الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

حكاية الصراع وتصفية الحسابات وانحراف مسار الثورة

يكتب التاريخ وهو لا يعلم مايكتبة يستحق الكتابة ام لا؟... يسرد احداث تصنعها البشر وهو لا يعرف كم تدهورت احوال البشر وتحولوا من بشر الى حيوانات مفترسة لا تعرف الا العنف والدمار والفشل في نهاية المطاف... ويظل التاريخ يسرد ويسرد... بل والاكثر من هذا ان البشر لم يكتفوا بسرقة الاشياء حتى انهالوا على التاريخ ليسرقوه ويحرفوه حتى يتوائم ويتماشى مع رغباتهم واهدافهم التي دائما ما تكون دنيئة...

وإن لم يقدر لثورة يناير المجيدة ان تكتمل وتنتصر حتى الان ويطل علينا ادب الثورة وثقافة الثورة واخلاق الثورة... فعلى الاقل يجب ان نرى تاريخ الثورة بلا اي سرقة او تحريف او تزوير وهو شغل الكثير من الشباب الشاغل ولعلي واحدا منهم...

تمر مصر كما هو الحال طيلة الثلاث سنوات الماضية باصعب المراحل التي مرت عليها منذ الاف السنين... تحاول ان تتغير من وضع طويل الامد وكثير التدهور الى حال افضل ومكان حقيقي بين الدول العظمى التي لا تقل عنها شيئا بل تزيد...

وإن كان هذا التغيير هو هدف ثورة يناير المجيدة والتي لم يكتب لها النصر حتى الان فعلينا ان نعرف احد الاسباب التي جعلتها في هذه الحالة من التدهور... قد تكون هناك اسباب كثيرة قد تم سردها في العديد من التدوينات ولكن السبب الاهم هو ما يحدث الان ويجب تدوينة وتوثيقة حتى لا نجد يوما تاريخا آخر مزيف لمصر والثورة ولا تتحول الثورة الى اداة لتمكين احد الاطراف بابقاء هيمنتة على مصر عقود قادمة كما حدث عقب ثورة (انقلاب)  يوليو 1952...

يسلم مبارك السلطة الى الجيش ثم يسلمها الجيش الى الاخوان ثم ينتزعها منهم مرة اخرى ثم....

البقاء للاقوى والحكاية كلها نزاع وصراع وتصارع وتراق الدماء بكل سهولة وبلا ادنى اكتراث وتستمر عملية تصفية الحسابات...

يتفق مبارك مع الاخوان فيتحولوا الى منبر السياسة من بوابة البرلمان ويعلوا شأنهم ثم ينقض الاخوان العهد فيتحولوا الى جماعة محظورة ومن ثم يجد الاخوان فرصة في الانقضاض على ثورة الشعب المجيدة حتى يردوا لنظام مبارك الصاع صاعين حتى يسقط نظام مبارك بالفعل...ليتوافق الجيش مع الاخوان فيسلمهم السلطة ثم ينتزعها منهم لانهم نقضوا الكثير مما اتفقوا عليه مع الجيش وفي تفجيرات سيناء خير دليل... فيتحول الاخوان الى الثور الهائج الذي يجد ان الخراب والدمار اذا احل بالجميع فهو بالتأكيد افضل من ان يحل بهم فقط... 

حتى اشعار آخر قد تعود المياة الى مجراها ويتوافق الجيش (النظام الحاكم في مصر طيلة اكثر من 60 عاما) مع الاخوان لينالوا جزء من الحصة السياسية في مصر... حتى اشعار اخر من الخلاف بينهم...

ويبقى الشعب اداة في ايدي الطرفين لتسخير مخططاتهم سواء في الاتفاق فيما بينهم او حتى عندما يختلفوا... فيموت ويسرق ويزداد فقرا ويبقى الطرفين بنفس الحال من القوة والمال والنفوذ...

فلم يعترف الجيش بثورة يناير المجيدة ولا يؤمن باهدافها وايضا لم يعترف الاخوان بثورة يناير المجيدة وكفروا باهدافها... ويبقى الشعب بين الطرفين ضائعا وفقيرا ومشتتاً... ودائما لا يعرف اين الحقيقة؟!...