السبت، 12 مايو 2012

بورصة المرشحين



بدأ منذ ايام العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المصرية ... تلك الانتخابات التي تعد حدثاً تاريخياً في حياة المصريين... وبدأت حملات الدعاية التي كانت قد بدأت منذ فترة وقبل الميعاد المحدد لها ان تزداد الان من لافتات في مختلف شوارع وميادين مصر او من حملات اعلامية باستضافة المرشحين لمعرفة برامجهم وطموحاتهم التي يحملونها وتنتظر التطبيق في حالة فوز احدهم باكبر منصب في الدولة.

وحتى لا ننسى ولن ننسى ابدا الفضل الاول بعد الله كان لشهدائنا الابرار الذين استطاعوا بدمائهم ان يسقطوا دولة الفساد لتبدا مصر في اعادة بناء نفسها مرة اخرى على اسس من العدل والمساواة ... حتى وإن تعثرت المرحلة الانتقالية نتيجة ادارة فاشلة لمجلس عسكري يعلم كثيرا في فنون القتال ولكنة لا يعلم في فن السياسية ما يؤهلة لقيادة مصر ... فالقادم افضل رغم انف من يحاول تعطيلة.

مع اقتراب ميعاد انتخابات الرئاسة والتي من المقرر لها يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري اي لم يتبقى سوى ايام قليلة ونرى ملايين الشعب المصري في لجان الانتخاب وهي تقرر مصيرها في اختيار من يمثلها بحق وبارادة كاملة.

فقط انتهى العصر الذي كان فيه الفرض لا الاختيار وتحول الرئيس الذي لا يستطيع احد ان يراه وجها لوجهة الى الرئيس الذي يقف امام شعبة طالبا منهم تاييدة وهو يعلم ان الشعب هو القوة الاولى التي تستطيع ان تطيح به اذا ضل الطريق في اي لحظة ولا توجد قوة امنية تستطيع ايقافها او منعها ولهم في رأس النظام الفاسد عظة وعبرة.

وكما نعلم ولو القليل عن البورصة وما يحدث فيها من ارتفاع قيمة اسهم الشركات وانخفاضها بين لحظة واخرى فاننا نرى مثالا اخر للبورصة ولكنها هذه المره هي بورصة المرشحين لرئاسة مصر.

فقد تجد المواطن المصري يرى في هذا المرشح انه الاصلح عندما راه في لقاء تلفزيوني وعندما يخرج بتصريح مغاير لما قالة فتقل اسهمة ومن ثم تزداد اسهم مرشح اخر ... ليبقى هكذا حتى يرى في مرشح ثالث الافضلية وهذا انعكاس للتصريحات التي قد تاتي متأنية وقد تأتي متهورة من المرشحين للانتخابات الرئاسية مما تزيد من شعبية مرشح وتقل من شعبية اخر.

مضافا الى هذا خلفية المرشح التي قد تجعل اسهمه لدى البعض منخفضة وقد تصبح غير موجودة وعلى جانب اخر من المواطنين تصبح اسهمة مرتفعة ....

فهناك من المرشحين من كانوا من رموز النظام السابق مثل السيد احمد شفيق الذي عمل وزيرا للطيران المدني واخر رئيسا لوزراء مصر يعينة مبارك وبالتاكيد فهو مستبعد واسهمة صفر لدى اغلب المواطنين المؤيدين للثورة والذين يروا في ترشحة نجاح للثورة المضادة التي ما من شأنها ان تقضي على ثورة مصر المجيدة.

وهناك من المرشحين من عمل في النظام السابق لسنوات طويلة وترك النظام منذ سنوات ايضا مثل المرشح عمرو موسى الذي يرى فيه البعض خبرة كبيرة في علاقات مصر الخارجية بحكم عملة وزيرا للخارجية لعشر سنوات ومن ثم اميناً عاما للجامعة العربية وانه لدية من الخبرة السياسية ما يؤهلة لهذا المنصب ... وهناك ايضا من يرى انه من اتباع النظام السابق شأنة شأن احمد شفيق وبالتالي فهو مرفوض ... حتى لا يتم انتاج النظام السابق مره اخرى وهو نفس التخوف من احمد شفيق والذي قد يحدث ثورة ثانية في حال نجاح احدهم.

وهناك من المرشحين من هو معارض قديم وثوري الافكار وناصري التيار والفكر مثل المرشح حمدين صباحي احد الصحفيين المناضلين الذين وقفوا في وجة الرئيس السادات مواجهينة بما يحدث من فساد ومعارض كبير لمعاهدة السلام مع اسرائيل والتي كان يرى فيها خنوع من الجانب المصري وامتيازات للجانب الصهيوني... وهو ما يزيد اسهمة لدى كثير من المواطنين المؤيدين للثورة وتزداد الاسهم للمواطنين المحبين للرئيس جمال عبدالناصر الذي يعد المرشح حمدين صباحي احد تلامذتة التي تربت على الفكر الناصري وتسعى الى تطبيق مميزاتة... وتقل اسهمة عند من كانوا معارضين للثورة سواء من اتباع النظام او حتى المواطن المصري الذي كان يرى في نظام مبارك افضلية عن قيام ثورة وانهيار أب كان يسمى مبارك!

وهناك من المرشحين من هو معارض قديم ايضا وثوري الافكار ايضا ولكنه على مرجعية اسلامية لم لا وقد تربى ونشأ وكبر في جماعة الاخوان المسلمين حتى وإن خرج عليها واستقال منها منذ عامين ولكنه اسلامي المرجع والفكر مثل المرشح دكتور عبدالمنعم ابو الفتوح والذي نجح عن نظرائه في استقطاب الكثير من الحركات والتيارات والاحزاب السياسية المختلفة من احزاب ليبرالية الى احزاب اسلامية ذات مرجعية سلفية او حتى الجماعة الاسلامية.

 وقد تزيد اسهمة في لحظة وتقل في لحظة اخرى حيث تتضارب بعض تصريحاتة مما يجعلة يزيد من معجبية بين لحظة ويفقد منهم في لحظة اخرى ولكنة بكل تاكيد يمتلك من الذكاء ما جعلة يستقطب نقيضين مثل بعض التيارات والاحزاب الليبرالية والاحزاب الاسلامية حتى وإن فقد جماعتة الاخوان المسلمين التي القت بمرشح اخر فقد يأخذ اصوات شباب الجماعة بنفس الاسلوب الذي يستقطب به الاخرين.

وهناك من المرشحين ما هو عن مرجعية اسلامية ولكنه مدفوع بشكل يجعل المتابعين يرون ان مصر ستصبح ايران الثانية من حيث طريقة ادارة شؤون البلاد وهذا متمثل في مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد المرسي والذي جاء بديلا للمهندس خيرت الشاطر الذي تم استبعادة لاسباب قانونية.

حتى يصبح رئيس مصر تابع لمرشد الاخوان وولائة التام له مثلما نرى ذلك في ايران من احمدي نجاد رئيس والحاكم الحقيقي هو الداعية الاسلامية خامنئي!

وتزداد اسهم هذا المرشح من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين الذين لا رأي لهم امام رأي الجماعة فاذا رشحت فلان رشحوا فلان وهكذا.

وهناك من المرشحين من هو شاب قد اكتمل عقدة الرابع واللازم للترشح لانتخابات الرئاسة قبل انتخابات الرئاسة بايام وهو المرشح خالد علي ... ذلك المحامي الشريف الذي لطالما دافع عن المظلومين والفقراء ليعيد لهم حقوقهم كما رفع قضايا كثيرة ضد الحكومة وقوانين الخصخصة وغيرها من اشكال فساد الحكومة وتاريخة النضالي كبير ومشرف برغم صغر سنة وقد تزداد اسهمة الفترة القادمة حيث يؤيدة طائفة من الثوار ولكنة يواجهة مشكلة صعبة في عدم معرفتة بشكل كبير من باقي طوائف الضعب المصري وقد يحتاج الى فترة كبيرة حتى تكبر شعبيتة ولكنة يملك من الفرص في الترشح لدورات قادمة اكثر ما يملكة للترشح هذه المرة ... ولا يعلم احد ما سيحدث!

وهناك اخرون فليسوا هم هؤلاء فقط ولكن ما تم ذكرة من مرشحين هم من ستكون المنافصة بدرجة كبيرة محصورة بينهم.

ومع اختلاف انتمائات ومرجعيات المرشحين ومؤيديهم فقد تزداد اسهم مرشح على الاخر وقد تقل في وقت اخر حتى يأتي يوم الانتخابات والنجاح سيكون حليف الافضل ومن استطاع ان يستقطب عموم الشعب المصري حتى يقود مصر مرحلة جديدة من التغيير والبناء.

بقي ان اذكر ان كل ما تم سردة وتدوينة متوقف على نزاهة الانتخابات والتي اتشكك كثيرا في نزاهتها تحت اشراف وحكم المجلس العسكري والذي لا ارى فية شفافية وصدق وغدا لناظرة قريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق