الأحد، 7 أكتوبر 2012

تعلَم... كيف تضيع حق الشهداء؟!



تسعة وثلاثون عاما على مرور حرب اكتوبر المجيدة والتي انتصرت فيها مصر على المستعمر الصهيوني الذي اراد ان يتحول من مجموعة من الشراذمة تقطن العديد من دول العالم ليجدوا في فلسطين وسيناء موطناً لهم.

اظهر الجندي المصري اسمى ايات البطولة والشجاعة في استعادة ارضة المسلوبة على ايدي اليهود الشراذمة حتى كتب الله له النصر.

اقيمت االاحتفالات حينها واصبح يوم السادس من اكتوبر عيدا قومياً يحتفل به المصريون عيدا للنصر وعودة كرامة مصر التي كادت ان تضيع.

ولكن...

ماذا بعد الانتصار والاحتفال والمعاهدات السياسية التي تبعت ذلك لتقي مصر شر الحروب مره اخرى والتي تكبد اي دولة الكثير من الاموال؟!

سنت الحكومة حينها الكثير من القوانين التي تعطي الكثير من المميزات والحقوق لاهالي شهداء نصر اكتوبر العظيم كما تعطي المصابين والمشاركين في النصر الكثير من المميزات منها توفير فرص العمل ومكافئة حينها بالاضافة الى معاش دائم... وإن كانت هذه المميزات مادية فكانت هناك بعض المميزات والمكافئات المعنوية مثل تكريمهم واعطاء بعضهم القلادات والانواط من رئيس الجمهورية.

ولكن...

هل كان هذا الاهتمام مستمر ودائم؟... هل بقيت اسر شهداء اكتوبر ومصابي الحرب والمشاركين فيها محط اهتمام وتقدير من الحكومة المصرية ورئيس الدولة؟... هل بقي كل هؤلاء ولو مجرد مواطنين مصريين؟... ام جائت افة النسيان لتمحو كل هذا وتتحول اسر الشهداء ومصابين الحرب والمشاركين فيها الى مجرد ذكرى لا يتذكرها احد ولا يعلم عنهم احد ما الم بهم من حال وما قد وصلوا الية من سوء حال واوضاع.

نعم... فقد تدهورت احوال كثير من اسر شهداء حرب اكتوبر العظيم كما تدهورت احوال الكثير من مصابين الحرب الذين بلغوا من العمر ارذلة ومنهم ما قد لقى مثواه الاخير وهو يحتاج الى بعض العلاج كما يوجد كثيرا من المشاركين في هذا النصر العظيم على قيد الحياة ولكن لا يعلم عنهم احد ولا يعرف من هم وما هو تاريخهم الحافل بالانتصارات حتى اصبح الكثيرين من التافهيين ومن لهم بعض المعارف والعلاقات من المشاهير واصبح هؤلاء الابطال مجهولين لا يعرفهم ولا يدرك ظروفهم واحوالهم احد.


ما اشبة الليلة بالبارحة... فمن نصر اكتوبر العظيم الى نصر يناير العظيم ايضاً... فإن كان نصر اكتوبر استطاع ان يزيح عدو مصر الخارجي منذ تسعة وثلاثين عاما... فقد استطاع نصر يناير الماضي ان يزيح عدو مصر الخارجي وهو النظام الفاسد البائد الذي ظل يحكم مصر لاكثر من ثلاثين عاما حتى جائت ثورة يناير لتطيع بهذا النظام الفاسد الذي ابدى ولاء للعدو اكثر من ولائة لوطنة وشعبة.

وبنظره مطابقة لاحوال اسر شهداء ثورة يناير ومصابيها والمشاركين فيها بحق وليس المتشدقين بها للوصول لاطماعهم نجد مصير متشابة لما حدث لابطال نصر اكتوبر العظيم.

ماذا حدث لاسر شهداء يناير؟... هل كانت الاموال هي نظير اشتهداء هؤلاء الابطال حتى يلقوا حتفهم مقابل حفنة اموال؟ هل كان النصب التذكاري الذي قم تم وضعه في ميدان التحرير وتمت ازالتة هو ما يكفي لتخليد اسمائهم وذكراهم والذي اتحدى احدا ان يدرك عشرة اسماء من اسماء هؤلاء الشهداء الابطال؟...هل اتى القصاص العادل لمرتكبي هذه المجازر سواء ابان الثورة المصرية في يناير الماضي او على مدار الشهور الماضية في العام الماضي والحالي من احداث ماسبيرو او محمد محمود او مجلس الوزراء او احداث بورسعيد؟...  هل وجد مصابي الثورة حقهم في الاستشفاء والعلاج والتكريم المناسب؟... ام بقى الكثير منهم مهملا حتى الان وقبل مرور عامين من الثورة التي شاركوا فيها واصيبوا فيها اصابات بالغة وصلت الى فقد اعينهم وغيرها من اصابات خطيرة؟

كيف وقد تاه كل شيء وضاعت الحقوق واصبح البطل مجهول والكاذب المتشدق بطل؟!

ماذا فعلت الحكومة او الرئيس المنتخب او القوى السياسية في مجرد التفكير في تخليد اسماء الابطال الحقيقين؟... وهل نحن محترفين بحق في ضياع حقوق شهدائنا؟!

هل اصبحنا بحق نملك افة النسيان والانانية  التي تجعلنا ننسى من يضحي من اجلنا في نفس الوقت الذي نمجد فيه الكاذبين الفاشلين؟!

كيف نتعلم ان نمجد ونحيي ذكرى ابطالنا؟!... كيف نتعلم ان نرد الجميل ولا ننسى حقوق الاخرين؟!...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق