السبت، 21 يناير 2012

الحرب المجانية

عرف العالم منذ اقدم الحضارات وعلى مر العصور وبسرد تاريخ كل الحروب التي حدثت على مدار التاريخ كثير من الدراسات والنتائج ... سواء في اسباب حدوث الحرب وتداعياتها ومن ثم الخوض في الحرب ونتائجها وما تترتب عليها من خسائر في اطراف الحرب والنزاع .

عرفت الحروب في بدايتها اسلحة كالسهم والرمح والسيف والمنجنيق وغيرها من اسلحة بدائية كانت تتزامن مع تطور وتقدم عصورها والتي كانت تحتاج الى مواجهه وصدام مباشر بين طرفي الحرب وكانت حصيلة الخسائر من الطرفين كبيره نتيجة هذا التصادم .

ومع تطور تكونولوجيا الحروب وتحول السيف والدرع الى قميص واقي ومسدس وآلي ومدفعية وسلاح الطيران لتتحول الحروب من مواجهات جسدية مباشره الى تمركز في مواقع وقذف الطرف الاخر وتحول الحصان الذي كان يقل الجنود الى مدرعة تعمل بالوقود واكثر سرعه ومحصنه ضد طلقات السلاح المدمره وتبقى في النهاية الخسائر سواء المادية المتمثلة في الاروح البشرية او في المعدات الحربية المتطورة .

ومع مزيد من التطور ظهر لنا الطائرات التي تطير بدون طيار والمدفعية التي تقوم بالاطلاق عن طريق نظام اليكتروني عن بعد والقنابل التي تكفي لتدمر رقعة كبيره من الارض بمن عليها .. وكأن التكونولوجيا كانت وبالا على البشر عندما تم استغلالها في الحرب .

لنتوقف في حديثنا عن الحروب عند اخر الحروب في العصر الحديث التي حدثت بين المارد الامريكي اقوى جيش في العالم والعراق التي لم نجد لها جيشا في حرب من طرف واحد ... وعندما نتحدث عن هذه الحرب ونتسآئل عن اسبابها فإننا نجد اسباب واهية من اتهام الولايات المتحدة للعراق بانها تملك اسلحة دمار شامل ... وكأن الولايات المتحدة لا تمتلك مثل هذه الاسلحة ... أو ان العدل من وجهة نظر الولايات المتحدة لا يقترب منها فهي فوق العدل والقانون ... !

لم تكن المشكلة في الاتهام الامريكي للعراق بحيازة هذه الاسلحة التي تملكها الولايات المتحدة هو السبب ولكن المشكلة في ان العراق لا تملك من الاساس اي اسلحة تحمل صفة الدمار الشامل ولو كانت تملك فأين هي هذه الاسلحة والحرب انتهت في بحر يوم واحد ودخل الجيش الامريكي الى قصور الرئاسة العراقية ووحدات الجيش العراقي بكل سهولة ويسر ؟!

وبقيت الولايات المتحدة لاكثر من عشر سنوات في العراق بعد ما اصبحت العراق خرابة تحتاج الى التعمير وظهر الهدف الحقيقي من الحرب وهو الاستيلاء على الغنائم التي تتمثل في الذهب الاسود (البترول) وتحقق لها ما ارادت ومع نهاية عام 2011م وبعد نهاية الجلاء الامريكي عن العراق بعدما اصبحت دولة بلا دولة لنرى ومع كل هذا كم الخسائر المادية التي تكبدتها الولايات المتحدة والديون الغزيرة التي غرقت فيها بسبب هذه الحرب السهلة عسكريا كما رأها المجتمع الدولي.

وبالاستطلاع السريع على حرب الولايات المتحدة الاخرى ضد افغانستان والتي استمرت ايضا لاكثر من عقد من الزمان والتي كانت بدعوى الحرب على الارهاب او الاسلام بين قوسين والتي لم تكن حربا بالشكل المفهوم فلم يكن هناك طرف اخر يتحارب معها ولكنها كانت لاستهداف المنطقة والسيطرة عليها وفرض حراسة على اي قوى تنشأ في هذه المنطقة مثل ايران التي اصبحت العدو الجديد للولايات المتحدة واصبحت تخاف تقدمها فهي ليست على هوى او سياسة الادارة الامريكية.

وعلى الرغم من هذه الحرب البلهاء التي شنتها الولايات المتحدة على دولة تعتبر صحراء كبيرة بدعوى الحرب على الارهاب المتمثل في جماعة طالبان وتنظيم القاعدة الامريكي الاساس فانها خسرت خسائربشرية فادحة من حربها مع تنظيمات عصابية متمثلة في حركة طالبان وخسائر مادية متمثلة في رواتب الجنود والظباط ونقل الاسلحة وووقودها مثلما الحال في حربها على العراق .

لتخرج الولايات المتحدة مديونة بديون كبيرة تجعل ميزانيتها في خطر لتسجل الولايات المتحدة اكبر دول العالم عجزا في الموازنة العامة وتتفاقم ديونها لدى دول العالم والصين بشكل خاص الى ما لا يتخيلة احد مع اكبر واقوى ادارة سياسية في العالم وكل هذه الخسائر نتاج حروب واهية لا سبب لها سوى اطماع دائمة تنتهي بهم الى خسائر اكبر .

لتصل الولايات المتحدة الى عجز حقيقي في تحقيق احد اهدافها في اسقاط الدولة الايرانية التي بدأت في التصاعد والقوة من تصنيع السلاح النووي الفتاك الذي لم يستخدم في التاريخ سوى في الحرب العالمية الثانية وكان المستخدم الوحيد هي الولايات المتحدة لتدمير اليابان انذاك لينقلب السحر على الساحر وتصبح ايران الدولة الاسلامية من اكبر اعداء الولايات المتحدة وتستطيع باقتصادها القوي الذي تحمل الكثير من الحصار والعقوبات الامريكية والدولية لتصنيع السلاح النووي .

لتصبح الولايات المتحدة عاجزة عن ايقاف التطور النووي الايراني والعجز المادي الصارخ في فكرة الحرب على ايران التي ستكبد الولايات المتحدة اموالا طائلة لا تقوى عليها ... فهي عاجزه عن سداد ديون الحروب السابقة.

لتأتي اليها فكرة جديدة في توفيق اوضاعها المادية وتحقيق هدفها الاسمى في الحرب على ايران ولكن بطريقة جديدة وهي الحرب المجانية:-

فالحرب المجانية هي الحرب التي تريدها الولايات المتحدة على ايران ولكن باموال خليجية وبالتحديد بمساندة المملكة العربية السعودية في التمويل بعد ايهامها بان ايران خطر حقيقي يداهم المملكة ودول الخريج ولابد من التخلص منه ولكن كيف وانا مديونة؟!

وكعادة دول الخليج التي قامت وظلت ضعيفة عسكرية بسياسة امريكية قديمة في المنطقة لكي تتعكز وتتواكل على الولايات المتحدة لجلب حقها المسلوب في الخليج العربي من جزر بترولية تدعي ملكيتها وتسيطر عليها ايران منذ زمن ... لتأتي الولايات المتحدة الفارس الهمام الذي يسهر الليل على دفع الظلم عن المظلوم وجلب الحق من الظالم !!!

حقا انها حرب مجانية تدخلها الولايات المتحدة باموال خليجية وتشترك فيها دول عربية لا ذنب لها في دخول اي حرب وما يتبعه من خسائر سوى الطاعة العمياء للولايات المتحده وبالتالي تحقق الولايات المتحده هدفها من القضاء على ايران وفي نفس الوقت تسدد ديونها المستحقة عليها بعد ان تسلب دول الخليج اموالهم من اجل الحرب على ايران فهي لن تخسر هذه المره بل ستربح اموالا تساعدها في سداد ديونها .

انتظروا قريبا الحرب المجانية التي ستحدث قريبا من الولايات المتحدة وحلفائها على ايران وتوفيق اوضاع الولايات المتحده المالية وخراب المنطقة جراء هذه الحرب التي لن تكون هذه المره من طرف واحد مثل السابق ... وليذهب الشرق الاوسط الى الجحيم في سبيل نجاح الولايات المتحدة وسداد ديونها وتحطيم من يقوى على مواجهتها في المستقبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق