السبت، 4 فبراير 2012

الكرة القاتلة


لم اجد عنوان لابشع ما رايتة في حياتي من مأساه انسانية تحدث في ملاعب كرة القدم على مر العصور ومنذ بداية ممارسة اللعبة كي اقولة سوى هذا العتوان!

لم تبدأ الاحداث يوم الاربعاء الموافق الاول من فبراير لعام 2012 ولكن ...  بدأت الاحداث عندما اصر المجلس العسكري جنود مبارك المخلصين على استئناف النشاط الرياضي بمصر بعد تنحي المخلوع وفي ظل دولة تتطهر من فساد نظامها لتجد نفسها بين براثن بقايا هذا النظام ... الذي لم يتوانى على السير قدما في تنفيذ نفس السياسات الحقيرة التي كان يمارسها رأس النظام وقائدهم في الهاء الشعب بكرة القدم كوسيلة للمتعة وكي تثنيهم عن التفكير في مآساتهم الحقيقية من فقر وجوع واهانة !

حتى يعود المجلس العسكري ليعطي اوامرة باستكمال الدوري الموسم الماضي في ظل ظروف مصر الامنية الصعبة ومرور مصر بمرحلة انتقالية ما بعد الثورة التي لا تتحمل ابدا ان تقام مثل هذه الاحداث الكروية ... بالاضافة الى عدم التركيز فيما هو اهو من الترفية والتسلية المتمثلة في مباريات كرة القدم مثل تحسين الاقتصاد والسياحة وتشغيل الشباب العاطلين والحد من زيادة الاسعار اللا منطقي وكثيرا من ضروريات الحياة التي لم تشغل بالا لنظام فاسد سارق لمصر والاكتفاء بالهاء الشعب الذي يعاني دائما بكرة القدم.

وعلى الرغم من مرور مسابقة الدوري الموسم السابق على خير ولكن لم يمنع هذا حدوث الكثير من الاضطرابات التى كادت ان تصل الى ما وصلنا الية يوم الاربعاء الدامي ... .

بدأت الاحداث باقامة مباراة كرة القدم بين فريقي المصري والاهلي في بورسعيد في نفس اليوم الذي ستقام فيه مباراة كرة القدم بين فريقي الزمالك والاسماعيلي في القاهره ... واذا اجري استطلاع للراي بين جمهور الكرة في مصر فانه سيجمع بالتأكيد على حساسية  مثل هذه اللقائات والاحتياج الشديد الى تعزيزات حقيقية من الامن لها ... كما سيؤكد الاستطلاع صعوبة اقامة اللقائين في يوم واحد بلا جدال.

جائت الايام السابقة للمبارة لتحمل الكثير من الطمأنينة للاعبي الفريق الاحمر وجمهوره من قبل الجهات الامنية التي أكدت على تأمين استاد بورسعيد بشكل كبير وتأكيدات مدرب الفريق البورسعيدي التى حملت المزيد من الاطمئنان لخروج المباره الى بر الامان .

لتبدا المبارة بالكثير من الاضطرابات والشماريخ والهتافات المعادية للفريق الاحمر ومع سيل من السباب من جمهور المصري لجمهور الاهلى الذي زحف وراء فريقة من اجل مؤازرتة وتشجعية ليجد الجميع حكم المبارة متوترا خائفا في معظم قرارتة التى جائت في ظاهرها مجاملة للفريق البورسعيدي حتى يتقي شر الجمهور المتعصب وتمر المباره الى بر الامان ... ولم يكن التوتر باديا على حكم اللقاء فحسب بل امتد الى لاعبي الاهلي الذين شعروا بخطورة اللقاء وتحولة الى احداث ما من شأنها ان تزيد من التوتر والاضطراب الامني لمصر .

حتى يبدأ مسلسل نزور الجماهير الى ارض الملعب ويقوم لاعبي الفريق البورسعيدي ومدربهم باعادة الجماهير الى المدرجات حتى تستكمل المباراة ... ولم يكن نزول الجماهير له سبب واضح ولكنه كان ينتهي بندائات لاعبي المصري ومدربهم .

ومع تكرار نزول الجماهير وتعالي الهتافات المعادية ... كان لزاما على حكم المباراة وبين شوطيها ان ينهي اللقاء ويتم الغائه حتى لا تحدث كارثة في نهايتة ولكن هذا القرار لم يتخذ ولم يحدث ... ليبدا الشوط الثاني بعد نزول الجماهير مجددا بين شوطي اللقاء ويتزايد الهتاف وتلقى الزجاجات الفارغة على لاعبي ومدرب النادي الاهلي .

لتنتهي المباراة المرعبة في احداثها بفوز فريق المصري البورسعيدي ليجد جميع المشاهدين لاعبي الاهلي وهم يركضون مسرعين الى غرف خلع الملابس بعد هجوم تتري وحشي عليهم من الجماهير التي نزلت بالفعل الى ارض الملعب في هجوم يشبة هجوم جيوش التتار على اعدائهم في الحروب ... ليهرب اللاعبون بالفعل الى غرب خلع الملابس وتصل الجماهير الغفيرة التي نزلت بالفعل الى مدرجات جماهير النادي الاهلي!!

ومع نزول الجمهور البورسعيدي الى ارض الملعب لم تحرك الشرطة المسؤولة عن تأمين المباراة اي ساكنا ... بل تركت مشجعي الفريق البورسعيدي لينزلوا بكل سهولة ويسر الى ارض الملعب من بوابات الاستاد الداخلية المفتوحة على مصراعيها ليهاجمهو جمهور الاهلي الذي بدا في الركض للهرب من الاستاد قبل حدوث كارثة تفتك بهم ... ليجدوا ابوب الاستاد الخارجية مغلقة!!!

فيجد جمهور الاهلي ... جمهور بورسعيد من امامهم ... وابواب الاستاد الخارجية مغلقة من خلفهم ... ليتكدس جمهور الاهلي في اعلى المدرجات خوفا من الهجوم الوحشي الذي بدا بالفعل بصعود الجماهير الغاضبة على الرغم من فوز فريقها الى مدرجات جماهير الاهلي ... ليتزامن هذا مع اطفاء انوار الاستاد في سابقة غريبة كي لا تصور كاميرات التلفزيون الجريمة التي ستحدث بعد لحظات!!!
لتصعد جماهير بورسعيد وتداهم جماهير الاهلي ... ويظهر مخطط القتل العمد الذي لم يكن ابدا سببا في منافسة كروية بين فريقين في كرة القدم او بين جماهير فريقين متنافسين ... بل كانت بين جمهور الاهلي الضيف على بورسعيد وجمهور من البلطجية والقتلة المحترفين وليس مشجعين كرة القدم من اهل بورسعيد المصريين!!

لتبدا المجزرة !!
ويتسابق المجرمون في القاء جماهير الاهلي من فوق ستاد بورسعيد وعلى ارتفاع يفوق العشرون مترا على الارض ... او في كسر رقاب الجماهير حيث يلقون مصرعهم دون وجود اي كدمة في اجسامهم ... او من كانوا يحملون اسلحة بيضاء ... ويغمدوها في اجساد جماهير الاهلي بلا اي رحمة او اي ضمير... حتى تنهال الجثث سقوطا وتتزايد بشكل مرعب وفي غضون اقل من نصف ساعة ... تنتهي المهمة ويختفي خفافيش الظلام القتلة تاركين ورائهم جثث المصريين من مشجعي الاهلي !!!

ليبدا اللاعبون الانتقال من غرف خلع ملابسهم الى خارجها لالتقاط الجثث والمصابين ليتم اسعافهم بلا اي سيارات اسعاف وبكل المناشدات المضنية التي لم تجد سبيلا مع عملية قتل مدبرة ومحكمة من قبل النظام السابق الذي كان يحاسب جماهير الاهلي ومن بينهم الالتراس على مشاركتهم في الثورة المصرية لاسقاطهم!

حتى يبدا الاعلام في التواصل مع اللاعبين وهم يستغيثون بالاسعاف ولم يصل وبالمسؤولين ولم يجدوهم حتى تتزايد الجثث من المصابين الذين لم يجدوا اي اسعاف لحالتهم الخطيرة مضافين الى من لقوا حتفهم منبداية المجزرة ... وعلى مدار اكثر من ساعة ونصف ولا يوجد مجيب للاعبي الاهلي الذي تحولوا الى ممرضين ومعهم طبيب الفريق في محاولة اجراء اي اسعافات اولية للمصابين ولكن دون جدوى ودون ادنى مساعدة ... وكانهم في صحراء جرداء لا بشر فيها ولا مغيث الا الله سبحانة وتعالى.

ومازال التحقيق الهزلي من قبل المسؤولين عن التحقيق والمسؤولين انفسهم عن هذه الجريمة في ايجاد الجاني الذي هو من بينهم في الاساس !!! لتضاف الضحايا الى سلسلة الشهداء التي لم تتوقف منذ تنحي المخلوع وحتى الان وعلى مدار سنة كاملة يتساقط فيها الشهداء اكثر مما تتساقط اوراق الشجر في فصل الخريف!!!

نظام فاسد يقتل شعبة الذي ثار علية .... بلا اي رحمة ولا اي ضمير ... !

ابحث عن الجاني ... ولن تجد الجاني ... فالجاني هو نفسة المسؤول عن معرفة الجاني!! ... وتتوالى الاحداث الدامية والفوضى الممنهجة من قبل المجلس العسكري
قائدهم اللا مبارك واعوانة سكان منتجع طرة ولتذهب دماء المصريين فدائا لثورتهم التي اقتلعت الفساد ولا يزال جزئا منه باقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق