الاثنين، 9 ديسمبر 2013

واقع مرير وخيال وردي

نعم انها الحقيقة والتي يجب ان نواجهها قبل ان يمر بنا الزمن كما مر بمن سبقونا ونواجة بها انفسنا قبل ان نصبح تاريخ مؤلم لوطن عانى كثيرا من ابنائة قبل اعدائة...

قامت ثورة يناير نتيجة لتردي الاوضاع وازدياد معدل الفقر والبطالة وفساد النظام الحاكم... وضحى الشعب المصري بالدم من اجل نجاح هذه الثورة وتحمل ما لا يتحملة احد طيلة الفتره التي عقبت تنحي الرئيس السابق مبارك من انفلات امني وضيق الحال وشدة الفقر وغيرها متحملا وصامدا حتى يرى في النهاية ثمرة هذه التضحيات وينال حقة المسلوب والعدالة التي لا تفرق بين مواطن و آخر....
الواقع المرير

ومن هنا أتى الصراع بين واقع مرير وخيال وردي وكان هذا الصراع هو الوسيلة التي استطاع كل كاره لهذه الثورة ان ينقض عليها ويسعى لاخفاقها وتعطيل اي اهداف حقيقية نادت بها ثورة يناير...
تسلم المجلس الاعلى القوات المسلحة السلطة من مبارك المجبر على التنحى وترك السلطة وفي هذا التسلم والتسليم اعادة السلطة الى القوات المسلحة التى استولت عليها منذ اكثر من ستون عاما باجبار الملك فاروق على ترك السلطة ايضا...

ويأتي الواقع ليقول ان الثورة ليست على رغبة القوات المسلحة التي لا ترى في اي ثورة اي هدف او نجاح الا اذا قامت بها القوات المسلحة نفسها فيما يسمى بالانقلاب كما حدث في انقلاب يوليو 1952 م  وبما ان ثورة يناير المجيدة ثورة شعب وليست ثورة عسكر فهي ضد اهداف ومخططات المجلس الاعلى للقوات المسلحة فيما تحمل من تغيير واعادة الحقوق لهذا الشعب مما قد يستعيد حقوقا استولت عليها القوات المسلحة في السابق وقد تخسر القوات المسلحة الكثير من امتيازاتها التي حصلت عليها منذ انقلاب  1952 م ومن هنا حاربت القوات المسلحة ثورة يناير حتى لا تكتمل وتحقق اهدافها...

استغلت القوات المسلحة كل قواها واسلحتها في تعطيل ثورة يناير فانطلقت الشؤون المعنوية بتوسيع دوائر النقاشات والاحاديث بين اطياف الشعب عن سوء الاحوال وترديها عقب الثورة وان الثورة لم تأتي بجديد ثم جاء استفتاء 19 مارس 2011 م ليفتت وحدة الشعب التي استطاعت ثورة يناير في احداثها ان توحد الشعب المصري على قرار واحد وفكرة واحدة حيث تحولت نتيجة الاستفتاء بنعم للمسلمين والراغبين في استقرار الوطن ولا للمسيحين والراغبين في تردي الاوضاع مستغلين في ذلك التيار اليميني (الاسلامي) وبالفعل تفتت وحدة الوطن منذ تلك اللحظة...

كما قامت القوات المسلحة بتعطيل الامن وعدم التدخل في شؤون وزارة الداخلية التي كانت صاحبة الفضل في قيام هذه الثورة نتيجة لفساد سياسات وادارة هذه الوزارة التي تعني بالامن والامان لهذا الوطن والتي تحولت الى اداة في ايدي الانظمة الحاكمة لقهر شعوبها وتحقيق الامن والامان للانظمة الحاكمة وبقائها لعقود طويلة رغم انف الشعب الذي كان كارها ورافضا لبقاء هذه الانظمة...

ونتيجة لبقاء هذه المؤسسة الامنية التي سقطت اثناء الثورة بنفس السياسات الفاسدة فقد عمت البلاد حالة من الانفلات الامني من قتل وخطف وسرقة وتهديد لامن المواطن في الشارع المصري دون وجود لاي فرد من افراد الامن حتى تصبح احد نتائج ثورة يناير هي الانفلات الامني ومع مرور الوقت وتعاقب الاحداث تصبح احدى النقاط السلبية لثورة يناير من وجهة نظر الشعب وقد تم للقوات المسلحة ما ارادات...

كما قامت ايضا القوات المسلحة بتفتيت وحدة الثوار باستغلال ضعاف النفوس منهم واغرائهم بالشهرة الزائفة والمجد السريع حتى انساق ورائها كل ضعيف للنفس متحكمة فيه شهواتة فاصبح هناك من يدعون بالنشطاء السياسيين التي امتلأت شاشات التلفاز باحاديثهم عقب الثورة وامتلأت الجرائد والصحف باحاديثهم ومقالاتهم وارائهم في اشارة الا ان هؤلاء فقط هم من فجروا ثورة يناير وقاموا بها... واستغلت القوات المسلحة في هذا  قلة وضعف الثقافة والتعليم لهؤلاء اللاهثين والباحثين عن الشهرة والمجد السريع حتى تثبت للشعب المصري ان هؤلاء التافهين المجوفين هم اصحاب هذه الثورة وبالتالي الثورة ذاتها تافهة ومجوفة... وبالفعل نجحت القوات المسلحة في تغيير وجهة ونظر الكثيرين عبر اعلامها الحقير الذي نفذ وبكل دقة هذا المخطط الحقير مستفيدا من هؤلاء الجهلة الباحثين عن مجد لا يمتلكوا ادواتة...

كما استطاعت ايضا القوات المسلحة في اطالة الفترة الانتقالية عن موعدها المحدد ابان تنحي الرئيس السابق مبارك من ستة اشهر لاكثر من عام ونصف حتى تعقد الصفقات وتبرم المؤامرة الكبرى على مصر مع احد الفصائل السياسية الذي اثبت التاريخ عنها بانها حقيرة ومن اجل بعض السلطة والمال والنفوذ من السهل ان تبيع احلام وطن وشعب وهي جماعة الاخوان المتأسلمين...

حتى تتسلم جماعة الاخوان السلطة مقابل بقاء كل امتيازات القوات المسلحة ومكتسباتها منذ انقلاب يوليو 1952 م وتصبح ثورة يناير المجيدة بلا اي تاثير او تحقيق لاي من الاهداف...

ومع غباء وفشل جماعة الاخوان صاحبة الثمانين عاما من العمل السياسي ازداد طمع القوات المسلحة في استعادة السلطة مرة اخرى مستغلة في هذا تردي الاوضاع اكثر فاكثر في غضون عام واحد فقط من حكم جماعة الاخوان لمصر والغضب الشعبي الناتج عن تردي الاوضاع وسوء الادارة لتستعيد القوات المسلحة السلطة من جديد التي اعارتها لجماعة الاخوان لمدة عام واحد فقط...

لتصبح ثورة يناير في مهب الريح بعدمها حاربتها القوات المسلحة بكل الطرق والاساليب الحقيرة واستطاعت ان تجعل الشعب في حال يجعلة يترحم على احوال سيئة سابقة ولكنها كانت اقل سوء من الواقع المرير...

الخيال الوردي

ومن الواقع المرير الى الخيال الوردي الذي يعتقدة الكثير من الثوار في فرض رغباتهم وافكارهم على شعب لا يجد قوت يومة ولا اي حق من حقوقة التي تم سلبها وسرقتها اكثر مما مضى حتى اصبح يترحم على ايام مبارك التي كانت سببا في ثورة يناير بالاساس!!!

تم تفتيت وحدة الثوار باساليب الاجهزة الامنية من مخابرات عامة وحربية وشؤون معنوية بالقوات المسلحة سواء ممن تم اجتذابهم تجاه مجد وشهرة زائفين او تشوية اصحاب المباديء الثورية واطلاق الاشاعات عنهم بانهم عملاء ومأجورين وخونة لدول اخرى كارهة لمصر او بالقبض عليهم وحبسهم في غيابات السجون حتى لا ينطقوا بالحق او يؤثروا في غيرهم وحتى يخلوا المجال للاعلام الفاسد التابع للقوات المسلحة في تسميم العقول والافكارة وتشوية الثورة والثوار بقدر ما يستطيع وهو ما حدث بالفعل...

كما ان الثوار انفسهم وانا واحدا منهم لم يكن لدينا مشروعا محددا او مدروسا لما بعد القيام بالثورة وازالة الفساد السابق وهو ما سهل للفاسدين سواء القوات المسلحة او جماعة الاخوان من ابرام الصفقات والمؤامرات على هذا الوطن حيث لا مكان او مجال للثوار الذين لا يعرفون ما هي الخطوة القادمة وكيف يتم تنفيذها...

انساق الثوار وراء التظاهرات والوقفات الاحتجاجية حتى بعد قيام الثورة المجيدة واسقاط نظام مبارك وهو ما لم يكن يجب ان يحدث فلا تظاهرات بعد ثورة تشمل اي تظاهرات ولكن وبكل اسف لعدم اكتمال الثورة ورحيل نظام فاسد ومجيء فاسد آخر وجد الثوار انفسهم في مأزق وهو تحقيق اي اهداف من اهداف الثورة حتى يبقى الشعب المصري خلفهم داعما لهم في استكمال هذه الثورة ولكن كيف وهو يناضل مرة اخرى امام نظام فاسد اخر يفوق قوة ونفوذ وسلاح عن نظام مبارك الذي تهاوى في بضعة عشر ايام...

وحتى هذه اللحظة لم يستطع الثوار ايجاد مشروع حقيقي لهذا الوطن حتى ولو قامت من اجلة ثورة جديدة فقد ستكون حينها ثورة حقيقية تستطيع احداث التغيير الذي لم تستطع ثورة يناير احداثة...

وحتى لا يكرهنا الفقراء ويلعنونا ويلعنوا ثورة يناير علينا قبل ان نفكر في اي تغيير ان نضمن لهؤلاء ايجابيات النتائج المترتبة عن الثورة والا فقد نصبح فقط مخربين عملاء هادمين للوطن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق