السبت، 10 نوفمبر 2012

تطبيق الشريعة... وفردها


هكذا يكون الجهل... فهو حقاً اكبر واخطر انواع الامراض والافات التي تحيق باي مجتمع وتندس فية ولا تخرج منه ابدا... فهي من اخطر انواع الاوبئة المعدية التي تنتقل من فرد الى اخر حتى تصبح في غالبية كبيرة من المجتمع وينتج عنها الكثير من الاضرار التي تكفي لكي ينهار هذا المجتمع من اساسة وحتى اعلى طبقاتة.

ليس الجهل هو المضاد الحقيقي للتعليم وفي هذا يعني ان الجاهل هو من لم يتعلم القرائة او الكتابة او يدرس في مراحل التعليم المختلفة علوم الانسانية... بل الجهل الحقيقي هو ان يعطيك الله عقلا لكي تفكر به وتميز به كل ما يدور من حولك... وبارادتك انت تعطي لهذا العقل اجازة من العمل حتى يصدأ ويصبح لا قيمة له لتصبح شأنك في هذا شأن سائر الحيوانات التي حتى وان بدى لك انها بلا عقل ولكنها تستطيع بشيء من التمييز ان تعرف الصواب من الخطأ والذي يعجز تفكيرك حينها على ادراكة.

في خضم الاحداث والتخبطات العديدة التي تقدم عليها الحكومة الحالية ومن ثم رئيس مصر الحالي وهم بالتأكيد ترس في عجلة جماعة الاخوان وبنظرة على اكثر الامور تعقيدا وسهولة في نفس الوقت والتي اردنا جميعا ان نجعل منها عقدة قد لا نصل الى حلها قريبا... "الدستور".

تحدثنا كثيرا حينما قامت الثورة واطاحت برموز النظام السابق عن ضرورة انشاء دستور جديد للبلاد غير الذي كان موجودا وكان مجرد اداة للتفصيل والتطريز تحاك فيها اهم بنود العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم حتى يبقى الحاكم قويا فاسدا والمحكوم ضعيفا منهكاً ابد الابدين.
وعندما يتفق بقايا النظام السابق المتمثل حينها في افراد المجلس العسكري الذين كانوا مجرد عساكر مراسلة لرئيس الجمهورية السابق المتنحي بعد ثورة مع جماعة الاخوان المسلمين والمدعيين بانهم تابعين للسلف الصالح "السلفيين" فيصبح حينها انشاء دستور مصري جديد امر مؤجل الى اجل غير مسمى ويتم الاستعاضة عن الدستور الجديد بالاستفتاء الشعبي عن بعض المواد المفصلة ومطرزة كي تصبح على مقاس الحاكم الجديد كان مجلسا عسكريا او رئيس من جماعة اسلامية مثلما هو الان.

ونظرا الى حتيمة انشاء دستور جديد بعد الذي سقط مع الثورة وبعد انتهاء صلاحية الاستفتاء الذي تم بعد الثورة ونظرا ايضا الى اطمئنان الجماعة الاخوانية للوصول الى سدة الحكم والاطمئنان الى الاستحواذ الكبير على مقاعد البرلمان القادم حيث وجد الاخوان في بذلة النظام السابق مقاساً لهم واستطاعوا بالفعل ارتدائها.

تم انشاء اللجنة التاسيسية وتم حلها وتم انشائها وبقيت حتى تعمل على تكوين دستورا لمصر يوافق علية الشعب المصري في استفتاء اخر مثل الذي تم تزوير ارادة الشعب فية ابان الثورة المصرية.
وفي خضم الكثير من القضايا المرفوعة لاسقاط هذه اللجنة المسؤولة عن تشكيل الدستور والتي حقا يملؤها الكثير من العوار والفشل اما في اسماء اعضائها او في الاسماء التي كانت تستحق ان تكون فيها ولم يتم ادراجهم نتيجة لاهواء خاصة بالتيار المتأسلم المسيطر في هذا العصر... يبقى انشاء دستور جديد لمصر امر اكثر تعقيداً من الوصول الى سطح كوكب المريخ او الى القفز من خارج الكرة الارضية وكسر حاجز الصوت في سابقها حقيقية لاحد العلماء المتفانين بعمرهم من اجل تقدم العلم وهو في نظر المتأسلمين بالطبع منتحرا وكافر.

ومن تحول فكرة الثورة بكل طهارة معناها في القضاء على الفساد والتغيير الى الافضل الى كونها وسيلة للضغط على الحاكم لتنفيذ بعض الرغبات التي قد لا يتم تنفيذها بشكل بديهي من قبل حكومة اضعف من ان تفكر حتى تنفذ شيئاً.

جائت مليونية تطبيق الشريعة الاسلامية والتي نزل فيها من الجماهير الى الميدان ما يفوق الكثير من المليونيات التي كانت سببا في ان يأتي رئيسا لمصر غير عسكري وتتحول بفضلها الجماعة الاسلامية المحظورة الى نظام حاكم لنفس الدولة.

للوهلة الاولى تعتقد اننا لسنا بجمهورية مصر العربية وقد نكون في دولة غير معلومة لا نعرف عنها شيء يرتاد شعبها الحانات وتصطف نسائها على ضفاف الشارع حتى يأخذن نصيبهن من ممارسة الجنس مع الكثير من الرجال المتوقين الى تلك الممارسة في مقابل بعض الاموال... 

وهل كانت مصر وشعبها الذي عرف الاسلام منذ اكثر من الف وبضع مئات السنين ان يطالب البعض فيها بتطبيق الشريعة؟... هل كنا نعيش حياة المجون والفجور في اسمى معانيها؟... هل تطبيق الشريعة امرا حديثا لم يعرفه المصريين حتى جاء هؤلاء الفاتحين الجدد ليطالبوا بتطبيق الشريعة التي قد لم يفعل في تطبيقها الصحابي الجليل عمرو بن العاص عندما قام بفتح مصر والقضاء على الامبراطورية الرومانية انذاك ونشر الاسلام في مختلف انحاء مصر.

ولعل الامر العجيب ايضا والذي يدعوا الى الاشمئزاز عندما تكون اللجنة المخولة لوضع الدستور من غالبية ممن هم ينتمون للاكذوبة التي تسمى الاسلام السياسي وفي نفس "ذات" الوقت يناشد ممكن هم من نفس الطائفة المتأسلمة الضغط على انفسهم حتى يتم ادراج هذا المسمى"تطبيق الشريعة" في الدستور!!!

ومن يرى في هذا الذي يحدث تخلف او جهل فالشريعة مطبقة وان كان هناك ظلما يقع فليس بسبب الشريعة ولا الاسلام ولكنه بسبب القانون العاجز الذي لم يتم تعديلة او نسفة وتغييرة منذ اكثر من قرنين من الزمان... فالشريعة مطبقة وقد تكون هي احد الاشياء النادرة التي يتم تطبيقها في دولة عم فيها الفساد واصبح الجهل فيها صفة يتحلى الكثيرون بها عندما اعطوا للعقل الذي عرفوا الله سبحانة به ان يتوقف عن التفكير ولو للحظة عن المستفيد الحقيقي من كل هذه البلبلة وهذا التردد وهذا الضعف الذي دب ارجاء كل مناحي الحياة في مصر.

قد اصبح الان كافرا وقد استحق القتل وقد اكون من رواد جهنم المخلصين نتيجة رايي في مسالة قد لا تستحق الجدل او النقاش او حتى مجرد ابداء الراي... 

رحم الله السيد/ عمر بن الخطاب الذي استطاع ان يقيم العدل الذي يقترب الى الكمال فاستطاع ان يقطع يد السارق ويقطع رقبة القاتل... ولكنة ايضاً واعني السيد عمرو بن الخطاب الصحابي الجليل قد منع هذه الحدود الجنائية عندما عمت الدولة الاسلامية الفقر والمرض والحرب واصبح العدل بين سائر البشر امرا ليس باليسير نتيجة كل هذه المتغيرات....

يكفي لمن له عقل ان يفهم ويدرك اننا في اشد واصعب مرحلة قد تمر بمصر حتى تعبر من جسور الجهل المتهاوية الى سماء التقدم والنهضة الحقيقية وليست نهضة الاخوان الكاذبة والكاذبين.

الشريعة ليست حدود صماء يتم تطبيقها بلا فهم او وعي او عدل حقيقي لا يميز بين احد والآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق