الأحد، 13 يناير 2013

احداث اتحادية جديدة والفاعل مجهول


في مساء يوم السبت الموافق 12/1/2013 ومع اطلالة العام الجديد الذي لن يختلف باي شكل من الاشكال عن العامين السابقين سواء في ذروة احداثة او في تفاقم الاوضاع المصرية حدث هجوم جديد على المعتصمين في محيط قصر الاتحادية مما ادى الى اصابة اكثر من ستة عشر شخصا بالاضافة الى اصابة ست جنود امن مركزي بطلقات خرطوش كما تمت اصابة ظابط امن مركزي بطلق خرطوش في الوجهة وتجرى له جراحة قد لا يخرج منها سليما كما كان... 

ودائما الفاعل مجهول حتى لو تم القبض على بعض المرتكبين للحوادث الكثيرة التي مرت على مصر في العقود الاخيرة ودائما ما كان الفاعل اما مجهول او شخص معتوه لا يقوى على ارتكاب مثل هذه الجرائم...

في مساء يوم السبت جائت بعض السيارات "الميكروباص" التي لا تحمل اي نمرة مرور الى محيط قصر الاتحادية لينزل منها العديد من البلطجية الذين كانوا يهتفون ببقاء الرئيس محمد مرسي ردا على هتافات الثوار المطالبة باسقاطة في 25 يناير القادم وانهم سيفضوا الاعتصام المقام امام قصر الرئاسة حتى يستطيع الرئيس محمد مرسي المرور من امام قصرة بكل سهولة ويسر... 

وقاموا على الفور بمهاجمة خيم المعتصمين واشعال النيران فيها والقاء المعتصمين بالحجارة ومن ثم اطلاق الخرطوش بشكل عشوائي على المعتصمين وافراد الامن المركزي المتواجدين بحكم عملهم في محيط القصر مما ادى الى الاصابات السالف ذكرها وفروا هاربين...
 
الا ان الشرطة صرحت بانها استطاعت القاء القبض على اثنين من مرتكبين الحادث وانهم اعترفوا باشتراكهم في الحادثة ويتم الان التحقيق معهم لعرضهم على النيابة لاستكمال التحقيق ومن المفترض انهم سيدلون باعترافات على من دفعهم الى ارتكاب هذه الجريمة وفي انتظار اعلان المحرض الرئيسي على فض اعتصام محيط قصر الاتحادية بالقوة وقد اشك في معرفة المحرض الذي لطالما بقى دائما مجهول في كافة الجرائم السابقة...
 
وبدون القاء تهم مسبقة على اي طرف مستفيد من فض اعتصام محيط قصر الاتحادية فقد نلقي التهم لبعضنا البعض جزافا بلا اي دليل او حقيقة دائما غاضبة... طرف يرى انهم بالتأكيد مؤيدين الرئيس محمد مرسي الذين يكرهون الطرف الاخر المعارض له ويتمنون له الفناء والقضاء علية حتى لو كان الدم سبيل لهذا وطرف اخر يرى ان المؤيدين للرئيس محمد مرسي براء من هذه الحادثة حيث تأتي ابان الدعوات المنتشرة في كل ارجاء مصر للنزول للتظاهر في ثورة اخرى لخلع الرئيس مرسي والقضاء على جماعة الاخوان الحاكمة وفي هذا الاعتداء تشوية لصورة النظام الحاكم في شكل قمعي مستبد ومع مجيء وزيرا للداخلية جديد في اخر تعديل وزاري منذ ايام...

وبغض النظر عن حقيقة المتهم والمحرض في مثل هذه الجرائم يبقى السؤال الاهم...

هل كان في حكم مصر بعد قيام ثورة شعبية مجيدة للقضاء على فساد نظام سابق ان تتحول مصر من شعب يثور على حاكمة الى شعب يثور على بعضة البعض ويتحول الصراع بين الشعب واجهزتة الامنية القمعية الى شعب يحارب ويكره بعضة البعض في تصنيف عنصري طائفي وهل يصلح لمصر ان تتحول ثورتها الى فتنة طائفية وحرب اهلية؟...

لا يهمني المسؤول عن احداث الاتحادية اليوم ولكن يهمني بكل تأكيد المسؤول عن احداث الفرقة بين الشعب المصري وتعميق الخلافات والكراهية بين ابناء الوطن الواحد ومن مستفيد من هذا؟
لن تنهض مصر حقا وتأخذ مكانتها الا عندما يحكمها ضمير صادق عاشق لهذا الوطن قبل اسم وشخصية هذا الرئيس او هذا النظام واذا انعدم الضمير واصبح الكذب وسيلة لتحقيق غاية فلن تنهض مصر وسندخل في نفق مظلم يكسوا جدرانة الدماء والنزاع والكراهية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق