الجمعة، 21 نوفمبر 2014

مصير مصرنا



تبادر سؤال الى اذهان الجميع بعد قيام ثورة يناير المجيدة وبعدما انتقلت الثورة من المياديين الى دهاليز السياسة الحقيرة التي آلت باهداف الثورة وبحق الابطال الذين ضحوا من اجل مصر الى مصير غير معلوم او في ظن كثيرين الى ضياع حقهم للابد وهو الى اين مصر ذاهبة وكأنه السؤال الذي لا اجابة له...
  
اقتربنا من اربعة اعوام على قيام ثورة يناير المجيدة والتي حولت اليأس الذي كان قابعا بين اذهان المصريين الى حلم جميل عاد الى الحياة في نيل كل مواطن حقة البسيط في حياة كريمة آدمية يستحقها بعدما كانت كل حقوقة مسلوبة ومقصورة على حاشية الرئيس السابق مبارك وذوية ليعود الامل الذي كان يرقد يحتضر في غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت... ومع مرور الوقت والتجارب الديمقراطية شكلا فقط وليست مضمونا ليعود الامل الى غرفة العناية المركزة مره اخرى ويتسرب الى قلوب الجميع مزيدا من اليأس السابق بأنه لا فائده مما حدث وان السنوات الاربع السابقة لم تقدم شيء بل قد تكون أخرت وتسببت في زيادة الضغوط والصعاب في حياة المواطن المصري البسيط...

خاض الشعب المصري كما سلفت بعض المظاهر الديمقراطية المتلاحقة والتي كانت ديمقراطية في مظهرها فقط وهزلية في جوهرها من انتخابات مجلس شعب وشورى وانتخابات رئاسة تكررت مرتين في اقل من عامين مع تجربة فصائل منظمة وقوية سواء ماديا او تنظيميا مثل جماعة الاخوان او المؤسسة العسكرية والتي انحصر الاختيار فينا بينهما سواء في الانتخابات الاولى بين مرشح الاخوان محمد مرسي ومرشح المؤسسة العسكرية انذاك الفريق احمد شفيق او في الانتخابات الثانية والتي جائت بعد خلع المرشح الاول محمد مرسي وبعد مرور عام واحد فقط على تولي جماعة الاخوان السلطة من خلالة لتتحول الانتخابات الرئاسية الثانية الى استفتاء شعبي مزيف لاختيار مرشح المؤسسة العسكرية الجديد المشير عبد الفتاح السيسي الذي كان يتقلد منصب وزير الدفاع في حكم رئيس الاخوان السابق محمد مرسي...

اعتقد الشعب المصري ان مصر بما فيها من فساد ومشاكل في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والامنية وغيرها بانها تحتاج الى رئيس قوي يقف ورائة من يستطيع ان ينتشل مصر من حالة الضياع التي عاشتها طوال الستون عاما الماضية وقد بدى هذا واضحا في اختيار الرئيس السابق محمد مرسي وظن الشعب بان الجماعة الاسلامية التي ينتمي لها الرئيس المذكور قد تتدخل بما تملك من موارد مالية وتنظيمية في تغيير الاوضاع في شتى المجالات وتتحول مصر في غضون سنوات قليلة الى مكانتها التي تستحقها وينال شعبها حقة المسلوب ونظرا الى غباء هذه الجماعة الذي اثبت عبر تاريخ طويل يفوق الثمانين عقدا فقد تحالفت كل مؤسسات الدولة الفاسدة الى عدو للجماعة التي لم تستطع احتواء هذه المؤسسات التي استطاعت ان تحشد الرأي العام ضد الجماعة سواء باسلحتها المتعدده او بغباء الجماعة الاسلامية نفسها وما اقدمت علية من قرارات فاشلة حتى كان للمؤسسات المصرية ما ارادت وبعد عام واحد من تولي الرئيس السابق محمد مرسي السلطة لتعود السلطة مرة اخرى للمؤسسة العسكرية التي ارادت تقنين هذا الانقلاب بانتخابات ديمقراطية زائفة ايضا وتولي وزير الدفاع حينها السلطة الرئاسية بانتخابات بين خصين احدهما كومبارس لم ينل اصوات قد ينالها عمده قرية او عضو مجلس شعب عن دائرتة...

وفي هذا ايضا دعم شعبي لاكبر مؤسسة مصرية قائمة وهي المؤسسة العسكرية حتى وان كانت الانتخابات الرئاسية التي وصل بها رئيس هذه المؤسسة الى سدة الحكم ويتمثل هذا الدعم في اعطاء الفرصة للمؤسسة العسكرية بادارة شؤون البلاد بشكل رسمي وليس مؤقت مثلما حدث ابان ثورة يناير المجيدة واملا في اعطاء الفرصة للفصيل الثاني المنظم والذي يملك كثيرا من موارد الدولة للفرصة في انتشال البلاد من حالة الضياع والفقر التي قد تحيق بالجميع وقد تعيد الامل الضائع لعموم المصريين في استراداد حقوقهم...

ولكن وماذا بعد؟... وما هو الموقف اذا فشلت هذه المؤسسة المتمثل وزيرها الاسبق في رئاسة مصر وادارة شؤون الدولة وعادت كل المشاكل الاقتصادية والامنية وغيرها الى سابق العهد وتبدد الحلم المصري تماما بعد فشل اكبر جماعتين منظمتين في الدولة وماذا بعد فشل المؤسسة العسكرية التي لها من المهما مهو حساس ودقيق في مصير هذا الوطن من حماية اراضية ضد اي معتدي وهل سيكون الفشل بالتجزئة اما سيكون فشل كامل وعام لهذه المؤسسة كما يتبادر الى اذهان المصريين سؤال هام وهو ماذا بعد فشل هذه المؤسسة وما هو البديل الذي يمكن ان يحدث لانتشال الوطن من حالة الضياع التي يمضي قدما للوصول اليها؟...

ليعود السؤال الشهير مرة اخرى: الى اين مصر ذاهبة؟ وللحق اقول انها ذاهبة للمجهول فلا الشعارات عادت تاتي بجديد ولا الادعائات الكاذبة بالوطنية والشرف والدين حقيقية بل تحلى معظم من يتظاهر بهذه الشعارات بعكس هذه الشعارات تماما سواء من تجار الدين في جماعة الاخوان وباقي الجماعات المتأسلمة او من المؤسسة العسكرية التي ادعت الشرف والوطنية وكلاهما برئاء منها ومن قياداتها الفاسده...

ومع اطلالة الارهاب الذي ذكره الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي قبل ان يحدث ومن ثم حدث وتجلى في احداث كثيرة ومتعددة وظهور جماعات اخرى تدعي نشر الاسلام بالقوة مثل جماعة داعش وغيرها وبصرف النظر عن حقيقة تكوين هذه الجماعات ولاكتشاف حقيقة هذه الجماعات  سؤال يوجه للمخابرات المصرية والدولية التي لا تعرف الا الالعيب الحقيرة فقط ومع تفاقم الاوضاع وازدياد الضغوط والمشاكل على المواطن المصري البسيط قد  ينفلت الزمام بعدما اختلت قواعد اللعبة وتغيرت كثيرا من الحسابات بين الدول العظمى والدول التابعة وشكل المنطقة الذي يجب ان يتغير وفقا لمصالح تلك الدول سنجد اننا ذاهبون جميعا الى المجهول ولن يدفع ثمن هذا المجهول سوى الشعوب التي ضاع البعض وفي الطريق البعض الاخر فلا تعجب اذا ما وصلت مصر لما وصلت الية سوريا او العراق او ليبيا او من قبلهم فلسطين وهذا ليس نتاج فقط مخططات خارجية تستهدف الوطن قدر ما هي فساد داخلي طال كل مؤسسات هذا كافة الوطن وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية التي تحول كافة قياداتها الى خونة فاسدين لا يعرفون عن الوطن سوى قيمة حساباتهم في البنوك الخارجية ومصيرهم اذا ما سقطوا او سقطت الدولة يوما ما...

وفي خضم الاحداث والذكريات تنهال علينا ذكرى احداث محمد محمود وابطالها الشهداء الذين ضحوا من اجل وطن لا يستحق كثيرون فيه شرف التضحية او عظمة اي انتصار بل لتثبت حقيقة الجماعة المتأسلمة التي تسببت فيما وصلنا اليه بطمعها وكرهها للغير او في حقيقة المؤسسة العسكرية الفاسدة التي امتصت حماس الشباب وتضحيتهم بكل ما يملكون حتى تعود الى السلطة ويعود النظام السابق العسكري الى سدة الحكم وليتستر كل فاسد على فسادة ولتحمي هذه المؤسسة كل خائن وفاسد سواء كان احد ابنائها او كان يملك من المصالح معها ما يستحق ان يحمية....

سينفلت الزمام وستضيع مصر بقدر ابنائها الذين لم ولن يستحقوا يوما شرف الانتماء لهذا الوطن بل وبلغوا من الخيانة ما يفوق خيال اعداء هذا الوطن للفت به والمكر باحلام شعبة... قريبا مصر ستصبح عراق وسوريا وفلسطين وليبيا بل وستكون اسوء بكثير...

ليس تشاؤم بقدر ما هو واقع مرير... اتمنى اكون مخطأ ولكني اعلم ان التاريخ لن يرحم كل متفائل ولو بالكذب حتى لا ياتي جيل يلعننا ويلعن ما قمنا يوما به من اجلهم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق