله مروحت شغلي بكره
علي : متشيلنيش زنبك يا سيدي روح انت وانا هنا مكانك
عماد : لا يا سيدي مش هروح خليني معاك ... طول عمرنا سوا على الحلوه والمره
علي: تسلم يا صاحبي .. واخد عماد بالحضن.

وبداو سويا ومع باقي الشباب في الاستمرار بالهتاف ضد العسكر وبقى العسكر في ضربة للقنابل المسيلة للدموع والخراطيش وكل ما اوتي من قوه.

وبدا علي يأخذ عماد ويقتربوا شيئا فشئيا من الحديد المانع بين الطرفين ليعلوا صوتهم بالهتاف ويصل الى الطرف الاخر ... حتى قام احد ظباط الشرطة باطلاق رصاصه وهو يختار بشكل عشوائي ضحيته ... وكان هذه المره ضحيته هي عماد الذي اخذ الطلقة التي استقرت في عينيه وسقط بعدها وهو ممسك براسه لا يعلم ماذا حدث ويسقط بعده علي ليس من الضرب الناري ولكن للاطئمنان على عماد ومحاوله معرفه ماذا حدث له... وقد امسك بعماد وبدأ يجذبة بعيدا عن الضرب لمعرفه ماذا اصابه....

ليفاجاه عماد : انا مش شايف يا علي ... عيني راحت ... عيني راحت
ليرد علي : انت متاكد ؟ طيب بصلي كويس ... بصلي شايفني؟!!!
      عماد : شايفك بس عيني الشمال مش شايف بيها حاجه!!
      علي : انت بتنزل دم يا عماد ... عينك بتجيب دم ويبدا في الصراخ : اسعاف اسعاف

ليحضر موتوسيكل الاسعاف ويركب عليه عماد وعلي وسائقه ليذهب الى اقرب مستشفى ميداني . ليجد الدكتور عماد واضعا يده على عينه فيقوم بازاحتها ليرى مدى الاصابه ويكتشف ان عين عماد اليسرى اخذت طلقه من البلي الذي هتك الشبكيه واصبحت عيناه عين واحده فقط!!

ويقوم الدكتور باعلامهم بانه بالفعل فقد عينه اليسرى وانه يجب ان يذهب الى المستشفى ... ليجد علي نفسه يركض وراء سياره اسعاف ... ويركب صديقه عماد فيها ويركب معه للذهاب الى المستشفى وبعد ان وصلوا وادخل عماد للكشف عليه ...

علي: عماد ... انا هسيبك هنا في المستشفى وهروح البيت عشن اقولهم وعشان يجو يقعدوا معاك ويطمنوا عليك وهجيبلك هدوم واجي
عماد: انت بتكذب عليا
علي انت بتقول كده ليه؟
عماد : مش عارف بس حاسس انك مش مروح
علي : متخافش لازم اعرفهم عشان يجو يطمنوا عليك وعشان كمان لو هتحتاج تتنقل لمستشفى تانيه
عماد: طيب بس متتاخرش عليا
علي: متقلقش مش هتاخر ومش هسيبك يا اغلى صاحب
وبعد عناق شديد ... قام الممرضين باصطحاب عماد الى سريره لكي يرقد عليه حتى ينتهي الدكتور من الانتهاء من باقي الحالات التي تسبق عماد.

وقام علي بعد ان ترك عماد بالاتصال بأهل عماد ليخبرهم بما حدث والمستشفى التي يرقد فيها عماد واقفل المكالمه بعد ان وجد حالة من الهلع اصابت اخو عماد الاكبر الذي اتصل به بعدها ولكن علي رفض ان يرد فهو قام باخطاره بكل ما يمكن ان يعرفه ... ليعود مره اخرى الى محمد محمود .. وهو في داخله ثأر لا يعلم من الشخص الذي قام به ولكنه ثأر عام من كل هذا الكيان الفاسد الذي يسمى الشرطة ... ومع اقترابه بدأ صوته يعلو بالهتاف ضد العسكر وتملأ عيناه الدموع على ما حدث لصديقه عماد .

وما ان اقترب من منطقه المواجهات ... حتى وجد ظابطا يقوم بالنشان عليه وعلى الشباب من حوله ... ليجد نفسا يركض بسرعه تجاه العسكر متناسيا ماسيحدث له من هذا الاقتراب الشديد ... ليمسك بالظابط وهو يأخذ العديد من الضربات بالعصا من العساكر والظابط يحاول ان يبعده عن لكي يضربه هو الاخر ... وبالفعل لم يتحمل علي ضرب العساكر له ... وسقط على الارض امام ارجل الظابط وعلى مسافه قريبه جدا منه ... ليبدا الظابط في رد الفعل الذي لم يكن سوى انتقامي لما فعله عليه من شده وجذبه بعنف ليجد نفسه شاهرا رشاشه الالي وعلى المسافه القريبه التي تجمعه بالمتظاهر الثائر .

ويطلق رصاصة حيه حقيقيه ليست صوتا ولا بليا ولكنها رصاصة قاتلة ... لتستقر في صدر علي الذي فارق الحياه على الفور.... ليجتذب احد العساكر  بعلي من ارجله ... ويجرجره من ارجله حتى يلقي به في جانب الطريق ليكملوا ضربهم الثوار بكل انواع الاسلحة.

ولم يستطيع الثوار ان يأخذو القتيل ( علي ) لانه كان في منطقه الشرطة التي وان اقترب احد اخر سوف يلاقي نفس المصير... .

وبعد التاكد من فقدان عين عماد وتقرير الطبيب لاهله الذين وصلوا وهم لا يعلموا ماذا حدث ويحدث ... بانه لا فائده من بقائه في المستشفى ولا جدوى من علاج عينه فقد ذهب نورها بلا رجعه.

ليجد عماد نفسه راقدا في منزله لا يعلم شيئا عن علي حتى الليل ولا يعلم اهله او اهل علي اي شيء  ... ليقوم عماد ويرتدي ملابسه وهو يشعر بان علي حدث له مكروه ولا يعلم ما هو سبب هذا الشعور الذي انتابه فجاه ... وقبل ان يخرج وجد اخوه يدخل المنزل وهو يبكي ليساله :-

عماد : انت بتعيط ليه؟ عشان عيني؟!!
اخوه : يزداد بكائا ... ثم يقول لا
عماد: امال فيه ايه قولي؟ ... وهو يشعر بخوف وقلق غريب
اخوه : علي ... وينهمر في البكاء
عماد : جراله ايه ؟!!!
اخوه : بعد بكاء شديد .... ماااااااات

ليسقط عماد مغشيا عليه ... ليعيده اهله الى فراشه ... وهو في حالة من الاغماء المزيج بدموع لا اراده من عينيه السليمه وحتى الضائعه.
وبعد مرور ايام ... علم عماد ان الحرية لا تمنح ولكنها تنتزع وان دماء الشهداء غاليه ولن يقبل هو وكل الشباب مثله ان تبقى مصر في احضان اعداء الوطن والعملاء الحقيقين ... ليس ثأرا لصديق عمره فقط ... ولكن لكل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن مصر وكرامتها وحريتها . 

اترك لكم شعور عماد ... وليشعر كل انسان قاريء لهذه القصه ... ماذا كان سيفعل لو كان مكان عماد!!!

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

يسقط يسقط حكم العسكر


لا اجد اكثر من هذا العنوان معنى لما يحدث في مصر على مر العصور وخاصة في اخر ستون عاما من تاريخ مصر الحديث في تولي العسكر للسلطة , ولم اجد ما يكفي ان يجعلني اغفر لهم على مر هذا التاريخ من اخفاقات تفوق اي نجاحات نسبيه قد لا تذكر .

سأكتفي باستعراض التاريخ العسكري الحديث في غضون ستون عاما منذ الانقلاب العسكري على الملك فاروق وتحويل مصر من مملكة عثمانية الى مملكة عسكرية وحتى يومنا هذا وما يفعله العسكر في الالتفاف على السلطة والحصول عليها , حتى انني اصبحت معتقدا انه ارث قديم وفكر متوارث في عقول القيادات العسكرية واحد تلو الاخر.

لنبدأ منذ تشكيل الظباط لتنظيم واسموه بالظباط الاحرار وحدث هذا سنه 1949م بدا هذا التنظيم على ايدي جمال عبد الناصر وكمال الدين حسن وخالد محيي الدين الذي تزايد فيما بعد , و في يوم 23 يوليو 1952 بعد ترتيب من الظباط الاحرار واختيار احد قيادات الجيش الاكبر رتبه والاكثر سمعه طيبه داخل الجيش وهو اللواء محمد نجيب الذي انقلبوا عليه عندما علموا بميولة للاخوان المسلمين من بعض المذكرات التي كان يدونها وتسربت اليهم وفي هذا امر سنذكره في وقتنا الحالي عندما ياتي التاريخ الى عامنا الحالي.

كان تمرد العسكر وانشاء هذاء التنظيم ناتج من احساسهم بانهم مهمشين الدور والفاعليه داخل المجتمع المصري الذي يستحوذ فيه مؤسسات اخرى على الاهتمام من قبل ملك مصر الملك فاروق ... وبالاضافة لهذا ما قام به الملك فاروق من قرارات عسكرية خاطئة ودخوله حروب عانى الجيش فيها كثيرا وذاق مرارت الهزيمة منها ,
مثلما حدث لجمال عبد الناصر ومجموعه من رفاقه عندما حوصر في "الفالوجة" أكثر من أربعة أشهر، وبلغ عدد الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220 غارة. عادوا بعد أن رأو باعينهم الموت يحصد أرواح الجنوده ، الذين رفضوا الاستسلام لليهود، وقاوموا برغم الحصار العنيف والإمكانات المحدودة.

وبدأت اولى مراحل الحكم العسكري في مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي تولى السلطة رسميا سنة 1954 بعد القبض على اللواء محمد نجيب والانقلاب عليه وتحديد الاقامة الجبرية له في منزلة وتعيين المقدم جمال عبدالناصر رئيسا لجمهوريه مصر العربيه .

وكانت هذه اللحظه بداية لتزاوج العسكري بالسياسة ... وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يملك من الذكاء الذي يجعله خطيبا ورئيسا محنكا في استمالة قلوب وعقول المصريين بانه دائما واحدا منهم وانه متعاطف معهم ومتضامن معهم مما يجعله في نظرهم دائما زعيما ورئيسا لا ينسى .

ولن اذكر تاريخ الرئيس الراحل فهو ليس موضوع وجدوى نقاش بما فيه من ايجابيات وسلبيات ولكنه كان ضربا من كل الوعود التي وعدت لشعب مصر عند قيام الانقلاب العسكري في 1952 وانه في خلال سنتان سيتم تسليم السلطة الى سلطة مدنية مثلما يقال الان من المجلس العسكري.

وفي سنة 1969 عين جمال عبدالناصر محمد انور السادات نائبا له ليتوفى جمال عبدالناصر سنه 1970 ويعين انور السادات رئيسا لمصر وطبعا دون اخذ راي الشعب الذي عاش لكي يحكم عسكريا .

وفي سنه 1975 عين محمد حسني مبارك نائبا للرئيس السابق انور السادات حتى يقتل انور السادات في سنه 1981 ليعلن حسني مبارك رئيسا لمصر بنفس الاسلوب .

وعندما استشعر حسني مبارك ان العصر اختلف والثقافه والاعلام اصبحوا اكثر تطورا فتحول الامر من مبايعه عسكرية لقائدهم الدائم الى استفتاء شعبي لا يحضره احد ويكسب فيه الرئيس دائما .

وعلى مر كل العقود ومن تولى الحكم من الروؤساء العساكر وعلى كل الايجابيات التي لا ينكرها احد ولكن ما فيها من سلبيات كان اكثر واكثر تأثير ومن اكبر هذه السلبيات :-

تحول مصر من دولة رائده في الوطن العربي الى دولة تنفذ مخططات خارجية سواء في علاقه مصر بروسيا اثناء تولي الرئيس جمال عبدالناصر وتطبيق الفكر الشيوعي الروسي وتبني سياسه الانقلابات العسكري في كل الدول العربية وكلها كانت انقلابات عسكرية!!!

او في تولي انور السادات لحكم مصر وتحول مصر من دوله اشتراكية الى دولة رأسماليه بعدما سقط الدب الروسي وظهر على السطح المارد الامريكي الذي اصبح يدير اللعبه ومصر اصبحت اداه من ادواته المهمه في قياده الوطن العربي .

ليأتي محمد حسني مبارك ليسير على درب من سبقه في خدمه الفكر الامريكي والسياسات الامريكية في المنطقة العربية وتقديم فروض الولاء والطاعه للمارد الامريكي الذي جعل من مصر دولة صديقة للكيان الصهيوني على الرغم من التاريخ الطويل والابدي في عداوة مصر بالكيان الصهيوني !!!

وقامت ثورة يناير حتى تطيح بكل هذا الانهيار والفساد الذي خلف كل هؤلاء الروؤساء من فشل وفساد وظلم وسرقة وتنفيذ مخططات صهيونيه لابقاء مصر دائما دولة نامية لا قيمة لها في كل المجالات ليأتي علينا المجلس العسكري الذي فوضة الرئيس السابق حسني مبارك لكي يستمر المسلسل وتبقى المؤسسة العسكرية في حكم مصر ويبقى الفكر وتبقى السياسات العسكرية التي بها من الايجابيات والسلبيات وخاصة السبليات الكثير منتهكه حق الشعب المصري الذي اراد الحرية والكرامة والعداله وثار من  اجلها لنجد انقلاب جديد من انقلاب عسكري على ملك مصر الى انقلاب عسكري على شعب مصر والمحصلة واحدة وتاريخ يعيد نفسه .

لن يقبل شعب مصر ان يحكم بنفس الفكر والاسلوب ولن تبقى مصر دولة منقادة تنفذ مخططات غربية وتبقى دائما ناميه متخلفة كما يريدها الكيان الصهيوني والولايات المتحده والاداه المنفذه هي المجلس العسكري الذي يذهب هناك لكي يبدي فروض الولاء والطاعه كي يكسب ما كسبه من سبقة .

يسقط يسقط حكم العسكر ... وتحيا مصر دولة مدنية ذات سياده كاملة

الخميس، 1 ديسمبر 2011

برلمان الثورة ام ثورة البرلمان


انتهت اول مراحل انتخابات مجلس الشعب لبرلمان الثورة كما يحب البعض ان يسميه من اصل ثلاث مراحل تنتهي في يناير 2012 لتحمل مفاجات كما تبدوا ولكنها في الحقيقة واقع اصبح ملموس في اقصاء كل نواب البرلمان المنحل في 2010 الذي حمل غالبية اسطورية لاعضاء الحزب الوطني الذي اصبح ادراج الرياح .

ولم تقتصر المرحلة الاولى على اقصاء اعضاء الحزب المنحل بل على اقصاء الشخصيات السياسية التي ظهرت على سطح الاحداث بعد قيام ثورة يناير واعتبرهم الثوار المصريين اعضاء الثورة القادمين في برلمان الثورة!!!

لتاتي المفاجاه بانه لم ينجح احد من الثوار ... ويظهر على السطح وبقوه وبغالبية كبرى للتيارات الاسلاميه التي كانت اما حبيسة الحظر والقمع من قبل النظام السابق او احزاب اسلاميه لم تكن موجوده ولم تظهر سوى بعد الثوره .

وبالطبع ليست النتيجة المعبره عن المرحلة الاولى هي النهائية فهناك لا يزال مرحلتين من الانتخابات ولكن المؤشرات المنطقيه هي قدوم التيارات الاسلاميه بقوة في الحصول على غالبية المرحلتين المتبقيتين من الانتخابات ... .

ومن خلال متابعتي لردود الافعال المصاحبة لنتائج المرحلة الاولى من تخوف من ظهور ديكتاتور جديد يخلف الحزب الوطني في حزب اسلامي يفرض رايه على مجلس الشعب القادم ليطيح بسياسات الوطني وياتي بسياساته ... والبعض الاخر اليائس في حدوث تغيير يأتي ولا تزال الدولة المصرية تحت اداره الحكم العسكري, والبعض الاخر الذي لا يجد اي مشكلة مع اي تيار قادم مادام هذا التيار سيصبح المسؤول عن التغيير ومطالب به منذ البدايه.

وبشكل عام كان يومي الانتخابات بمثابه فرحة تملأ قلوب المصريين بانهم ولأول مره يختارون من يمثلهم ولا يتم فرض من يمثلهم عليهم كما كان في السابق .... وبغض عن النظر عن ماذا سيحدث فبالتاكيد الفرحة عندما تأتي في خضم كل الضغوط والتوتر الذي تعيشة الدولة المصرية على مدار الاشهر الماضية فهو شيء ايجابي حتى وإن كانت فرحة مؤقته وستزول.

ومن الأسالة الهامه التي تطرح نفسها بعد الانتخابات البرلمانيه واكتمال مراحلها في طبيعة الشعب المصري الذي كان يقاطع السياسة ليأسة الشديد في تغييرها او لعدم رضاه عنها وانه لا يستطيع ان يجد من ورائها اي فائده.... فهل سيصبح هذا الشعب نفسه بعد ذلك شغوفا بالسياسة كما هو شغوفا بالرياضة؟!!!
هل سيشاهد الشعب المصري جلسات مجلس الشعب كما يشاهد مباريات كره القدم؟!!

وهل سيكون التيار الاسلامي وبالتحديد الاخوان المسلمين الذين عانوا عقود طويلة تقارب القرن من الزمان من القهر والقمع والقتل في بعض الاحيان حتى ينالوا الفرصة في تمثيل انفسهم وتمثيل مصر في برلمان يكون لهم فيه دور حقيقي . وجائت بالفعل هذه اللحظة ان يكونوا على مستوى المسؤولية ام انهم كانوا ينتظروا البداية الحقيقية لكي تكون بداية النهاية!!!

وعلى جانب الثوار وعلى اختلاف ردود افعالهم فهناك مطالبات حثيثة لمن سيأتي في البرلمان بان يضع حق الشهيد والمصاب والمضحي من اجل مصر قبل اي مطلب واي سياسة وهل سيحقق اعضاء البرلمان هذا ام انهم جائوا ليحققوا ما يريدون فقط؟!!

تتعدد الاسالة ويبقى السؤال الاهم : هل سيعطي المجلس العسكري المتصرف في امور البلاد اي صلاحيات لهذا البرلمان كي يسعى الى التغيير ام انه وكما صرح اعضاء المجلس العسكري بان البرلمان القادم بلا اي صلاحيات في اشاره الى ان المجلس العسكري سيظل صاحب القرار الاوحد في البلاد والديكتاتور الاعظم في كل ما يخص مصر .

وحتى وإن اعطى المجلس العسكري بعض الصلاحيات للبرلمان القادم فهل ستكون على حساب موافقتهم على مباديء عسكرية يريد ان يجعلها فوق دستور مصر !!!

تتناثر الاوراق وتختل المفاهيم في ظل منظومة لم تكتمل وثورة لم تكتمل يقوم بها ثوار ويجدوا انفسهم بعيدين عن المشهد السياسي بل واصبحوا في نظر العموم دعاه فوضى!!!

فهل سيكون البرلمان القادم برلمان الثوره؟ ... ام سيكون ثورة البرلمان على حزب الاغلبية القديم وظهور حزب جديد ؟

وهل سيكون دماء شهداء الحرية ومصابيها ثمنا لاسقاط ديكتاتور وظهور الاخر ؟ ام انه اسقط ديكاتور واتى بنظام جديد سيحمل الخير لمصر كما يدعي؟!!!

الشهور القليلة القادمة ستحمل الكثير من الاجابات على كل اسألتي واكثر وسنعلم ما هي الحقيقه التي وان باتت خفيه ... فانها ستظهر بالتأكيد في النهايه.

عاشت مصر وعاش شعبها حرا ابيا وعاش شهدائها الابرار ومصابيها الابطال في قلوبنا ما حيينا.