السبت، 21 يوليو 2012

انا مش حاسس بالتغيير



ان تنقل الواقع بكل ما يحمل من صدمة افضل كثيرا من ان تصدق في خيالك كذب حتى تتجنب الصدمة وفي النهاية الواقع هو الواقع.

قامت ثورة يناير لاسقاط النظام الفاسد ... ثم تم الالتفاف على الثورة وتبادل الصفقات السياسية بين المجلس العسكري المسيطر والاخوان الاكثر تنظيما وعددا... حتى جاء رئيس مصر بعد الثورة من جماعة الاخوان ليتقاسم السلطة مع المجلس العسكري حتى وان كان منزوع الصلاحيات ضعيف الحيلة كما يبدوا.

اين التغيير؟... 

هل رحل مبارك ونظامة حتى يجيء نظام جديد عبارة عن كوكتيل بين النظام السابق والنظام المعارض له؟... مجلس عسكري من ابناء مبارك ومدرسة فسادة ممزوجين بابناء جماعة الاخوان المسلمين المعارضة للنظام السابق في شكل نظام جديد لا يقل فسادا عن النظام السابق باي حال من الاحوال.

مر عام ونصف من الثورة وبكل تفاصيلها المعقدة وبكل تناقضتها الغريبة ... انتظر الشعب المصري البسيط في كل شيء ان يرى حقيقة جديدة غير التي كانت موجوده او مفروضة عليهم في السابق.

اعطى الشعب المصري الكثير من الفرص للمجلس العسكري الذي كان يراهن الثوار منذ البداية على تواطئة وخيانتة لمصر وشعبها متهمين جماعة الاخوان في دخول في تحالف مع العسكري من اجل تقاسم المصالح... وهو ما رفضة الشعب بشدة.

واقر بضرورة التحلي بالصبر على المجلس العسكري واعطائه كامل الثقة والتأييد حتى يقود المرحلة الانتقالية بكل نجاح كما اعطى ثقة لجماعة الاخوان غير مسبوقة بانتخاب ما يقرب من نصف اعضاء مجلس الشعب من ذات الجماعة ووصول احد افراد الجماعة الى اكبر منصب في مصر وهو رئيس الجمهورية... ولكن.

لا يعطي الشعب ثقة بلا نهاية ولا يرضى بالصبر كما كان يرضى سابقا بل اصبح متقلب المزاج بشكل يجعل كل مسؤول في غاية التخوف من بقائة فتره طويلة في هذا المنصب...

 فقد حدث هذا بالفعل عندما تم انتخاب اعضاء مجلس الشعب الذي جاء ادائهم البرلماني ضعيفا حتى تحول التاييد الشعبي الى تاييد شعبي اخر بقرار حل البرلمان... وتحولت كتلة الاخوان التصويتية في مجلس الشعب التي وصلت الى عشرة ملايين صوت الى النصف في انتخابات الرئاسة قبل ان ينقذ الشعب المصري نفسة من مغبة مجيء النظام السابق مرة اخرى عن طريق فوز المرشح السابق احمد شفيق واعطاء فرصة قد تكون الاخيرة لجماعة الاخوان في وصول احد ابناء الجماعة الى رئاسة مصر... 

ذلك المنصب المحفوف بمخاطر كبيرة وصعوبات اكبر وحرب قوية مع مجلس عسكري يسيطر على مصر بقوة السلاح ويسيطر على الرئيس نفسة بنفس القوة.

حتى جائت مطالبات الشعب لنفسة بالصبر على الرئيس الجديد لمصر وهي تحمل الكثير من التناقض فقد يفطن المصريون الى حقيقة سيطرة المجلس العسكري على قرارات الرئيس وتقييد صلاحياتة ولكنهم ايضا يمنون النفس بقدرة الرئيس نفسة على الخروج من سطوة المجلس العسكري علية والتي قد تبدوا صعبة بعد الكثير من الصفقات التي تمت بينهم!.

كما جاء الصبر حتى يجيء معة الكثير من التغيير في واقع ومتطلبات الشعب المصري الملموسة من منتجات استهلاكية وانهاء ازمات اجتماعية واقتصادية عاجلة قد تعطي مزيدا من الصبر والتاييد للرئيس الجديد لمصر والتي وبكل اسف لم تحدث بعد مرور شهر من تولية المنصب بل وقد زادت تلك المشكلات باستحداث مشكلة الكهرباء التي قد تعصف بكل ما يملك الشعب من صبر وخاصة في هذه الفترة من صيام الشهر المبارك.

وبالقاء نظرة على موقف جماعة الاخوان حتى الان وبعد مرور شهر على مجيء احد ابنائهم في منصب رئيس مصر وقدرتهم على حل المشكلات العاجلة والتدخل الحقيقي لتغيير بيروقراطية الدولة التي قد تعصف بكل احلامهم المنشودة في مشروع النهضة الذي قد لا يبدا طالما بقى الرئيس الاخواني بلا صلاحيات او قرار يستطيع ان يتخذة.... 

فالاخوان لا يزالوا مثل الضيوف على دولة لها من العمق السياسي للنظام السابق ما قد يحول بين الاخوان والدخول الى مفاتيح الدولة الحقيقية وما قد يجعل الاخوان في موقف ضعيف ويزيد من اخافقهم امام الشعب الذي ينتظر وبكل شغف كلا الاحتمالين اما النجاح او الفشل وبخاصة الفشل.

حتى وان كانت فترة الشهر من تولي الرئيس محمد مرسي السلطة فترة بسيطة وغير كافية للحكم على اداء الرئيس فكما اشرت في السابق وبنقل تصور عن طبيعة الشعب المصري الذي عانى كثيرا وجائت الثورة حتى يتعلم ان الصبر على الامور له شروط وليس صبرا مطلقا قد يتسبب في معاناه مشابهة للمعاناه التي راها على مدار عقود طويلة من انظمة فاسدة تعاقبت على حكمة.

كما ان الشعب وعلى الرغم من تباين حالتة المزاجية ولكنة ينتظر خبر او موقف واحد يشعر فية بالتغيير حتى يصبر اكثر ويتحمل اكثر ولكن اين؟!!!!

اسال اي مواطن مصري ... ماذا حدث في مصر منذ ثورتها على الفساد والظلم... هيقولك: انا مش حاسس بالتغيير

هناك تعليقان (2):