الأحد، 13 مايو 2012

الثورة على الثورة






بدأت امس انتخابات الرئاسة المصرية للمصريين بالخارج وعلى مدار عشر ايام وبغض النظر عن حقيقة الانتخابات ومدى نزاهتها ... فهناك عملية تحول ديمقراطية حقيقية تحدث في مصر بعد ان وجد المواطن المصري حقة الضائع المسروق طيلة ستون عاما من الاستبداد والانفراد بالسلطة حيث من يصبح رئيسا يبقى حتى يتحول الى الرئيس الراحل ... وبفضل الشهداء تحولت مصر من الرئيس الراحل الى الرئيس السابق ... فأين حق الشهداء والقصاص لهم؟!

وكما يعلم الجميع في انفراد الثورة المصرية ببعض المميزات التي قد تبدوا ميزة وهي في حقيقة الامر عيب وعيب خطير ... فلا توجد في تاريخ الثورات ما تسمى بالثورة الديمقراطية ...

 فالثورات تقوم على حكومات مستبدة وتكون الثورة ايضا مستبدة حتى تنجح لتتحول الدولة من عصر الاستبداد الى عصر الديمقراطية.

وهو مالم يحدث في الثورة المصرية التي قامت على نظام فاسد مستبد ولكنها كانت مليئة بالديمقراطية فلم تتحقق اهدافها المهمة ولم يحاكم الفاسدون محاكمات ثورية مثل باقي الثورات بل شملت محاكمة الفاسدين الكثير من سبل الرعاية وحقوق الانسان التي وصلت الى درجة من الرفاهية ... حيث يتحول رأس النظام المخلوع من متهم يقف وراء القفص الى متهم يسكن المستشفى الفندقي في كامل الرعاية التي لا يلقاها المواطن الشريف!!

وبغض النظر عن ما حدث وما آلت الية الثورة المصرية والتي يختلف الكثير على مدى تحقيق اهدافها ونجاحها ولكن ما هو قادم قد يحمل من الخطورة اكثر مما سبق... فإن كانت انتخابات الرئاسة بغض النظر عن مدى نزاهتها هي خطوة في تحقيق اهداف الثورة المطلوبة والتحول الديمقراطي المنشود من رئيس عسكري الى رئيس مدني ... فما هو قادم قد ينسف هذا الهدف المنتظر من الاساس!!!

فاذا كانت الثورة ديمقراطية ولم تتبنى فريق دون الاخر وبقيت مصر لكل المصريين دون استبعاد او تفريق فمن فرط هذه الديمقراطية ما قد يجعلها في طريقها الى النهاية والنهاية المؤلمة بكل اسف!!!

من قائمة مرشحي الرئاسة التي تحمل الكثير من الشخصيات التي ما كان لها ان تترشح للرئاسة بل كان مكانها الطبيعي خلف الاسوار الى جانب اصدقائها من رموز النظام السابق ... السيد احمد شفيق اخر رئيس وزراء اتى به مبارك قبل ان يسقط والذي استمر وزيرا للطيران المدني لعدة سنوات ... ناهيك عن تخرجة من كلية القوات الجوية نفس الكلية التي تخرج منها مبارك وناهيك عن الصداقة الكبيرة التي تجمع شفيق بمبارك من اكثر من اربعون عاما !!!

فهل في قبول ترشح مثل احمد شفيق ديمقراطية للثورة؟! وهل ستبقى الثورة ثورة اذا اصبح يوماً احمد شفيق رئيساً؟! وهل مجيء مثل هذا الشفيق سيكون بمثابة اخذ النظام بالثأر من الثورة والثوار الذين اسقطوه في ثمانية عشر يوماً؟!

وما أدل على هذا من تاريخ للمرشح ونوايا داخلية وخارجية تخرج في تصريحات احمد شفيق بكل سهولة وبتلقائية وهي تحمل من العداء والكراهية للثورة والثوار ما يجعلة يهتم بالقضاء على الثورة والثوار قبل ان يشرع في اعادة انتاج النظام السابق واعادة المواطن المصري الى ما كان علية من خنوع وخضوع وفقر وجهل ومرض وضياع حتى يعود المواطن المصري الى ما كان علية وكأن ثورة لم تكن!!

اي ديمقراطية هذه؟!! وهل بهذا تنجح الثورة ام تتحول الى تصفية حسابات مع من قاموا بها ليضيع حق الشهداء ويزيد عددهم في الباقيين حتى الان على قيد الحياة؟!

هل تصل ديمقراطية الثورة الى ان تأتي بتلميذ نجيب لاستاذ مخلوع حتى يعطي التلميذ لرأيسة درساً في الوفاء والحب ليعيد الى النظام الفاسد الحياة وليعطي امال التغيير والبناء رصاصة قد تردي مستقبل مصر قتيلا مثلما جعلت ماضية وحاضرة؟

هل كان هذا ثمناً للديمقراطية التي حملتها الثورة في طياتها؟! ام كان جهلا من الثوار بما ينتظرهم من النظام الفاسد الذي اصبح في صراع من اجل البقاء؟!

وهل يضحي عموم الشعب المصري بدماء شهدائة من اجل استقرار زائف وامن كاذب كان دائما هي النعمة التي يمنحها ويهبها لهم النظام الفاسد في مقابل صمتهم عن حقوقهم المسلوبة؟!

انقذوا ثورتكم قبل ان يأتي من تحتاجون ان تنقذوا انفسكم من براثن شرورة وكراهيتة التي ستجعلكم تتمنون الموت ولا تجدوة!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق