الاثنين، 12 نوفمبر 2012

المتآمرون على الإسلام


قد يبدو العنوان للوهلة الاولى واصفاً للكيان الصهيوني التي تربطة بالاسلام عداوة تاريخية قد لا تنتهي الا بانتهاء الحياة على هذه الارض ولكني في هذا الموضوع لن اتطرق للحديث عن هذا الكيان الكارة والمتآمر على الاسلام فحسب بل سأتطرق لمن هم اكثر كراهية وتآمر على ديننا الاسلامي الحنيف وهم للاسف ممن يدعون العلم بالاسلام والانتماء الية وفي حقيقة الامر فالاسلام بريء منهم ومن افعالهم التي ما من شأنها الا تشوية صورة الاسلام في نظر العالم بأسره.

عرفت مصر الدين الاسلامي على ايدي الصحابي الجليل عمرو بن العاص الذي اخذ الاوامر بنشر الاسلام وبالقيام بفتوحات اسلامية وكان له ما اراد عندما قام بالقضاء على الامبراطورية الرومانية التي كانت تحكم مصر انذاك وكانت امبارطورية مستبدة القت في نفوس الشعب المصري الكثير من الوان العذاب والاستبداد... وكان حينها غالبية الشعب المصري ممن يعتنقون الدين المسيحي.

حتى جاء الاسلام لينشر العدل والمحبة والتسامح بين سائر ابناء الوطن الواحد بلا اي فرض او استبداد او اجبار لمن يعتنقون اي من الديانات الاخرى سواء كانت الديانة المسيحيية او الديانة اليهودية التي كان يعتنقها الشعب المصري في هذا الوقت وكان لمن اراد ان يدخل الدين الاسلامي ما اراد بكل ترغيب وليس ترهيب.

وبقيت مصر منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا جامعة ومحتضنة لمختلف الديانات ومعتنقيها بلا اي تفرقة او تمييز بل كان الجميع ولا يزالون شعبا واحداً لا فرق بين مواطن مصري وآخر ولم يكن على سبيل المثال في حرب اكتوبر العظيمة منذ اكثر من تسعة وثلاثون عاما اي فرق بين الجندي المصري المسلم او المسيحي فمن استشهد قد استشهد ولا احد يعلم ماهية دينة وما هو اعتناقة...

كما كان لمؤسسة الازهر الشريف التي مر على انشاؤها اكثر من الف عام دورا كبيرا في نشر الدين الاسلامي الحنيف في مختلف اقطار العالم حيث كان يقصد هذا الكيان الاسلامي الكثير من المسلمين المعتنقين للاسلام من شتى ارجاء العالم سواء من قارة اوروبا او اسيا او افريقيا الى مصر لكي يتعلموا اصول الدين ويتفقهوا فية باقامة كاملة وتعليم ورعاية من مؤسسة الازهر الشريف الذي كانت مقصدا لكل المسلمين من دار للافتاء وهي الجهة الوحيدة المسؤولة عن اصدار الفتاوى الشرعية في مختلف احاكم وامور الدين الاسلامي كما كان لها من اصدار شهادات علمية عالية كانت تسمى الاجازة العلمية لمن وصل بمراحل التعلم والتفقة في الدين الى اعلى الدرجات ولم تكن حينها كلمة او لقب "شيخ" لقبا واسما مباحاً لكل من راى فيه نفسة عظيما وهو اجهل الجاهلين بل كان لقب جليل لا يحصل علية الا من تعلم بحق اصول الدين وتفقهة فية اكثر من غيرة ورأت مؤسسة الازهر في هذا الشيخ انه يستحق ان ينقل ما تعلم من دين الى غيرة ... فخيركم من تعلم القرآن وعلمة.

ومع مرور الزمن وبالتحديد في تاريخ مصرنا المعاصر فقد تحولت مؤسسة الازهر بعد ما نالها من ضعف الى مؤسسة تابعة الى النظام الحاكم في مصر يطوعها كيفما يشاء في اصدار الفتاوى الدينية التي تتناسب مع فسادة كحاكم للبلاد حتى وان كانت فتاوى خاطئة لا تمت للدين بصلة واصبح منصب مفتي الجمهورية ومنصب شيخ الازهر بالتعيين من قبل الرئيس المصري مباشرة وليس بمقاييس علمهم بالدين بقدر مقاييس قبولهم بالولاء والطاعة للحاكم وسماع اوامرة وتنفيذها ومن هنا دب الفساد والضعف ارجاء تلك المؤسسة الدينية الكبيرة... حتى نرى من نتائج هذا الضعف لهذه المؤسسة اكبر واسوء النتائج في ظهور فئة المتآمرين على الاسلام والذي اعنيهم في حديثي وساستطرد في تصنيفهم وفضح افكارهم الحقيرة لتشوية الاسلام.

بدا الضعف في مؤسسة الازهر وبدا ظهور هؤلاء المرتزقة الذين جعلوا من الدين الاسلامي مصدرا للرزق وتربح الاموال الطائلة بلا اي دراسة او تعليم او تفقه حقيقي في الدين... فالامر اصبح يسيرا... 

يأتي اي من هؤلاء ويترك لحيتة لا يحلقها او يهذبها حتى تكبر ويحلق شاربة مستغلاً ضعف التعليم الديني الذي اصاب مصر نتيجة تحكم الكيان الصهيوني والغرب في مناهج التعليم المصرية بفضل حكام مصر الفاسدين الخائنين لاوطانهم... ويبدأ هذا المنافق صاحب اللحية الطويلة والشارب المعفي بالتحدث في الدين وادعاء الفهم فية ليستمع الية الكثيرون ويمنحوة لقب "الشيخ" فلان وما ان يظهر على شاشات التلفاز ومختلف وسائل الاعلام ويكتسب الشهرة التي كان يسعى اليها ويتحول الى فقية في الدين يصدر فتوى هنا وهناك ويحلل الدين الاسلامي واحاكمة كيفما يهوى عقلة ويريد وكيفما يخرج هذا المنافق المتآمر على الدين مستفيدا رابحا الاموال من وراء فتاوية واحاديثة الكاذبة عن الدين الاسلامي وعن غير فهم حقيقي ويتحول الاسلام من وراء هؤلاء الى صورة ليست بصورتة ولا تنم عن حقيقة هذا الدين الاسلامي الجميل المتسامح ويتم تشوية صورة الاسلام اكثر واكثر كما يريد باقي المتآمرين على هذا الدين من كيان صهيوني حاقد وكارة او الى المجتمع الغربي الذي يريد ان يصور لباقي شعوب العالم ان الاسلام هو دين الارهاب والدم وهم في حقيقة الامر اصل الارهاب والدم.

ليزداد العبث بالدين الاسلامي والتآمر علية فتجد من يطلق علية الشيخ فلان وهو متهم بتهمة الزنا وقد تم القاء القبض علية في سيارة مع فتاة وهو يرتكب الفاحشة التي هي من اكبر الكبائر التي نهانا عنها ديننا الاسلامي الحنيف.

يزداد العبث اكثر واكثر حتى يصبح الدين الاسلامي وسيلة لوصول البعض الى سدة الحكم والاستيلاء على السلطة في البلاد بالوصول الى قلوب الملايين من المواطنين عن طريق بوابة الدين ولعلمهم الشديد بان الشعب المصري مسلما كان او مسيحيا فهو شعب بطبيعتة التاريخية شعب متدين يحترم الدين ايا كان ويقدسة... وفي الاخوان المسلمين ومدعي السلفية خير دليل.

ومن العبث اكثر واكثر نجد احد الشيوخ المصطنعة من يذهب لاجراء جراحة تجميل في انفة حتى يشبة النساء وهو لا يعلم بان دينة الذي ادعى انها فقية فية يحرم مثل هذه العمليات لطالما لم تكن ضرورية ولكنه يريد ان يشبة السيدات في هيئتة.

وتجد من تضارب افكار ومصالح هؤلاء المتآمرين ما يعطي الكثير من الجدل واللغط في الاحاكم الفقهية حيث يفتي هذا بامر ويفتي هذا بغيرة تبعا لمصالحهم ويتية الشعب البسيط القليل العلم بامور دينة بين هذا وذاك ويزداد ضعف الاسلام والمسلمين وهو ما يريدة هؤلاء المتآمرين كي يبقوا في مكانتهم الزائفة التي كانت سببا في ربحهم الاموال الطائلة التي وصلت الى حد القصور الشاهقة والسيارات الفارهة والزوجات المتعددة.

وكما اسردت في تاريخ دخول الاسلام مصر وان من كان يقطن مصر في هذا التوقيت كان الاخوة المسييحون حتى يدخل علينا احد الجهلاء الكاذبين المنافقين المدعيين في الدين والذي لا يستحق الظهور على شاشات التلفاز ووسائل الاعلام المختلفة ليطالب الاخوة المسيحين بدفع الجزية مقابل بقائهم في مصر وكأنهم ليسوا شعبها وليس لهم حقوق فيها كسائر المسلمين فيها!

لم يتوقف العبث بالاسلام وتشوية صورتة عند بعض الامثلة كما سردت ولن يتوقف العبث طالما هؤلاء المنافقين المتآمرين على الاسلام باقيين في اماكنهم ومكانتهم... واذا اردت ان اذكر بعض الامثلة الاخرى لمدى حقارة هؤلاء فاني ساحتاج الكثير من الاسطر والصفحات ولن اكفيهم حقهم في الوصف بالحقارة والنفاق والتآمر... ولكني ساكتفي بما يرى بعضهم بتطبيق الشريعة الاسلامية وكاننا كنا شعبا كافرا لا نعرف عن ديننا في شيء!!... ولماذا لم نسمع بهؤلاء المناديين بتطبيق الشريعة ابان حكم الرئيس السابق مبارك الذي سقط بثورة شعبية لكثرة فسادة وظلمة واستبدادة؟!!! هل ظهر لهؤلاء الجهلة صوتاً الان؟!

من يقرا مقالتي وينتمي لهؤلاء فبالتأكيد سيصفني بالكافر والفاجر والمرتد والملحد وسيستبيح دمي ورقبتي ولكن لا يهم هذا في شيء فقول كلمة الحق اهم بكثير من الحياة في الدنيا وما عليها من نعيم زائف سينتهي يوما ما.

اذا اراد الله لنا نصرا قريبا وان يعز الاسلام والمسلمين فسيعيننا على فضح وكشف مخططات هؤلاء المتآمرين على الاسلام والمدعيين علمهم بالدين وهم اجهل واحقر من ان يتم وصفهم باي صفة من صفات ديننا الاسلامي الحنيف.

لا اخاف عدو ظاهر على اني اخاف صديق خائن...

احذروا هؤلاء "المتآمرون على الاسلام" اكثر من حذركم الكيان الصهيوني الذي يبدي عداوة بشكل واضح ولا يتخفى في ثوب الاسلام كهؤلاء ... ولا استبعد يوما ان نكتشف ان هؤلاء المدعيين اصحاب مصالح مشتركة مع الصهاينة وقد يكونوا ممولين منهم لهدم وتشوية الاسلام... ان كان هذا مجرد ظن... فقد يصبح قريبا يقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق