الأربعاء، 11 يوليو 2012

احنا في زمن العك...!



اسبوع مضى على اعلان اول رئيس مدني لمصر بانتخابات شعبية... حتى يتطلع شعب مصر الى بداية مرحلة بناء الدولة وانتهاء المرحلة الانتقالية التي وضعت الشعب المصري في ضغوط شديدة سواء على مستوى المعيشة او استتباب الامن...

حتى يتم اعلان رئيس منتخب وتنتهي المرحلة الانتقالية وتستقر الاوضاع... وان كان هذا هو المنتظر... ولكن هل هي الحقيقة؟!

لم يكن مجيء رئيس لمصر هو الحل لكل المشكلات التي مرت بها مصر بعد قيام ثورة يناير وتآمر الكثيرين عليها حتى تبدوا فاشلة... ولم يكن فقط فساد وفشل المجلس العسكري هو السبب الوحيد في صعوبة المرحلة الانتقالية ...

وليست المشكلة كامنة في سياسة الرئيس الجديد لمصر ومدى قدرتة على ادارة شؤون البلاد سواء باتمام برنامجة الانتخابي والمائة يوم الاولى او بفترة تولية المنصب كاملة في اربع سنوات... 

او حتى في الصبر على الرئيس وعدم التربص باخطائة في البداية وهو فكر خاطيء بالاساس فالمعارضة الحقيقية مهمة لانها تضع المسؤول دائما وابدا تحت ضغط حتى لا تنحرف افكارة...

اذن ماهي المشكلة؟.... وماذا يحدث في مصر؟... وما هو الحل؟... ومتى تستقر الاوضاع؟... 

وغيرها من تساؤلات كثيرة اصبحت الشغل الشاغل لعموم المصريين الذين توسموا خيرا في مجيء رئيس لمصر حتى تستقر الاوضاع وتهدا الامور.... ولكن.

نعترف جميعا بما وصلت الية مصر من فساد منذ اكثر من ستون عاما وحتى الان... ولم يكن انتشار الفساد في مصر بشكل عشوائي بل كان منظما وممنهجا بشكل يفوق الاحترافية والدقة حتى تغلغل الفساد كل اركان الدولة وادق تفاصيلها... بل اصبح العضو الاكبر في ما يسمى بالدولة المصرية العميقة... بل واصبح الفساد في مصر  له الف مبرر وحجة قد تحول الفساد الى هدف سامي ومعنى جميل!!! (الرشوة = اكرامية وتفتيح مخ ومشي شغلك بسرعه!)

اخترق الفساد كل مؤسسات الدولة بلا استثناء... بل واخترق المواطن المصري الذي وجد في الفساد الحل والطريق الاسهل الذي ارتادة الكثيرين غيره...

نملك فساد في الجيش المصري ونملك فساد كبير في الشرطة ونملك ايضا فساد في مجلس الشعب المعبر عن عموم المصريين... ونملك فساد خطير في القضاء المصري الذي يحاول ان يتطهر منذ عقود دون فائدة... وحدث ولا حرج عن فساد الحكومات المصرية المتتابعة ...وغيرها 

لم يكن هذا قبل الثورة وجائت الثورة فاحدثت تغيير... فحجم الفساد في مختلف الجوانب بالاضافة لفساد العقول كان اكبر من الثورة وقدرة الثوار (السلميين) على التغيير...

ماذا يحدث في اسبوع من تولي الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية؟!......

هو استمرار طبيعي ومنطقي للمنظومة الفاسدة التي ما تغير فيها شيئا الا ان قمنا بازاحة بعض الاسماء وجائت اسماء اخرى... وانتهت فيها سطوة نظام حتى يجيء نظام صديق ومشابة له ليتطلع الى نفس السطوة ... ويبقى دائما وابدا العامل المشترك بينهما هو الفساد والافساد وتزاوج المال بالسلطة... وهو احد اهم شروط الفساد الاساسية.

ونتيجة لكم الفساد وبقائة وعمقة في الدولة المصرية وحالة الفساد التي تعلمها وتربى عليها وشاب عليها ما يسموا بالنخبة والاحزاب والقوى السياسية التي اما ان تصبح حزبا وطنيا جديدا او تبقى احزاب كارتونية تقوم بدور الكومبارس في فيلم البطل فيه اما الحزب الوطني او جماعة الاخوان!

في اسبوع فقط تحولت المعارضة التي كانت جماعة الاخوان احد اضلاعها الى فلول ومؤيدين نظام مبارك واصبح الثوار الذين قاموا على مبارك حتى خلعوه من انصاره طالما قد اختلفوا مع الاخوان بعد وصول الجماعة للسلطة!!

في اسبوع عاد مجلس الشعب المنحل ثم انحل مرة اخرى!!

في اسبوع اعتمد الرئيس ميزانية الدولة ثم اعتمدها بعد تعديلها المجلس العسكري حتى يحكم مصر رئيسان!!

في اسبوع اعتصم الاخوان وبعض الثوار حتى يخسر مرشح النظام السابق ويفوز مرشح الاخوان ثم اختلف الاخوان والثوار انفسهم وتحولوا الى اعداء لاعتراض الثوار على موقف الرئيس الاخواني!

في اسبوع اصبح المواطن المصري لا يعلم من يحترم ومن يقدر... هل الرئيس ام القضاء ام يثق في المجلس العسكري الذي يكرهه الثوار بشدة ام لا يثق في اي احد فالجميع يتسابق في الفشل بقوة.

في اسبوع الرئيس لا يحترم احكام القضاء ام القضاء لا يحترم قرار الرئيس ام المجلس العسكري لا يحترم الاثنين ... فلن تجد من تحترم فالجميع لهم سوابق من الفساد والفشل... حتى الرئيس الجديد له موقف سلبي من المعتقلين السياسين وخاصة الجيزاوي المعتقل في السعودية  وشيماء عادل المعتقلة في السودان ورئيس مصر لا يحرك ساكنا ... اما لانه لا يهتم بالمصريين او لا يملك قراره وكلاهما اسوأ.

تصدر المحكمة حكم بحل البرلمان فيجي الرئيس ويقرر عودتة دون النظر لحكم المحكمة فتعود المحكمة وتحكم بحل البرلمان!!!!

عندما يحدث هذا ... بين رئيس مصر وقضاء مصر ... بماذا تسمية؟!

عندما يقر الرئيس الجديد علاوة للموظفين تدرج في ميزانية مصر التي اعتمدها المجلس العسكري قبل تولي الرئيس السلطة فيتم تعديل الموازنة ثم يجيء المجلس العسكري بخفض العلاوة ومن ثم تعديل الموازنة العامة للدولة مرة ثالثة بعد اعتماد الرئيس لها!!!

عندما يحدث هذا... بين رئيس مصر والمجلس العسكري ... بماذا تسمية؟!

عندما يكون رئيس مصر معتقل سياسي اثناء الثورة ويخرج عند فتح السجون اثناء الثورة وبطريقة غير شرعية ثم تمر الايام ليصبح رئيسا لمصر... وبعد هذا لا يكترث بالمعتقلين السياسين ظلما على ايدي المجلس العسكري الفاسد ومن اعتقل من قبل الثورة على ايدي نظام مبارك ولا يهتم بكرامة المصريين المعتقلين في الدول العربية والتي وصلت الى حكم بالاعدام قد يصدر على المعتقل المصري في سجون السعودية.

عندما يحدث هذا ورئيس مصر لا يهتم وهو احد المعتقلين في السابق!!... بماذا تسمية؟!

وكم وكم وكم ... فما يحدث في مصر على المستوى السياسي كل لحظة ما هو الا عك سياسي وفساد حقيقي بين منظومات فاسدة وفاشلة تحتاج الى ثورة حقيقية باهداف حقيقية وفي وقت قصير ولا يترك للمفسد فرصه ان يعيد انتاج فسادة او يستثمر هذا الفساد في بقاء مصر كما كانت.

لا يحتاج العك الى تحليل او تعليق او تفسير ... فهو ظاهر وواضح للجميع... وعلى الجميع ان لا يشترك في ما يحدث من عك بين مجموعة الفاسدين المقتسمة حكم مصر الان فكلاهما يستحق العقاب... 

مزيدا من العك والفشل والافساد والفساد والهرتلة وغيرها قادمة في كل قرار وموقف وخبر سياسي في الفترة القادمة... دعونا نشاهد فقط وسنصل الى حل قريبا بعد ان يتصارع الفاسدين اخوان كانوا او نظام عسكري وسيحدث هذا مهما بدت الصفقة والاتفاق واضح بينهما.

هناك تعليق واحد: